وصل الاثنان الى قاعدة المنظمة بسرعة .
بعد ان رأى الطبيب ان براندي لم يعد بإمكانه الشعور بذراعه اليسرى ، لم يملك خيارا سوى اخذه بقوة نحو عيادة القاعدة .
رغم ان براندي قال انه يجب عليه النوم لليلة وسيشفى من مجرد إصابة كهذه … ولكن من سيصدق هذا الهراء ؟!
ارغمه الطبيب على الاستلقاء على السرير ، ونزع عنه قميصه بالقوة ، حتى انه قيد يده اليمنى وقدميه كي لا يقاوم .
" ه-هذا … " عندما راى إصابة الاخر في كتفه الايسر ، لم يتمكن الطبيب من فعل شيء سوى توسيع عينيه بصدمة .
تحولت ملامح وجهه الى الغضب وهو يصرخ " أيها الاحمق ! هل تسمي هذه إصابة بسيطة ؟ لو لم يتم علاجك فورا فلن تستطيع استخدام ذراعك اليسرى مرة أخرى ! "
تجمد براندي في مكانه ، حرفيا ، لقد انتقل الى هذا العالم منذ اقل من نصف شهر ، لو فقد ذراعه اليسرى حقا ، فكيف سيعيش حياته وينجز مهامه بطبيعية ؟
بينما الطبيب لم يضيع الوقت ، ركض الى خزانة خشبية على الجانب واخرج صندوقا معدنيا منها .
وضع الصندوق على السرير قبل ان يقول " سأقوم باغلاق الجرح الان ، لحسن الحظ ان الرصاصة اخترقت كتفك ولم تعلق بداخله ، لذلك يمكننا تفادي عملية اخراج الرصاصة ، يجب ان تصمد حتى ذلك الوقت ! "
بعدها ، اخرج كيس دماء ، وقام بحقنه بواسطة ابرة في ذراعه ، لقد فقد براندي كمية كبيرة من الدماء ويجب عليه تعويضها بسرعة .
بعدها بدأ بتعقيم الجرح ثم اغلاقه بواسطة الابرة والخيط ، ورغم ان براندي تأوه للحظة من الألم الشديد الا انه تمسك بفضل ارادته للدقائق التالية .
بعد ساعة تقريبا ، انتهى كل شيء ، قام بتضميد الجرح بعدة طبقات من الضمادات المعقمة قبل ان يتنهد بخفة ويقول " انتهينا ! "
نظر براندي الى كتفه الايسر قبل ان يقول " ايمكنني تحريك يدي الان ؟ "
تحريك يدك ؟
عند سماع حديثه ، تحولت نظرات الطبيب الى الحدة وهو يقول " افعل ذلك ، اذا اردت الموت حقا ! "
" ح-حسنا ، فهمت … " أصيب براندي بقليل من الهلع وهو يرى نظرات الطبيب لدرجة انه ارتعش لثانية فقط ولكنه ابتسم بتوتر وهو يتحدث .
نظر الطبيب اليه للحظة قبل ان يضع يده على جبهته ، اخفض رأسه الى الأرض وهو يتنهد وكأنه يعاني من رعاية طفل صغير مشاكس " ربما علي الغاء مهامك هذه المرة ، بما انك مصاب … "
فقط الان ، تذكر براندي بأنه يمتلك مهمة من المنظمة فأمال رأسه وهو يسأل " بالمناسبة ، ما كانت تلك المهمة ؟ "
هز الطبيب اكتافه بعدم معرفة قبل ان يقول " ليس لي معرفة كبيرة في هذا الامر ، ولكن … سمعت انك لن تنفذها وحدك هذه المرة ، بل سيشاركك شخص مميز للغاية في المنظمة ! "
شخص مميز ؟
نظر اليه براندي بقليل من التساؤل ، شخص مميز من المنظمة ؟ من ؟
" لا اعرف شيئا بعد لذلك لا تسألني ، كل ما اعرفه هو انكما ستغتالان شخصا ما … على أي حال ، خذ راحة في الوقت الحالي ، سمعت ان مهمتك ستبدأ بعد نصف شهر ، المنظمة تريد منك التجهز فقط ، اذا لم تشفى اصابتك خلال هذا الوقت فسألغي المهمة … غدا لن تذهب الى المدرسة ! " تحدث الطبيب ببطء .
