" واه ! لقد كان ذلك استنتاجا مثاليا ، كوروغومي – كون ! " صرخت سونوكو وهي تشبك يديها مع بعضهما البعض وتقف امام براندي .
وهو يتراجع خطوة للوراء ، رفع براندي يده وحك مؤخرة رأسه قبل ان يقول وهو يضحك بتوتر " ح-حقا ؟ هاها … "
هو لا يريد حقا ان يتورط مع هذه الفتاة .
فبراندي يتذكر تماما رعب صديقها المستقبلي وقوته .
لو راى ذلك الشخص سونوكو تتغزل ببراندي …
فمن احداث الانمي الأصلي ، براندي يتذكر جيدا ان سونوكو ستكسب لها حبيبا قويا للغاية ، كان ذلك الشخص يدعى ماكوتو كيوغوكو ، واحد من افضل واقوى ممارسيه الكارتيه .
ارتعش براندي بمجرد التفكير في ذلك ، ربما عظامه بأكملها ستتفتت الى قطع لو واجه ذلك الشخص .
" شينتشي … " فجأة ، تحدثت ران ببطء وصوت منخفض من الجانب .
هاه ؟
التفت براندي وسونوكو في نفس الوقت وهما ينظران اليها بغرابة .
قالت ران بسرعة " لقد كانت طريقتك في الاستنتاج مشابهة تماما لشينتشي ، حتى ان وجهكما نفسه تقريبا … كوروغومي – كون ، هل انت واثق من انك لا تعرف شينتشي ابدا ؟ "
' اه ، هذا … '
لقد لاحظ براندي منذ زمن طويل ان مظهره يشبه مظهر كودو شينتشي ، ما عدا تسريحة الشعر ولون العينين الذي هو ازرق سماوي اكثر من عيون شينتشي ، فكل شيء اخر هو نفسه ، ومع انه لم يعرف السبب ، الا انه لم يعطيه اهتماما كبيرا ، فهناك العديد من الأشخاص الذي يتشابهون في الوجوه في هذا العالم .
قلص عينيه وقال بقليل من الانزعاج " لا لا … من فضلك لا تقارنيني بذلك الفتى … "
ارتفعت زوايا فمه لتشكل ابتسامة واسعة وهو يقول بنبرة ثقة " … لانني سأجد طريقي نحو القمة واتفوق عليه بالتأكيد ! "
نظرت اليه ران للحظة ، ثم امالت رأسه قبل ان تقول " اذن … هل هذا يعني انك تعرفه ؟ "
ايه ؟
تجمد براندي في مكانه تقريبا ، ما نوع ردة الفعل الباردة هذه ؟
عاد الى طبيعته بعد ثواني ثم قال " اجل ، نوعا ما … "
" عرفتُ ذلك ! " ردت ران بصوت عالي وبسرعة قبل ان تقترب من براندي ببطء و تضيف " ايمكنك اخباري اين هو الان ؟ مع من يعيش ؟ ماذا يفعل ؟ "
" انه… " كان براندي مشوشا ، لم يعرف ماذا يقول لهذه الفتاة ابدا ، فكر بسرعة محاولا إيجاد عذر .
قبل ان ينير مصباح ذهبي في ذهنه ، رفع يده وحك جبهته بأصبعه بتساءل وهو يقول في نفس الوقت " اعتقد انه قال شيئا عن فتاة ما … لم افهم الامر جيدا … "
" ف-فتاة ؟!! " صرخت ران وسونوكو بصوت عالي في نفس الوقت ، لقد كانتا مصدومتان من هذا الخبر جدا .
" هوه ~ هكذا اذن ، لقد يغازل بعض الفتيات في مكان اخر ، هاه ؟ … كوروغومي – كون ، خبرني كل شيء ولا تنسى شيئا ! " اقتربت ران الى براندي وهي تنظر اليه بغضب .
سيء … لقد بدأ براندي رؤية هالة حمراء شيطانية حول جسد ران ، حرفيا ، حتى عيونها تحولت للون الأحمر القرمزي ، بينما خصلات شعرها قد ارتفعت في الهواء .
ه-هذا … اذا هذا هو مظهر الوحش الحقيقي الذي بداخل الفتيات ؟ !
اندلع العرق البارد على جبهة براندي وهو يفكر بكونان برعب في داخله ' اعتذر منكَ أيها الصغير … من فضلك سامحني اذا بقيتَ حيا حتى يوم الغد … '
……
في وكالة موري للتحري …
كان كونان يتصفح هاتفه بحثا عن شيء مثير للاهتمام في الوقت الحالي .
" آآتشوووو ! " عطس فجأة بصوت عالي .
نظر اليه موري كوغورو قبل ان يقول " لا تخبرني انك اصبت بالزكام أيها الشقي … "
" لا … اظن هناك شخص ما يتكلم من خلف ظهري … " حك كونان انفه وهو يقول بصوت منخفض وطفولي .
بينما في داخله فقد كان يفكر في الشخص الذي يقول كلاما سيئا عنه .
