رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الثاني و السبعون

دانتي أو محمد حمدي أو نوا كما كان مشهورا بين أصدقائه . كان شخصا إجتماعيا للغاية يكاد يعرف كل اللاعبين المصريين المميزين في اللعبة . معروف عنه أنه لا يجد غضاضة في التعرف لأي لاعب مهما كان مستواه . كان صاحب مهنة سرية في المستقبل لكن الآن هو مجرد ساحر عادي . روكا أو شروق محمود أو الساحرة البيضاء المحظوظة كما هو مشهور عنها بين أصدقائها و حتى بين جميع من لعبوا اللعبة من قبل . كانت تلك الفتاة رغم طيبة قلبها و روحها المرحة تمتاز بحظ غريب حتى أن وظيفتها السرية كانت ساحرة بيضاء كشهرتها . كل السراديب التي لعبتها كانت دوما ما تمنح فريقها عدد أكبر و معدات أكثر تميزا عن غيرها من الفرق . إن كانت هناك مهمة بحاجة لشيء نادر ابحث فورا عن روكا الساحرة البيضاء و اجعلها تنضم لفريقك فستحصل على ذلك الشيء حتى لو قتل فريقك وحش عادي . فقط يجب أن تتركها توجه الضربة القاضية للوحش , أو اجعلها تقوم بالحصول على المهمة . لو كان هناك صندوق سحري ما بالبرية أو في السرداب اجعلها هي من تقوم بفتحه فستجد أشياء تفاجئك . كانت أمامه ساحرة عادية لكنه لم يشعر أنها عادية . ميلا جاردنر أو بسمة الخولي , صديقة روكا المقربة و المعروفة بلقب الساحرة السوداء . كان الكثير يخمن آنذاك أنهما ربما أختين لكن كثيرا ما كانا يفندا هذا التخمين . كان إبرو يعرف الآن أنهما مجرد صديقتين تعرفتا لبعضهما البعض في عالم الألعاب الأونلاين , فكل واحدة منهما تقطن في مكان مختلف . سبب إطلاق هذا اللقب عليها هو عشقها الشديد لأي أداة سحرية ذات لون أسود . كانت هناك قصة قديمة انتشرت في بدايات اللعبة عن إيجادها لأداة سحرية من الفئة الذهبية ممتازة لوظيفتها السرية لكنها تخلت عنها دون تفكير نظرا لأن لونها لم يكن أسودا . أما عن شخصيتها فقد كانت متقلبة المزاج , أحيانا تبتسم في وجهك و أخرى تقوم بمهاجمتك إن اقتربت منها . نظر لها في زيها الأسود المعتاد و أدواتها السوداء ليشعر بأنه يرى نسخة مصغرة عن أسطورتها في المستقبل . حتى مهنتها قد اختارتها ساحر أسود لأن الاسم فيه اللون نفسه ! الماجيكو أو أحمد المهدي أو المشهور بالمهدي . كان هادئا رزينا كعادته يقف بثبات لا يكترث بمن حوله . عدد أصدقائه تكاد تعدهم على أصابع يدك الواحدة و سيفيض . رغم ذلك فقد كانت مهنته السرية المنبثقة من مهنته الحالية كمحارب مدرع تجعله مصدر ذعر لكثير من أعدائه . يعشق الصمت ولا يتحدث سوى بسيفه أو بدرعه . كان وجوده محل ثقة و مصدر طمأنينة لمن حوله , فلن يقدر أي عدو على الإقتراب منهم مهما كانت قوته أو عدده . أفادا أو محمد حسين و المعروف بين الجميع باسم فدفد . كان صوت العقل و الواقع دوما بين اللاعبين المميزين و يتم تصنيفه تحت خانة اللاعبين ذوي العقول النابعة و الخطط الماكرة حتى أن كثير من اللاعبين كانوا يضعونه كتفا بكتف مئتي و خمسة و إن كان إبرو يعرف من خلال تجربة تعامله مع الاثنين أنه أقل منه في اوضع الخطط و إن كان أمهر منه بمراحل في تفتيت أي خطة موضوعة أمامه . للغرابة كانت مهنته الحالية هي حشاش مثل مهنة مئتي و خمسة لكن مهنته المستقبلية السرية كانت مختلفة عنه . مادي أو أحمد الشناوي . كان لاعبا يحب دوما قائمة ثابتة من الأصدقاء المقربين له . على الرغم من أنهم ليسوا بلاعبين مهرة أو ممتازين إلا أنه كان دوما ما يلعب معهم ولا يلعب مع غيرهم إلا نادرا . كان إبرو مندهشا حين قبل الإنضمام للستوديو الخاص به لكنه توقع أن يقوم بترشيح الستوديو لأصدقائه حتى ينضموا إليه . لم يجد إبرو أي مشكلة في وجود لاعبين غير مشهورين إلى جانبه فهو يثق أن تحالفه سيمتليء بالكثير من هؤلاء و دوره أن يمسك بعصاته السحرية ليحولهم إلى زمرة من اللاعبين المهرة . كان مادي لاعبا قويا خاصة في أسلوب قتاله السريع و المميز بمهنته السرية لكنه كان الآن مجرد رامي سهام عادي في المستوى العاشر . موري أو مراد المغربي الشهير بالغرباوي . كان لاعبا في البداية لم يسمع عنه أحد لكن مع مرور الوقت بدأ اسم اللص موري ينتشر بشكل سريع بين الجميع . كان لاعبا عاديا في البدء لكنه وقع على مهنة سرية مميزة حولت قدره ليصبح أحد أبرز اللاعبين في النطاق المصري . كانت مهنة اللصوص مهنة عادية لا يكترث لشأنها أحد فأهم ميزة لهم هو إمكانية فتحهم للكنوز السحرية المغلقة . لكن مهنته المستقبلية كانت خطيرة و لها دور مؤثر في تكبد الكثير من الإسرائيليين لخسائر فادحة . نظر له إبرو نظرة شك فكانت شخصيته هشة مثل جسده الهزيل . رغم أنه لا يعرف كيف حصل موري على تلك المهنة إلا أنه قرر ألا يتدخل في طريقه عله يجد ضالته كما حدث بالماضي . كان كتوما لا يتحدث عن أي سر له سوى اسمه الحقيقي و مكان معيشته و ذلك نظرا لفقدان الحياة الواقعية لكل المعاني في وقتها . هذا ما ساعد إبرو كثيرا على إيجاده , لكنه كان يعرف أنك لو أردت الخروج بمعلومة من فم هذا الهزيل فلن تقدر على ذلك حتى لو عذبته كما عذبه الإسرائيليين كثيرا لمعرفة كيفية حصوله على مهنته و أسرارها . كان قد جعل مهنته حقا مهنة سرية لا يعلم أحد عن أسرارها شيئا قط . لكل ميزته و لكل أهميته و لكل دوره , كانوا كتروس في آلة متينة يصممها إبرو بعناية و صبر . نظر إبرو تجاههم ثم تجاه أويا و مئتي و خمسة ثم قال للجميع :