" ايه ؟ حقا ؟! " كان براندي متحمسا للغاية لدرجةٍ انه قفز من السرير ، قبل ان يتأوه بالم وهو يمسك ذراعه اليسرى ، حاليا لا يمكنه تحريكها بحرية لذلك يجب عليه الحذر .
" … " نظر اليه الطبيب لفترة قبل ان يقول وهو يغادر الغرفة " اسحب كلامي ، المدرسة اهم من أي شيء اخر ! "
" م-ماذا ؟! اوي ، انتظر لحظة … ! " صرخ براندي بهلع وهو يمد يده اليمنى نحو الطبيب لايقافه .
ولكن لسوء الحظ لم يتمكن من انهاء حديثه وكان الطبيب قد خرج من الغرفة بالفعل .
" … " صمت براندي وهو ينظر الى الباب ، ولكن من ينظر اليه ، يمكن ان يرى ملامح الانزعاج على وجهه .
' تشه ، هل انتَ امي ام ماذا ؟ اللعنة ! '
بعد فترة ، تنهد بحزن وقبل مصيره ، ثم استلقى ونام .
……
في اليوم الموالي …
فتح براندي عينيه باكرا كالعادة ، نظر الى الوقت حيث كانت الساعة السادسة ونصف تقريبا ، قبل ان ينهض ببطء .
غسل وجهه واخذ حماما قصيرا ، حيث يوجد في غرفة العيادة في القاعدة كل ما يلزم لاراحة المريض .
قبل ان يرتدي ملابسه المدرسية بصعوبة ، فهو لا يمكنه تحريك يده اليسرى ، ويجب ان تبقى مستقيمة دائما ، حتى تشفى في غضون أسبوع او أسبوعين .
وقد استغرق تقريبا نصف ساعة ، حتى تمكن من ارتدائها جيدا .
وهذا كان عائقا له ، حسنا … يمكن القول انه يمكن ان يكون سببا في تطوره أيضا .
حيث وضع براندي هدفا نصب عينيه ، وهو انه من اليوم فصاعدا بعد المدرسة ، سيتدرب على القنص بذراع واحدة ويرفع نسبة الدقة الى 20% على الأقل من القنص بذراعين .
بعد ان اخذ الدواء الذي وصفه له الطبيب البارحة ، تناول فطوره ثم لم ينتظر اكثر وخرج من قاعدة المنظمة ، أوقف سيارة اجرة وتوجه الى مدرسة تيتان الثانوية .
وعلى الرغم من انزعاجه ، الا انه لم يستطع فعل شيء سوى الدراسة حقا ، وهكذا ، حتى انتهى وقت الدوام المدرسي .
……
" هاه ؟ مطعم ذو خمسة نجوم ؟ " سأل براندي بإندهاش وهو ينظر الى سونوكو التي تتحدث بإبتسامة امامه .
هزت سونوكو رأسها بسرعة قبل ان تقول " اجل ، انه مطعم مشهور يقع بالقرب من فندق مدينة هايدو ! كنتُ ذاهبة اليه انا وران ، ولكنني فكرت ، لماذا لا نقوم بدعوتك معنا ؟ "
( ملاحظة : مدينة هايدو ، هنا ، مدينة هي بمعنى مشابه لحي ، فولاية طوكيو تحتوي على عدة مدن صغيرة )
فندق مدينة هايدو ؟
تعجب براندي قليلا ، كان سيرفض أولا ، ولكنه بعد ان راى تعابير سونوكو ، لم يستطع قول شيء غير " حسنا … متى سنذهب ؟ "
اشرقت تعابير سونوكو وهي تقول وتهز رأسها بسرعة صعودا وهبوطا " سنذهب بعد المدرسة فورا ! رغم ان المطعم يعمل 24/24 ساعة في اليوم الا انه بعد الساعة السادسة مساءا ، يكون ممتلئا للغاية ! "
" حسنا اذا … " أومأ براندي موافقا ، فهو ليس لديه شيء ليفعله في النهاية .
