استيقاض فضي لامع .

نظر ذلك التلميذ وراءه نظرة حزن الى معلمه الذي كان قدوته ومثله الاعلى وقال : ' تبا تبا تباااا لماذا انا ضعيف ؟ لما لم استطع فعل شيئ' واكمل : ' معلمي انا بدونك نكرة وحثالة لا استطيع العيش في هذا العالم القاسي ارجوك قم وانهض وافتح عينيك واطربني بسماع ضحكاتك المخيفة الحزينة الباردة القاتلة ...'

بينما هو ينظر وراءه الى معلمه البائس واذا به يحس بان هناك خطر يقترب منه من امامه لكنه لا يستطيع تفاديه لسرعة الهجومات, كم هائل من السهام والرماح المسمومة تتجه نحوه .. ببساطة التلميذ والوحش غبيان لاقتحامهما سجن السماء بمفردهما وبقوتهما الحالية فرغم قوتهما الهائلة لكنهما يبقيان كالنملة في وسط شلال ضخم او كانهما في حضن عاصفة هوجاء شديدة بل هما في مركز دوامة عملاقة مدمرة .

وقبل ان تشق السهام طريقها الى جسده يقوم ذلك الحاجز من المجهول وبسرعة فائقة بتغطية التلميذ المنهار نعم انه العقرب العملاق يقوم بدور بطولي بامتياز قام بحماية صديقه الذي اقام معه عقد الروح بوضع نفسه على المحك انها تضحية تستحق ان يشاد بها كثيرا .

نظر ذلك التلميذ الى عقربه والدماء تسيل منهما من كل جانب لتبدأ دموعه بالسقوط لكن بدون صراخ كانه يقتدي بمعلمه فرغم الالم والمعاناة لكنه لم يسمح لنفسه باطلاق هواها . لن يسمع اعدائه صراخه وخوفه انه لا يهين كبرياء معلمه

فياله من تلميذ نادر وعظيم فهو من معدن خالص نادر فرغم اقتراب اجله الا وانه متسمك بمبادئه وقيمه سيجعل معلمه فخورا جدا به .

كان المنظر سريع جدا حتى كدنا نعتقد بان الوقت توقف وان الدموع بقيت في السماء تنزل بكل طمأنينة وسلاسة قاطعة طريقها الى رطم الارضية مبعثرة نفسها كانها قطعة زجاج تسقط واحدة وتفترق وتتناثر جملة مسببة جروح غير متناهية .

قرر ذلك التلميذ ان يوقض معلمه بالقوة ليبادر بالذهاب هناك الى جهة معلمه النائم ان العقرب الضخم يحرس البوابة من هجوم الدخلاء لكن ظهره مكشوف للسحراء الموجودين في الداخل ... تضرر جسده من الجانبية لكنه لم يتحرك قيد شعرة من مكانه كانه جبل شامخ بوقفته الرجولية البطولية المليئة بالدماء والطموح مع عينان حادتان جريئتان لا تعرف معنى الاستسلام يكاد القريب منهما يبلل نفسه من رايتهما .فهو نسخه من صاحبه .

بدا التلميذ يترامى هنا وهناك بسبب السم الذي يسري في جسده يحاول ان ينهي امله ويسعى جاهدا الى تحطيم عمق وزره وبقي يمشي ويتغلغل في جسده محاولا قطف نور وروح حياته لكن ذلك التلميذ بقي يناضر ويصارع ليسبب يجهله هل بسبب مبادئه ؟او وحدته ؟ او اشتياقه لمعلمه ؟ لكن الطفل لا يعلم ماذا يفعل فالدنيا جد متغيرة كان من قبل يلقب بالفهد او بالاسرع لكن الان مسافة امتار لا يكاد يصلها الا بشق الانفس وبتحطيم الحواجز وبالاندفاع بالروح فقام بالعض على شاربه بكل قوة حتى تلونت شفاهه الدم يسقط بغزارة من هناك انه لا يستسلم لدفئ السم ولاريحية النوم بعد يوم شاق وعناء طويل

بقي القليل ويصل الى جيم ولكن السحراء الباقية هناك غير مهتمة به او بالاحرى منشغلين مع العقرب و هجمات ذيله الغادرة ومع بقية العقارب الصغيرة

