ا لفصل 76 الجبل المقدس (الجزء 2)

<< أيتها الأخوات! انه الجبل المقدس! لقد وجدناه!>>

صرخت "كارا" و هي تظهر للعالم كله سعادتها. و قفت العديد من الساحرات في أماكنهن و لقد كانت اشكالهن جداً سخيفة فهم حاليا مصدومات من المشهد الذي أمامهن. ولكن كان هناك أخريات أيضا يقفزن في الأنحاء من الفرح و أخريات بدأن في ذرف دموع الفرح.

و على عكس الجميع قطبت "سكارليت" حاجبيها بعدما نظرت الى المدينة ثم تمتمت:<< هل هذا هو حقا "الجبل المقدس"؟ >>.

سمعت "ليفز" هذا و اتجه نحو "سكارليت" وهمست: << لماذا تفكرين هكذا؟ هل يوجد خطب ما؟ >> في أعماقها كان لديها نفس السؤال. فبعد كل شيء، هذه المدينة التي في السماء لا تبدو كما وصفت في الكتاب المقدس. حيث ذكر في الكتاب ان المدينة ذهبية الون و رائعة ومهيبةٌ. هذه المدينة و أبراجها العالية تبدو أيضا مذهلة، لكنها بنيت بالكامل باللون الأسود الرمادي، وتبدو قاتمة حتى خلال النهار. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك أيضا ضباب أحمر فوق المدينة، يشبه تماما ضباباً من الدم.

<< كان هناك شيء ما ... و لقد حشر نفسه في أحد تلك الثقوب>> تحدث "سكارليت" مرة أخرى بصوت جاف: << لم أستطع أن أرى ذلك بوضوح، لكنه بالتأكيد شيء لا يشبه الآلهة ...>>.

شعرت "ليفز" بقشعريرة تسري في كامل أنحاء جسمها. من بين جميع من كانوا في "جمعية تعاون الساحرات" كانت "سكارليت" هي الوحيدة القادرة على أن ترى بوضوح من على هذه المسافة فهي تمتلك عيون جيدة. وبسماع ما قلته تولد في داخل "ليفز" القلق شديد. فمع الأسف "لايتنينج" التي هي قادرة على الطيران قد غادرت مع "نايتنغيل". فلو كانت لا تزال معهم لكانت الآن قادرة على الطيران من القرب من المدينة و تلقي نظرة عما يوجد هناك.

<< ايتها الأخوات! الجبل المقدس ينتظر منا القدوم>>. رفعت "كارا" يديها في الهواء وصرخت و هي مبتهجة: << مع القليل من الجهد الإضافي نحن سوف نعثر قريبًا على الأبدية! >>

ثم طلبت على الفور من "ستون" أتقدم أكثر. لم تُرِد "ليفز" شخصيا التقدم. ولكن في النهاية لم يسعها إلا التقدم خطوة الى الأمام. ثم بدأت بالتفكير [ قبل أسبوعين اكتشف الجميع ما الذي سيحدث إن خالف أحدهم أوامر "كارا". أخشى أنه في هذه اللحظة لا شيء سيكون قادرا على إيقافها من المضي قدما !]

زادت سرعة مسيرتهم بوتيرة ثابتة. و بعد مغادرة سفح الجبل قلت الثلوج بشكل غير متوقع. كما ارتفعت درجة الحرارة المحيطة بهم. [ هذه هي الأرض الأسطورية المحظورة. الأرض التي لم يضع أي إنسان قدمه فيها من قبل. ] ومع ذلك رأت "ليفز" آثار أقدامٍ مطبوعةٍ على الأرض. [ إذا كانت "لايتنينج" هنا و رأت هذا، انا واثقة أنها ستكون سعيدة جدا، أليس كذلك؟ ]

عندما نظرت للخلف و رأت الجبال شاهقة وراءها، لم تستطع تصديق أنها كانت قادرة على عبور هذا الحاجز. خمنت "ليفز" ان سبب عدم وجود وحوش في هذه المناطق النائية كان فقط بسبب سلسلة الجبال الوعرة. [ هل هم قادرون فقط على الهجوم من الشمال لأنهم قادرين على عبور الجبل من هناك فقط؟ ]

