تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

اندهش إبرو من كلمات شومير لكنه كان مسرورا للغاية , فهذا يعني زيادة سعر البيضة الأساسي على أقل تقدير . نظر للحضور بتوتر , فهل سيغامرون في الحصول على تلك البيضة رغم مخاطرها ؟ كان إبرو يبخس رغبة الكثيرين في المزاد بإقتناء كل ما هو نادر و خطير لذا تفاجيء حين شاهد تلك المعركة المشتعلة بالأسفل على بيضته . حين تخطى السعر حاجز العشرين مليار عملة ذهبية كان لا يصدق نفسه , هل قيمة هذه البيضة عالية لهذه الدرجة ؟ انتهى الصراع عليها عند مبلغ الأربعة و عشرين مليار و خمسمئة مليون عملة ذهبية . أشعره ذلك بالحماسة و القلق في آن واحد , فإن كانت شهية الجميع هكذا فربما سيجد صعوبة في الحصول على التاج . حين نظر لثروته الحالية و التي تخطت حاجز الأربعة و خمسين مليار عملة ذهبية ليشعر بمزيد من الثقة . حتى لو خسر كل أمواله في سبيل شراء المستقبل فلن يكترث بذلك . أما عن المعركة المقبلة فهو قادر على خوضها بقوة بما اشتراه من قبل . حانت اللحظة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر ليشاهد بتوتر بالغ شعرت به ديزي و كل من هو موجود بالقاعة حتى الفتاتين اللتين كانتا تحضران مزيد من المشروبات للجميع هذا التاج الكبير الذي بدا من حجمه أنه يتسع لجمجمة تبلغ حجم جمجمته عشر مرات . ما إن تحدث شومير شارحا تفاصيل التاج إلا أن إبرو لم يسمعه . كان يشعر بوجود رابط ما خفي بينه و بين ذلك التاج ليشعر بيد ديزي على كتفه ليعود لرشده على الفور . انتبه ناظرا لها في حين قالت في سرعة :

-سيدي لقد بدأ المزاد على التاج و مر عليه ساعة كاملة . الآن السعر المتاح له هو سبعة و عشرين مليار عملة ذهبية و لا يوجد أحد يقوم برفع السعر . إن لم ترفعه ستخسره .

نظر إبرو لها في ذهول , لم يقدر على إستيعاب أنه أضاع ساعة كاملة في سرحانه و تفكيره . لم يشعر بمرور كل هذا الوقت عليه بل بدا له أنه قد استغرق فقط دقائق معدودة . سارع بالقول دون تفكير :

-ثلاثين مليار عملة ذهبية .

كانت ثروته تسمح له برفع السعر الحالي كيفما يريد لذا شعر الجميع في القاعة حتى شومير نفسه بالصدمة من هذا السعر . على الرغم من أن كل زيادة لا تقل عن خمسمئة مليون عملة ذهبية فهو قد رفع السعر بثلاثة مليارات عملة ذهبية في قفزة كبيرة لثمن التاج . ساد صمت مطبق في القاعة بعدها عاد صوت هاديء يقول :

-اثني و ثلاثين مليار ع..

قبل أن يكمل عبارته قاطعه إبرو على الفور صائحا :

-أربعين مليار عملة ذهبية .

رغبته في إمتلاك هذا التاج كانت تتملكه بشكل جنوني . لم يكن يرغعب في تضييع أي وقت في هذا المزاد لذا فقد رفع السعر بشكل جنوني تماما . سكتت القاعة بعد سماعها لهذا الصوت بعدها جاء صوت شومير قائلا :

-أربعين مليار عملة ذهبية , هل يوجد من سيرفع السعر عن ذلك ؟ إن لم يرفع أحدكم السعر سيحصل هذا الرجل على التاج .

نظر شومير نحو الحضور و حماسته تكاد تنفجر منه . هذا كان أعلى سعر وصلت إليه سلعة في تاريخ الصالة على الإطلاق لذا لم يكن غريبا عليه أن يكون متحمسا بذلك الشكل لرفع السعر أكثر , فتلك الفرصة لن تأتي مجددا . بعد مرور خمس دقائق من الصمت و عدم تدخل أحد من جديد حصل إبرو على سلعته ليجد أنه لازال يملك مبلغا هائلا من المال . لم يكن يتوقع أن ينتهي به الحال بذلك الثراء الفاحش لكن عليه الآن أن يتحرك فهناك جولة شراء أخرى سيقوم بها في المدينة . نظر لديزي ثم قال :

-هيا بنا .

-ألن تنتظر سيدي لنهاية المزاد ؟

-لا , فما تبقى من السلع لا يعنيني .

ثم نظر للفتاتين اللتين كانتا تحدقان نحوه بذهول تام فقد وقفتا تراقبان سير المزاد في السلعة الأخيرة بعدم تصديق من أي منهما لما حدث . قال لهما في هدوء مقدرا ردة فعلهما :

-أين يمكنني الحصول على ما قمت بشرائه و نقود بيعي لسلعي ؟

تلعثمت الفتاتان سويا حتى قالت إحداهما ببطء :

-يمكنك ذلك سيدي في الطابق الأرضي من الصالة .

-لتقودا الطريق إذن .

