12 - تقنية الغطاء الكامل؟

قطعت فيونا منتصف المسافة بينما فيل لازال يفكر في طريقة مبتكرة لتخطي ھذھ العقبة.

علم ان قوتھ الجسدية ستخذلھ في منتصف الطريق و قد يسقط لذلك لا يمكنھ ان يخاطر بفعل ذلك.

فكر و فكر لكن عقلھ كان فارغ.

قدراتھ الجسدية البحثة ليست كافية. و لم يود استعمال المانا رغم ان لا غش فيھا الا انھ اراد تدريب جسدھ.

"يبدو ان علي القيام بھذا"

عندنا كان فيل يتفحص الجبل قبل قليل استطاع ملاحظة ان جزءا منھ كان مكون من التراب.

رغم انھ لم يكن مناسب تماما للتسلق الا انھ كان المكون الاخير في الوصفة التي اعدھا فيل للنجاح.

ادارت فيونا رأسھا و رات فيل يتراجع سريعا نحو الغابة، كسر عدة اغصان اشجار ثخينة و حملھم وراء ضھرھ باستعمال سترتھ كحبل لربطھم جيدا.

"كنت ارى ھذا في مسابقات قاطعي للاشجار، لم اظن يوما اني ساقوم بھ بنفسي"

تسلق فيل اقرب شجرة من الجبل حتى وصل لاعلاھا.

بدأت الشجرة بالتموج يمنة و يسرى بسبب ثقل فيل لكن ھذا الزخم كان ما يبحث عنھ فيل.

تجاوزت تلك الشجرة العشرين متر، لذلك باستعمالھا كموطئ قدم قفز منھا فيل باستعمال مزيج من القفزة الخارقة و الخطوات الخفيفة و اطلق نفسھ جھة الجبل.

اصطدم فيل بالجبل بقوة لولا استعدادھ الذھني لكان سقط من الالم.

قبل ان يبدأ فيل بالانزلاق استل غصن من وراء ضھرھ و طعنھ ليدخل عميقا داخل الجبل و اوقف سقوطھ.

لقد تمكن من تسلق 23 متر في غضون 30 ثانية. لكن اختھ تفوقت عليھ ولازالت تتسلق رغم التعب و رغم كون عضلاتھا شارفت على الاستسلام الا انھا لم تتوقف.

امسك فيل بالغصن جيدا و رفع نفسھ ليقف فوقھ. رفع راسھ ليرى نھاية الجرف .

"لازالت بعيدة، لدي اكثر من 70 متر لاقطعھ".

استل فيل غصن اخر مما جعل في حوزتھ الان سبعة اغصان متبقية.

امسكھ جيدا.

بدأ يقز فوق الغصن ليرا ان كان سيتحمل وزنھ ثم عبر مزج القفزة الخارقة مجددا مع الخطوات الخفيفة استعمل الغصن المتبت جيدا في الجبل كأرضية صلبة و قفز بكل قوتھ ليتجاوز 20 متر اخر.

لحظة احساسھ ان زخمھ انتھى وقبل ان يبدأ بالسقوط، طعن الغصن الذي كان في يدھ بحافة الجبل و اوقف سقطوھ.

قام بنفس الشيء مجددا و بدون اي جھد يذكر.

رفع نفسھ، التقط انفاسھ، لم الطاقة في قدميھ و قفز للاعلى ثم تبث نفسھ في اعلى نقطة وصل لھا.

اصبح الان في نفس الارتفاع الذي وصلت لھ اختھ.

ھذا ما صدمھا و صدم والديھ الذان كانا يراقبنان للتأكد من سلامة الطفلان فقط.

لم يصدق اي احد عبقرية فيل.

حاولت فيونا ان تدفع نفسھا اكثر، لم تود الخسارة امام فيل خصوصا كونھ اقل منھا رتبة.

بسبب تعجلھا و عيائھا انزلقت قدمھا و سقطت.

بسبب الخوف و الصدمة لم تستطع التصرف بسرعة و بسبب الوزن الزائد الذي كانت تحمل كان سقطوھا اسرع من العادي.

ادار فيل رأسھ لينظر ناحيتھا.

"حتى ولو انھا من الرتبة A اذا سقطت من مسافة 70 متر ان لم تمت ستصاب اصابات خطيرة ولا يوجد معالج ھنا."

ارادت كريستينا ان تنطلق لانقاذ ابنتھا لكن كريس اوقفھا واشار لھا لتنظر ناحية فيل.

كان فيل في ھذھ اللحظة تغلفھ ھالة زرقاء، استعمل ذلك الغصن الذي كان يقف عليھ كموطئ قدم و باستعمال طاقتھ كلھا ضخ قدميھ بالمانا حتى صارو ضعف حجمھما الاصلي و اندفع كالسھم جھة اختھ.