[ بغض النظر عما إذا كنا حقا عثرنا على الجبل المقدس أو لا. طالما نحن قادرين على الاستقرار في هذا المكن و عدم التنقل من مكان إلى آخر، فأنا سأكون راضية ... ] فكرت "ليفز" ثم تنهدت بهدوء. في الحقيقة عندما عادت "نايتنغيل" إلى المخيم و وصفت للجميع عن حياتها ومستقبلها في البلدة الحدودية، كانت "ليفز" مسحورةً. وعندما سألت "نايتنغيل" "ويندي" و الجميع إذا أرادوا الرحيل معها، كانت "ليفز" حينها تريد الصراخ باسمها و الموافقة فورا على الذهاب. ولكن في النهاية، لم تكن قادرة على عبور الحائط الذي كان في قلبها فهي غير قادرة على نسيان ظلال الماضي الأليم.

هزت "ليفز" رأسها بقوةٍ [ لا تسمحي لنفسك بالتفكير في الماضي و ركزِ حاليا في المضي قدما مع البقية حتى لا يتم ترككِ في الخلف.]

سرعان ما اكتشفوا شيئا غريبا، بغض النظر عن سرعتهم، يبدو أن المدينة كانت تبتعد كلما اقتربوا منها.

و بعد ساعة من السير "الجبل المقدس" كان لا يزال معلقا في الغيوم، لا ينمو ولا يتقلص، يبدو و كأنه ... لم يقتربوا على الإطلاق ..

قالت "ستون": << أيتها المرشدة المحترمة، من فضلك أؤمُرِ باستراحة لقد تعبت الأخوات. >> خلال هذه الفترة من المسيرة، لقد تغير الأشخاص الذين كان عليهم حمل "كارا" عدة مرات، لكنه كان واضحاً من الذي كان عليه تحمل وزنها طول الوقت.

<< لا! كيف يمكن أن نتوقف الآن! >> رفضت "كارا" رفضا قاطعا اقتراح "ستون"، << هذا اختبار من قبل الآلهة. ايتها الأخوات، إذا لم نظهر لهم إرادتنا القوية، فنحن لن نكون قادرين على الوصول إلى "الجبل المقدس"! نحن لا يمكن أن نتوقف أبدا! يجب أن نستمر حتى نصل الى عتبة الباب من أجل الدخول إلى "الجبل المقدس" الذي هو أمامنا مباشرة! >>.

وعندما رأت "ستون" أنها قد فشلت في إقناع "كارا" فإنها لم تستطيع القيام بأي شيء آخر غير المضي قدما.

ولم يسمح للساحرات بالتوقف تحت أي ظرف من الظروف. حتى أثناء ومواجهة هجوم من الوحوش الشيطانية كان عليهم التقدم دون وقوف. و خلال الهجوم الثاني الذي تعرضوا له. واجهوا اثنين من الوحوش الهجينة. فحتى قدرة "ليفز" السحرية لم تكن قادرة على الإمساك بالوحشين الهجينين. و في لحظة غفلةٍ لقت إحدى الأخوات حتفها و هذا كله بسبب الثقة الزائدة للمجموعة. لقد قطع رأسها بواسطة مخالب الوحش و تطايرت دماؤها في كل مكان.

عندما تمكنوا أخيرا من قتل جميع الوحوش الشيطانية، ارتعبوا عندما لاحظوا ان السماء قد بدأت تظلم تدريجيا. ومن المتوقع أن يحل الليل قريبا. كانت المدينة أمامهم لا تزال ترى. ولكن وضوحا يقل شيئًا فشيئاً بمرور الوقت، ويبدو كما لو أنها تختفي تدريجيا.

ووفقا لتجاربهم السابقة، عليهم العثور على مخيم مناسب وبناء معسكرهم، ولكن في هذه الأراضي المنكوبة، كانت المنطقة المحيطة مختلفة تماما بالمقارنة مع الجبال. عندما ننظر كل ما يمكن أن رؤيته هو السهول المسطحة مليئة بالوحوش الشيطانية. لم يكن هناك مكان واحد آمن للاستراحة فيه أثناء الليل.

<< أيتها المرشدة المحترمة، علينا أن نعود إلى سفح الجبال! اطلبي من "سكارليت" ان تقودنا الى الطريق بعيونها الحمراء. بمساعدتها يمكنننا الوصول إلى الجبال بحلول منتصف الليل >> طلبة إحدى الساحرات.

