***ملاحظة من المترجمة****

لمن لا يعرف هذا العمل Re:zero الذي كان أصلا رواية وتم إنتاج جزء منها لأنمي ثم توقف

في حلقة 25 [الأخيرة]

إن كنت بالفعل قد شاهدت الأنمي فيمكنك قراءة بقية الرواية التي توقف عندها إنتاج أنمي

###################

المانا: هي طاقة الحياة الداخلية للجسم الحي

الأساقفة: رتبة دينية لرجال الكنيسة فوق القسيس ودون المطران، او المطران ذاته

###################

― في داخل العربة التي تهتز على الطريق لم تستطع ريم أن تفكر إال به.

رفعت ريم رأسها قليلا وأغلقت فجأة بعد سماعها شخصا ينادي اسمها،

عينيها بسبب إشعاع الشمس الساطع.

نظرت الى مجموعة عربات التنين التي أمامها. كان بداخلها الجرحى

والمصابين من المعركة مع الحوت األبيض.

جميع جراحهم المستعجلة تمت مداواتها ومع ذلك بقي عدد كبير منهم

مصابين بالجروح الخطيرة. لكن ومع كل اَالمهم فإن شفاههم كانت مبتسمة

لتعبر عن اإلنجاز في تحقيق حلم لطالما حلموا به.

بعد حملهم لهذا الحلم لسنين طويلة فإن رؤيته يتحقق تعني لهم أكثر من

الجراح أو الموت. وبعد إنهاء ما أتوا من أجله فإنهم اآلن متوجهون نحو

العاصمة حاملين معهم نصرا مفرحا.

مع رؤيتها لهذا المنظر ريم كرهت نفسها ألنها لم تستطع اخفاء األلم

الموجود في قلبها

"كروش : يبدو عليك القلق يا ريم. أما زلت تفكرين به؟"

"ريم : ...كروش-ساما"

نظرت ريم الى مصدر الصوت، كانت كروش تجلس خلفها.

ا بالثناء أن ريم لم تظهر أي علمة ا

مربطة بضماد قليل. كان أمرا جديرا

على خطورة أذيتها، لكن كان من المستحيل أن تخفي تعبها الواضح.

والسبب وراء جلوسها في عربة التنين كان ألن كروش لم ترد أن تجعل

ريم تركب تنينا أرضياا لوحدها في حالتها هذه. لذا أرادت أن تجلس معها، ا

على األقل حتى تصبح العاصمة أمام أعينهم.

عندما أحست كروش نظرات ريم المضطربة، طمأنتها كروش وقالت

"كروش : مقارنة بهذا.."(هزت رأسها)

كروش : هو لديه ويلهلم و فيريس و نخبة البعثة، اضافة الى

جماعة

ريكاردو المرتزقة، كلهم ليساعدوه... أيضا، أنا متأكدة أن اناستازيا توقعت

هذا االنقلب في األحداث، حتى لو كانت قوة األعداء كبيرة ال أظن أن

هنالك سبب لهزيمتهم"

"ريم : مع هذا ال أستطيع اال أن أقلق بكل أنانية"

"كروش : مازلت ال تستطيعين إزالة مصدر قلقك ها؟...عندما تكون العقبة

داخلك من المستحيل التطور حتى تتجاوزيها. لكن عندما تكون عن أناس

آخرين فإن األمر يصبح صعبا جد ا

ا.... ا

أه، أنا حقا سيئة في طمأنة الناس. ا

أعتذر"

بعد رؤيتها لريم تقلق أكثر فأكثر، أدركت كروش أنها أخطأت الكلم و

أنزلت نظرها لألسفل، لكن رؤية كروش الصارمة و الباردة دائما بعيدة ا

عن شخصيتها المعتادة، لم تستطع ريم إال أن تبدي ابتسامتها.

