راستا كانت عالقة في شبكة من المشاعر المعقدة فهي كانت ممتنه لان سوفياش قام بحمايتها فهو كان يعلم منذ البداية انها عبدة هاربة ولكن رغبته في صونها اجبرته ع التستر ع الامر حتى بعد الكشف عنه
فكم عدد الرجال الذين عبروا عن اخلاصهم لها ولكن هجروها فيما بعد مستخدمين هويتهم كدرع؟ ومن سخرية القدر كان سوفياش الرجل الاقوى في الامبراطورية الذي لم يفعل ذلك
ولكن خوف الماضي لازال يطرق ابوابها. فقط بالكاد عندما تخلصت من اغلالها وبدأ الناس ينظرون لها كراستا وليس كعبدة , هويتها القديمة عادت لتقيدها مجددا فاذا لم يكن الامر بسبب حب سوفياش لها لكان حلمها قد اندثر بسبب روتيشو
ولكن ماذا عن الناس الذي علقوا بكل كلمة وابتسامة لها؟ ماذا سيفعلون الان؟ راستا كانت قلقة فهي لم تتقابل مع النبلاء بعد منذ ظهور الحقيقة لقد خشيت ان تتحول تلك الوجوه المبتسمة الى رفض
راست عبثت بسوار الكهرمان في يدها ولكن قلبها لم يستقر



'لا حتى لو كانت راستا عبدة، فراستا الان محظية الامبراطور والامر لن يكون مشابها للسابق'
عانقت راستا دمية اهداها لها سوفياش وقد صممت خصيصا لها فهذا الشيئ الناعم صنع من القماش والقطن ثم فتحت الباب ودخلت الفيكونتيس فيردي الغرفة حيث علت ع وجهها تعابير مضطربة

"الانسة راستا الفيكونت روتيشو اتى لرؤيتك....فمالذي يجب ان اقوله له؟"

"السيد؟"
في لحظة ارتباك راستا استخدمت نفس اللقب الذي استخدمته في الماضي حيث بدت الفيكونتيس فيردي مندهشة ولكنها لم تنبس بحرف واحد
ملامح الفيكونتيس استبدلت بأبتسامة لطيفة ولكن راستا كانت واثقة ان المراة التي امامها كانت تضحك عليها بين نفسها فاذا كانت الفيكونتيس ع علم بعلاقة راستا بروتيشو فلم ينبغي ان تذكر سيرته فالا يتوجب ع التابع ابعاد الاخرين عن طريق اسيادهم؟
راستا كانت واثقة من انه لو زالت الفيكونتيس فيردي تعمل تحت امرة الامبراطورة لكانت اكثر مسؤولية
راستا قضمت شفتيها فلو علمت ان هذا سيحدث لكانت استمرت بالاستلقاء في سرير غرفة سوفياش متظاهرة بالمرض كان من الخطأ ان تعود الى هنا لتنظيم افكارها وحدها
لا،لا... المشكلة كانت ان الامبراطور سمح للفيكونت روتيشو بالتجول حرا في المقام الاول فلماذا لم يقم الامبراطور بطرده؟ او يقوم بقتله او يضعه في السجن؟ أليس سوفياش قادرا ع فعل كل شيئ ؟.
راستا قمعت الدموع الحارة واعطت امرا للفيكونتيس فيردي

"اخبريه ان يرحل"
ومع ذلك ترددت الفيكونتيس فيردي

"اخبريه ان يعووود"
صرخت راستا هذه المرة ولكن الفيكونتيس فيردي لم تتحرك
هل هي تتجاهلني الان؟ راستا ارادت ان تقول ذلك في غضب ولكن الفيكونتيس فيردي تابعت بصوت مرتجف

"حسنا... لقد قال اذا لم تسمحي له بالدخول فسوف تندمين...."