تحدثت ران فجأة بعد ان سمعت حديثهما مخاطبة سونوكو " ايمكنني احضار كونان – كون معي ؟ فوالدي لديه عمل ما ، ولا استطيع تركه وحده في المنزل … "
" اه ، الشقي ذو النظارات ؟ يمكنك احضاره ، واثقة انها ستكون اول مرة له في مطعم خمسة نجوم ! " لوحت سونوكو بيدها بنظرة سخرية وهي تتحدث بابتسامة .
عند سماع حديثهما ، ازداد براندي شغفا للذهاب الى ذلك المطعم أيضا ، اذا كان كونان سيذهب الى هناك ، فكيف لا يمكنه الذهاب ؟
……
في وكالة موري للتحري …
كان المحقق موري كوغورو ليس هنا ابدا ، بينما كونان الذي قد عاد للتو من المدرسة يتصفح هاتفه بحثا عن شيء مثير للاهتمام .
لقد مضى نصف شهر تقريبا منذ ان انضمت هايبارا الى المدرسة لابتدائية وهربت من المنظمة ، منذ ذلك الوقت ، لم يسمع أي شيء عنهم .
تنهد بخفة ، وضع هاتفه في جيبه وكان سيذهب الى منزل الدكتور اغاسا ، فهو يشعر بالملل هنا على أي حال .
ريييينننغغغغ !
ولكن هاتفه رن فجأة ، انذهل كونان قليلا ، ولكن عندما راى ان ران هي المتصل ، عاد الى طبيعته وضغط على زر الرد .
" مرحبا ؟ ران – نيتشان ؟ " تحدث كونان بابتسامة ونبرة طفل صغير .
" اه ، كونان – كون ، في الحقيقة … " تحدثت ران ببطء قبل ان تبدا بالشرح لكونان مالذي يحدث .
" فندق خمسة نجوم ، مع كوروغومي – نيتشان ؟ " انصدم كونان عندما سمع حديثها ، لماذا سيذهب كوروغومي الى مطعم مع ران وسونوكو ؟ !
انه يتذكر جيدا ، كيف اتصلت به ران ليلة امس ك شينتشي ، واستجوبته ، لماذا ؟ لان المحقق المشهور كوروغومي قال لها بأن شينتشي تحدث عن امرأة ما عندما التقى به !
مالذي يعنيه بفعلته هذه ؟ كونان واثق مئة بالمئة من انه لم يلتق بكوروغومي من قبل ابدا .
والان ، هم الثلاثة سيذهبون الى مطعم خمسة نجوم .
' هل يعقل بأن … '
فجأة ، فكر كونان باحتمال جعله يشعر بالانزعاج الشديد .
' هل يعقل ان كوروغومي ذاك ينجذب الى ران ؟ '
لا ! لا يمكنني تركهم يذهبون وحدهم !
بمجرد ان فكر في ذلك ، لم يستطع كونان ازاحته من رأسه ابدا .
لم يتردد وقبل مباشرة قبل ان يغلق هاتفه .
ارتدى ملابس صيفية عادية غير البذلة الزرقاء خاصته ، وخرج بسرعة من وكالة التحري بعد اغلاق الباب .
……
اما سونوكو ، ران وكوروغومي ، فقد ذهبوا مشيا الى المطعم ، ووصلوا بسرعة .
لحسن الحظ ، التقوا كونان في الطريق الى المطعم ، ورغم ان براندي شعر بقليل من التوتر من نظرات كونان التي تحدق فيه منذ ان جاء ، الا انه تمكن من امساك نفسه حتى وصلوا الى المطعم .
حيث فتح هو ، كونان وران فمهم لدرجة ان بيضة يمكن ان تدخل فيها .
