بما ان براندي لم يتدرب ولو لمرة منذ ان اشترى مهارة القنص …
فقد تكون هذه فرصة ذهبية له ، لأنه سيكتسب العديد من الخبرة في قتال حقيقي ضد شخص يستعمل سلاحا ناريا .
حول عينيه الى الجانب وتأكد من ان هاروكا قد اختبأت في السيارة جيدا ، خفضت جسدها كاملا حتى لا يصيبها القناص ، وهي تزيل القنابل من على جسدها ببطء .
أومأ براندي برأسه قبل ان ينطلق بسرعة نحو بيت هاروكا ، صعد الدرج نحو الطابق الثاني ، ودخل احدى الغرف الفارغة في هذا البيت ، فيبدو ان هاروكا كانت تشتاق لأهلها كثيرا ، لذلك قامت ببناء منزلها مشابها للغاية لمنزل أهلها القديم قبل ان يحترق ، حتى تتذكرهم دائما !
توجه نحو النافذة وهو يحمل مسدسه بحذر قبل ان ينظر بسرعة الى احدى البنايات التي كانت تبعد عنهم عشرين مترا .
يبدو انها كانت شقة صغيرة مستأجرة .
وما اذهل براندي اكثر ان القناص يمتلك بندقية قنص .
' اوي اوي ، هل أصبحت البنادق العاب يمكن لاي احد ان يحصل عليها ؟ '
ورغم تفكيره بذلك ، الا ان ملامح الجدية عادت لبراندي خلال ثانية ، اختبأ بجانب النافذة ، قبل ان يعدل وقفته ، وطريقة مسكه للمسدس ، ثم اغمض عينيه وهو يسترجع معلومات المسدس الذي يحمله .
مسدس اف ان 571 ، مدى الاطلاق هو 50 مترا ، واقصى حد للاطلاق هو مئة متر ، برصاصات تخترق الدروع والبدلات الواقية من الرصاص …
يجب ان يكون براندي حذراللغاية في تعامله مع هذا النوع من المسدسات ، خاصة ان المسافة بينهما عشرين مترا ، وبراندي لا يجيد قنص سوى عشرة امتار ، لو ارتكب خطأ واحدا فقط … فيمكن ان يموت القناص .
الان …
المسدس … جاهز !
الرياح … تهب بقوة بأتجاه يسار براندي !
القناص … في مكانه ، يحاول اطلاق النار على هاروكا التي في سيارة البورش !
و براندي …
" جاهز ! "
لم يتردد براندي واظهر نفسه من النافذة ، قبل ان يلوح بمسدسه نحو القناص ، اكد مكان هدفه ، ثم …
اطلق !
بوم !
انطلقت الرصاصة من مسدسه مثل الصاروخ المصغر بسرعة نحو القناص !
فقط عندما فرح براندي لظنه انه سيصيب هدفه ، انحرفت الرصاصة بأتجاه اليسار ولم تصب القناص ابدا ، عوضا عن ذلك ، فقد اخترقت الجدار بجانب النافذة .
' ماذا ؟ ' انذهل القناص للحظة وهو يرى الثقب الصغير على الجدار يمينه ، قبل ان يخفض رأسه الى منظار البندقية الخاصة به ، ويحول نظره الى منزل هاروكا ، تحديدا ، النافذة حيث كان براندي يصوب نحوه .
تفاجأ قليلا ، ولكنه ابتسم ابتسامة واسعة مليئة بالشر .
' هيه ، سأجعلك تتذوق طعم الموت ! '
بوم !
ضغط القناص باصبعه على زناد البندقية ، لتنطلق الرصاصة بسرعة الى براندي .
' سيء ! ' وسع الاخر عيناه بصدمة وهو يركض بسرعة الى يمين النافذة ليختبئ ، ولكن …
" ارغههه ! "
لم يتمكن براندي من اجتناب الرصاصة في الوقت المناسب ، واخترقت كتفه الايسر بقوة جعلته يتأوه بصوت عالي .
