70 - كل ما عليك فعله هو إغماض عينيك

"بينما كان يوان جيا في حيرة من كلام السيد سونغ الغريب، انفتح ستار غرفة تبديل الملابس فجأة من الداخل، وقال أحد موظفي المتجر: "آنسة شين، ما رأيك في هذه الملابس؟"

عند سماع ذلك، التفت سونغ شي تشينغ ويوان جيا معًا نحو الصوت، ثم أصيبا بالذهول.

على الرغم من أن متجر فساتين الزفاف كان يتميز بديكور فاخر وأنيق للغاية، إلا أن كل ذلك بدا وكأنه مجرد خلفية تكميلية تُبرز جمال البطلة التي خرجت ببطء، مما جعلها تبدو أكثر روعة وإشراقًا.

يُقال إن اللحظة التي ترتدي فيها المرأة فستان الزفاف هي الأجمل في حياتها، وقد جسدت شين شياو يان هذا القول بأروع صورة. كان التصميم أنيقًا ورصينًا، يجمع بين البساطة والرقي، بينما أبرزت الدانتيلات الفاخرة والحرير المظهر النقي والناعم. أما تنورة الفستان الانسيابية والمتدلية، فقد جعلتها تبدو كملاك هبط من السماء، وحين وقفت تحت الأضواء، أحاطها وهج ناصع البياض، مما أضفى عليها هالة حالمة وسحرًا لا يمكن وصفه.

"واو! هذا رائع جدًا!"

لم تستطع يوان جيا كبح دهشتها، فتقدمت مسرعة لتتفحص الفستان من جميع الزوايا. وبعد أن استنفدت كل الكلمات الأدبية في عقلها، لم تجد سوى أن تعبر عن مشاعرها بصدق: "سيدتي، لا أعرف كيف أصف جمالك!"

"هل هو جميل حقًا؟"

كانت شين شياو يان راضية عن هذا الفستان، فنظرت إلى التنورة الحريرية بابتسامة مشرقة تفيض بالسعادة والتأثر.

"بالطبع! لا أقول إلا الحقيقة، أنتِ أجمل عروس رأيتها على الإطلاق."

يبدو أن النساء يتشاركن في هذه الأمور، فقد أمسكت يوان جيا بيد شين شياو يان واقتادتها إلى المرآة قائلة: "على الرغم من أن كل الفساتين التي جربتها كانت رائعة عليكِ، إلا أن هذا الفستان بالتحديد يناسبك تمامًا. بعد رؤيتكِ فيه، أعتقد أنني لو ارتديتُ فستان زفاف يومًا ما، فسأشعر بعقدة نفسية!"

"لا تبالغي إلى هذا الحد!" ردّت شين شياو يان بضحكة خجولة، بينما كانت تتأمل انعكاسها في المرآة بعينين متألقتين، وكأنها لا تستطيع الاكتفاء من النظر إلى نفسها.

"هذه الشابة محقة تمامًا، آنسة شين، هذا الفستان يناسبكِ بشكل مثالي. مظهركِ وقوامكِ وجمالكِ الطبيعي يجعلونكِ تبدين وكأنكِ خُلقتِ خصيصًا لهذا التصميم. لقد رأيت الكثير من العرائس، لكنني لم أقابل من قبل واحدة بجمالك."

كان كلام الموظفة مليئًا بالإطراء، لكنه لم يكن مجرد مجاملة، بل كان نابعًا من إعجاب حقيقي.

ثم بدأت تشرح تفاصيل تصميم الفستان وأصله، قبل أن تلتفت نحو سونغ شي تشينغ وتسأله: "سيد سونغ، هل أنت راضٍ عن إطلالة العروس؟"

كبح سونغ شي تشينغ مشاعره المضطربة، وأومأ برأسه قائلاً: "همم... ليس سيئًا."

عند سماع ذلك، نظرت شين شياو يان إلى انعكاس سونغ شي تشينغ في المرآة، وتلاشت ابتسامتها تدريجيًا، ثم خفضت رأسها بصمت وبدأت تعبث بطرف الفستان.

رأى سونغ شي تشينغ ذلك، وكان يعلم جيدًا السبب.

ربما كانت راضية عن كل شيء، باستثناء الرجل الذي ستتزوجه.

بعد مناقشة بعض التعديلات الطفيفة المطلوبة على الفستان، بدأوا جلسة تصوير الزفاف.

في هذه الأيام، يفضل الأثرياء عادةً السفر إلى الخارج لالتقاط صور زفافهم في أماكن ذات مناظر خلابة، مع الجمع بين ذلك ورحلة شهر عسل رومانسية. ولكن نظرًا لأن هذا الزواج تم الترتيب له بسرعة، ولأن العروسين لا تجمعهما مشاعر حقيقية، فقد قررا تبسيط الأمر إلى أقصى حد.

تم الاستعانة بأفضل خبراء التجميل والمصورين في المجال، وبعد اختيار عدة فساتين جميلة، بدأت جلسة التصوير في استوديو داخل المتجر.

كما حدث أثناء التقاط صورة عقد الزواج، تعاونت شين شياو يان في كل شيء، وابتسمت عندما طُلب منها ذلك، وتصرفت وفق التوجيهات، إلا أن تعابيرها كانت متوترة قليلًا عندما طُلب منها الوقوف بالقرب من سونغ شي تشينغ أو معانقته.

لكن عندما طلب المصور أن يتفاعلا بمزيد من الحميمية، شعرت شين شياو يان بالتوتر والارتباك.

على العكس، بدا أن السيد سونغ معتاد على هذه الأمور، وحين رأى ارتباكها واحمرار وجهها، قال بصوت منخفض: "كل ما عليكِ فعله هو إغماض عينيك."

اتسعت عينا شين شياو يان بدهشة، ولكن عندما رأت الجدية والهدوء في ملامح سونغ شي تشينغ، شعرت أنه لا يُخفي أي نوايا سيئة. ترددت قليلًا، ثم أغلقت عينيها بتردد.

لكن ما إن فعلت ذلك، حتى شعرت بيديه تحيطان بخصرها، بينما سحبها برفق لتقترب منه أكثر، مما جعلها تفتح عينيها على الفور من الصدمة.

في تلك اللحظة، كان وجه سونغ شي تشينغ الوسيم على بُعد أنفاس منها، حتى إنها استطاعت الشعور بحرارة أنفاسه ونبضات قلبه.

تصلب جسدها تمامًا، ورفعت يديها غريزيًا وكأنها تريد دفعه بعيدًا.

"لا تقلقي، فقط أغمضي عينيكِ واسترخي."

كان المصور والمساعدون قد لاحظوا بالفعل التوتر الواضح بين العروسين، ولكنهم، نظرًا لخبرتهم في التعامل مع الزيجات المرتبة، تصرفوا وكأنهم لم يلحظوا شيئًا، محاولين تعديل وضعياتهما بطرق لا تثير الشكوك، مع العلم أن الكثير من الأمور سيتم إصلاحها في مرحلة التعديل لاحقًا.

بالنسبة لشين شياو يان، كانت هذه أول مرة تقف بهذا القرب من رجل، وكان الموقف محرجًا إلى أقصى حد، خاصة أمام هذا العدد من الأشخاص. رغم أنها حاولت التأقلم، إلا أن ضربات قلبها كانت تتسارع بجنون.

أما بالنسبة لسونغ شي تشينغ، فقد كان متقبلًا للأمر، لكنه وجد صعوبة في التعامل مع جسد شين شياو يان المتصلب كالصخرة. وبينما كان يبحث عن حل، خطرت له فكرة وقال بنبرة ساخرة: "تخيلي فقط أنني جثة تستخدمينها في تدريبك الطبي."

اتسعت عينا شين شياو يان أكثر، ونظرت إليه بعدم تصديق، لكنها سرعان ما أدركت سخافة الفكرة وانفجرت ضاحكة.

لم يُضِع سونغ شي تشينغ الفرصة!

بمجرد أن رأى أنها استرخت، اقترب برفق وطبع قبلة خفيفة على جبينها.

"كليك! كليك! كليك!"

سارع المصور بالتقاط عدة صور متتالية، مُسجلًا هذه اللحظة النادرة!

"رائع جدًا! أحسنتم!"

عندما رأى المصور الصورة، لم يستطع منع نفسه من التصفيق. بعد التقاط العديد من الصور المصطنعة، كانت هذه أول لقطة حقيقية مليئة بالعاطفة.

أما بالنسبة للعروسين، فقد تنفسا الصعداء في نفس الوقت، لكن كلًّا منهما كان لديه شعور مختلف.

سونغ شي تشينغ شعر وكأنه تخلص من عبء مزعج.

أما شين شياو يان، فقد شعرت وكأنها نجت من كارثة.

2025/03/15 · 94 مشاهدة · 900 كلمة
UWK07
نادي الروايات - 2025