كانت سرعتھ ھائلة ووصل عند فيونا في رمشة عين.

امسكھا قبل ان تصطدم بالارض، تلقى ھو الصدمة وبسبب ان قدميھ كانت اكثر جزء معزز من جسدھ وضع المزيد من القوة فيھما و اندفع محلقا للاعلى كالصاروخ مجددا.

فكر فيل انھ بعد قيامھ بھذا سيجھد ولن يكون قادرا على الحراك و اختھ كذلك متعبة لذلك سيستعمل اخر نقطة من قوتھ ليوصلھما فوق الجبل و بعدھا سيترك امر ايصالھ للمدينة لاختھ.

اندفع فيل للاعلى كالصاروخ مخلفا ورائھ اثار اقدام و دمار بعمق خمسة امتار تحت الارض و عاصفة غبار.

بعد ان حط فيل فوق سطح الجبل، خرت قواھ و سقط مغشيا عليھ.

لم يملك وقتا ليتحكم في طاقتھ لذلك استنزف بركة المانا خاصتھ كليا اضافة الى الاجھاد الذي حصل لھ بعد ان استخدم عضلاتھ التي كانت خاملة لفترة.

لم يستطع جسدھ ولا عقلھ تحمل كل ذلك الارھاق و فقد وعيھ.

بعد ان فقد الوعي، بدأ الدم يسيل من كل فتحات وجھھ.

ھرع كريس و كريستينا لتفقد احاولھم. وضع كريس يدھ فوق جسم فيل و احاطھ كلھ بطاقة بيضاء حليبية.

"انھ يعاني من العديد من الكسور و التمزقات العضلية، و ينزف داخليا.

بمستوى مھارتي يمكنني ان امنع النزيف مؤقتا فقط علينا الاسراع بھ لمعالج.

ماذا عن فيونا ھل ھي بخير؟"

وقفت فيونا التي كانت في حضن امھا التي تتفقدھا و قالت "نعم انا بخير علينا الاسراع و معالجة فيل."

كانت اقدام فيونا ترتجف لم يكن من الصدمة او الخوف لكن من الندم كونھا جعلت اخوھا في ھذھ الحالة رغم انھا اقوى و اعلى منھ رتبة الا انھ كان من انقذھا.

لم يتبقى لنصل لمدينة ايغل سوى القليل، ساستعمل كل طاقتي لابقاء حالتھ مستقرة. استعملي سرعتك القصوى و اعطيھ للطبيب ليعالجھ. و سنحاول اللحاق بك انا و فيونا في اسرع وقت.

شكل كريس باستعمال قوتھ قبة اسطوانية الشكل حول فيل منعت حالتھ من التدھور و اعطاھ لكريستينا.

امسكت كريستينا فيل ثم اختفت في لمح البصر.

"ھيا بنا نحن ايضا، ھل تملكين من القوة ما يكفي للركض؟" سأل كريس

"حاول الا تتأخر عن الركب كثيرا" قالت فيونا ثم اندفعت للامام.

.....

فتح فيل عينيھ، ادار رأسھ ليحاول معرفة مكانھ.

رأى انھ نائم على سرير و مغطى بملائة بيضاء. ظن انھ في مستشفى ما مجددا لكنھ ابعد تلك الفكرة من رأسھ بعدما رأى والدھ نائم في سرير قربھ.

حول نضرھ جھة اقدامھ ورغم انھ لم يكن يحس باي الم بعد الان ولم يرى اي اصابات الا انھ احس بخدر غريب فيھم.

تذكر جسدھ ذلك الشعور بعد ان انھك عضلاتھ و احس بالم خيالي.

ادار رأسھ جھة والدھ و وجدھ نائم على بطنھ بينما يعانق وسادتھ.

بعد ان ادار رأسھ مجددا سمع والدھ يقول "يبدوا انك استيقضت"

لم يتفاجئ فيل من ذلك فأحاسيس الصيادين افضل من الخاصة بالبشر.

رد فيل بررودة "كم نمت من الوقت"

"ثلاتة ايام. رغم ان الطبيب الذي ھنا من الرتبة B و عالجك فور ان احضرتك امك لھ الا ان جسدك و عقلك كانا منھكين بشدة لذلك لم تستيقض حتى الان"

خفض فيل راسھ و قال بصوت مرتفع "ثلاثة ايام تقول" ثم اتبعھا محادثا نفسھ "يبدو انھ لا يجب علي استعمال تلك الحركة مجددا حتى اتقن استعمال طاقتي".

"و الان ھل تود اخباري شيء؟"

"اخبرك ماذا؟"

"عن كيف استطعت استعمال قوة اعلى من مستواك"

2024/01/20 · 37 مشاهدة · 1024 كلمة
LANDO
نادي الروايات - 2025