اعتذاراتي انسة راستا فانا منهك بالفعل"

ابتسم الامير هاينلي وابتعد

"لا يستطيع الرقص مرتين ع التوالي، الرجل الوسيم لديه بنية ضعيفة بشكل مفاجئ"

"اذن ماذا بعد ان تأخذ استراحة؟ عندما تستعيد حيويتك"

"ثم..."

نظر الامير هاينلي نحوي فجأة حيث التقت اعيننا حيث اصبحت تعابيره لطيفة

"هناك شخص ما اريد الرقص معه مجددا"

تأملت في رفضه المتكرر لها حيث كان مصمما ع ابعادها مختلفا تماما عن معظم النبلاء الذين قدموا انفسهم.

راستا لم تتوقع ان يتم رفضها فلمست شعرها واحبطت والتفت فالتقت اعيننا ومع ذلك لم تعرني اي اهتمام بل توجهت نحو سوفياش وعيونها تملؤها الدموع

"جلالتك ،راستا ليس لديها احد لترقص معه"

فالتأخذي استراحة لا يمكنك الرقص مع نفس الشخص مرتين ع التوالي"

كانت راستا مشابهة للامير هاينلي فهو ايضا لم يكن لديه مخاوف في التعبير عن مشاعره حيث ان معظم النبلاء يكونون فخورين جدا ليعبروا عن افكارهم بصوت عال

"اهئ..."

لقد نحبت مثل الطفل والنبلاء حولها ضحكوا, ليس لانهم سخروا منها بل وجدوها محببة فراستا لم تكن نبيلة وسلوكها كان فظا ع اقل تقدير ولكن بالنسبة للاخرين فقد كانت مثل شيئ حديث ونقي

"انسة راستا هل ترغبين بالرقص معي؟"

اقترب العديد من النبلاء من راستا ولكنها ردت بضعف:

"لا شكرا لك"

ثم توجهت نحو زاوية القاعة. سوفياش تصلب كمالو انه اراد اللحاق بها فأن لم يكن بسبب بدء الموسيقى في هذه اللحظة لكان لحق بها حقا ولكنه ظل ثابتا في مكانه

صدفة كان اللحن هادئا والرقصة تتطلب ابقاء مسافة بين الشريكين. سوفياش وانا كنا شركاء رقص منذ طفولتنا حيث اعتدنا ع الاندماج مع الايقاع ولاننا كنا صغارا اعتدنا ع التشبث ببعضنا البعض ضاحكين وشاكين من خطوات الرقص المحرجة

هذه الايام لن تعود ابدا

عندما تذكرت حملي لخريطة كبيرة واناقش تلك المشاريع الجديدة التي ستبنى شعرت بالبرودة في زاوية قلبي فكم كنت غبية وساذجة طوال هذا الوقت لاؤمن اننا سنبقى معا لبقية حياتنا .

عندما جعلتنا الرقصة نقترب من بعضنا كنت لا ازال اشعر ببعد المسافة بيننا

"في وقت سابق"

تحدث سوفياش بصوت منخفض

"مالذي تحدثتِ به مع الامير هاينلي ؟"

"اجرينا محادثة عادية"

"………"

"………"

"هل سمعتِ عن الشائعات التي تدور عنه؟"

مالذي عناه بهذا؟ لم اقل اي شيئ لاركز ع الحركات الصعبة ولكن في نفس الوقت رأيت شكل حاجبيه المقتضبين

"مالذي تعنيه باجريت محادثة "عادية" معه؟"

"لقد كان مسليا للغاية"

"هو زير نساء بالطبع سيكون مسليا فالناس تحب الشخص المسلي"

المسافة بيننا قد نمت مجددا وعندما التفت رأيت الامير هاينلي يقف بقرب طاولة قريبة ويشاهدني فأبتسم ولوح لي عندما التقت اعيننا

"لدي راستا كمحظيتي ولهذا لا استطيع ان امنعك من اخذ رجل اخر كعشيق لكِ ايضا"

"؟"

"ولكن لا ازال غير مصدق انه الامير هاينلي"

"انا لا اعلم مالذي تتحدث عنه"

"اذا كنت مع الامير هاينلي فهو لن يكون محظيك بل انتِ ستكونين له كمحظية"

"!"

"الن يكون هذا مهينا الامبراطورة الامبراطورية الشرقية؟"

"لا اعلم مالذي يدور قي مخيلتك ولكن الامير هاينلي وانا ليس لدينا علاقة من هذا القبيل"

"جيد لا تكوني زناد للنار التي تنتشر بكل مكان"

"هو ليس...."