<< لا!>> صاحت "كارا"، << لقد قضينا فترة ما بعد الظهر كلها في المشي بدون توقف حتى تمكنا من الوصول إلى هذا المكان. نحن الآن قد استهلكنا بالفعل أكثر من نصف قدرتنا على التحمل و ليس بإمكاننا الحفاظ على نفس السرعة والعودة. ايتها الأخوات، نحن يمكن فقط التقدم! يمكننا حقا أن نجد "الجبل المقدس"، وهناك يمكننا أن نستقر للراحة. >>

<< إذا ماذا يجب أن نفعل بـ "شيري" ؟ >> سألت ساحرة وهي تشير إلى الأرض حيث توجد جثة "شيري".

<< ليس لدينا وقت لدفنها>> هزت "كارا" رأسها، << اتركيها هنا، الأرض سوف تأويها>>.

أغلقت "ليفز" عينها بحزن و هي تفكر [ مجدداً، أختٌ أخرى قد ماتت. لو كنت اقوى قليلا فقط. لما كان عليها الموت هنا دون ضريح يذكرنا بها. ]

و في تلك الحظة و قبل أن تختار الساحرات بين العودة أو مواصلة الطريق، صرخت "ستون" فجأةً: <<انظروا إلى السماء، لقد اختفت المدينة!>>

و عند سماع هذا فتحت "ليفز" عينيها حتى تنظر الى السماء المليئة بالغيوم الرمادية الداكنة. اختفت المدينة تماما كما لو أنها لم تكن موجودة.

تحجر الجميع في أماكنهم، وبدأ صمت رهيب يصيبهم.

طوال الفترة التي كانت الشمس فيها موجودة لم تختفي المدينة أبدا.

شعرت "ليفز" فجأة بشعور فظيع كما لو أن صاعقةً قد ضربت رأسها. تذكرت حكايات المغامرين عن تلك المناظر الرائعة التي ترى في البحر. بدأ جسدها كله يرتعش و لم تستطع إلا أن تهمس: << لقد خدعنا ...>> ثم صاحت: << لقد خدعنا، لم يكن هذا "الجبل المقدس"! ما رأيناه كان مجرد سراب! >>.

<< سراب؟ >> التفتت "كارا" فجأة وتحول وجها الى لون قاتم ثم سألت بصوت يملأه الرعب<< ما هذا؟>>

<< إنه شيء ذكرته "لايتنينج" في قصصها. انها ظاهرة غالبا ما تحدث أثناء الرحلات البحرية، ولكن أيضا يمكن أن تحدث على الأرض، ولكن هذا نادر جداً. الذي رأيناه لم يكن سوى وهم. قد تكون المدينة الحقيقية بعيدةً عنا جدا ومن الممكن حتى أنها ليس أمامنا على الإطلاق! >>.

<< هل هذا يعني أنها موجود على الأقل ولم تختفي فقط؟>> سألت "كارا" بأمل ضئيل.

<< هذا ...>> أخذت "ليفز" بعض الوقت للرد، << أنا لا أعرف>>.

فجأةً صرخت "سكارليت" : << احذروا! هناك شيء قادم! >> وكانت هناك نظرة مرعبة على وجهها و هي تحدق نحو الجانب الأيسر من مجموعتهم.

<< هل هو الوحش الشيطاني؟>> سألت "وينديزيكر" بينما اتخذت وضعية القتال: << كم عددهم؟ >>

<< لا ...>> أجابت "سكارليت" وهي تتراجع الى الخلف في خوف: << أنا لا أعرف ما هو ...>>

بعد أن توقف صوتها ظهر ظل فجأة من بعيد، وضرب مباشرة "سكارليت" بسرعة البرق. على الرغم من أن "سكارليت" قد تمكنت من رؤيته بوضوح في الظلام، إلا أنها كانت لا تزال غير قادرة على تفاديه. لقد كان سريعاً جدا.

في غمضة عين كان قد ضرب "سكارليت" على صدرها و اخترقه مباشرة و وصل الى الساحرات التي وراءها. وعندما توقف أخيرا سقطت العديد من الساحرات. ورأى الجميع أخيرا ما كان هذا الشيء.

كان في الواقع رمح.





نهاية الفصل 😊

ترجمة: Empress_Sou

==========================================================================

2018/02/06 · 1,728 مشاهدة · 1423 كلمة
Empress_Sou
نادي الروايات - 2024