[مقدمة]


في غرفة الادارة كان المدير يجلس على كرسي المكتب بينما يتلاعب بقلم حبر بين يديه, وكان امامه موظف شاب يبدوا 26-27.


كان الموظف يقف امام المدير بينما هناك ملامح خيبة الأمل وعدم الرضى على وجهه واذا دققت قليلا يمكنك ملاحظة ظلال تحت عينيه وكان هذا الموظف هو ناكامارو أكيو.


وعلى النقيض تماما فيبدوا أن المدير كان مبتهج وسعيدا, وعلاوة على ذلك هناك ابتسامة واسعة من الأذن للأذن على وجهه.


"أكيو, نحن نعرف أن السبب في تراجع عملك هو الضغط المسلط عليك ولكننا لانستطيع قبول المخاطرة, أسف"


"نحن نقدر خدماتك لهذه الشركة لكل تلك السنوات"


كان المدير يتكلم ويستعمل يديه لصنع حركات لتبيين كلامه.


"أنا أتفهم"


الطرد!


اليوم تم طرد أكيو من عمله بعد 7 سنوات كاملة, ليس وكأنه لم يكن يتوقع هذا فعلى الأقل يتم طرد موظف واحد كل يوم لذا فهو كان مستعدا لهذه اللحظة منذ زمن بعيد ولكن لازال الأمر يترك مذاقا لاذعا في الفم.


بعد خروجه من باب الشركة أحس بالرغبة في الصراخ وشتم وسب هذا العالم, ولكنه يعرف أنه اذا فعل هذا فسيتم تصنيفه على أنه مجنون بطريقة مباشرة لذا لم يسعه سوى ايقاف سيارة اجرة للتوجه لمحطة القطار.


بعد عدة دقائق, كان يقف في المحطة منتظرا القطار مثل اي مواطن عادي أخر.


بدأ يتفحص محيطه, كان هناك من يتحرشون بالنساء, نصابون, لصوص, كان هناك كل أنواع الناس.


غرق في استذكار حياته.


عندما كان في المدرسة الابتدائية فوالداه توفيا بسبب حادث سير و تركا له اختا صغرى مما جعله مجبرا على أن يبحث عن عمل جرئي ليعين نفسه وأخته.


في المتوسطة...قتل أحد المتنمرين الذين كانوا يتنمرون على أخته عن طريق الخطأ, ولكن لأنه كان دفاع عن النفس ومن غير قصد بالاضافة الى أنه لايزال قاصرا فلم يتم الحكم عليه بالسجن واكتفى بالخدمة العامة.


ولكن في المدرسة الثانوية أصاب مرض مستعصي علاجه أخته وبعد 3 أشهر ماتت على الفراش مماجعله يدخل في صدمة عاطفية لعدة اسابيع, وبعد عودته للمدرسة بدأ يشك ان كان ملعونا أو سيء الحظ.


في هذا العصر من الشائع أن يستخدم الرجل الغش لكسب قوته, ومن الشائع استخدام المرأة لجسدها من أجل كسب المال.


فقط بالتفكير أنه يعيش في هذا العالم مع هؤلاء الناس جعله يشعر بالغضب و التقزز مما أسفر عن ضغطه على يده اليسرى, التي نسي أنه كان يخمل بها نظاراته وانتهى الأمر بتحطيمها.


ارخى أكيو قبضته لتسقط قطع النظارات على الأرض.


"تكاليف أخرى تحتاج للتعامل معها"




بينما هو غارق في همه بدأ يسمع الناس من حوله يصدرون ضجاجا اعلى واعلى.


ويبدوا أنه هناك متشرد عجوز سقط على سكة القطار الحديدية, ولكن الناس لم تحاول حتى مساعدته بدلا من ذلك فهم كانوا ستخرون منه ويستهزئون منه وحتى ان هناك بعض الناس يصورونه ويسجلونه.


اثناء النظر الى هذا العجوز بشفقة, أحس اكيو بالرغبة في مساعدته و لكنه سرعان ما قمع هذه الرغبة المتطرفة.


ففي المقارنة حياته بحياة هذا العجوز فهو لازال سيختار حياته.


ولكن فقط عندما سمع صوت القطار قادم, تحرك حسم أكيو للقفز اسفل السكة هناك.


"العجوز اصعد فوقي واقفز للمنصة وبعد ذلك مدّ لي يدك لتساعدني"


بعد أن صعد العجوز الى المنصة, مدّ يده, أمسك أكيو اليد وتم سحبه من قبل العجوز.


لو كان أسرع قليلا قد يكون الأن قد نجى ولكن للأسف فهو الأن من المفقودين, اليد التي كان يمسك بها العجوز لازالت هناك ولكن صاحبها ذهب مع شدة القطار.


من وجهة نظر أكيو, بعد ان صدمه القطار وتحول الى اشلاء كان بامكانه رؤية اخشائه والغداء الذي لم يهضم بعد وحتى القليل من عصارة المخ, الألم الذي يحس به لايمكن لأحد أن يصفه.


تمنى أن يتوقف هذا الألم هنا, تمنى ان يموت بسرعة هنا.


لكن هذه اللحظات المعدودة بالنسبة لنا أحس بها وكأنها ساعات طويلة.


ولكن فجأة, توقف كل شيء, لازال منظر الدم والأحشاء في الهواء امامه ولكن يبدوا وكأن الوقت قد توقف مما أسفر عن توقف كل شيء.


'ماذا يحصل هنا؟ ماذا حدث في هذا العالم؟'


كان أكيو غارقا في الهلع, ولكن بما انه لايستطيع الكلام فكل ما استطاع فعله هو التفكير في نفسه.


"هممم"


سمع صوت همهمات في الانحاء ولكنه لايستطيع التمييز من اي اتجاه.


"لاتقلق ايها البشري, أنا لست هنا بنية سيئة"


سمع الصوت مجددا, لذا حاول أكيو السيطرة على خوفه.


'اذا...من أنت؟ وماذا تريد مني؟"


أكيو طرح سؤالا وينتظر من الطرف الأخر الجواب.


"أنا يسمونني هاكروث, لورد(اله) البعث"


"أنا اعتزم اعادة ولادتك في عالم أخر, السبب في هذا هو...أن مجتمعنا يحس بالملل لذا قرر كل منا اختيار شخص من ذلك العالم, ولكن بما أنني لم اجد اي شخص أعجبت به في ذلك العالك فقررت اعادة ولادتك"


بدأ أكيو بترتيب افكاره وظهرت عدة اسئلة في عقله ولكنه قرر سؤال فقط الأكثر لغزا.


'وماهي الغاية من هذا الاختيار'


"هاهاها...أنا فقط قررت المجيء لتنبيهك قبل بعثك, أنا لست دليلك السياحي والأن وداعا"


بدأ وعي أكيو في التشتت ولكن قبل ذلك سمع الصوت مجددا.


"تذكر, احذر من نفسك أكثر من غيرك"


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------


الفصل الأول من اعادة انتاج لها الرواية

تذكروا ان هذه الرواية ستختلف كثيرا عن احداث الرواية الأخرى و الاحداث ستكون اطول

والأن وداعا

2018/05/12 · 669 مشاهدة · 786 كلمة
zouhairhera
نادي الروايات - 2024