"كروش : نعم هذا جيد"

بعدما رأتها كروش هكذا أومأت برأسها بارتياح

"كروش : ناتسكي سوبارو قال هذا من قبل أليس كذلك؟ إن االبتسامة

ا

تناسب ريم تماما، مع أن ذل

ك بدا و كأنه بل معنى، لم يكن شيئا غبياا منه ا

على اإلطلق"

"ريم : كروش-ساما، عندما تبتسمين تبدين بمظهر مختلف تماماا، أنت

بالعادة صارمة ولكنك عندما تبتسمين تصبحين..."

"كروش : هذا مايقوله الناس عني عادة...ال يمكنني القول أنني لست

غاضبة، لكن أظن أنه بسبب أنني ال أبتسم للناس بدون سبب، أصبحت

غير محبوبة كثيرا.

لم تكن ريم متأكدة بأن تأخذ هذا على سبيل المزاح أم ال، لكن رؤية

ابتسامة كروش اللطيفة جعلت ريم تبتسم أيضا. كونها شجاعة و فخورة،

كانت كروش بالنسبة لريم المرأة المثالية. لكن بالطبع في قلب ريم المرتبة

األعلى هي دائما محجوزة ألختها الكبرى رام.

"كروش : يوجد أمامهم طائفة الساحرة......مع أنه شيء طبيعي عندما

نتحدث عن هوية ايميليا كونها نصف ايلف....حتى نعلم المزيد عنهم

يجب توخي الحذر، بالطبع ناتسكي سوبارو يعلم هذا ولكن أال يجب على

السيد مايزيرث أن يملك خطة أيضا؟" ))تقصد روزوال((

"ريم : يستحيل علي معرفة ما داخل عقل سيدي، حتى لو سألتني لن

أستطيع اإلجابة"

"كروش : هذا قاس، بما أننا حلفاء اآلن فل ضرر في قليل من تسرب

للمعلومات"

ربما كان هذا حتى ال تستمر ريم في قلقها وأفكارها السلبية، حقا كان

الفضل لكروش في أن ريم لم تكن وحيدة في وجه مخاوفها.

باإلضافة إلى ذلك، كروش قالت كلماا

صحيحا، رجل مثل روزوال إل ا

مايزيرث يجب أن يكون عنده خطة محكمة لهذا، بالتأكيد تصرفات

سوبارو هي مجرد سبيل لتنفيذ أهداف سيده وأيضا إصلح سمعته السيئة.

أو بالتفكير مرة أخرة، بعد القضاء على الحوت األبيض فإن سمعته قد

تجاوزت بالتأكيد ما كانت عليه.

--"البطل ناتسكي سوبارو"

بالنسبة لريم، التي أنقذ سوبارو قلبها و مستقبلها، هذه الجملة هي حقيقة

تامة، و بالتفكير بالمستقبل المشرق الذي سوف يصنعه، هذا يبرره أكثر

لكونه البطل.

و بعد كل هذا، بجانب هذا البطل اللمع، لو كان هنالك مكان لريم تستطيع

أن تقف كي ينظر إليها كل حين حتى يتأكد أنها موجودة، إن كان هذا

المكان ممكن لها، فإن ريم ستكون راضية.

. ا

عندما يظهر سوبارو في عقلها، فإن قلبها دائما يزداد اضطراباا

يصبح قلبها دافئ وهادئ، لكن لسبب ما يمتلئ أيضا باأللم و القلق، و ا

الشوق والخوف.

أن يجعل قلبها في سعادة مطلقة مع كل هذا األلم، وحده سوبارو من

يستطيع فعل هذا.

انحنت شفتا ريم إلى ابتسامة وبدأت تفكر بالمستقبل، بمستقبلها مع سوبارو.

بعد رؤية وجه ريم، كروش تنهدت بارتياح، وبدأت تداعب غمد سيفها

بأصابعها، وعينيها مركزة بصمت على الطريق الطويل للعاصمة.

"كروش : ___؟!""ريم : ___؟!"

حدقت كروش بعينين نصف مغمضتين، في نفس الوقت سمعت ريم صوتاا

ورفعت رأسها.

رأت كروش أن هنالك مشكلة في عربة تنين في األمام، وكان الصوت

الذي سمعته ريم آ ت من المكان ذاته.

لعربة التنين، وما سمعته ريم كان ضجيج بداية

ما رأته كروش كان تحطماا

االنهيار يطن في أذنيها كهدير المطر.