' لا شك انها هايبارا ، تلك الفتاة … اتقول شيئا سيئا عني مرة أخرى ؟ '
……
بعد ان اخذت الشرطة داي في السيارة الى مقر الشرطة ، قام براندي بتوديع ران وسونوكو ، وقال انه سيزور المحقق موري في وقت آخر لانه لديه شيء للقيام به حاليا .
بييب ! بييب بييب !
حول نظره الى الطبيب الذي يضغط على مزمار السيارة بسرعة ، وكأنه يقول ( اسرع فأنت ستأخرني … يا لك من عبئ ) .
صمت للحظة قبل ان يقول " اذا كنتَ في عجلة من امرك ، يمكنك الذهاب بمفردك … سوف اعود للقاعدة وحدي ! "
تنهد الطبيب طويلا وهز رأسه وكأنه ينظر الى احمق وهو يقول " كنتُ سأفعل هذا لو كانت هذه سيارتي … ولكنني خائف من انك ستبلغني الى الشرطة بعد ثواني من رحيلي ! "
" ان افعل ! " صرخ براندي بغضب لدرجة ان عروقا خضراء قد ظهرت على جبهته .
' هذا اللعين … اقسم لو كان لدي مسدسي معي ، لكنت اطلقتُ عليه الف مرة ، اشك حتى في ان ذلك كافي لقتله ! '
" ان لم تصعد ، فسأعيد السيارة للمخزن ، ولن افعل أي شيء لاستعادتها مرة أخرى …" تحدث الطبيب ببطء وهو يضع يديه على مقود السيارة ، إشارة الى انه لن ينتظر براندي اكثر من هذا .
عند سماع كلامه ، لم يتردد براندي وصعد على السيارة بأقصى سرعة يمتلكها ، لقد اعجبته هذه السيارة ، وهو لم يجرب قيادتها حتى بعد ، فكيف يمكن ان يتخلى عنها بهذه السهولة ؟
" تأكد من ربط حزام الأمان جيدا ! " قال الطبيب بصوت عالي .
ماذا ؟
فروم ! فرووومم !
لم يتمكن براندي من استيعاب ما قاله الاخر بعد ، وقد انطلقت السيارة بسرعة صاروخية بالفعل .
' ه-هذا … ! '
فتح براندي عينيه بصدمة وهو يفهم أخيرا ما قصده الطبيب بربط حزام الأمان ، ولكن … ما فائدة حزام الأمان الان ؟
فسرعة السيارة عالية جدا لدرجة انه قد التصق في المقعد بفعل ضغط الرياح ، لم يتمكن من التحرك ولو إنشا واحدا !
في خلال بضعة دقائق فقط ، وصلوا من حي بيكا الى حي ميناتو .
ومع ذلك … لا يبدو ان الطبيب يريد إيقاف جولة السيارة هذه ، بل شق طريقه بسرعة خارقة وصولا الى حي تشيودا ( chiyoda )
" الى اين نحنُ ذاهبين ؟ قاعدة ثانية للمنظمة ؟ " تكلم براندي بلا مبالاة وهو يتكأ رأسه على النافذة .
بعد سماع كلام الاخر ، ابتسم الطبيب ببطء قبل ان يقول " لا ، سآخذك الى مكان كنتَ تزوره كثيرا قبل ان تفقد ذكرياتك لعلك تتذكر شيئا … "
" عرفت ذلك … " همس براندي لنفسه بانزعاج ، قبل ان ينظر الى الطبيب ويقول " اسف ، ولكنني لا اريد استعادة أي ذكريات
فأنا احب نفسي الحالية ! "
ليس وكأن بامكاني استعادتها على أية حال …
نظر براندي الى النافذة ولم يتكلم مرة أخرى ، بينما الطبيب قاد بصمت أيضا .
حل صمت بين الاثنين لبضعة دقائق ، قبل ان يقول مخاطبا الطبيب " كيف انضممتَ الى المنظمة ؟ "
" ماذا ؟ " نظر اليه الطبيب بتعجب وقليل من التفاجأ .
" انا اسألك … كيفَ انضممتَ الى المنظمة ؟ فعمرك خمس وعشرين سنة فقط ، لا يمكن لاي شخص عادي ان ينضم الى منظمة إجرامية كبيرة بهذا السن … " مازال براندي ينظر الى النافذة وهو يتحدث .
صمت الطبيب لفترة قبل ان يقول " هذا السؤال … اعتقد انه يجب ان يكون موجها لك ، كيف لفتى صغير في السابعة عشر من عمره ، ان يكون عضوا في منظمة إجرامية كبيرة ؟ "
" … "
لم يرد براندي ، ومع ذلك فقد ظل سؤال الطبيب عالقا في ذهنه ، صحيح ، منذ انتقاله الى هذا العالم ، لم يتساءل ولو لمرة عن سبب وجود فتى بعمره في المنظمة ، يوجد عضو اخر بنفس سنه تقريبا وهو هايبارا ، ولكن تلك الفتاة كان والداها من المنظمة ، وبعد وفاة والديها ، اجبرتها المنظمة على الدراسة في الخارج والعودة بعد ذلك في سن الثالثة عشر لاكمال تطوير العقار .
