"لماذا كل هذا الذعر؟ السماء لم تسقط بعد!"
ما جينبياو وبوجه غاضب وبصوت عالٍ وبخ الموظف، لكنه كان متلهفًا لمعرفة ما حدث: "ما الذي حدث بالضبط؟"
"المنصة تعرضت للاختراق!" أدرك الموظف أن المدير الكبير موجود أيضًا، فأسرع بالانحناء والاعتذار: "الآن الأخبار السلبية عنا منتشرة في كل مكان على الإنترنت!"
كان ما جينبياو على وشك الاستفسار أكثر، لكن هاتفه رن فجأة. عندما رأى أن المتصل هو شقيقه الأكبر، شعر بقلق شديد وأسرع بالرد.
"ادخل واشرح بالتفصيل!"
أدرك يه تيان أن شيئًا كبيرًا قد حدث، فدعا الموظف للدخول وأسرع بفتح "ويبو" للتحقق من آخر الأخبار. عندما رأى الشاشة مليئة بالفضائح، تجمدت ملامحه وجسده بالكامل!
"حدث مأساوي على الإنترنت يشهد انعكاسًا مذهلًا!"
"أقارب مريض السرطان يجمعون 500 ألف يوان، والمستشفى تقول إنه دفع فقط 10 آلاف يوان!"
"فضيحة! المريض الذي تلقى تبرعات ضخمة يمتلك ثلاث شقق وسيارتين!"
"أقارب المريض المحتالون! منصة التبرعات الطبية المزيفة!"
"…………"
"ما الذي يحدث بالضبط؟!" أخيرًا تحركت شفتا يه تيان وهمس بهذه الكلمات.
قال الموظف بوجه مرير: "السيد يه، هذا المريض بسرطان الرئة أطلق حملة تبرع على منصتنا."
"أعرف! أنا أسأل كيف حدث هذا؟!" كان وجه يه تيان قاتمًا كالسحاب.
حتى لو كان بطيئًا، فقد أدرك أن هذه العاصفة الإعلامية التي اندلعت فجأة على الإنترنت كانت موجهة ليس فقط ضد مريض السرطان، ولكن أيضًا ضد منصة "هوي شينغ تانغ" التي تقف وراء التبرعات!
انكمش الموظف وبدأ يشرح بتردد: "السيد يه، ربما نسيت، هذا المريض بسرطان الرئة هو الذي طلبت منا الاهتمام به بشكل خاص... في ذلك الوقت قلت إنه يعاني من صعوبات كبيرة، وأمرتنا بإعفائه من رسوم المنصة، واستخدمنا هذه الحملة الخيرية للترويج لمنصتنا. انظر، هذا هو المنشور الذي كنت تقرأه في ذلك الوقت."
بينما كان يه تيان يتصفح الواجهة، أشار الموظف إلى منشور الاستغاثة على الشاشة، الذي نشره أقارب المريض في البداية على الإنترنت.
"دعني أرى!"
بعد أن انتهى ما جينبياو من المكالمة، أسرع بتحويل الشاشة نحوه، ثم بدأ لونه يتغير إلى اللون الرمادي تدريجيًا!
["أبي القوي، ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك!"]
يا له من عنوان مؤثر وحنون!
ومحتوى المنشور أدناه، كان مليئًا بمشاعر الحب والعاطفة الإنسانية:
["في تلك الليلة، بعد انتهاء الدراسة المسائية، عدت إلى المنزل لتناول العشاء. لاحظت أن الجو في المنزل كان مشحونًا بشكل غير طبيعي، أبي كان جادًا، وأمي كانت حزينة. في تلك اللحظة شعرت بأن شيئًا سيئًا سيحدث. بعد ذلك، طلب أبي من أمي أن تذهب لمشاهدة التلفزيون في الغرفة، وقال إنه يريد التحدث معي بمفردنا. على الطاولة كان هناك وعاء من المرق الساخن. أخبرني أبي بهدوء عن نتائج الفحص، وقال: 'بغض النظر عما إذا كان بإمكاني الشفاء من هذا المرض (سرطان الرئة)، يجب أن تعيش بشكل جيد مع أمك في المستقبل، وأن تكون شخصًا مسؤولًا ومجتهدًا، ولا تجعلها تقلق.' كنت أشرب المرق طوال الوقت، فقط لأنني لم أرد أن يراني أبي وأنا أبكي. لا أتذكر طعم المرق جيدًا، لكنني أتذكر أنه كان مالحًا جدًا..."]