ه-هذا …
لم يستطع الثلاثة إزاحة نظرهم عن هذا المطعم ابدا ، حيث كان واسعا للغاية ويتكون من أربعة طوابق ، كل طابق فيه ديكور وزينة مختلفة ، تجعل العين تستمتع برؤيتها ولا تزيح نظرها عنها ابدا .
بينما النوادل ذوي البدلات السوداء يمكن رؤيتهم في كل مكان .
نظرت سونوكو الى تعابيرهم قبل ان تتشكل ابتسامة واسعة على فمها وهي تقول " هي هي ، تفاجئتم ؟ في طوكيو … لا ، ربما في اليابان بأكملها لا يوجد أي مطعم يتفوق على هذا ! "
هز الثلاثة رؤوسهم بسرعة مرارا وتكرارا في نفس الوقت موافقين على حديثها .
فحتى كونان الذي والده روائي شهير ووالدته ممثلة مشهورة ، هو لم يرى مطعما مثل هذا من قبل ، حيث يبدو انه تم الانتهاء بناءه قبل بضعة أسابيع فقط .
وتم الافتتاح قبل بضعة أيام فقط ، هذا يعني انهم سيكونون من أوائل الزوار !
اختار الأربعة طاولة لهم في الطابق الرابع ، حيث كان هذا الطابق به القليل من الناس عكس الطوابق الأولى ، قبل ان يعطيهم النادل قائمة الطعام ، لينذهل براندي .
هذه القائمة … كل أنواع الطعام الذي يمكن صنعه موجودة عليها !
الصيني ، الفرنسي ، الإيطالي ، الياباني … كل شيء !
ومع ذلك ، فالسعر هو نوعا ما … لا ، ليس نوعا ما ، بل سعر كل طبق هو اكثر من اللازم !
أصيب براندي بالهلع قليلا قبل ان ينظر الى سونوكو بابتسامة سخرية " انتِ … ستدفعين الحساب ، صحيح ؟ "
" اجل اجل ! كيف تتوقع مني دعوتكم بدون وضع هذا في الحسبان ؟ " رفعت سونوكو انفها بفخر وهي تتحدث بكل غطرسة .
' كما هو متوقع من عائلة سوزوكي الغنية … كل هذا المال ليس شيئا بالنسبة لهم ! ' مازالت ابتسامة السخرية على وجه كونان وبراندي وهما يفكران في نفس الشيء تماما .
ة
" اذا كان الامر هكذا … هي هي … " ابتسم براندي بخبث ، لم يتهاون وطلب كل شيء في القائمة ! هذه فرصة العمر ويجب عليه استغلالها جيدا ، كما انه لن يدفع من الحساب شيئا !
" ا-انت … هل ستأكل كل هذا ؟ " تحدثت سونوكو بقليل من الصدمة ، بينما اعجابها ب براندي قد انخفض الى النصف فورا .
" بالتأكيد ! يجب ان اكل كثيرا من اجل ان تتعافى ذراعي بسرعة ! " رفع براندي يده اليمنى وكأنه يستعرض عضلاته ثم قال بابتسامة .
' اوي اوي ، لدينا طفل صغير اخر هنا … ' ضحك كونان بسخرية وهو ينظر الى تصرفات براندي ، قبل ان يطلب ما يريد هو أيضا .
تحدث الأربعة لعدة دقائق وهم ينتظرون جهوز الطعام بالكامل .
بينما على الجانب ، كان رجل يبدو في الثلاثينيات من عمره ، ذو شعر اسود وعينان بنيتان يتناول طعامه ببطء .
قبل ان تقع عيناه على طاولة براندي وسيفتح عينيه بصدمة .
' ه-هؤلاء الثلاثة هم …كيف ؟! ' منذ ان وقعت عيونه على براندي ، كونان وران ، لم يستطع ذلك الرجل ابعاد عينيه عنهم ابدا .
نظر الى ران بعيون دافئة ، قبل ان ينظر الى كونان لفترة من الوقت ، وضع يده على ذقنه وهو يبدو انه يفكر في شيء ما .
' لا يمكن … '
وبعدها نظر الى براندي ، هذه المرة ، قلص عينيه للحظة ، قبل ان تتشكل ابتسامة على وجهه .
