تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

أما إبرو نفسه صاحب الحدث الكبير فقد كان عقله مشغولا بأمور أخرى . هذا المزاد رفع داخله إنذاره بالخطر , فما يتميز به عن الجميع سيفقده تدريجيا تحت سطوة ثراء هذه الدول و الكيانات العملاقة . حتى هو نفسه كان يفكر في التخلي عن كثير من مقتنياته الخاصة و منها لفافة عاصفة النار من أجل الحصول على مبالغ أعلى منهم . أشعره هذا بالخطر , فلو توقف لحظة عن التطور و الترقي و المضي قدما سباقا لغيره فلن يجد نفسه إلا متقهقرا عن الجميع بشكل واضح و سيكون بداية النهاية لأسطورته الحالية . قرر أن يبذل مزيدا من الجهد , فعليه مسئوليات اكبر . فكر في ضرورة الإستعانة بمزيد من اللاعبين المخضرمين خاصة الذين قدموا من الخارج لذا نظر لسراج و قال في جدية :

-أريد منك أن تقوم بشيء ما في أسرع وقت ممكن .

نظر سراج لإبرو الذي كان يحدثه بجدية غريبة ثم قال بتلقائية :

-ماذا تريد ؟

-أنت تعرف من أنقذتهم من أمريكا ؟

-أتقصد من كان بصحبة آية ؟

-بلى .

-ماذا تريد منهم ؟

-أريد أن أتواصل معهم . خذ أسمائهم في اللعبة و سأقوم بالتواصل معهم في غضون يوم واحد من الآن .

صمت سراج قليلا ثم قال متسائلا :

-هل تريد أن تضمهم لأنوبيس ؟

-بلى , فنحن بحاجة لعدد كبير من اللاعبين المميزين .

-فكرة جيدة , لكن هل تأمن ولائهم التام ؟ لا تنسى أن كثير منهم كانوا محتجزين لدى الأمريكان ولم يبدوا أي غضاضة تجاه ذلك حين تحدثنا معهم بعد إنقاذهم .

صمت إبرو مفكرا لكنه كان يعرف قائمة طويلة من الأسماء التي عانت كثيرا ضد الإحتلال الصهيوني لذا قال بغموض :

-سأنتقي منهم من يصلح للتحالف و لطريقتنا في العمل . ارسل لي فقط القائمة في أسرع وقت .

قام بهز كتفيه و هو يقول :

-لا مشكلة , لكن لتتوخى الحذر معهم .

تحرك ثلاثتهم بعدها في بطء و حذر ليعودوا أدراجهم عبر الدرج الذي استخدموه من قبل . كانت رحلة هبوطهم سلسة و سهلة و سريعة مقارنة برحلة صعودهم . بعدها وجدوا سيارة خاصة تقلهم لمكان بعيد خارج المدينة حيث وجدوا سيارة إبرو الضخمة في إنتظارهم . نظر إبرو بشك نحو السيارة قبل أن يقول :

-كيف وصلت السيارة إلى هنا ؟

-لقد أحضرناها من أمام المبنى الذي توقفت فيه في البداية .

-هل تشعر بالقلق أن يكون أحد يتتبع العربة ؟

نظر إبرو لها في صمت و صمته حمل الإجابة على سؤالها . لم يتردد سراج قبل أن يقول :

-يمكنك أن تأخذ أي سيارة من سياراتنا فهي معدة ضد التجسس .

-لا , فلا أعلم ماذا يمكن أن تخبئه تلك السيارات .

-ماذا ستفعل الآن ؟

-لا شيء .