توقفت الفتاتان لثوان قبل أن يتحركا بجسد مرتعش من فرط التوتر , فشخص يمتلك كل هذه النقود كان له خلفية هامة لاريب , لذا مغبة إغضابه ستكون هائلة عليهما . هبطوا جميعا صوب الأسفل ليتجهوا في ممرات متقاطعة تذكر إبرو أنه مر بها من قبل . في نهاية رحلتهم القصيرة وجد إبرو نفسه في المكان نفسه الذي عرض فيه السلع للتقييم . ما إن ظهر حتى جذب على الفور كافة الأعين إليه ليتحرك الرجل الذي تعامل معه من قبل بإحترام هائل قائلا :

-مرحبا بك سيدي . هل ترغب في إستلام سلعك و الحصول على أموالك ؟

-بلى .

-اتبعني من فضلك .

تحرك إبرو خلفه و بصحبة ديزي و الحراس و الفتاتان اللتان قرر إبرو أن يقوم بشراء صك ملكيتهما . رغم أنه لم ينجذب إلى أي منهما لكنه كان يشعر بالغضب إزاء حقيقة أنهما عبدتين للصالة . رغم أنه قرر ذلك في لحظة هبوطه من قاعة المزاد لكنه شعر أن ذلك كان قرارا صائبا . بعد سيره لمسافة بسيطة وجد نفسه أمام مكتب فخم شعر أن من فيه ليس ذي هوية عادية . ما إن دخل للمكتب حتى أدرك صحة تخمينه , فقد كان العجوز سيلار ينتظره . جلس إبرو أمام مكتبه العريض و هو يقول :

-مرحبا بك سيدي , لقد تقابلنا مجددا .

-مرحبا بك سيد إبرو . أنت فاجئتني فسلعك التي عرضتها للبيع قد حققت مبيعات هائلة لدى الصالة . كذلك سعرك الخرافي للتاج قد أصبح أغلى سلعة تم بيعها في صالتنا منذ تأسيسها .

ابتسم إبرو و هو يقول ردا على كلمات سيلار المهذبة :

-شكرا لك سيدي .

-الآن لنتحدث عن العمل , بالنظر إلى قيمة تعاملاتك معنا في الصالة سيدي فقد تم ترقية قلادتك لتحصل على خصم مقداره عشرين بالمئة من كل السلع التي تقوم بشرائها لدينا . هذه الترقية تمنحك ميزات إضافية مثل أن تقوم بتوكيلنا لشراء سلع تحتاجها أو بيع سلع لا تحتاجها . كذلك أنت دوما ستحصل على دعوات مجانية لحضور كافة مزاداتنا القادمة .

اندهش إبرو فوسط إنفعاله و توتره و قلقه بشأن المعركة المقبلة و معركته الخاصة للحصول على التاج فقد نسى تماما ميزة أنه يمتلك خصما بنسبة عشرة بالمئة من قبل . شعر بالذهول لكيفية نسيانه تلك المعلومة المهمة ليذكر نفسه من جديد , عليه أن يتمالك أعصابه حتى لا ينسى أشياءا مهمة كعادته . ابتسم و قال لسيلار :

-هل تحتاج لقلادتي لأحصل على قلادة أخرى خاصة بمكانتي الجديدة ؟

-لا , فقد قمنا بترقيتها بشكل تلقائي . الآن أنت قمت ببيع خمس وسبعين سلعة لدينا و اشتريت أربعة و ثمانين سلعة مختلفة من المزاد . ما تبقى لك في النهاية هو مبلغ خمسة و عشرين مليار و ستمئة مليون عملة ذهبية .

تفاجيء إبرو من الرقم النهائي لثروته ليتذكر أنه يتميز بخصم مقداره عشرين بالمئة على كل السلع التي يشتريها بالمزاد . كان التاج بمفرده يمنحه ثمانية مليارات عملة ذهبية إضافية لذا شعر أن هذا المبلغ منطقي . تذكر أن سيلار قد أخبره بإمكانية توكيلهم لشراء عدد من السلع في المدينة فقال في سرعة :

-كنت أود شراء مجموعة من الأدوات القتالية الخاصة بالمعارك الكبيرة .

-يبدو أنك سيد إبرو مقبل على حرب صعبة .

-يمكنك قول ذلك . هل تقدر على مساعدتي بذلك الشأن ؟

-بالطبع , لكن سيقوم تيدام بتولي ذلك الدور , فاعذرني فأنا منشغل بشدة .

لم يقصد إبرو أن يتولى سيلار بنفسه تلك الجزئية لذا لم يعترض على كلماته ثم ودعه و تحرك بعدما استلم كل ما اشتراه و معها ما تبقى من نقوده ليتحرك في خطوات سريعة صوب الخارج لكنه توقف فجأة و نظر لسيلار مجددا قائلا :

-هاتين الفتاتين تروقان لي . أريد شراءهما من الصالة .

شعر سيلار بالدهشة لينظر نحو الفتاتين بإعجاب واضح . كان من حسن حظهما وجودهما في خدمة مكان إقامة إبرو لكنهما كذلك لم يتركا الفرصة تضيع من أيديهما و هذا ما كان يثير إعجاب سيلار . ابتسم الرجل العجوز و هو يقول لإبرو :

-يمكنك الحصول عليهما بشكل مجاني كهدية من الصالة لك .

كان الرجل العجوز يتخيل أمورا لم تكن في بال إبرو الذي لم يرفض تلك الهدية فقال مبتسما :

-شكرا لك سيدي على هديتك .

2020/02/20 · 543 مشاهدة · 1346 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024