ثم اكمل اكل طعامه ببطء ، وكأنه لم يرى شيئا ابدا .
نعود الى الأربعة الاخرين ، حيث كانوا ينتظرون النادل الذي سيحضر طعامهم .
فجأة ، بدأ كونان يحك يديه .
" هل تشعر بالبرد ؟ " سأل براندي وهو ينظر الى كونان .
أومأ كونان برأسه ثم قال " اجل … على الرغم من اننا في فصل الخريف ، الا ان اليوم كان حارا جدا ، وارتديت مجرد ملابس صيفية ، ام أتوقع بأنهم سيشعلون مكيف الهواء في المطعم … رغم ان الجو قبل قليل فقط كان جيدا ، ولكنه برد فجأة … "
رفع براندي رأسه وهو ينظر الى اتجاهات مختلفة من القاعة قبل ان يقول " بذكرك للامر ، هناك ثلاث مكيفات هوائية هنا ، القاعة ستتجمد حقا لو استمر الامر هكذا ! "
ابتسمت ران عندما سمعت حديثهم قبل ان تقول " حسنا … انه مطعم خمس نجوم في النهاية ، وسيفعلون أي شيء لارضاء زبائنهم ، سيكون من السيء لو كان الجو حارا للغاية … "
بينما هزت سونوكو على الجانب راسها موافقة فقط .
نظرت ران للحظة الى كونان ، قبل ان تنزع سترتها الزرقاء وتعطيها لكونان .
" ارتدي هذه ، سيكون من السيء ان تصاب بالزكام ! "
نظر اليها كونان بقليل من التفاجئ قبل ان يسأل " ايه ؟ ولكن ، ماذا لو شعرت انت أيضا بالبرد ، ران – نيتشان ؟ "
" لا تقلق لا تقلق ، فأنا قوية في النهاية ! " ابتسمت ران وهي تتحدث بصوت عالي قليلا .
" ا-اوي ، ان الباب لا يفتح ابدا ! "
فجأة سمع الأربعة صوت رجل يصرخ بصوت عالي .
نظروا الى الجانب ، حيث كان على ما يبدو انه طاهٍ هنا .
كان الطاه يقف امام باب قاعة الطبخ ، حيث في كل طابق من طوابق هذا المطعم ، توجد قاعة طبخ ، يستعملها الطهاة للطهي .
" ماذا ؟ كيف لا يفتح ؟ لقد كنتُ هناك قبل قليل فقط ! "
تحدث رجل اخر من على الجانب وهو يمشي اليه ، يبدو انه طاهي أيضا من مئزره الأبيض .
" مستحيل ! هل يمكن ان العامل قد اغلق الباب بعد ان انتهى من عمله ؟ "
جاء طاه اخر يمشي من بعيد وهو يتحدث اليهما .
هاه ؟
تعجب براندي وكونان للحظة ، لماذا كل هؤلاء الطهاة ليسوا في قاعة الطبخ ؟
حتى الرجل ذو الشعر الأسود الذي كان يراقب طاولة براندي شعر بقليل من الاهتمام .
بينما نادى احد الطهاة نادلا وطلب منه البحث عن مفتاح قاعة الطبخ .
عاد النادل راكضا بعد عدة دقائق وهو يحمل المفتاح ، اعطى المفتاح لاحدى الطهاة .
والذي قام بإدخاله في ثقب الباب ، لتظهر نظرة التفاجأ على وجهه بعد بضعة ثواني .
" ماذا ؟ اليس الباب مفتوحا ؟ "
" ماذا ؟ " تفاجأ الطاهيان الاخرين ، كان الباب مفتوحا ؟
" ولكن … لماذا لا يفتح ؟ " وضع الطاه الذي كان يحمل المفتاح يده على المقبض قبل ان يجذب الباب للداخل .
حيث يبدو ان الباب يفتح الى قاعة الطبخ وليس العكس .