بدأ الدم يخرج بسرعة من كتفه ، وبراندي ينظر اليه وتعابير وجهه متغيرة كليا .
" اللعنة ! "
شد اسنانه وهو يحاول تمزيق جزء من قميصه بسرعة ، قبل ان يلفه حول كتفه .
هوه ~ هوه ~
لهث بقوة وهو ينظر بقلق الى القناص من بعيد ، بسبب عدم تدريبه ، براندي يمكنه التصويب بدقة في مدى عشرة امتار فقط لو كان يمسك المسدس بكلتا يديه ، ولكن الان عندما أصيبت احدى يديه … ستنخفض قدراته للنصف !
وبذلك انخفضت فرصة فوزه ضد القناص تماما الى ما يشابه الصفر .
هوه ~ هوه ~
بدأ براندي يشعر بالدوار قليلا ، الألم الناتج عن اختراق رصاصة لجسده لا يمكن التعبير عنه حقا ، إضافة الى انها اخترقت احدى اكبرنقاط الضعف في جسم الانسان .
يجب عليه معالجة كتفه بسرعة او انه لا يمكن تخيل العواقب .
رغم انه واثق من انه لا يمكنه إصابة هدفه الان ، الا ان الفرصة ليست صفر .
وما دامت ليس كذلك ، فيوجد امل !
امسك براندي مسدسه بيده اليمنى فقط ، وهو يرفعه ببطء ، قبل ان يوجهه نحو القناص ، ويطلق .
بوم !
وكذلك ، لم تصب الرصاصة القناص بل اصابت النافذة فقط .
وبعد كل أصوات اطلاق النار هذه ، من الطبيعي لسكان الحي ان يشعروا بالقلق و الخوف ، حتى ان بعضهم قد اتصل بالشرطة بالفعل .
" اللعنة ! " صرخ براندي بألم مرة أخرى ، ولكنه لم يستسلم ، لا تزال هناك ثمانية عشر رصاصة في مخزونه .
بينما القناص ، فقد ابتسم بسخرية وشر وهو ينظر الى معاناة براندي عبر منظاره .
' سأنهي الامر بضربة واحدة الان ، أيها الفتى ! '
وجه منظاره نحو براندي ، تحديدا ، في منتصف رأسه ، يبدو انه ينوي قتل براندي حقا هذه المرة .
بوم !
ضُغِطَ الزناد ، وانطلقت الرصاصة بسرعة نحو براندي .
عند رؤية هذا ، لم يستطع براندي فعل شيء سوى تغيير ملامحه الى القلق والركض الى الجانب .
لحسن حظه هذه المرة ، لم تصبه الرصاصة ابدا بل يبدو انها انحرفت قليلا بفعل الرياح واصابت الباب الخشبي للغرفة .
تنهد بارتياح للحظة ، قبل ان تعلوا ملامح الجدية وجهه ، امسك مسدسه بقوة وهو ينظر اليه .
هناك حاليا فرصة 2% فقط انه سيصيب هدفه ، ولكن … لو توقفت الرياح عن الهبوب للحظة واحدة فقط وتمكن من استغلال تلك الفرصة ، فستزيد الى 5% ، يجب عليه إصابة هدفه هذه المرة ، والا ، لا يملك خيارا سوى الهرب هو و هاروكا .
الان فقط ، عبس براندي ، لماذا لم يأتي كونان الى هنا حتى الان ؟ لا تخبرني انه لم يحل اللغز بعد … لا ، هذا مستحيل !
هز رأسه ولم يواصل التفكير في الامر مرة أخرى ، وقف ببطء ، جهز سلاحه وامسكه بيده اليمنى ، قبل ان يغلق عينيه ، ويستمع …
كان يستمع الى صوت الرياح الشديد ، في اللحظة التي ينقطع فيها هذا الصوت ، ستكون هذه هي فرصته الوحيدة .