تحرك بعدها صوب السيارة وسط دهشة الجميع . لم تتردد آية سوى للحظة استوعب فيها ما يفعله إبرو , ففي ظنها أنه يخطط لشيء ما . أما سراج فعلى ما يبدو أنه اعتاد طريقة تعامل إبرو الغريبة مع الامور فلم يوقفه أو يسأله أو حتى يعلق بكلمة واحدة بل دار على عقبيه و عاد لسيارته ليغادر المكان . جلس إبرو على مقعد سيارته ثم فتح هاتفه بعدما تيقن من رحيل الجميع . دخل إلى موقع شركة تبيع سيارات ثم قام بشراء سيارة صغيرة تسمح له بنقل أجزاء الكبسولات و التنقل في أنحاء البلاد دون أن يثير الريبة مثل سيارته العملاقة التي بحوذته الآن . في غضون نصف ساعة كانت السيارة الجديدة قد وصلت إلى مكانه الذي شارك إحداثياته مع شركة السيارات . ما حدث بعدها كان بسيطا فقد ساعدته آية في نقل أجزاء الكبسولات في سرعة ثم تركا السيارة العملاقة في مكانها و تحركا صوب الفندق في سيارتهما الجديدة . كانت أسرع بكثير من السيارة القديمة لذا وصلا لمقصدهما في خلال ساعة واحدة . استغرق بعدها إبرو نصف ساعة في تركيب اجزاء الكبسولتين اللتين نقلهما عمال الفندق لجناحه . أثناء ذلك جلست آية في صمت تراقبه و هو يعمل بتركيز . بدا مثيرا للغاية و هو يعمل بتلك الطريقة لذا لم تقاطعه ولو لمرة واحدة . في داخلها كانت عشرات الأسئلة تجول في عقلها دون راحة , أقلها أهمية كانت خطته في التعامل مع ممثلي الكيانات الإقتصادية المختلفة و أكثرها خطورة هو خطته للتعامل مع أتباع محمد منصور الذي قام بتدمير مستقبله . كانت تشعر أن إبرو كان متسرعا فيما فعله مع محمد منصور لكنها شعرت أن هناك سببا جيدا وراء تلك الطريقة الخطيرة في تعامله معه . الحقيقة أن إبرو كان يعرف أن محمد منصور ليس إلا بداية لسلسلة طويلة من تدخلات من قبل مسئولين في النظام المصري . فكل دولة بها الصالح و الطالح و من يعمل لمصلحة الوطن كسراج و من يعمل لمصلحة نفسه كمحمد . لذا أراد بمصير محمد أن يكون عبرة و درسا لمن يحاول التفكير في المساس به في المستقبل و إلا فلن يهدأ له بال قط من كثرة التهديدات التي سيواجهها . مؤكد أن ما حدث مع محمد منصور أصبح محط أنظار الفريق الباحث عن مصالحه فوق الجميع لذا فما سيؤول إليه الأمر سيحدد بشكل كبير مستقبله الشخصي , هل سيظل يعمل بهدوء مركزا في أجواء اللعبة أم سيتعرض للتشتت من قبل الجميع و هذا لن يصب سوى في مصلحة القوى الخارجية . فور أن انتهى من عمله وجد أن سراج قد أرسل له قائمة بأسماء اللاعبين الذين أنقذهم مع آية من أمريكا . شعر بالرضا التام إزاء قدرة سراج على إتمام الأمور في أسرع وقت ممكن . أرسل له رسالة مقتضبة يشكره فيها و يسأله عن مصير محمد منصور ليرسل له سراج الرد بأن الأمر لازال تحت النقاش و لم يتم إتخاذ أي قرار حتى الآن بشأنه . شعر إبرو بالقلق , فهل معسكر المصالح الشخصية قوي لهذه الدرجة ؟ عليه إذن أن يجعل الجميع يخشاه أكثر . نظر للكبسولة الجاهزة أمامه في إمتنان , فلولاها لما استطاع أن يصل لمكانته الحالية . تلك اللعبة ليست سوى تعويذته السحرية لتغيير قدره . نظر لآية ليجدها تدخل في كبسولتها في صمت كما لو كانت تتجنب الحديث معه . كان يدرك أن علاقتهما لازالت قيد البناء حاليا لذا لم يصر على التحدث معها . فهم خطأ حسن نواياها برغبتها في إتاحة المجال له للتفكير بترو فيما هو مقبل عليه . دخل للعبة ليجد نفسه مازال في منطقة صدع إهناسيا . كاد يخرج لفافة عودته للمدينة ليجد تنبيها مفاجئا قد جائه من اللعبة ..

-تنبيه : لقد انتهى بناء مقر تحالفك في منطقة صدع إهناسيا . عليك بالذهاب فورا إلى هناك في غضون يوم واحد و إلا سيرحل الأغو الذين يحرسونها و أنوبيسفقد هذا المقر للأبد .

-أخيرا انتهى بناء المقر .