بعد عدة ثواني ، ظهرت الصدمة على وجهه مرة أخرى وهو يقول " انه لا يفتح ! مستحيل ، لقد تأكدت من ان الباب ليس مغلقا بالمفتاح قبل ثواني فقط ! "
" هل يمكن ان شيئا ما يصده ؟ " تحدث النادل بتساءل .
" لا اعرف … " هز الطاه رأسه قبل ان ينظر اليهم مرة أخرى ويقول " ساعدوني في فتح الباب ! "
" حسنا ! "
امسك الأربعة بالباب بقوة ، قبل ان يجذبوا بكامل قوتهم نحو الداخل .
بوم !
بعد عدة ثواني ، انفتح الباب بقوة أخيرا !
تنهد الطهاة بارتياح ، قبل ان ينظروا الى الأرض وينذهلوا مرة أخرى .
" لم يكن هناك شيء يصد الباب ، اذا لماذا كان مقفلا ؟ "
" لا اعلم … "
على أي حال ، لم يعطي الطهاة لهذا اهتماما كبيرا ودخلوا الى قاعة الطعام ، ما يهم الان هو القيام بعملهم بسرعة ، فهناك الكثير من الطلبات .
" آآآآآآآههههههه ! "
فجأة ، سمع براندي وكونان صوت صراخ الطهاة الثلاثة .
" مالذي يجري ؟! " وقف براندي بسرعة من مقعده ، وعلى الرغم من انه شعر بألم من ذراعه اليسرى ، الا انه مازال يستطيع الركض الى قاعة الطبخ هو وكونان .
" ه-هذا … "
نظر الاثنان الى الجانب الأيمن من قاعة الطبخ بصدمة ، حيث كان هناك كرسي معدني طويل ليستريح فيه الطهاة .
ولكن ليس هذا من صدمهم ، بل الرجل الذي يرتدي زي الطاهي ورأسه منخفض للاسفل ، في يده اليمنى سكينة طبخ عملاقة بها بقع دماء ، بينما في يده اليسرى … شق طويل ودموي شمل رسغه بالكامل .
هذا …
" ران ! اتصلي بالشرطة بسرعة ، والاسعاف أيضا ! " صرخ براندي بصوت عالي الى ران التي كانت ستأتي الى قاعة الطبخ ، حتى انه نسي ذكر ( سان ) في آخر اسمها .
" ح-حسنا ! " توترت ران في البداية ، ولكن يبدو انها فهمت ما يحدث ، وحملت هاتفها بسرعة .
" لا ! اتصلي بالشرطة فقط ! "
سمع براندي فجأة صوت كونان من بعيد ، نظر اليه ليجد انه قد اقترب من الجثة بالفعل وهو يحاول تفحص نبضها !
" هل تقصد … " سأل براندي وهو يقترب من الجثة أيضا لتفحص النبض ، قبل ان ينتبه على علامات جرح صغيرة وطويلة في يد الضحية اليسرى .
وكأن شخصا ما قام بخدشه عدة مرات ولكنه لم ينجح ابدا .
هز كونان رأسه ببطء وهو ينظر الى براندي ويتحدث .
" اجل … هذا الطاه ، لقد مات ! "
سلسلة جديدة وطويلة بدءا من هذا الفصل !
——————————————-
نهاية الفصل 33 .
أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل .
سيكون هذا الفصل بداية سلسلة جديدة وطويلة للغاية .
ملاحظة : سلسلة هنا مشابهة للغاية لكلمة ارك ولكن فصولها يمكن ان تكون اقل او اطول من الارك الذي عدد فصوله محدود بمئة فصل على الاقل .
وبالنسبة لعدم نشر فصل يوم امس …
فقد كتبت الفصل ، ولكن عندما شارفت على الانتهاء من كتابته ، انطفأ الكومبيوتر فجأة ، وضاع كل عملي معه ،لانني لم اقم بحفظ الملف .
فأتمنى ان تسامحوني ، ولانني لم أتمكن من تعويضكم بفصل جديد ، قمت بإضافة الف كلمة الى هذا الفصل ، ليصير عدد الكلمات 3000 كلمة بدلا من 2000 .
اعتذر مرة أخرى ، وشكرا .