كم كان هذا مؤثرًا ومثيرًا للدموع!
إذا رأى شخص لا يعرف الحقيقة هذا، سيتخيل بالتأكيد مشهدًا مأساويًا من الحب بين الأب والابن!
ولم تنتهِ القصة المأساوية بعد، بل استمرت في الحديث عن معاناة الأب في المستشفى، والضغوط التي تحملتها العائلة، والمعاناة التي عاشتها الأم والابن. باختصار، كانت قصة مليئة بالألم والمعاناة!
لو كان هذا قبل بضع دقائق، لربما كان ما جينبياو قد أعجب بهذا المرق المالح، وربما حتى ذرف دمعة تمساح، ولكن الآن، كان غير قادر على كبح جماح غضبه، فضرب الطاولة بقوة، مما جعل الشاشة تقفز عاليًا.
"محتالون! محتالون كبار! كيف يكونون بهذا الثراء ولا يزالون يلجأون إلى الاحتيال لجمع التبرعات! هل لديهم أي حياء؟ حتى العاهرات لديهن شعور بالعار أكثر من هذه العائلة!"
كان ما جينبياو يصرخ بجنون، حتى أن كبده تألم من الغضب.
هل لا يوجد عدل في هذا العالم؟ لقد كنت أعتقد أنني قمت بعملية جمع الأموال بشكل سيء، لكني لم أتوقع أن هناك من هو أكثر مهارة مني! هل هذا ما يسمى بالخبراء بين العامة؟!
بالطبع، بغض النظر عن كيفية استغلال هذه العائلة للتعاطف وجمع التبرعات، فإن ذلك لا علاقة له بما جينبياو. ولكن المشكلة هي أن هذه العائلة جمعت التبرعات عبر منصة "هوي شينغ تانغ" الطبية!
الآن، بعد الكشف عن عملية الاحتيال، وأصبحت هذه القضية ساخنة على الإنترنت، فإن منصة "هوي شينغ تانغ" كوسيط ستتحمل المسؤولية بالتأكيد!
"يه تيان، ماذا أقول لك؟!"
استمر ما جينبياو في الانفجار بالغضب، ووجه كلمات قاسية نحو يه تيان: "لم تقم بالتحقق بدقة من مثل هذه القضية المهمة، وسمحت لهم بجمع التبرعات. الآن، هذه الكارثة الكبيرة ستقع على عاتقنا!"
"المنصة حديثة الإطلاق، وأنت تعلم أنني أركز حاليًا على قسم الاستشارات الطبية عبر الإنترنت. أما بالنسبة لجمع التبرعات، فقد كنت أخطط لتطويره تدريجيًا، مثل تعيين موظفين لمتابعة وتأكيد حالة المرضى. لكننا لسنا جهة حكومية، ولا يمكننا التحقق بهذا العمق..."
كان يه تيان أيضًا يحاول التخلص من المسؤولية، ودافع عن نفسه قائلًا: "لم أتوقع أبدًا أن يتم استغلال المنصة بهذه السرعة، وأن تصل القضية إلى هذا الحد. والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن عائلة المريض، على الرغم من مرض الأب الخطير، لم تتردد في كسب المال بهذه الطريقة القذرة. لقد تعاملت مع العديد من المرضى، ولكن لم أرَ أبدًا من يكون بهذا القدر من الوقاحة وعدم الأخلاق."
"لم تتوقع؟ هناك الكثير من الأشياء التي لم تتوقعها!"
كان ما جينبياو مثل أسد مجنون، ولم يعد يهتم بإنقاذ ماء وجه يه تيان، وصاح بغضب: "لقد أخبرتك مرارًا وتكرارًا أن جمع التبرعات الطبية هو الفرع الأساسي لمنصة 'هوي شينغ تانغ'، ومعظم أرباحنا وتدفقاتنا النقدية المستقبلية ستأتي من هنا. لذلك، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لبناء العلامة التجارية. ولكن الآن، بعد وقت قصير من انطلاقنا، تعرضنا لهذه الفضيحة الكبيرة. من سيثق بعد الآن في إرسال الأموال إلى هذه المنصة؟!"
"وتقول إنك لم ترَ مثل هذا المريض من قبل؟ ذلك لأن المرضى الذين قابلتهم من قبل لم يكن لديهم أي مصلحة لاستغلالك، فقط كانوا يأملون في الشفاء. ولكن بمجرد أن يجدوا ثغرة، سيقومون بتمثيل دور الضحية! أنت تفترض الكثير، وتضع معاييرك الأخلاقية على الآخرين!"
شعر يه تيان بالإهانة الشديدة، وبدأ قلبه يبرد.
لقد كان يفترض الكثير بالفعل، معتقدًا أن عائلة ما ستستمر في رعايته بسبب مساعدته في علاجهم. ولكن في الحقيقة، المشاعر الإنسانية ستنفد في النهاية. بمجرد أن يفقد قيمته، أو يعيق طريقهم لتحقيق الأرباح، سيكون الأمر أكثر خطورة من نبش قبور أسلافهم!
في هذه الحالة، سينقلبون عليه بسرعة أكبر من تقليب الصفحات!
ولكن لحسن الحظ، كانت هالة البطل لا تزال تحميه. بعد تفكير سريع، قدم اقتراحًا: "السيد ما، لن أتهرب من المسؤولية، وسأتحمل العقاب منك والمستثمرين الآخرين. الآن، يجب علينا بدء إجراءات إدارة الأزمات على الفور. من ناحية، نرسل أشخاصًا للتحقق من حالة المريض، ومن ناحية أخرى، نقوم بتجميد واسترداد التبرعات. كما يجب أن نعلن عن نتائج التحقيق على الإنترنت بشكل علني. إذا تأكدنا من أن هذه العائلة ارتكبت الاحتيال، سنعيد التبرعات إلى المتبرعين، ثم نقوم بمقاضاتهم. باختصار، في هذه المرحلة، يجب أن نكون صادقين، نعترف بأخطائنا ونعتذر، ونعاقب بقوة، ربما نتمكن من استعادة بعض السمعة."
كما حاول الموظف أيضًا التوسط: "نعم، السيد ما، السيد يه لم يكن يتوقع حدوث هذه الأمور، وما قاله منطقي. هذه الحادثة قد تبدو كارثة، ولكنها قد تكون أيضًا فرصة. إذا قمنا بإدارة الأزمة بشكل صحيح، وأظهرنا أننا سنصحح الأخطاء ونقوي الرقابة، ربما نتمكن من تحويل السمعة السيئة إلى شهرة أكبر."
"هذه السمعة السيئة، أفضل ألا أحصل عليها!" همس ما جينبياو بغضب، ثم انطلق خارجًا.
"اذهب أنت أيضًا، وأخبر الجميع بالتوقف عن العمل الحالي والتركيز على الإصلاح."
تنهد يه تيان بحزن، وأرسل الموظف خارجًا، ثم جلس يقرأ الانتقادات الكثيرة على الإنترنت، غارقًا في ندم وقلق لم يشعر بهما من قبل.
الأيام الأخيرة كانت غريبة جدًا!
يبدو أن كل سوء الحظ قد تجمع معًا!
قبل أن يغادر الموظف، تردد قائلًا: "السيد يه، يبدو أن هناك شيئًا غريبًا في هذه القضية. على سبيل المثال، حسابات التسويق على الإنترنت، التي كانت تنشر منشورات جمع التبرعات بكل قوة، مما جعل تأثير جمع التبرعات قويًا جدًا. كان الهدف فقط 500 ألف يوان، ولكن في بضعة أيام تجاوز المليون. ولكن الآن، بعد الانقلاب، يبدو أنهم اتفقوا مسبقًا، كلهم يهاجمون بشراسة، مما جعل هذه الموجة من الرأي العام ساخنة جدًا. أشك في أن هناك من يتلاعب خلف الكواليس..."
عند سماع ذلك، شعر يه تيان بالرعب، وتخيل وجه سونغ شيتشينغ الماكر يظهر في ذهنه!