ضباب من الدماء عم األرجاء، صورة تنين األرض قبل ثانية واحدة

تحولت إلى أشلء مد ماة أمام أعينهم.

التنين، العربة، الجرحى داخلها، كلهم تمت ازالتهم بل رحمة بسبب هذا

التدمير الكبير.

كروش : ....! هجوم من األعداء!!"

لم تدم الدهشة على وجهها إال للحظة، ثم عادت كروش وأصدرت األمر

للجنود، جميع العربات المحيطة أحست بالخطر واستعدت للقتال.

وقفت ريم محاولة تناسي إحساسها بالتعب والجروح وأمسكت سلسلتها

الطويلة بيدها و استعدت للقتال---- في الطرف اآلخر من الضباب بدا لهم

خيال رجل.

من هذا الرجل الواقف في منتصف الطريق؟

دون سلح. دون دروع. دون خوف. دون رغبة، دون تعاطف أو كراهية

!____

"كروش : اسحقوه!"

أتى أمر كروش من أمام سائق العربة، عندما سمع األمر، ضرب السائق

اللجام بقوة، ومع صراخه تقدم التنين لألمام جا راَ معه العربة ___ بسرعة

مخيفة تستطيع تقطيع أي شخص يكون في طريقها.

وبدون أن تنحرف عن مسارها، سوف تصطدم بالرجل اصطداما تاماا، ا

ومع ذلك لم يظهر الرجل أي حركة، وتلمس الجسمان، وهكذا سيتحطم

جسم الرجل النحيف أمام___

"ريم : كروش-ساما!!"

صرخت ريم بأعلى صوتها وأمسكت بكروش وقفزت من جانب العربة، لم

يكن هنالك وقت لتمسك السائق، عضت ريم على شفاهها أثناء تفكيرها

بذلك.

وبعدها تماما___

" ؟؟؟؟ : ااه حقاا؟ ال تفعلوا هذا. لم أفعل شيئاا بعد وهنالك شخص يريد أن

يسحقني و يقتلني، حقا؟ ال يجب على الناس فعل هذا، ال أظن هذا" ا

تكلم الرجل بأسلوب هادئ و كأنه يتفسح في الحديقة أو يستلقي تحت ظل

شجرة أو شيء كهذا.

لتجد هذا المنظر مرعبا و ا لم تكن ريم

غريبا، إن لم تحط به أشلء ما كان ا

من قبل عربة تنين

مهما نظرت ريم للرجل، كان يبدو بأنه شخص عادي.

كان جسده نحيفا، وكان شعره األبيض المرتب متوسط الطول، ولم تكن ا

ملبسه السوداء مميزة أو المعة أو رثة، وكان وجهه عادي بكل ملمحه،

كان رجلا عادي المنظر لدرجة أنك إن رأيته في الطريق ستنساه بعد لقد

عشر ثوان.

لكن بالنظر إلى الحقائق، انقسم هذا الرجل إلى قسمين عندما اصطدم تنين

قطع صغيرة جدا.ا األرض به، ثم تقطع هو والسائق والعربة إلى

هناك، لم يحرك ساكناا لكن ما أرعب ريم هو أنه كان فقط "واقف"

لم يفعل شيئا، ومع هذا استطاع الرجل أن ينجو من اصطدام ضد تنين ا

أرض وبقي واقفاا

كأن شيئا لم يكن. ا

ا"

ا ريم، أنقذ ت حياتي.....لكن ال أظن أن الوضع تحسن أبدا

"كروش : شكرا

شكرت كروش ريم و وقفت على قدميها، و حررت في نفس اللحظة سيفها

من غمده. نظرت كروش إلى أشلء السائق الذي سمع أوامرها و تقطع

إلى آالف القطع قبل قليل وحزنت عليه في قلبها، وضيقت عيناها

"كروش : لقد قتلت فرساني بل رحمة، ال تظن أن هذا سينتهي

بسهولة.....من أنت؟!"

ألقت كروش هذه الكلمات في وجه الرجل وسيفها يعكس رغبتها في القتل.

