رواية نهضة لين مينغ

مسابقة المبتدئين(8)

أحست تشو تشين بالخجل لما فعله لين مينغ فهي لم ترى من قبل أحدهم يقول كلاما بذيئا أمام الألاف من الجماهير بدون أي خجل و بأريحية كما أنه يحاول مغازلة فتاة بعد قول ذلك مباشرة! صحيح أنه كان يناديها دائما بـ 'الأنسة الجميلة تشو' أو 'السيدة الجميلة تشين' إلا أنها لم تكن تلقي أهمية للأمر لأنه لا يقولها في العلن إلا أنها لم تتوقع أنه سيقول شيئ بذيئا أمام أعين الألاف من الأشخاص, لذلك أحست بالخجل لأنها الشيخة الوصية عليه.

و في الحقيقة, فلم يظن أحد أنه يملك مثل هذا المقدار الهائل من الجرأة فهو لم ينعت أشخاص أعلى منه مكانة بألقاب بذيئة فقط بل غازل فتاة في نفس الجملة و كأنه لم يحدث أي شيء, لم يتوقع أحد أنه هناك من يملك مثل هذا الجلد السميك في هذا العالم, بل هو قال كل هذا في العلن و كأنه كان يقول قصة حياته.

تنهد معظم الشيوخ و كأنهم يرون مخبولا أو مهرجا أمامهم, فهو حقا لم يقدر لطف وانغ تشينغهونغ و ربما كان يظن أنه يستطيع الفوز مثل مبارياته السابقة, ربما لم يدرك حتى أنه هناك القليل من الحظ في نزالاته و بالغ من تقدير نفسه و مع ذلك فهم لا يستطيعون أن يلومونه فهو حقا لا يعرف مقدار الفرق بالقوة بينه و بين وانغ تشينغهونغ.

على الحلبة, كان لين مينغ قد أنهى كلامه للتو لذلك و لتحريك الجو تكلم مجددا "إذا..أتمنى أن نقاتل بشكل عادل و ألا نحتفظ بأي ضغائن كانت" ثم إنحنى إنحنائة الكف و القبضة, وفي الحقيقة فحتى وانغ تشينغهونغ إنحنت مثله فيبدوا أنها تفهم, إذا لم أحاول فكيف اعرف اني لا أستطيع, هذه الفكرة كانت لدى الجميع و مع ذلك فهي لا تزال متأكدة من فوزها.

فور أن أعلن الشيخ الحكم بداية المباراة يبدوا و كأنه أصبحا كلا من لين مينغ و وانغ تشينغهونغ صورتان ضليتين و إندفعا لبعضهما البعض, و لكن هذا فقط بالنسبة لمن هم في المرحلة الثالثة أو أقل و من في المرحلة الرابعة أو أكثر يستطيعون المعركة بوضوح كامل, فقط عليهم بذل القليل من الجهد في التركيز عليها.

بالنسبة لكلا من وانغ تشينغهونغ و لين مينغ فيبدوا لهم أن كل الأشياء و الأشخاص الذين لايتحركون بالعرض البطيء إلا بعضهما البعض, و لأنه يمتلك النظام فلين مينغ كان باستطاعته التأكد أن وانغ تشينغهونغ كانت تستخدم 90% من سرعتها فقط, ولا يستطيع تخيل كيف ستكون سرعتها الكاملة فعلى الرغم من أنه يبدوا أن قيمة 10% صغيرة الا أنها تعتمد على السرعة الكلية فهو الأن يستخدم تقنية حركته حتى أقصاها و مع ذلك فهو بالكاد يجاري وانغ تشينغهونغ التي تستخدم 90% فقط من سرعتها.

وهو لا يستطيع تخيل كم ستكون سرعتها الكاملة مع استخدام تقنية 'الحركة السريعة' التي تضاعف السرعة عشرة مرات لثانية واحدة و لكنه يستطيع ان يقول أنها قد تقطع عدة مئات من الأمتار في تلك الثانية الواحدة, لذلك فهو يتمنى فقط الا تكون وانغ تشينغهونغ ساخرة لتلك الدرجة و تستخدم تقنية 'حركة سريعة' ضده.

قام كليهما بلكم لكمة بعضهم البعض و كان كليهما يستخدمان نفس تقنية القبضة 'القبضة الطبقية', عندما التقت القبضتان حدث صوت 'بوووم' الإنفجار و ضهرت على الفور عدة تشققات على أرضية الحلبة و تراجع كل من وانغ تشينغهونغ و لين مينغ.

عند تجربة لكمة وانغ تشينغهونغ فصحيح أنه لم يحس بأي خدر أو ألم بيده الا أنه لا يزال يعتقد انه وانغ تشينغهونغ لم تستخدم قوتها الكاملة ضده, أما بالنسبة لوانغ تشينغهونغ فبعدما تراجعت نظرت ليدها و هي تتحسس شعور الخدر بها, إبتسمت و قالت "لكمة جيدة" و بعدها فعلت تقنية حركتها مجددا و هرعت نحو لين مينغ بسرعتها الكاملة!

ولأن لين مينغ كان واقفا و لم يستطع الإستجابة بسرعة فهو لن يستطيع بطبيعة الحال مراوغة هذا الهجوم لذلك فالخيار الوحيد المتروك له هو التصدي له بجسده لذلك وضع ذراعيه أمام رأسه و صدره بشكل متقاطع ليتصدة لركلة وانغ تشينغهونغ.