بعد عدة ثواني فقط من بدأ الاستماع ، انقطع صوت الرياح !
' الان ! '
سرعة رصاصاته هي 600 متر في الثانية ، المسافة بينه وبين القناص هي عشرين مترا ، ما يعني …
يمكنه فعلها !
لم ينتظر براندي مزيدا من الوقت ، والضغط على الزناد !
لتنطلق رصاصة واحدة فقط بسرعة البرق ، نحو القناص .
" انطلقي ! " صرخ براندي بقوة والم ، قبل ان يسقط أخيرا على الأرض من الإرهاق وهو يلهث بقوة .
بينما الرصاصة … فقد توجهت بسرعة نحو القناص ، ولكن … في اخر لحظة ، انحرفت قليلا الى الأسفل .
" لا … " وسع براندي عينيه بصدمة وهو يرى هذا ، رصاصة الامل الأخيرة ، قد انحرفت عن مسارها !
هذا ما اعتقده .
ولكن في الحقيقة ، يبدو ان الحظ على جانبه .
لأن الرصاصة قد انحرفت للاسفل ، وصادف ان تخترق منظار بندقية القناص !
" اااااررررغغغههه !! "
تمكن القناص من تجنب إصابة الرصاصة لوجهه ، لكنه وصدفة فقط ، أصيب في يده اليمنى .
ما يعني انه لا يمكنه اطلاق النار الان !
وبالطبع ، لا يمكن تجاهل مدى الم رصاصة مخترقة للدروع ، اصابت شخصا في نطاق اقل من خمسين مترا !
لو أصيب القناص في مكان اخر ، لكان قد أصيب بإصابة قاتلة حقا !
" اههههه ! مؤلم ! هذا مؤلم للغاية ! اههه ! "
انصدم براندي حقا وهو ينظر الى القناص الذي يصرخ بألم وهو يمسك ذراعه .
الا تبدو هذه كتصرفات طفل عوضا عن رجل بالغ ؟
ولكنه لم يعر لهذا اهتماما كبيرا , لماذا ؟ لأنه انتبه على للتو قارورة معدنية صغيرة ، تطير مسرعة نحو القناص وتفقده الوعي !
' ه-هذه القارورة هي … ' انذهل للحظة ، قبل ان ينظر الى مكان انطلاق تلك القارورة ، اوه ، لقد كان كونان !
كونان هو من اطلقها باستعمال حذائه المقوي للركلة .
" تبا ! مالذي اخذك طوال هذا الوقت لتأتي الى هنا ؟ " ابتسم براندي بخفة وهو يرى المفتش ميغوري والاخرين يقتحمون المكان ، قبل ان يتنهد براحة أخيرا .
ولكن … لم تكتمل فرحته الا واكملتها اشعارات النظام .
[ تهانينا ، ارتفعت مهارة القنص الى المستوى الثاني : نطاق القنص هو 50 مترا بإستخدام كلتا اليدين ]
[ تم فتح القفل الأول لمهارة القنص ، القنص بيد واحدة : زيادة فرصة إصابة الهدف 5% كلما استخدم المضيف يدا واحدة لاطلاق النار ]
[ تهانينا على تحقيق الإنجاز الثانوي ( فتح اول قفل مهارة ) ]
" … " مازال براندي منذهلا مما سمعه للتو ، قبل ان ترتفع زوايا فمه لتشكل ابتسامة ، ثم من ابتسامة الى ضحكة بصوت عالي .
حقا ! الحظ يقف الى جانبه هذا اليوم !
بعدها تنهد مرة أخرى ، ووقف ببطء قبل ان يضع مسدسه ببطء على طاولة خشبية .
كان قد اتصل بالفعل بالطبيب ، وسيرسل شخصا ما لإستعادة المسدس وتبديله بمسدس اخر عادي ، سيكون مشكلة كبيرة لو كشف امتلاكه لمسدس مثل مسدس اف ان 571 .