بعد سماعه لهذه الكلمات، أومأ الرجل برأسه و وضع يده على ذقنه ليفكر

" ؟؟؟؟ : نعم نعم هذا صحيح، أنت ال تعلمين من أنا، لكنني أعلم من أنت،

فكل العاصمة.....بل كل المملكة تعلم من أنت، كونك المرشحة لتكوني

الملك القادم. حتى شخص مثلي ال يكترث بالعالم الخارجي سوف..."

"كروش : ال تضيع الوقت! أجب عن سؤالي وإال سأقطع رأسك في المرة

القادمة"

" ؟؟؟؟ : هذا قاسي جدا! لكنك لن تستطيعي حكم مملكة إن لم تكوني هكذا

ا، رغبتك بأخذ التاج و

صحيح؟. لكن هذه المشاعر، ال أستطيع فهمك أبدا

ا ال أستطيع

حمل كل المسؤولية، من قد يفهم؟ ااهااه مع أني ال أفهمك أبدا

أن أعارضك، فأنا لست شخصاا

، طبعاا بعكسك..." ا

ا

مغرورا، أبدا

لم يصغي الرجل ألمر كروش و تابع كلمه. وعندها:

"كروش : قلت لك، تلك كانت الفرصة األخيرة!"

بعد أن قالت كروش تلك الكلمات الباردة ضربت بسيفها ضربة دفعت

بنصل من الرياح

دمجت كروش بين سحر الرياح خاصتها و مهاراتها في فن السيف لتعطي

نصل خفيا....اشتهر باسم "ضربة المئة رجل" انها ضربة خارقة بعيدة

المدى تستطيع أن تقطع جسم رجل بالنصف بدون أن يعرف كيف و متى

و من أين أتت

قديما، عندما كان الوحش الشيطاني "األرنب العظيم" موجودا في أراضي

عائلة الكارستين، هي قضت على كل الوحوش الشيطانية التي كانت تحت

امرة األرنب العظيم في معركتها األولى وحصلت على لقب "ضربة المئة

رجل" منذ ذلك الحين.

وحتى جلد الحوت األبيض القاسي فتح بواسطة هذا السيف، وشارك في

اسقاط ذلك الوحش الضخم...بالتأكيد رجل مثل هذا لن يستطيع أن

يتحمل........

ولكن،

" ؟؟؟؟ : أن تهاجمينني أثناء كلمي، أين أدبك؟"

أمال رأسه وكأنه يريد السخرية من الضربة، لم يصب بأي أذى وبقي

واقفا.

لقد استطاع تحمل ضربة قطعت جلد الحوت األبيض...جسد هذا الرجل،

بل حتى ملبسه لم تتأثر.

ضد هجومها، بل كان شيئا غريباا و مختلفاا ا لم يدافع

لم تستطع كروش أن تنطق كلمة، ريم بقيت متجمدة في مكانها، بعد أن

رأوا شيئا ال يستطيعون حتى تخيله.

تنهد الرجل ألول مرة

" ؟؟؟؟ : أنتم تعلمون...." أكمل بصوت خافت بسبب عدم رضاه

" ؟؟؟؟ : لقد كنت أتحدث. ألم أكن أتحدث؟ وأنت قاطعتني. أليس هذه قلة

أدب؟ أال تعتقدين أن هذا خطأ؟ مقاطعة الناس وهم يتكلمون قلة أدب.

لدي الحق بالكلم، مع أنني ال أحب أن أوضح ذلك دائما. أنت حرة بأن ا

تسمعيني أو ال. لكن مالذي تحاولين فعله بعدم السماح لي بالكلم؟"

أثناء صراخه أخذ الرجل يضرب بقدمه األرض أكثر من مرة، ثم أشار

بأصبعه الى االثنين اللذان لم يستطيعا الكلم خوفا منه.