تنفس الصعداء , فأخيرا صارت لديه أفضلية مطلقة على جميع اللاعبين في اللعبة سواء في مصر أو غيرها . تذكر ما دفعه في سبيل الحصول على أقوى بناء ممكن للتحالف لذا نما لديه شعور بالحماسة و الفضول . لم يتسرع بالتحرك فرحلة عودته أنوبيسكون وعرة للغاية . فمقر التحالف كان موجودا في النطاق الخارجي للصدع لذا عليه العودة بنفسه كل هذه المسافة . تذكر المصاعب التي سيواجهها و الوقت الذي سيضيعه لذا آثر أن يعود إلى إهناسيا ثم يتحرك من هناك . قبل أن يمزق لفافة عودته للمدينة أرسل رسائل لكل من نائبيه و حكمائه يخبرهم فيها بإحداثيات مقر التحالف حتى يذهبوا إلى هناك . كان أكثر المتحمسين لإنتهاء المقر هو دانتي فهو كان المنوط فيهم بمهمة الدعايا للتحالف . كانت معركة التحالفات على أشدها لذا وجود هذا الكارت القوي الآن سيدعم كثيرا من موقف تحالف أنوبيس في مجابهة بقية التحالفات . ما إن وصل إبرو للمدينة حتى انتظر للقاء الجميع فيها , فجميعهم قد طلبوا منه بلا إستثناء إنتظارهم ريثما يحضرون لإهناسيا . في غضون نصف الساعة تلك قام إبرو بتفحص أسماء اللاعبين التي أرسلها له سراج ليقوم بمراجعتهم اسما اسما . كان من السهل عليه ذلك لأنه قام بالربط بين هاتفه و الكبسولة ليقدر على الولوج إلى الهاتف و محتوياته بل و القيام بقبول أي إتصال او إجرائه من داخل اللعبة . حملت القائمة أسماءا كثيرة كان يتذكر نضالها القوي ضد الصهاينة لكنها كذلك حملت بعضا من الأسماء التي ذكرته ببعض من الأحداث المريبة و التي لم يكن لها تفسير سوى أن هذه الأسماء كان لها ضلوع قوي بقوى أجنبية . لاحظ كذلك عددا من الأسماء التي لم تكن مشهورة كثيرا نظرا لتجنبها أي صراع مع الصهاينة . أما الفئة الأخيرة فكانت أسماء لا يتذكر على الإطلاق وجودها . تذكر حوادث الإغتيالات التي حدثت في السنوات الخمس قبل إنتشار اللعبة عالميا و التي كان من ضمنها أويا . شعر أن الفئة الأولى و الرابعة تستحق التواصل معها لكن الفئتين الثانية و الثالثة يجب الحرص منها . رغم وجود قائمتين من الأسماء الذين اختارهما إبرو لتوه إلا ان عدد تلك الأسماء كان قليلا مقارنة بالقائمتين السوداوتين الأخرتين , فلم يتجاوز عدد تلك الأسماء حاجز الخمسين اسما . لكن كان ذلك يكفيه , فوجود ذلك العدد الكبير من الحكماء سيكون دفعة قوية للتحالف . فقط عليه الآن أن يتواصل معهم و يقوم بتقييمهم بنفسه حتى يقدر على الحكم عليهم بشكل أوقع و بالأخص من ينتمي للفئة الرابعة . أثناء إنشغاله بهذه القائمة تجمع قادة تحالفه جميعهم حوله يحدقون نحوه بفضول و شغف , فكل منهم ينتظر بفارغ الصبر رؤية مقر تحالفهم و عقولهم تضع تخيلات نابعة من خبراتهم السابقة في الألعاب . منهم من تخيله مجرد مباني صغيرة محاطة بسور صغير و عليهم العمل عليه لتطويره و منهم من تخيله أشبه بقرية صغيرة . تلاقت كل التصورات في نقطة أن المقر سيحتاج للعمل الدؤوب و مجهود جبار حتى يصبح قادرا على استيعاب العدد الكبير لأعضاء التحالف الذي تضخم ليفوق حاجز المئة ألف و ذلك نتيجة تأثير المزاد العلني . أفاق إبرو من تركيزه ليجدهم جميعا محيطين به و أعينهم تلمع بشكل غريب فقال مازحا :

-لا تنظروا لي هكذا و إلا سأخاف .

ضحكوا جميعا على كلماته في حين قالت أويا مازحة :

-أنت تخاف ؟! أنت الذي تخيفنا يا إبرو .

ضحكوا أكثر على تعليقها في حين قال إبرو في جدية :

-الآن سنذهب نحو صدع إهناسيا . هذه المرة سنقوم بإستلام مقر تحالفنا . بعدها سيكون ورائنا الكثير من المهام و الأمور المتعلقة بالتحالف , أهمها هو ضرورة نقل كل اللاعبين في التحالف للمقر . كذلك عليكم بترتيب الفرق و المهام و ما دون ذلك من الأمور .

-لا تقلق يا إبرو فكل منا لديه مهمة سيتولاها فور استلامنا للمقر .

-هذه المتطلبات بشأن التحالف نعرفها من خلال تجاربنا الماضية في الألعاب .

-فور إستلامنا للمقر سأقوم بتسجيل فيديو له حتى أجذب أكبر قدر ممكن من الأعضاء . بالمناسبة لاحظت وجود موجة هجوم غير عادية على التحالف في المنتديات . بعض من ذلك الهجوم موجه صوب أعضاء التحالف حيث يقومون بمحاولة جذبهم سواء عبر دفع مبالغ مالية في الحقيقة أو تحقيق متطلبات شخصية لهم أو حتى بعض من المميزات في اللعبة .

صمت إبرو و إجابة واحدة كانت في رأسه . على ما يبدو أن معسكر محمد منصور لم يقف ساكنا و يريد تقويض دعائم إمبراطوريته في ريونيد . إنهم بلهاء حقا , فما فائدة كل هذه الجعجعة الصوتية الفارغة أمام القوة الغاشمة ؟ مقر التحالف إنتهى في وقته الأنسب على الإطلاق بالنسبة له . هز إبرو كتفيه بلا إكتراث و هو يقول :

-لا تأبه بهم , حين تقوم برفع فيديو مقر التحالف سيشعر الجميع بالذهول . من يتركنا هو الخاسر الأكبر . الآن هيا بنا لإستلام مقر التحالف .

2020/02/17 · 623 مشاهدة · 1818 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024