وبعد فراق دام طويلا يقترب التلميذ من معلمه ليلم شمله ويؤنس روحه ويشفي غله ويقوي جوارحه حيث بادر بضرب معلمه بكل قوة من اجل ان ايقاضه لاكن للاسف لا شيئ جديد , معلمه في عالم اخر وربما في بعد اخر, يحاول الطفل المسكين الصياح والصراخ بقوة لاكن حنجرته خانته في اشد احتياجه لها لا صوت ينبع من جوفه بقي يحاول ايقاضه فقط بعزيمة لكن العزيمة وحدها لا تكفي فهنا حياة واقعية وليست افلام او روايات خيالية فرغم كل هذه الاصوات والطاقات والهجومات الا ان جيم غير موجود هناك ..

بدات الذكريات تملأ التلميذ عن رجل شهم اطعمه اذا جاع حتى انتفخ و سقاه اذا عطش حتى ارتوى والبسه اذا تعرى حتى اثخنه واواه اذا احتاج حتى ادفأه بينما هو يضع يده على قناع معلمه القاسي واذا بردائه يسقط منه جراء عدم تماسكه حيث كان ذلك الرداء مخترق كليا وشبه محروق لينزل ذلك الرداء ارضا فيرى التلميذ ندبة عظيمة على صدره يحاول ان يخفيها لكنه لم يستطع ليبدا يتذكر ومضة و لقطة سريعة في ذاكرته يوم كان هناك ذلك التلميذ يحاول قتل معلمه حيث كان المعلم نائم والتلميذ يهجم بشتى انواع الطرق كأن هذا جزء من تدريب لكن رغم كل المحاولات الا والمعلم بقي في نومه غير مهتم الى ان تفطن ذلك التلميذ الذكي الاحمق الى كلام يؤثر على معلمه حيث قال ' المراة الفضية قادمة ' وفي طرفة عين وفي رمشة خاطفة حدث غير المتوقع كل ما يذكره انه راى عين حمراء كادت تقتلع روحه هذا ما تذكره اثناء اتيقاضه من سريره بعد ايام ليجد ضمادة كبيرة على صدره حيث شعر بجرح كبير هناك كانه تم شطره الى نصفين .

وبعدها استجمع قواه وقال : ' جون والمراة الفضية تما قتلهما '

مرت هذه الكلمات في موجات وذبذبات لم يسمعها احد بسبب قلة صوتها وكثرة المعارك خارجا لكن كانها صاعقة دخلت الى عقل جيم الممدد هناك حتى انه فتح عينيه وقال : ' ساقتلك يا امي .' ووقف هناك وصرخ صرخة ارعبت السماء اندهش السحراء وبقوا ينظرون اتجاهه ينتظرون منه ان يسقط مجددا كعادته فهم لا يعلمون انه فتح عيناه بعد , ينتظرون وينتظرون منه السقوط لكن تمر الثواني كانها سنوات ولم يسقط بعد ليقوم جيم اخيرا باخذ شهيق قوي حتى امتلا صدره من الهواء وبعدها اطلق زفير بطيئ وبدا يحاول تحرير يديه , في الحقيقة كان منهك القوى وضعيف جدا لانه يبقى انسان لم ياكل او يشرب لمدة طويلة .

قام بقول كلام لا يعرفه احد : ' شيندو نيبادا ' قال هذا الكلام بنغمة جميلة مطربة ملحونة ليبدأ بعدها دخان اسود قاتم شديد يخرج منه كاد يخفي به كل الغرفة انتقل السحراء للهجوم مباشرة هناك , لكن كل هجماتهم تختفي لما تدخل هناك ليظهر احيانا هناك جيم عاري وسرعان ما الدخان يغطيه ظهر الطفل كذلك على الارض قام جيم بامتصاص كل شيئ حوله قيوده ثيابه جثث السحراء العقارب القريبة حتى انه امتص الدماء من جروح تلميذه وربما امتص سمومه لكنه لم يلمس جسده بسوء ربما هذه هي عملية التطهير الحقيقية يقوم بامتصاص كل شيئ واخذ اي ذرة من طاقة او قوة موجودة هناك لاشباع جوعه او لشحن طاقته .

بينما يمشي بخطوات ثابتة بطيئة فهو لم يفهم الصورة الكاملة بعد وبينما ينظر الى نفسه حتى انتبه انه عاري تماما ليقوم برد فعل بطيئة كانه غير مهتم بتاتا اذا راه احد ما لكنه اخفى نفسه بالظلام وبعدها تفطن لامر ما ووضع يده على راسه وبدأ يتسائل ' اين هو شعري ' لينظر الى هاؤولاء السحرة هناك ويقوم بنشر دخانه هناك انتبه السحراء الى ان مصيبة قد حلت فقد التقت عيون الضحية مع المفترس او الغنيمة مع الصياد وبدؤوا بالابتعاد عن جيم ليظهر امام احدهم ممسكا براسه بينما ذلك الساحر لا يتحرك وتجمد مكانه لتبدا بعض الافكار تتسرب االى راسه مضمونها اترك ثيابك حالا .

طبعا جيم لم يقل شيئ لكن كانه قام بالتخاطر معه او دخل عقله وقام بامره تاخر الساحر في الاستجابة حتى تم سحق راسه بقي ذاك الدخان لفترة حتى قام جيم بارتداء سترة ذلك الساحر ثم قال في نفسه ' لماذا لم اتحول ببساطة حتى اخذ ثياب هذا القذر ' واجاب على نفسه لكنني لن اترك احد حيا راني اسرق ثياب لن اتحول اريد رؤية نفسي بهذه الهيئة وبدون شعر '

وبعد استمرار التقنية وامتصاص كل ماهو موجود هناك من عقارب ميتة وحتى من سموم موجودة ورماح وسيوف وسهام وسحراء بدات بعض الابواب تفتح في عقل جيم حتى انه اطلق العنان لقوة هائلة اخترقت كل السجن ومن خلال هذا علم عدد الاعداء قوتهم مكانهم مكان بقية السجناء والاهم معرفة مكان وحشه

لكن الصورة الكاملة لم تكتمل بعد فهو يعلم ان كل ما يحدث هو جزء من خطته لكنه نسي السر او احدى قطع الاحجية وبدأ يفكر هل اخطات في امر ما ؟

كل ما فعله هو ضرب ذلك العقرب بقوة مبعدا اياه من الباب كان ببساطة يمكنه تدمير وفتح فتحة او باب اخر لكنه بشخصيته لا يحب التدمير فهو يؤذي وربما يقتل روح قوية متعاقدة مع تلميذه بكل برودة وطمأنينة لكن السبب يبقى مجهول فربما لان العقرب راه يسرق ثيابا ما وهذه اهانة للملك .

وبعد برهة تبدأ اخيرا تلك اللوحة المنتظرة الذي اجتمع عليها كل الفنانين يرسمونها بكل اخلاص وروح وحب مجموعة من الاسنان البيضاء اللامعة بدا ظهورها يتناسق تدريجيا على وجه اسطوري بمكانة ملكية عالية

ابتسامة شوق للحياة تنبض .. ضحكة عودة من العذاب الى تفعيل الجحيم الابدي

عودة الشر والظلام .. بداية الفناء والنهاية او ربما هي بداية الدمار الشااااامل .... من يا ترى سيوقف مدمر مختل مثله .

اعتذر جدا جدا على تاخري في رفع الفصل والله عندي حالة مرضية للوالدة .

اتمنى منك اخي القارئ الدعاء لها بالشفاء في الغيب وجزاك الله خيرا

اكرر اسفي اخوتي على التاخر وباذن الله ستكون هناك فصول غزيرة بداية من يوم الخميس واتمنى ان لا تكونوا نسيتوا الرواية بسبب التأخر

في انتظار ارائكم ومروركم وتعليقاتكم وتوصياتكم فلا تحرمونا منها وهل بدأ يتحسن اسلوب السرد الى الافضل او يلزمني العمل اكثر على جعل القراءة ممتعة وشيقة والسلام عليكم ورحمة الله

في الانتظار ..

2017/05/26 · 481 مشاهدة · 1422 كلمة
Mouhamed_islem
نادي الروايات - 2024