بالنسبة لبندقية القناص الاخر ، براندي قد عرف تقريبا من اين حصل عليها .
فاغلب المجرمين ورجال العصابات ، لهم علاقة نوعا ما بالسوق السوداء ، لن يكون غريبا على براندي لو ان ذلك القناص قد اشترى بندقيته من ذلك المكان .
بعدها بربع ساعة فقط ، جاءت الشرطة الى مكانهما ، وتمكن براندي من القاء نظرة واضحة على القناص .
من خلال ملفات الشرطة ، عرف براندي ان هذا الرجل هو هاروكا كين ، الأخ المتبني لهاروكا ماي ، وعلى الرغم من ان وجهيهما مختلفين .
حيث يبدو انه قام بجراحة تجميلية لتغيير وجهه ، الا ان لون العينين والتصرفات نفسها ، وليس غريبا ان ماي التي كانت تعيش معه منذ الصغر ستعرف هذا ، حتى لو التقت به مرة واحدة صدفة قبل بضعة اشهر .
بالطبع ، بعد ان رأت ان اخوها هو الوحيد على قيد الحياة ، قام بعملية جراحة تجميلية لوجهه ، فسيثير هذا الشكوك ، يبدو انها بحثت كثيرا حتى عرفت الحقيقة اخيرا .
عندما عرفت مكان سكنه وما هو جدوله الروتيني ، استغلت الوقت الذي لا يكون فيه هنا ووضعت القنابل ، اضافة الى كاميرا مراقبة في بيته … ويبدو ان هاروكا كين قد اكتشف هذا بطريقة ما وقام باختراق الكاميرات ووضع تسجيل فيديو مزيف ، بينما هو غادر البيت اثناء الانفجار .
والدليل هو … الحاسوب وزر تفجير القنابل اللذان كانا في حقيبتها السوداء .
بالنسبة لكونان ، فيبدو ان سبب تأخرهم ، هو انه لم يتمكن هو والدكتور اغاسا من اقناع الشرطة ، فلم يتمكن من فعل شيء سوى استخدام صوته ك كودو شينتشي والتحدث الى المفتش ميغوري قبل ان يأتي الى هنا ، بينما الدكتور اغاسا وهايبارا عادا فورا الى البيت ولم يكونا في أي مكان في ميناتو .
تم اخذ الاخرين هاروكا ماي و هاروكا كين الى مركز الشرطة .
بينما بقي براندي هنا ، وهو نوعا ما الان … في وضع صعب ، حيث ان المفتش ميغوري قد انهال عليه بالأسئلة عن مسدسه .
قام احد أعضاء المنظمة ب تبديل المسدس و وضع واحدا مماثلا لما يمتلكه رجال الشرطة .
فقط عندما كان براندي سيجد عذرا ما ، وصل الطبيب واتسون فجأة !
" أيها المفتش ! الأسئلة تأتي بعد ، نويتشي – كون مصاب حاليا ويجب علينا معالجته ! " تحدث الطبيب ببطء .
ما جعل المفتش لا يقول شيئا سوى هز رأسه موافقا .
وبحجة انه طبيب ، تمكن واتسون من اخذ براندي معه ، ركبا سيارة البورش وقاد الطبيب السيارة هذه المرة ، عائدا الى قاعدة المنظمة .
" اذا ؟ لماذا انت هنا ؟ " تحدث براندي بقليل من التساؤل .
" الا تظن انك قاسي قليلا ؟ فأنا اهتم بك كما تعرف ! " ابتسم الطبيب بخفة وهو يتحدث .
" وكأنني سأصدق هذا … تشه ! " رد براندي بإنزعاج .
وقبل ان يتمكن من قول أي شيء ، قال الطبيب بسرعة وملامح الجدية تعلوا وجهه " يجب ان تتجهز … الشرطة ستأخرك فقط ، فهناك مهمة من المنظمة لك ! "
——————————————-
نهاية الفصل 32
أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل