وفقا لتقارير الناس ثم العثور على جثة شاب هذا المساء بجوار حاسوبه الثابت في شقة مستأجرة ،
ووفقا لتصريحات زميله في السكن ، يبدوا ان الشاب هو كاتب متعاقد على موقع أدبي مشهور ،وربما سبب وفاته ناتجة عن اجهاد كبير في الكتابة على المدى الطويل

ونظرا لعدم وجود أقارب لهذا الشاب تم تسليم قضيته للادارات ذات صلة
،،،
تناشد المحطة العامة الاخبارية على اعتزاز الناس بالحياة والعمل بشكل منتظم ومعقول
....

" انه ابتلاء منذ الاف السنين ، فلماذا لم يمت حتى الان ، ليس مضطرا لايذاء الناس الاخرين ، دكتور شين لا تهتمي به بعد الان ،، عندما ينتهي أمره لن يضايقك مرة اخرى ،،"

صوت أنثوي يثرثر قريبا من أذنيه ، ليفتح عينيه ببطئ ، ليرى سقفا ابيض !
أدار عينيه ببطئ ليرى جميع انواع المعدات الطبية والزجاجات المعلقة على السرير

" انسي الأمر بغض النظر عما يحدث و عن مدى سوء بعض الاشخاص لا يمكننا تجاهلهم ، وأن نفقد هدفنا كأطباء "
بدأ صوت هش أنثوي أخر في الحديث

حاول تحريك رأسه قليلا لرؤية طبيبية و ممرضة بملابس بيضاء يقفان امام السرير ،
كانت الممرضة تواجهه لتراه يستعيد وعيه
سرعان ما رفعت يدها لتغطي فمها بينما غمزت في الطبيبة ،

لاحظت الطبيبة ذلك ، واستدارت لتنظر اليه وقالت من خلال القناع
" ،انت مستيقظ "

" أنتي ،،،"
. كان على وشك الجلوس وسؤالها قبل أن يبادره ألم عميق بين ضلوعه
" لا تتحرك ؟ ، لقد تم اصلاح ضلوعك للتو ؟ " سارعت الطبيبة لاقناعه ، لكنها لم تقترب كثيرا ، بل أظهرت عيناها القليل من العداء والحذر .
عندما خف الألم الحاد في ضلوعه قليلا ، شهق وسأل :
" أتذكر أنني فقدت وعيي أمام الحاسوب ، كيف انكسرت ضلوعي ؟ "

كانت الطبيبة مندهشة بشكل واضح ، ثم ردت بشكل متفاجئ : " الا تتذكر ؟ أمس ، سقطت من على سلالم المستشفى ، وكانت اصابة خطيرة جدا ، حتى ان ضلعك المكسور قد دخل في أعضائك الداخلية مما تسبب في نزيف حاد ، أوشك بك على الوفاة . "
لوهلة أصيب بالذهول ،،

لا يزال يتذكر بوضوح أنه كان منشغلا بكتابة كلمة السر أمام الكمبيوتر ، لكن فجأة أحس بمغص شديد في قلبه قبل أن يفقد وعيه،،
لكن كيف لهاته الطبيبة أن تقول أنه سقط من على درج المستشفى ؟

لمحت الطبيبة نظرة على رأسه المغطى بالضمادات ، وأمالت حاجبيها النحيفين ،، ثم تمتمت :
" هل حدث له ارتجاج مما تسبب بفقدان مؤقت لذاكرته ،،،
هل تعرف أين انت الأن ؟ "

نظر حوله ، ليدرك فجأة أن هذا الجناح لم يبدوا فخما بعض الشيء فحسب بل أشبه بجناح رئيسي لفندق 5 نجوم

عندما رأته مذهولا ، أصبح وجهها كريما بعض الشيء
ادارت رأسها وقالت للممرضة : " شياو وانغ ، ادع طبيب الجراحة الى هنا "
بعد ذهاب الممرضة ، تابعت الطبيبة بتردد : " هل تعرف من أنت ؟ "
" بالطبع اسمي ،،،"
كان على وشك أن يذكر اسمه ، لكنه نظر عن غير قصد الى شاشة التلفاز ال سي دي التي على الحائط المقابل له ، لتظهر له صورة غير واضحة بعض الشيء ،، بدت غريبة قليلا

قبل أن يسأل بشكل غريب : " هل توجد مرآة هنا ؟ "
أومأت قبل أن تخرج مرآة مستديرة من درج الطاولة الجانبية للسرير ، وسلمتها اليه

في هذه اللحظة ، كان بإمكانه رؤية وجهه بوضوح ليصدم تماما ،،،على المرآة كان هناك وجه غريب تماما ؟

هل يمكن ،،أنه ولد من جديد ،،،؟

ككاتب روائي كان قد رأى وقرئ العديد من البدايات المماثلة للتناسخ او الهجرة ، لكنه لم يتوقع أن يجاري ذلك عن كثب

لكن هل هذا مجرد حلم ام ماذا ؟

لذلك حاول النظر مرات عديدة في المرآة وتحريك عضلات وجهه وحتى قرص نفسه ،

بينما كان مذهولا وغارقا في أفكاره ، كانت الطبيبة تراقب سلوكه الغريب بعناية ،
وبعد التفكير لفترة من الوقت ، سخرت فجأة :
" سونغ شي تشنغ ، لا تحاول خداعي "

ارتجف جسده فجأة ، ليدير رأسه وينظر لتلك العيون المشرقة ، ثم رد بذهول : " بماذا ناديتني الأن ؟ "

لم يكن مرتبكا فقط بسبب الاسم الذي نادته به ، بل ايضا يبدو الاسم مألوفا له بعض الشيء
كان الاسم لشرير صغير في الرواية الحضارية التي كان يكتبها
هذا الشرير حقا وغد ، من خلال ما وصفه في قصته ، على أنه حقير ، شرير ، وقح وشهواني ،،
قام بعمل العديد من الأشياء بدون ضمير

ووفقا للنمط الروتيني الحضري المعتاد ( كليشيهي ) ، فان قيمة وجود هاته الشخصية فقط لتكون نقطة انطلاق بطل الرواية ، ليتم قتله في الفصول الاولى ،،
قبل ان أن يدخل في غيبوبة ، كان كتابه عن مؤامرة الصهر الشرير الذي يقاتل البطل على درج المستشفى ،، في النهاية يتعرض للتعذيب من قبل البطل والركل واخيرا القائه من على السلالم ليصاب بجروح خطيرة ويغمى عليه في النهاية ،،،

انتظر ، يتدحرج من أعلى السلالم ويصاب بجروح بليغة ؟
لا شعوريا لاحظ الجروح والاصابات التي على جسده ، لينظر بعدها الى الطبيبة مرة اخرى
متذكرا انها أخبرته انه فقد وعيه ازاء سقوطه من اعلى السلالم .

" هل يمكن أن يكون ذلك صحيحا ؟ "
همست الطبيبة بريبة ، قبل أن ترفع ذقنها :
" اذن أت تعرفني ؟ "
عندما رأت أنه مازال مذهولا ، أزالت القناع من على وجهها ليكشف عن وجه جميل ، لتكمل بنبرة ساخرة :
" ألا تتذكر عمتك ، سونغ شي تشنغ ؟ "
انزلقت عيناه من وجهها البضاوي الى ثدييها الممتلئين لينظر الى الشارة المعلقة باسم " شين شياويان "
شين شياويان ؟
أليس هذا هو اسم البطلة في روايته الحضارية ؟
في هاته اللحظة راوده تخمين لا يصدق ،،

" اسمي سونغ شي تشنغ ،،، واسمك شين شياويان ،، واسم هذا المستشفى تشينغماو في مدينة هواهاي ؟ "
سأل عن اسم المكان الذي كتبه في قصته كذلك ،
ليحصل على ايماءة كاجابة

هل هذا حقا حقيقي ، أنا لم أولد من جديد فقط ، بل انني ولدت في روايتي كذلك
والأبهى من ذلك أنني شرير صغير في الرواية
بالتفكير بالأمر قليلا فان الشيء المرعب،،،،
انه يعلم بشكل واضح أن بطل الرواية الذي ابتكره ليس فقط محظوظا بل لديه مهارات عالية في الطب الصيني ؟

وكانت احدى الفقرات التي كتبها اما حاسوبه ، ان البطل العبقري اخترق بخفاء عندما كان الشرير الصغير في غيبوبة أحد نقاط الوخز بابرة فضية ، ليجعله خصيا ،،،؟


==== by Abdelbar

2021/01/09 · 3,261 مشاهدة · 1017 كلمة
Abdelbar
نادي الروايات - 2025