عندما اصطدمت ركلة وانغ تشينغهونغ مع ذراعا لين مينغ سمع صوت 'بوق' و تم رمي لين مينغ عدة خطوات للوراء متدحرجا على أرضية الحلبة, و لكنه وقف بسرعة, تحسس ذراعه اليسرى و تنهد حسرة....بعد كل شيء فعلى الرغم من ان ذراعه لم تنكسر الا انه يستطيه الاحساس بشق صغير في العظم, بعد كل فهذا هو مقدار الفرق بين قوتهما, و لكنه لا يزال يحس بالقليل من الألم على الرغم من ان هذا الكسر صغير جدا.

قالت وانغ تشينغهونغ "احتراما لك فأنا لن أتردد و سأستعمل قوتي الكاملة ضدك لأمنحك خسارة سريعة"

قال لين مينغ ساخرا "ألا يمكنكي منحي فوزا سريعا؟" يمكن القول ان هناك عدة أشخاص أصابهم الضحك و لم يقاومو نفسهم ابدا.

لم تهتم وانغ تشينغهونغ و مدت يدها للأمام و فجأة بدا و كأن شيئا سحريا يحدث حيث بدأ الجوهر الحقيقي يتكثف في الهواء متأخذا شكل ما , وفقط بعد عدة ثواني استقر الجوهر الحقيقي على شكل محدد, كان يبدوا مثل رمح أزرق مشع, كان شكله يبدوا جميلا و أنيقا و لكن تلك الهالة القوية حوله تفسد هذا الجمال.

قالت وانغ تشينغهونغ "إستعد, أنا لن أتهاون معك بعد الأن" و فور إنتهائها من كلامها اختفت من مكانها و لم يعد يمكن رؤيتها و لكن هذا فقط بالنسبة للتلاميذ و الأساتذة, و يمكن للشيوخ ان يعرفوا أنها استخدمت 'حركة سريعة' مما اعطاها دفعة هائلة من السرعة و وصلت للنقطة التي لا يستطيع بها من في عالم تدريب الجسم ملاحقة سرعتها و لكن هذا لا يعني انها تستطيع التكيف مع هذه السرعة.

و حيث أنها كانت تجري بسرعة هائلة فهي لا تستطيع التكيف معها بسبب انها ليست سرعتها الطبيعية و أعينها لا تستطيع التقاط ما حولها بوضوح, هذا هو العيب الموجود في 'جركة سريعة' كما أنه يمكن استخدام هذه التقنية في عالم تدريب الجسم فقط و لا يمكن استخدامها في عالم السماء الصغرى أو في عوالم اعلى لأنه هذه التقنية تستهلك قوة التحمل و ليس الجوهر الحقيقي, و لأن السرعة تكون منخفضة في عالم تدريب الجسم و قوة التحمل تزيد بسرعة فيمكن استخدام هذه المهارة و لكن في عوالم السماء الصغرى و السماء الكبرة فيزيد الجوهر الحقيقي و الزيادة في القوة الجسدية تكون قليلة.

ضهرت وانغ تشينغهونغ مجددا وراء لين مينغ و بدئت بالطعن اتجاهه باستخدام الرمح, بالطبع فهي لم تصبه باصابة خطيرة او في مناطق حيوية و كل ما فعلته هو التسبب ببعض الجروح السطحية التي قد تضعف قوة معركة لين مينغ مما قد يجعله يستسلم.

ولكن من هو لين مينغ؟ لقد تم قطع رأسه من قبل و عانى من ألم الموت مرة من قبل لذلك و بطبيعة الحال فهو لن يخيفه التعرض للقليل من الجروح السطحية أو عدة كسور في أنحاء جسمه, هذا مجرد لعب اطفال ببساطة.

استدار لين مينغ بسرعة و أمسك برمح الجوهر الحقيقي, لا يمكنه انكار ان هذا الرمح كان ساخن و خفيف و لكنه لم يهتم بهذا و ركل وانغ تشينغهونغ على معدتها, صحيح انه احس بالذنب قليلا و لكنه لا يستطيع التخلي عن المركز الأول بسبب القليل من المشاعر, المال أولا و الحب ثانيا.

عند رؤية هذا فالكثير من الشيوخ تفاجئوا حيث انهم لم يتوقعوا ان يكون بمقدور لين مينغ المقاومة مجددا مع أن وانغ تشينغهونغ بدئت القتال بجدية, ومع انها لم تستخدم داو الرياح بعد الا انها لا زالت استخدمت تقنية 'اسقاط الجوهر' التي تمكن المستخدم من تشكيل سلاح, و لكن هذه المهارة تملك الكثير من الشروط و القيود لذلك فوانغ تشينغهونغ بالكاد تستطيع استخدامها.

ولكنهم توقفوا عن التفاجئ عندما أحسو بالتقلبات حول لين مينغ, هالته كانت تصبح أكثر و أقوى و جوهره الحقيقي اصبح شرسا و مجنونا قال الشيخ باي "الهيجان؟...."

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تأليف: brain
لاشيء لأقوله في هذا الفصل

1183 كلمة