-مرحبا بكم جميعا . اسمي إبرو و أنا من أسست ستوديو سفنكس و تحالف أنوبيس .

نظر له الجميع ليندفع مودي الشخص الحماسي منهم جميعا قائلا في ذهول واضح شعر إبرو أنه مبالغ فيه بعض الشيء :

-هل أنت فعلا إبرو الأسطوري ؟ أنت أسطورة بحق ! لا يمكن أن أتخيل أنك نفسه الشخص الذي قابلته في القاهرة الحديثة . هل أنت فعلا هو نفسه ؟

اكتفى إبرو بالتحديق إليه قبل أن يقول متجاهلا ثرثرته :

-تحالف أنوبيس لا أهدف به أن يكون أقوى تحالف في النطاق المصري بل في النطاق العالمي . سأقوم بمساعدتكم جميعا حتى تصبحون لاعبين مميزين و قادرين على مساعدتي في المستقبل .

-وجود تحالف تابع للستوديو الناشيء سفنكس أمر جيد لكن كيف ستساعدنا سيد إبرو في المستقبل ؟

نظر إبرو تجاه فدفد ليقول في هدوء :

-أولا نحن جميعا أصدقاء لذا لا يوجد أي ألقاب بيننا . أما عن طريقة مساعدتي لكم فهي كثيرة لكن دعوني أولا أريكم شيئا ستفهمون منه الكثير .

كان إبرو قد أخفى خاصية إظهار مستواه للجميع , ففي الساعات الماضية كان جدوله مزدحما بالحديث مع لاعبي الدول المختلفة . لم يكن يرغب في إطلاعهم على مستواه لأنه حينها سيشعرون بالذعر و ربما يتراجعون عن فكرة التعاون معه , فلا يوجد شخص عاقل يربي أسدا في حديقة فنائه لينتهي به الأمر طعاما له ! قام بإظهار مستواه ليسمع شهقات متتالية من كل من أمامه دون إستثناء ! كان رد فعل طبيعي , فقد استهلكوا كل ما في جعبتهم من حيل و أفكار حتى يقدروا على الوصول للمستوى العاشر و هم في مقدمة لاعبي العالم بلا شك لكن أمامهم الآن تجسد رقم مستحيل لم يتوقعه أحد على الإطلاق حتى أكثر من تعامل معه و هما آية و مئتي و خمسة . تسائل مئتي و خمسة في ذهول غير مصدق ما تراه عيناه :

-كيف وصلت يا إبرو للمستوى الثالث و الثلاثون ؟ هل تقدر على العبث في اللعبة ؟

ضحك إبرو و هو يعيد إخفاء مستواه قبل أن يقول :

-طريقتي للترقي ستعرفونها قريبا حيث سأخذكم للمكان الذي كنت أتدرب فيه . قريبا سيكون أقل مستوى بينكم هو الثلاثين و أعني بقريبا هو يوم ليومين على الأكثر .