كنت ع وشك ان احتج له ان الامير هاينلي لم يكن هكذا عندما توقف سوفياش فجأة بالرغم من ان الموسيقى لم تتوقف حيث كان متجمدا في مكانه فلم استطع الرقص وحدي لهذا توقفت ايضا مما ادى لعرقلتنا لحركة الرقص

"جلالتك ؟"

مالامر؟...اتسائل اذا كان قد لوى كاحله

الناس حولي كانوا ينظرون بتعابير متحيرة...اخيرا وقف سوفياش امام راستا التي كانت تقف في الزاوية تبكي

"راستا لماذا تبكين؟"

نظر سوفياش نحوها بتعجب فمدت راستا ذراعها ولفتها حول رقبته وعانقته

نمت همسات الحشد اعلى واعلى حيث كان بأمكاني الشعور بنظرات النبلاء متسلطة علي فانا وسوفياش كنا نرقص معا قبل ان يرميني بعيدا ليذهب لراستا

انقبض فكي وشعرت ان الدم في رأسي يتلاشى واصبحت رؤيتي غير واضحة

راستا استمرت في البكاء بينما حاول سوفياش التهدئة من روعها ففي نهاية المطاف هو اختارها ورماني بعيدا

"اوه ياللهي اذن يبدو ان الامبراطورة تحب تلك المحظية حقا"

"نعم"

عندما غادر الاثنان نظرات الحشد توجهت نحوي ضاغطة علي بقوة

"ولكن سمعت انها عبدة هاربة ،هل هذا صحيح؟"

"ماذا؟ حقا؟"

"هراء الامبراطور اكد انها مجرد شائعات"

"انتبهي لكلماتك فالامبراطور توعد بعقاب كل من يجرؤ ع التحدث عن هذا الامر"

"لا انتظر لحظة، اتسمح الامبراطورية الشرقية للعبيد الهاربين ان يصبحوا محظيين؟ فهذا غير ممكن في مملكتنا الشمالية فأنا احضرب مجوهرات البحر لمملكتنا الشمالية كهدية"

"انا متأكدة ان الامبراطور لن يفعل شيئا من هذا القبيل"

الموسيقى توقفت حيث كان الجميع اما ينظر الي او يتحدث عن راستا وانا لم اكن اريد غير الفرار من هذه القاعة ولكن اجبرت نفسي ع السير بخطى هادئة ولم يكن لدي اي فكرة عن وجهتي اثناء سيري ولكن سمعت شخصا يتبع خطوات سيري فظهر انعكاس الامير هاينلي ع عامود مصقول لم اشعر بالرغبة لاكون مهذبة واتحدث الى امير اجنبي فالان كل ما اردته هو الجلوس في مكان ما

وجدت نفسي امشي في ممر القصر الفارغ والسيد ارتينا نائب قائد الفرسان كان يخطو بجانبي

"هل انتِ بخير،جلالتك؟"

"انا بخير"

"يجب ان تأخذي قسطا من الراحة فأنت تبدين شاحبة"

اومأت وذهبت لحجرتي مرورا بغرفة الرسم وصلت لغرفة نومي حيث القيت بوجهي ع السرير معانقة الوسادة وكورت نفسي حيث شعرت بثقل بكامل جسدي بشكل لا يطاق فكم كنت احمل ع اكتفاي؟

غوو.....

كانت هناك نقرات ع النافذة حيث رأيت كوين يجلس بجانب النافذة ففتحتها بتململ ودخل كوين الى الغرفة رامشا بعينيه الكبيرتين فأخذته بين ذراعي حيث انتشرت حرارة جسده الصغير ع جسدي فأنفجرت الدموع من عيني

..............

كيف يمكن لمخلوق ان يوفر راحة كهاته؟ غرقت في الدفئ الذي تلقيته منه كشخص تم هجره في شتاء مرير وبمرور الوقت عندما هدأت اخيرا ادركت اني عانقت الطائر لوقت طويل جدا ربما كان منزعجا فنظرت اليه ولدهشتي كان ببساطة يحدق بي فقط

"شكرالك"

قو.....

"انت دائما تعطيني القوة"

شعرت بالاحراج لاقولها بصوت عال فهمستها في اذنه فغطى كوين وجهه بجناحيه

"احيانا تبدو وكأنك شخص حقيقي"

!

اتسعت عيون كوين وانتفض حول الغرفة وكانت هناك ضجة في الخارج

الورقة حطت فوق السرير فسحبته نحوي

دققت الجرس لاعطي اشارة بالسماح لهم بالدخول وعندما فتح الباب الرئيسي دخلت الاصوات فذهبت لغرفة الرسم حاملة كوين ع يدي فوجدت العديد من الوصيفات هناك من ضمنهن لورا والكونتيسة اليزا حيث اتين مباشرة من الحفلة وكن متأنقات اكثر من المعتاد ومع ذلك الساعة اظهرت انه لا زال هناك وقتا قلل انتهاء الحفلة في القاعة فلماذا اتين الى هنا؟

"كونتيسة ،مالذي يحدث ؟"

2020/06/11 · 1,165 مشاهدة · 995 كلمة
ma.hale7
نادي الروايات - 2024