" ؟؟؟؟ : و اآلن أنت صامتة؟ ماهذا ؟ انت سمع تني صحيح؟ سمع تني

صحيح؟ لقد سألتك سؤاال صحيح؟ على األقل أجيبيني. ال تتجاهليني و كأنني هواء. ااه نعم هذه حريتك؟ تريني غاضبا تريدين قتلي. لكن عندما

أسألك سؤاال ال تجيبيني. نعم حسنا. أنت حرة لتفعلي هذا لكن، ماذا عني ت

بذلك األمر؟"

عندما رآهما واقفتين هناك، مستعدتين ألي هجوم منه، أمال الرجل رأسه

وقال بصوت مخنوق

" ؟؟؟؟ : انتما تتجاهلن حقي __ أحد ممتلكاتي القليلة، صحيح؟"

في لحظة أحست ريم بتجمد الدم في عروقها، تقدم الرجل خطوة واحدة و

لوح بيده في الهواء محركا قليل من الرياح...

بعدها...على منحى يده، األرض و الهواء و العالم انقسموا قسمين.

ومع الدوران والدوران والدوران والدوران. قطعت يد كروش اليسرى

وأخذت تطير وتدور في الهواء.

مازالت اليد تمسك بالسيف. وقعت اليد على األرض في حمام من الدماء،

كروش طارت إلى الخلف من قوة الدفع، وقعت على األرض في صراخ

من ألمها و نقصان دمها الكبير.

"ريم : كروش-ساما __"

بقيت ريم مذهولة لبضع ثواني...ثم ركضت إلى كروش ووضعت يدها

على الجرح، واستعملت ما تبقى من مانا لديها لتوقف النزيف.

تلون كتف كروش باللون القرمزي، العظام واألعصاب والعضلت قطعت

بشكل ممتاز، لم تستطع ريم إال أن تنظر وهي مندهشة.

"كروش : اه......أهذا أنت؟...فيريس؟"

أثناء تلقيها العلج من ريم، كانت عينا كروش تنظر بدون تركيز، و تتكلم

كلمات ال معنى لها، لكن بيدها اليمنى المتبقية أمسكت بريم بقوة، مبدية

إصرارها الكبير على الحياة.

عضت كروش على أسنانها، متحملة اآلالم.

بقيت ريم تركز إلى حركات الرجل جميعها.

لم يكن لديها أي وسيلة للدفاع، أرادت أن تقفز حاملة كروش عندما تحس

بأي حركة منه، هذا كان الشيء الوحيد الذي تستطيع هي فعله.

َم ثم استغربت ريم، لسبب ما، ريم و كروش وحيدتين، ل

لم يأتي أحد

للمساعدة؟ في هذه الحال الخطيرة لماذا ال يأتي الفرسان لمساعدة سيدتهم

المصابة؟ أوالئك الفرسان الذين لم يخافوا حتى من الحوت األبيض __

لماذا؟

" شاب : اااه حقا. أنا آكل وأكل وأكل وال أشبع، لهذا نحن نتابع حياتنا،

نأكل نمضغ نعض نقطع نكسر نقضم نمص ___ نشرب بنهم، نأكل بنهم!

اااااه لقد انتهيت!"

فجأة أتى صوت شاب من الوراء، مرعب يصم اآلذان.

مثل الرجل السابق. صوت الشاب جعل الدم يتجمد في عروق ريم. توقف

جسمها عن الحركة، نظرت ريم لورائها لترى الشاب محاطاا بعربات

فارغة و يغطيه الدم من أعلى رأسه ألسفل قدميه.

كان شعره البني الطويل يصل حتى قدميه، كان قصيرا، بطول ريم، لكنه ا

بدا أصغر عمرا، ربما ليس أكبر من أطفال القرية قرب القصر. ا

تحت شعره، لم يغطي جسمه سوى خرقة بالية، كل انش من جسمه مغطى

بالدماء

بالطبع لم يكن هذا الدم دمه، لقد كان دم الفرسان المستلقين تحت قدميه.

بينما كانت ريم و كروش تواجهان الرجل في األمام كان الفرسان يقاتلون

الشاب في الخلف، لكن حتى وقبل أن تحس ريم بأي قتال من الخلف كان

ا.ا األمر منتهي

"ريم : من أنتم؟...."