"هو قال ذلك؟"


"نعم"
الغضب اعطى راستا الشجاعة وصكت ع اسنانها

"اذن اخبريه ان يدخل دعيني ارى وجهه الوقح"
لقد كانت عازمة ع اعطائه وعاءا بارد من سوء المعاملة ومع ذلك عندما دخل مع الابتسامة المشؤومة التي علت وجهه ماتت اهاناتها فورا في فمها

"الانسة راستا تهانيا، انتِ الان محظية الامبراطور"
الفيكونتيس فيردي كانت تحدق بالتناوب بين راستا والفيكونت روتيشو ثم هرعت لخارج الغرفة عندما رمقتها راستا بنظراتها وعادت لالقاء نظرة ع الفيكونت روتيشو الذي ساعد نفسه في الحصول ع كرسي فارغ

"جيد جدا،احببته"
قائلا ذلك برضى

"لماذا انت هنا؟"
قلدت راستا نبرة الامبراطورة الصارمة فصوت راستا كان مثاليا لسحر الاخرين ولكنه افتقر نبرة السلطة لهذا ضحك الفيكونت روتيشو ضحكة مكتومة

"لقد كبرت لتصبحي سيدة الان، راستا"

"لا تقل اسمي بأهمال هكذا، فأنت لم تعد قادرا ببساطة ع مخاطبتي كراستا"

"انا متأكدة من ان هذا الامر صحيح...ولكن لفترة محددة"

"فترة محددة؟"

"هل تعلمين عدد السنوات التي تبقى فيها المراة محظية للامبراطور ؟"

"!"
راستا قضمت شفتيها بسبب ملاحظات الفيكونت الشائكة فهو كان يجلس وينقر بأصبعه ع الطاولة بينما يهز رأسه عندها لاحظ السوار ع معصم راستا

"اوه، كم هو جميل، أهو مصنوع من الكهرمان؟همم؟ دعيني القي نظرة"
راستا قذفت بيدها خلفها فعبس الفيكونت روتيشو قليلا ثم ابتسم

"الامبراطور امرني بتصحيح الادعاءات الخاطئة بأنك عبدة هاربة فالان انا اعامل كالاحمق الذي لا يستطيع التعرف ع وجوه الاخرين ومع ذلك كشف سركِ او التكتم عليه شيئ عائد الي الان وانا شاكر لكل الذهب والفضة التي تم منحي اياها ولكن ليس كافيا هممم؟"
حدقت راستا به بشكل جامح

"اذن لم يكن عليك قول ذلك من البداية!، انت وقح! انت تخفي حقيقة انني عبدة هاربة لان الامبراطور امرك بذلك فأنت لا تفعل ذلك لاجلي"
ابتسامة خبيثة اشرقت في وجهه الفيكونت روتيشو

"حسنا اذن، لماذا لم اقل اي شيئ عن الطفل الذي قمتي بهجره؟"
راستا بهتت

"طفل...."
احتقن وجهه راستا وقبضت يديها حيث احمر الجزء الابيض من عينيها كالدم

"كيف تجرؤ ع الكذب! لقد قتلت طفلي"
غمر الغضب كل شبر من جسدها فالطريقة الغير مبالية التي ادعى فيها انها هجرت طفلها تكرر صداها البغيض في اذنها ولكنها اجبرت ع الصمت خوفا من معرفة الفيكونتيس فيردي بالامر
فيكونت روتيشو قال"حسنا؟"ووسع عينيه بشكل مبالغ فيه ثم اخيرا وقفت راستا

"لا يمكنك تهديدي بطفل قد رحل بالفعل"
ضحك الفيكونت روتيشو

"رحل!.....مالذي تعنيه بذلك راستا؟"
لقد كانت مجرد ضحكة عادية ولكن راستا شعرت بالقشعريرة فتعابير روتيشو فجأة اصبحت صارمة ونبرته مزدرية

"لن اقتل حفيدي من دمي.."

"انت....انت تكذب!لقد رأيت الطفل بأم عيني......!!!"

"اذا لم تصدقيني فهل تريدين مني احضاره اليكِ؟"

2020/09/01 · 577 مشاهدة · 796 كلمة
ma.hale7
نادي الروايات - 2024