سلوك الامبراطورة كان منعزلا وباردا مثل الجبل الجليدي.

وقف هاينلي في حالة ذهول محدقا في جزئها الجانبي فصوتها المنخفض والرقيق داعب اذنيه ولكن صوتها الجليدي كان اكثر من ذلك فكيف سيبدو الامر لو نادت بأسمه هكذا
هاينلي ابتلع ريقه عندما كان يتخيل الامر مما جعل رأسه يدور فقد اراد ان يركع لتلك الامبراطورة المتعجرفة ويغرق يدها بالقبل ارادها ان تتحدث اليه بتلك النبرة الباردة اثناء اصدار الاوامر له فكيف سيكون شعور طاعة اوامرها ثم عصيانها؟

لقد كان الامر من ناحية الفضول فقد كان فضوليا حول الامبراطورة من ذلك البلد الاجنبي لهذا سافر بعيدا عن قصره ليراها فنظرا للشائعات التي جعلتها مصنوعة من الحديد او الجليد كانت ع نحو مفاجئ لطيفة وساحرة تجاه الطيور

الشائعات لم تكن خاطئة تماما ومع ذلك كان متفاجئا من رؤية جانبها العادي حيث شعر بالتعاطف ع الطريقة التي تضع بها ذلك الوجه القوي بينما تبكي بالسر لقد سمعها ايضا تتحدث لنفسها في محاولة لكبح دموعها فما اراده الناس لم يكن امبراطورة محبوبة بواسطة الامبراطور ولكن بالنسبة له لقد كانت مدهشة فقد ظن ان تحت شخصيتها القوية شخصية ضعيفة ولكنه اكتشف شخصية قوية اخرى مجددا

شعور الفضول والانجذاب قد تحول الى شعور قلق بعد مقابلتها بالفعل فلماذا تجاهلته عندما حاول تقديم نفسه لها؟ لماذا تظاهرت بعدم معرفته؟ لماذا لم تحاول البحث عنه؟ هل كانت كل تلك الرسائل الودية والنكات التي تشاركوها مجرد مشاعر من جانب واحد فقط؟ او ربما فخرها سيجرح اذا اعتنى بها احدهم؟ ولكن كلما اقترب منها هاينلي كلما اصبح اكثر غضبا فهو لم يحب رؤية الاشياء التي تثقلها او تسبب الالم لها فهو يعلم من التجربة ان التحكم بسمعة المرء امر صعب لدرجة انه كاد ان يدخل في صراع بسبب ذلك في الماضي

"بأي فرصة هل انتِ غيورة من راستا؟"

انقبض فك الامبراطورة بسبب اهانة سوفياش. الامير هاينلي غلب عليه حافز العنف اكثر مما كان عليه في غرفة الطعام فالامبراطورة الجليدية كانت ساحرة ولكن الاشياء التي جعلتها هكذا ليست كذلك.

استطاع سماع صوت ماكيينا في رأسه يحثه مرارا وتكرارا ع عدم التسبب بالمتاعب وذلك اثار استياء هاينلي بسبب عدم قدرته ع اخذ جانبها رسميا والدفاع عن شرفها

"جلالتك الامبراطور لابد ان تكون نبيها اكثر"

في النهاية تكلم الامير هاينلي. ماكيينا سيكون غاضبا للغاية عندما يعلم عن ذلك فملكهم كان طريح الفراش والشؤون الملكية كانت في فوضى عارمة فهل يريد حقا ان يكسب عداء الامبراطور الشرقي؟ وبالرغم من ذلك لم يستطع هاينلي الا ان يتحدث

"هذا امر لا يخصك امير هاينلي"

"انا شاهد فكيف يمكنني ابقاء انفي خارج الامر؟"

اضافة هاينلي تكشيرة اثناء وقوفه بجانب الامبراطورة

"جلالتك لا تقلقِ سأكون الشخص الذي ينشر الشائعات عن الحقيقة فسمعتك لن تدنس بواسطة هذا الخطأ"

كادت الامور لتصبح اسوء لو لم يأتي ماكيينا راكضا نحو الامير هاينلي ساحبا اياه بعيدا

"لقد سمعتك تذكر شيئ عن السمعة؟ فهل ستغير مسارك؟"

مشى هاينلي بصمت نحو القصر الجنوبي بينما ماكيينا كان يتذمر له

"الامير،فالتقم بالذي تفعله بالعادة. لا تقاتل من الامام بل من الخلف. فلماذا تحاول القيام بشيئ تعلم انه لا يمكنك فعله بشكل جيد؟ ولماذا يجب ان يكون الامر مع الامبراطور الشرقي ؟ ع هذا المعدل تجسسنا سيكون عديم الجدوى"

اصبح تذمر ماكيينا اسوء واسوء ما ان اغلقت الباب بينما تجاهله هاينلي وسحب كرسيا

"مالذي ستفعله بالكرسي؟ هل ستقوم بركله؟"

"اجلس"

حالما جلس ماكيينا لمس هاينلي رأسه مجبرا المانا بداخله ومع صرخه تحول ماكيينا الى طائر ازرق والملابس التي كان يرتديها تبعثرت ع الارض.

اتسعت اعين ماكيينا بينما توجه الامير هاينلي الى مكتبه وحمل شيئا ما

"؟"

"فالتوصل هذا لايلغي"

"......"

"لن اقحم نفسي في المشاكل لذلك فالتذهب لايصالها لاني سأقاتل من الخلف كما قلت سابقا"

2020/06/14 · 1,296 مشاهدة · 566 كلمة
ma.hale7
نادي الروايات - 2024