كان صوتها يرجف من الخوف، قفزت ريم وبيدها كروش حتى أصبح

العدوان في مجال رؤيتها، و غ طت دماء كروش الطريق وصبغته باللون

األحمر. واآلن أحست ريم بالهواء البارد حولهما، وكأنه يسخر من

ضعفهما.

بعدما سمع الرجل والشاب السؤال، نظرا إلى بعضهما وأومأا

كان األمر وكأنه معد من قبل، ابتسما بشكل مختل و أظهرا سعادة مقرفة،

و أعلنا اسميهما :

" الرجل : طائفة الساحرة، مطران خطيئة الطمع، ريغولوسكورنيوس!"

"الشاب : طائفة الساحرة، مطران خطيئة النهم، راي باتينكايتوس!

((كلهما نفس مرتبة بيتيلغيوس))

((مطران = رئيس أساقفة = ((اركبيشوب))

※ ※ ※ ※ ※ ※ ※ ※ ※ ※ ※

"راي : عندما أحسسنا أن حيواننا األليف قد قتل أتينا لنأخذ نظرة. لكن

نه جيد! جيد جدا! إنه عظيم ,إنه رائع, ا اآلن، اه! ياله من حصاد مفرح! إ

مذهل ،مدهش، مروع، مميز! خارق! الشغف! الحب! الكراهية! الفروسية!

اه الفرح! و الحزن! انه....انه....انه يستحق األكل!!"

طائفة الساحرة، مطران الخطيئة.

عندما سمعت ريم هذه الكلمات تجمدت في مكانها.

بينما كان الشاب يصرخ بابتهاج، بدأ يضرب بقدمه األرض ويخرج

أصواتا غريبة. ا

دار في مكانه كأنه يرقص، أشار بيده إلى الفرسان المحيطين به وقال

بتعاطف شديد:

"ياللجمال! أن آتي بنفسي لألكل، انه من الصعب إيجاد رجال شجعان هذه

األيام، لكن اآلن أحس أنني أكتشف مرة أخرى شبعي الضائع منذ زمن

بعيد!"

"ريغولوس : هذا ما ال أستطيع فهمه عنك يا باتينكايتوس، جوعك ليس

بجوع حقيقي، الشخص الذي يمتلئ حتى ليس أنت، لما ال ترضى بما أنت

عليه اآلن؟ البشر ال يستطيعون أن يمتلكوا إال ما تمسكه أكفهم أو تحمله

أيديهم، لو فهمت هذا األمر جيدا الستطعت أن تتحكم برغباتك، صحيح؟" ا

"راي : ال تعظني يا عجوز، ال أحب الواعظين. أنا ال أخالف ما قلته اآلن،

لكني ال أهتم طالما أستطيع أن ال أجوع فل أهتم بالباقي!"

"النهم" باتينكايتوس بدأ يضحك بصوت مجنون، و"الطمع" ريغولوس رفع

كتفيه غير مهتم.

مطران خطيئة ظهرا في نفس الوقت ونفس المكان. بدأت ريم بالتفكير،

بالتأكيد لن تستطيع ريم هزيمة هذين االثنين بقوتها الحالية.

ماتزال كروش في حال خطيرة، مع أن نزيف كروش قد توقف. والتعلم

ريم إن كان الفرسان أمواتاَ أم أحياء، وحتى إن كانوا أحياء فلن يستطيعوا

القتال في حالتهم هذه.

و استهلكت كامل قواها في شفاء جراح كروش، مع أنها تستطيع التحول

إلى شكلها الشيطاني وامتصاص المانا من الهواء لكن الفوز ضد هؤالء

االثنين غير معقول.

، المعروف بأنه يستطيع اسقاط

أمامها كان الدفاع والهجوم الكامل "الطمع"

مدينة كاملة لوحده، وأيضا "النهم" ليس أضعف منه، مع أن قدراته غير

معلومة حتى اآلن. فقد استطاع لوحده القضاء على جيش خبير بالمعارك

في ثواني فقط، مهما حاولت ريم لم تستطع أن ترى الفوز في القتال

ضدهما.