ولكن … ماذا عنه ؟
هل يمكن ان يكون مثل هايبارا أيضا ؟
صمت الاثنان مرة أخرى ، نظر الطبيب الى براندي للحظة قبل ان يقول " لقد انضممت اليها منذ صغري ! "
ماذا ؟
فتح براندي عينيه بتفاجئ وهو ينظر الى الطبيب .
" لقد انضممتُ اليها منذ صغري … عندما كان عمري خمسة سنين ، اشتعل حريق ضخم في بيتي لاسباب مجهولة ، توفيت عائلتي ولم يتبقى أي احد ليعتني بي … فكان ملاذي الوحيد هو الشارع ، في ذلك الوقت ، صادفتُ رؤية صفقة مشبوهة لاحد أعضاء المنظمة ، لم يرد ذلك العضو قتلي … فأخذني معه الى المنظمة عوضا عن ذلك ، واجبرني على الدراسة بجد من اجل تحقيق اهداف المنظمة … " كان الطبيب ينظر امامه وهو يقود السيارة ويتحدث في نفس الوقت .
صمت براندي لفترة من الوقت ، وعندما كان سيقول شيئا ما …
بوم !
اهتزت الأرض بقوة ، وانفجر احد المباني العملاقة الذي كان يبعد عنهم عشرون مترا تقريبا !
" مالذي … ؟! " ضغط الطبيب على الفرامل بأقصى سرعة ، توقفت السيارة في منتصف الشارع ، قبل ان يخرج براندي والطبيب بسرعة منها .
هذا …
كان المبنى قد اندلع بالنيران ، ولا يمكن رؤية أي شيء بوضوح .
" انفجار ؟ " تحدث براندي ببطء وهو مازال لم يتعافى من صدمته بعد .
" اجل … يبدو الامر كذلك … " رد الطبيب بنفس النبرة .
فجأة ، انتبه براندي على احدى السيارات بالقرب من المبنى المحترق ، كان في السيارة امرأة رفقة ابنها يضربون الباب بكل ما امتلكوا من قوة ، يبدو انهم قد علقوا في السيارة .
" سيء ، ان لم نخرجهم بسرعة فقد يموتون ! " لم يتردد براندي وركض بسرعة نحو تلك السيارة .
" اوي ! انتظر ! " صرخ الطبيب بسرعة عندما راى فعل براندي الطائش ، ولم يمتلك خيارا سوى لحاقه .
وصل براندي الى السيارة في وقت قصير قبل ان يمد يده نحو مقبض باب السيارة بسرعة .
" اه ! " ليتأوه بتألم ، كانت الحرارة العالية قد اثرت بشدة على السيارة ، وكان الباب ساخنا للغاية ، تعجب للحظة كيف بإمكان المرأة وابنها البقاء احياء حتى الان .
" ابتعد ! " صرخ الطبيب من خلف براندي .
ماذا ؟
استدار براندي ليرى ان الطبيب قد اخرج مسدسه ، فابتعد عن الطريق بسرعة .
وجه الطبيب مسدسه نحو زجاج باب السيارة ، لحسن الحظ كانت المرأة قد رأت فعله وتراجعت بسرعة .
بوم ! بوم ! بوم !
اطلق الطبيب ثلاث رصاصة بشكل مثلث ، قبل ان يشكل قبضة في يده و يرمي لكمة قوية للامام .
تم كسر الزجاج أخيرا وبسهولة .
ضرب المسدس في اطراف الزجاج الباقي حتى تم إزالة كل شظية زجاج .
بعدها ، مد الطبيب يده بسرعة وامسك بالطفل الذي كان مع المرأة ، وببطء شديد ، حمله واخرجه من خلال نافذة الباب ، كان الطفل بعمر الخمس سنوات تقريبا لذلك تمكن من الخروج بسهولة .
بينما بقيت المرأة .
" فلتتمسكي بي بشدة وحاول كل ما تستطيعين تحمل الم حرارة معدن الباب ، سنحاول اخراجك بسرعة كبيرة حتى لا تتأذين " مد يده وهو يقول ذلك ، جاء براندي من الخلف وامسكه .
" 3 2 1 … انطلق ! " بمجرد ان انهى الطبيب حديثه ، شد الاثنان المرأة بأقصى قوتهما واخرجاها من خلال نافذة الباب .
وعلى الرغم من انها تألمت قليلا ، الا انها تحملت .
شكرت بإخلاص براندي والطبيب وهي تنحني لهما .
" اتصلي بالاطفاء ، وبالشرطة والاسعاف أيضا بعد مغادرتك … " قال براندي ببطء ، قبل ان تسقط عيناه على شيء ما على الأرض .
هذا … كانت بطاقة لعب ؟
ملك الديناري ( ♦ ) ؟!
————————————
نهاية الفصل 25
أتمنى ان تكونوا قد استمتعتوا بالفصل .