صمت الجميع كما لو كان أمامهم وحش هائل ! كانت ملامح الذعر و الدهشة و عدم التصديق جلية عليهم جميعا بلا إستثناء . كان أكثر الشاعرين بالصدمة هما أويا و مئتي و خمسة فهما يعرفان جيدا حجم المصيبة التي فيها إبرو ! لو تم نقل أي معلومة بشأن طريقة تطوره أو حتى معلومة عن مستواه الحالي لربما تدمرت خططه و خسر على الأقل تعاون الدول الجديدة معه . رغم أن مئتي و خمسة كان يدرك أن إبرو قد وقع إتفاقية باللعبة مع ممثلي الدول لكن هذه مجرد أرقام في حسابات الدول العظمى . من السهولة بمكان أن يقوم أولئك الممثلين بالتخلي عن هويتهم و بدء هوية جديدة أو حتى لا يلعبون اللعبة فدولهم حينها لن تتضرر قط . حينها شعر مئتي و خمسة بمدى قصر الوقت المتاح له وخطورته . نظر لمن حوله في صمت و شك , فحتى هذه اللحظة لم يقدر بعد على معرفة من وقع فيهم في براثن الدول العظمى . هل يقوم بإخبار إبرو ؟ عليه أن يحذره , فتسرعه هذا رغم نيته الحسنة و خطته الرائعة إلا أنها على وشك أن تُضرب في مقتل . لذا سارع مئتي و خمسة بالقول :

-أريد أن أتحدث معك يا إبرو لثانية على إنفراد .

نظر له إبرو في شك قبل أن يقول :

-لا مشكلة , تعال إلى هناك لنتحدث .

كان يشير إلى داخل المدينة في مكان بعيد عن المنطقة التي هم فيها الآن . رغم جهله التام عن السبب وراء طلب مئتي و خمسة الغريب ذاك إلا أنه كان يعرفه حق المعرفة . هذا الرجل لا يقوم بفعل شيء إلا و كان له سببا مهما للغاية . تحرك مئتي و خمسة بعدما نظر نظرة ذات مغزى لأويا التي اكتفت بإيماءة من رأسها قبل أن ترسل له رسالة نصية قصيرة في اللعبة فتحها مئتي و خمسة أثناء تحركه خلف إبرو . كان نص الرسالة مقتضبا تقول فيه :

-فقط لا تخبره بأمر أختي !

تفهم مئتي و خمسة ما تريده أويا , فهي تريد ألا يتدخل إبرو منتقما من الألمان جزاءا لما فعلوه مع أختها من إحتجاز و ربما تعذيب . لم تكن أويا خائفة من الألمان بل من إبرو . خشت أن يتصرف إبرو بإندفاع و غضب كما فعل في سبيل إنقاذها و يتهور و يقوم بإزالة ألمانيا من مخططاته و حينها قد يؤثر ذلك بالسلب عليه .

ما إن ابتعدا عن الجميع في إتجاه قريب من سور المدينة حتى توقف إبرو و اكتفى بالتحديق نحو مئتي و خمسة . كان يريد معرفة السبب وراء تصرفه ذلك . تحدث سراج بنبرة هادئة قائلا :

-أرجو منك أن تقوم بتأجيل خطتك لتطوير الجميع .

-لماذا ؟ أنت تعرف أن وقتنا ضيق و يجب أن نقوم بجمع عدد كبير من أحجار تأسيس التحالفات حتى يمكننا بيعها في المزاد العلني في غضون ست أيام !

-ستة أيام في الواقع تساوي ثلاثون يوما في اللعبة . لدينا وقت كاف للتحضير لهذا المزاد . عليك فقط أن تتريث قليلا .

أطال إبرو التحديق نحو مئتي و خمسة . لم يكن من عاداته التي اعتادها منه أن يقوم باللف و الدوران حول موضوع ما . إنه يخفي شيء ما عنه . فكر إبرو قليلا في الصورة الماضية حيث جذب إنتباهه أن مئتي و خمسة كان يقف بالقرب من أويا . هل يخططان هما الاثنين لشيء ما خلف ظهره ؟ انحصر شكه في ما قد يقومان به سويا , أويا الساحرة القوية ذات العقل النابغ و القدرة القيادية الهائلة و مئتي و خمسة صاحب خبرات طويلة في عالم الإستخبارات و المؤامرات و الدسائس . ما يجمعهما كفريق إذن هي نقطتين فقط : القيادة و المؤامرات . لمعت عينا إبرو حين وصل إلى هذا الإستنتاج , فعلى ما يبدو أنه معرض لمؤامرة من قبل الدول العالمية . لم يكن مستهترا أو مستخفا بقدرات تلك الدول , بل كان متوقعا لرد فعل عنيفة من قبلهم خاصة بطريقته الجديدة الجريئة في التعامل معهم . لكنه تفاجيء من سرعة رد فعلهم , فقد كان يتوقع أن يستغرقوا وقتا أطول في التحضير لمؤامرة ضده . على ما يبدو أنه لم يقدرهم حق قدرهم بالشكل الكافي لإمكانياتهم .

2020/02/11 · 481 مشاهدة · 1883 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024