ألقت ريم نظرة إلى ساحة المعركة حولها، لم ترى عربات النقل التي كان

يجب أن تنقل الفرسان المصابين مع رأس الحوت ، أغلب الظن أنهم

هربوا أثناء الفوضى وهم متجهين نحو العاصمة بأقصى سرعة اآلن.

قائدهم هو هيتارو نائب رئيس وحدة الناب المعدني، هو ذكي وواسع

لك حكما وم ا الحيلة، ويمت

نطقا عظيمين. ا

عطي وقتا كافياا

ُ

إن أ ، من الممكن أن يأتي مع الدعم إلى هنا.

سيكون متأخرا عن ريم. ا لكن حتى لو أتى ف

"ريم : الحوت األبيض"

"ريغولوس : ماذا؟"

"راي : هاه؟"

تمتمت بهدوء، وأمال المطران رأسيهما مستغربين.

أمسكت أنفاسها، ألنها وجدت وسيلة لكسب الوقت. وقبل أن يذهب

اهتمامهم أكملت بسرعة:

"ريم : هل أردتم استعادة الحوت األبيض؟ ألننا ننقل رأسه إلى العاصمة

اآلن؟"

"راي : الرأس؟ اه، كنت أتساءل ما تلك الرائحة الغريبة. نحن ال نهتم بما

سيحصل للرأس. لقد مات. ولو أعدناه للحياة ما الذي ستفعلينه؟ إن أردنا

نستطيع أن نصنع غيره.... سوف تأخذ تربيته الوقت ذاته"

باتينكايتوس طقطق رقبته و ص ر بأسنانه وهو يتكلم

"راي : مقارنة بهذا..."

"راي : بالمقارنة مع حوت ميت، نحن مهتمين أكثر بالناس الذين قتلوه!

أخيرا بعد 044 سنة قتل أحدهم هذا الشيء! مع أننا كنا نتوقع وليمة، لكن

هذا تجاوز توقعاتنا!!!!!"

ضحك الشاب بشكل مجنون، كان يطقطق أسنانه واللعاب يخرج من فمه

ويهز رأسه ألعلى واألسفل وشعره الطويل يهتز معه

"راي : الحب, الفروسية، الكراهية، اإلدمان، اإلنجاز! مجموعين جميعاا و

موضوعين في قدر كبير ثم أبلعهم كلهم! الشبع! هل يوجد شيء في العالم

أطيب من هذا؟! ال! ال ال الالالالالالالالالال ال يوجد ال يوجد!

جدا، قلبي، معدتي، سعادتي وشبعي! يرتجفون!" ا الشرب بنهم، األكل بنهم

غير مفهوم.

بدأ باكينتوس يضحك و يتشنج وكأنه يفقد السيطرة عن جسده. ريم حولت

نظرها إلى ريغولوس، ولوح إليها ريغولوس بترحيب.

، طبعاا،

"ريغولوس : لألسف، بعكسه أنا هنا بالصدفة، لم أرغب بهذا مطلقاا

هل أمتلك رغبات وجوع مثل هذا؟ بعكس معدته الغير راضية التي تعذبه،

تماما"ا أنا بالفعل راضي عن نفسي

وقف ريغولوس أمام ريم بوجه منتعش تماما رافعاا يديه كالصليب. ا

"ريغولوس : النزاع، كم أكره هذا.... فقط االستمتاع بالحياة الهادئة الثابتة

يكفي بالنسبة لي، ال أريد أي شيء آخر، الثبات، الوقت الل متغير، و أنا؛

هذا هو األفضل، ألن يداي صغيرة وضعيفة، فقط كي أحمي نفسي و

ممتلكاتي الصغيرة يجب أن استعمل كل قوتي، هذا النوع من الوجود

الضعيف هو أنا"

ريغولوس أكد على هذا بإحكامه قبضة يده، هذه اليد التي أخذت أرواحا

عديدة و يد كروش، كلم مثل هذا مبالغ فيه جدا.

لا راي، المجنون في نشوة ضحكاته المختلة، أو ريغولوس، إن ك من

الثرثار المعتد بنفسه والراضي عن نفسه والمنغمس بنفسه....هما بالتأكيد

عباد للساحرة.

