بشكل عام، هناك ثلاثة أمراض رئيسية تصيب الأشرار في الروايات: الغباء، إيذاء النفس، والمماطلة.
دعونا نترك الأمراض الأولى جانبًا، المماطلة هي مرض شائع بين العديد من الأشرار الذين يتسببون في هلاك أنفسهم.
على سبيل المثال، بعض الأشرار عندما يكونون على وشك القضاء على البطل، وقبل النجاح، يظهرون ملامح المنتصرين ويبدأون في إلقاء الخطب الطويلة عن تجاربهم، مما يعطي البطل فرصة للتعافي أو أن ينقذه أحد الأبطال الآخرين، ثم... تنتهي القصة.
تيان يي، الذي تحول من بطل إلى شرير، ربما بسبب التعديلات التي أُجريت على السيناريو، شعر بالإحباط الشديد، مما جعله في لحظة الجريمة الحاسمة، يطلق العنان لشعوره بالظلم.
لحسن الحظ، مرض المماطلة لديه لا يزال في مراحله الأولى، ولم يفوت الفرصة السانحة، فقال ببرود: "لديك خياران، إما أن تأتي معي، أو آخذك معي!"
لاحظت شين شياو يان فجأة أن تيان يي يحمل منديلًا في يده، ومن الرائحة المنبعثة منه، أدركت أنه يحتوي على مادة الإيثر، فحاولت الهرب مرة أخرى.
"لا تعرفين ما هو الخير لك!"
همس تيان يي بغضب، ثم اندفع بسرعة نحو شين شياو يان، مستعدًا لإمساكها من رقبتها وتغطية فمها وأنفها بالمنديل لإغمائها.
عندما كان على وشك النجاح، فجأة اصطدم شيء ما برأسه من الخلف!
التفت تيان يي بسرعة ليرى حقيبة يد على الأرض، وعلى بعد مسافة قصيرة، كانت يوان جيا واقفة بوجه غاضب، تصرخ فيه: "تيان يي، هل تعلم ما الذي تفعله؟!"
"كل ما أعرفه هو أنكم جميعًا تساعدون ذلك الوحش سونغ شيتشينغ ضدّي!"
كان تيان يي مثل وحشٍ غاضب، بلا عواطف أو عقل، وعندما التفت، وجد أن شين شياو يان قد هربت بعيدًا أثناء الفوضى، فبدأ بالركض خلفها مرة أخرى.
بفضل مهاراته القتالية المتميزة، تمكن من اللحاق بها مرة أخرى.
عرفت شين شياو يان أنها لن تستطيع مواجهته، فبدأت بالالتفاف حول السيارات، محاولةً إرباكه.
يوان جيا أيضًا لم تكن عاطلة، كانت تصرخ طالبة المساعدة، ولكن عندما رأت أن تيان يي قد تحول إلى وحشٍ غاضب، شعرت بالعجز!
"يوان جيا، خذي هذا!"
بعد أن دارت شين شياو يان حول السيارات عدة مرات، كانت طاقتها على وشك النفاد، وفي لحظة الخطر، ألقت مفاتيح سيارتها نحو يوان جيا.
فهمت يوان جيا الأمر، ونظرت حولها لترى سيارة شين شياو يان متوقفة في الخلف، فاندفعت نحوها وفتحت الباب ودخلت.
"تيان يي، هناك كاميرات مراقبة هنا، وسيكتشفون الأمر قريبًا، إذا كنت تريد الهروب، الآن هو الوقت المناسب!"
قالت شين شياو يان وهي تلهث، محاولةً إخافته.
"أرى أنكِ أصبحتِ ماكرة بعد أن عشتِ مع ذلك الوحش سونغ شيتشينغ!" قال تيان يي بابتسامة شريرة، ثم قام بحركة سريعة نحو شين شياو يان، محاولًا تغطية وجهها بالمنديل المليء بالإيثر!
"آه!"
في اللحظة الحاسمة، تمكنت يوان جيا من قيادة السيارة نحو تيان يي، مما جعله يتراجع للخلف.
استغلت شين شياو يان الفرصة وهربت نحو السيارة، وفتحت باب الراكب ودخلت.
"بسرعة! إذا خرجنا من هنا، سنكون بأمان!"
بعد أن هدأت قليلاً، بدأت شين شياو يان بتوجيه يوان جيا، ولكن بعد قيادة مسافة قصيرة، لاحظت أن السيارة كانت ثقيلة وبطيئة، وعندما التفتت، اكتشفت أن يوان جيا كانت تقود دون أن ترفع فرامل اليد، وكانت تضغط على دواسة البنزين فقط.
في البداية، اعتقدت شين شياو يان أن يوان جيا كانت متوترة ونسيت رفع فرامل اليد، فرفعتها بسرعة، ولكن عندما لاحظت أن السيارة ما زالت تسير ببطء، أدركت المشكلة.
"... يوان جيا، لماذا تضغطين على الفرامل والبنزين في نفس الوقت؟"
"آه... ظننت أنها سيارة يدوية مثل التي في مدرسة القيادة، آسفة."
فتحت شين شياو يان عينيها على اتساعها: "ألم تحصلي على رخصة القيادة بعد؟"
كانت يوان جيا محرجة: "جربت مرة ولم أنجح..."
"......"
قررت شين شياو يان على الفور أن تربط حزام الأمان لنفسها ولـ يوان جيا.
عندما رأى تيان يي أن محاولتيه فشلتا، غضب بشدة، فقفز إلى سيارته وبدأ بمطاردة سيارة يوان جيا، وحاول قطع الطريق أمامها عند مخرج المواقف.