عاصفة من الغضب كانت ترعد في قلب ريم.

أنزلت ريم كروش التي مازالت تتنفس بضعف على األرض العشبية، و

أرغمت قدميها المرتعشتين على الوقوف. أمسكت بيدها سلسلتها الحديدية

وأخذت آخر قطرة من المانا المتبقية عندها، رماح من جليد تكونت حولها

في الهواء.

بعد أن رأوا هذا، بدأت ملمح باتينكايتوس وريغولوس تتغير.

"ريغولوس : هل كان هناك أحد يستمع لي؟ لقد قلت أنني ال أريد القتال، إن

أخذتي وضعية كهذه أنت تتجاهلين أمنياتي، تتعدين على حقوقي.... واحد

تؤ َخذ مني، مع أنني

من ممتلكاتي القليلة التي سمح لي أن أمتلكها. ملكيتي، ُ

أمتلك فقط بضع رغبات قليلة..هذا ال يغتفر!"

"ريم : هذا يكفي يا عباد السحرة!"

وجهت وجهها إلى ريغولوس، ونطقت هذه الكلمات بكل حزم وتأكيد،

وهزت بسلسلها نحو ريغولوس الخائب ظنه.

أم آجلا سوف يأتي بطل، وسوف يعلم بكمية اآلالم و "

ريم : عاجلا

المعاناة التي تسببتم بها للعالم، بطل ريم الوحيد والمحبوب"

"راي : اها، بطل؟!. أتشوق لرؤيته، بالتأكيد سيكون لذيذا!"

صفق باتينكايتوس بيديه وأحنى ظهره إلى األمام مخرجا لسانه لريم. لم

تكن عينيه عينا رجل ينظر إلى خصمه، أو حتى إلى امرأة، كانت عينا

وحش جائع ينظر إلى فريسته

تحول الفرسان الساقطون خلف باكينتوس إلى شيء ضبابي، وأصبحوا

غير معروفين

وجودهم و مكانتهم، لم يصبح أي شيء واضحا لريم، لما هم هنا؟ من هم؟

مالذي يفعلونه هنا؟

مثل الكابوس الذي أحسته في قدرة الحوت على محوا وجود الناس، إذن ا

سيد الحوت، "النهم" يمتلك السلطة نفسها.

ـــــــ ) رئيسة خدم منزل مارغرايفروزوال إل مايزيرس؛ ريم(

كانت ريم تريد التعريف عن نفسها هكذا، لكنها هزت رأسها

في هذه اللحظة، االسم الذي كانت تريد قوله كان واضحا.

"ريم : اآلن، أنا فقط فتاة محبوبة من الشخص الذي تحب، رفيقة البطل،

ُ الشخص الذي أحبه في كل العالم، رفيقة البطل ناتسوكي سوبارو، دعىأ

ريم!"

ظهر على رأسها قرن أبيض أصلي، وكم هائل من المانا طار الى جسدها من الجو

تش رب جسدها القوة الجديدة، وبدأت سلسلتها باالهتزاز ورماح الجليد

حولها بدأت بالرنين

عندما فتحت عينيها، رأت وجهه أمامها.

" ريم : جهزوا أنفسكم، مطران الخطايا! بطل ريم سوف يعاقبكم!"

رفعت ريم سلسلتها و أطلقت رماح الجليد في نفس اللحظة التي قفزت فيها

لألمام.

وكأنه يرد عليها، فتح باكينتوس فمه عريضا مليئا باألنياب.

"راي : هذا رائع! ــــــــــــــ اه يا للشغف! فلنأكل!!!!!!!!"

اصطدام مع اصطدام، في تلك اللحظة فكرت ريم ــــــــــ

أتمنى أنه عندما يعلم أنني رحلت، أن يحصل اهتزاز صغير في قلبه.ـ

هذا فقط ما تمنته ريم في لحظاتها الاخيرة

2019/07/06 · 8,720 مشاهدة · 3408 كلمة
ramyosama
نادي الروايات - 2024