ولكنه نسي أن السائق الذي يقود السيارة ليس لديه رخصة قيادة، فحدثت المأساة.
"فرامل! سنصطدم!"
صاحت شين شياو يان.
"نعم... سأفرمل!"
كانت مهارات يوان جيا في القيادة ضعيفة، وفي لحظة الخطر، لم تكن قادرة على التفكير بوضوح، فبدلاً من الضغط على الفرامل، ضغطت على دواسة البنزين، وفي لحظة الاصطدام، فعلت شيئًا غير متوقع: رفعت يديها لتغطي عينيها!
صدام!
اصطدمت مقدمة السيارة بباب سيارة تيان يي الجانبي.
لحسن الحظ، كانت شين شياو يان قد ربطت حزام الأمان لها ولـ يوان جيا، وإلا لكانت رؤوسهم اصطدمت بزجاج السيارة الأمامي.
أما تيان يي، الذي لم يعد لديه هالة البطل، لم يكن محظوظًا، فقد اصطدم رأسه بزجاج النافذة، وعندما استعاد وعيه، رأى أن الفتاتين ما زالتا في حالة صدمة، ففتح باب سيارته وحاول اختطافهما.
"... ارجعي بالسيارة! السرعة الخلفية! R!"
ذكّرت شين شياو يان يوان جيا، ولكن عندما رأت أنها ما زالت في حالة فوضى، قامت بتغيير ناقل الحركة بنفسها، وبدأت بالرجوع للخلف بسرعة بينما كان تيان يي يحاول الإمساك بباب السيارة.
لم يكن لدى تيان يي فرصة للركض خلفها.
"توقف!"
أخيرًا، وصل حراس الفندق وموظفو الخدمة إلى المكان.
أطلق تيان يي لعنة، وعندما رأى أن الأمور خرجت عن السيطرة، قرر الهروب.
من الناحية النظرية، على الرغم من أن تيان يي لم يعد لديه هالة البطل، إلا أنه ما زال يتمتع بحظٍ عادي، ولكن يبدو أن هناك سوء حظ آخر يلاحقه.
أو ربما هناك شخص آخر يتمتع بحظٍ كبير لا يريد له أن ينجو بسلام.
عندما حاول الخروج من المواقف، اصطدم بسيارة قمامة كانت تدخل في نفس الوقت، مما جعله يفقد السيطرة على السيارة ويصطدم بالحائط.
بسبب القوة، اصطدم رأسه مرة أخرى.
"اللعنة!"
على الرغم من الألم والدوار، حاول تيان يي إعادة تشغيل السيارة والهروب، ولكن يبدو أن السماء كانت ضده.
بعد الخروج من المواقف، واجه دورية شرطة كانت تفحص السائقين لتأكد من عدم وجود مخمورين، ولم يكن هناك سوى ممر واحد مفتوح.
بالإضافة إلى ذلك، بسبب الاصطدامات المتكررة، كانت سيارته ملفتة للنظر، وعندما رأى الشرطي الإشارة للتوقف، قرر تيان يي تجاوز الحاجز.
ولكنه استهان بخبرة الشرطي.
بدأ الشرطي بمطاردته، وطلب تعزيزات من زملائه، وفي النهاية، تم محاصرة تيان يي بالقرب من مدخل الطريق السريع المزدحم.
كانت هذه المرة بمثابة شبكة عنكبوت، ولم يكن هناك مفر.
عندما سمع تيان يي الشرطي يأمره بالتوقف، قرر أن يحاول الهروب مرة أخرى.
كان هناك شرطيان يقتربان منه بعصيّ، ولكن تيان يي قرر الضغط على دواسة البنزين ومحاولة الاصطدام بسيارة الشرطة لفتح طريق الهروب.
وفي لحظة مفاجئة، ظهرت سيارة فاخرة من تحت الجسر، واصطدمت بسيارة تيان يي بقوة، مما جعله يفقد السيطرة تمامًا.
كانت السيارة تدور عدة مرات قبل أن تتوقف.
عندما استعاد تيان يي وعيه، رأى سونغ شيتشينغ يخرج من السيارة التي اصطدمت به.
"كنت أبحث عنك، وها أنت تأتي بنفسك!"
قال سونغ شيتشينغ ببرود، وأشار بيده، فاندفع الحراس نحو تيان يي.
كما أن الشرطة لم تكن متأخرة، فقاموا بتحطيم زجاج السيارة وسحبوا تيان يي للخارج.
على الرغم من إصاباته، حاول تيان يي المقاومة، ولكن في النهاية، تم إخضاعه.
عندما رأى سونغ شيتشينغ أن تيان يي قد أصبح مثل العجينة، اقترب منه وضربه مرة أخرى.
"ألم تتوقع أن يأتي هذا اليوم؟ عندما ضربتني في المستشفى، كنت تشعر بالفخر، والآن أصبحت مثل كلبٍ ضال."
نظر تيان يي إلى سونغ شيتشينغ بعيون مليئة بالكراهية: "سونغ شيتشينغ، يومًا ما، سأدوس عليك، وسأرد لك الإهانات بعشرات المرات..."
ولكن قبل أن يكمل كلامه، قام الشرطي بإسقاطه على الأرض.
جلس سونغ شيتشينغ بجانبه، وقال بابتسامة: "هل تعلم لماذا كنت دائمًا محظوظًا قبل إصابتي؟ ولماذا تغير كل شيء بعد ذلك؟"
عندما رأى تيان يي ينظر إليه بغضب، أشار سونغ شيتشينغ إلى نفسه، وقال: "لأن سيناريو حياتك كله من تصميمي، وقد انتهت فائدتك في هذا الفصل."