8 - الفصل الثالث الجزء الاول


الفصل الثالث : عند الزهرة الابدية : الجزء الاول :-


في الجزء الشرقي من ارض الشيطان العاوي , كان يوجد جبل صغير في الحافه الغربيه من وادي الدماء المسكوب , كان يملك ارض وعره و خطيره و الكثير من الكهوف و المنحدرات , مع ذلك لم يكن له اي اسم محدد.


في احد الكهوف الموجوده في منتصف طريق الصعود لجبل كان يوجد زهرة وحيدة غريبه متفتحه , لقد كانت زهرة صغيره يمكن وضعها في كف الانسان و كان تملك ست بتلات , من النظرة الاولى قد تبدو مثل زهرة عاديه لكن لم يكن يوجد مثلها في اي مكان اخر في العالم , لألف عام لقد بقيت في حالة نصف مكتمله , حيث كانت تبدو انها على وشك ان تتفتح لكنها لم تفعل ابدا , كان يبدو انها ستغلق , لكنها لم تفعل ابداً .


لقد كانت الزهرة التي استخدمتها قديسة الزهرة الواحده كسلاح في الماضي .


من الف عام , قديسة الزهرة الواحده خاضت صراع حتى الموت مع الماجين , كانت مرهقة جدا على الجبل , و كانت تعاني من جروح على جسدها كله , جسدها اصبح مرهقاً اكثر و اكثر , و في النهاية وصلت لحدها و سقطت على الارض , قديسة الزهرة الواحده لم تكن قادرة على كل شيء او لا تقهر , لقد كانت انسانه اذا جرحت تشعر بالالم و اذا تعبت ستسقط على الارض .


قبل ان تسقط , قديسة الزهرة الواحده زرعت الزهرة الواحده على الارض , بعد ذلك النبتة صنعت حاجزاً ابقى الكيوما و الماجين بعيداً لمدة ثلاثة ايام حتى تعافت .


و حتى بعد ان انتهت المعركة درع الزهرة الواحده بقي , حتى هذا اليوم الكيوما تم منعهم من الاقتراب منها .


و هذا كان تاريخ حاجز "الزهرة الابديه" .


=========================


مورا و الاخرين كانوا في طريقهم لحاجز الزهرة الابديه , الزهرة كانت في كهف في منتصف طريق الصعود للجبل و درعها كان مُركز في هذا المكان , الدرع كان عبارة عن دائرة نصف قطرها 50 متر , و بالداخل كانت تنبعث قوة تمنع الكيوما او الماجين من الدخول .


" هل ستستطيعين الدخول , فريمي ؟ " مورا سألت عندما كانوا على وشك الدخول للحاجز .


لكن فريمي استطاعت ان تمر بكل سهوله .


" يبدو انني سأكون بخير , اعتقد ان هذا بسبب وجود علامة الزهور الستة , لاني في الماضي لم استطع ان اقترب من هنا . "


" هذا جيد , كنت سأتضايق لو ان الجميع استطاع الدخول ما عدا شخص واحد "


مورا استمرت بالسير في الكهف , كانت تمشي بالقرب من رفاقها الاخرين , اول شخص رأته كانت تشامو , كانت نائمة على صخرة كبيرة عند حافة الحاجز , و كانت تتأوه من الالم .


مورا ذهبت اليها و سألت " هل انتِ بخير تشامو ؟ "


تشامو كانت تتقيأ , انفها كان يسيل و الدموع كانت تتساقط من عينيها , قيؤها الكثيف كان مختلطاً مع المسحوق الفضي من المعركة , كانت غالبا تنظف الجيوما في معدتها من المسحوق الفضي .


" جروحهم ...... تشامو لا تستطيع ان تعالج كل جروحهم ..... ماذا يجب على تشامو ان تفعل ؟ هذه المرة الاولى التي يحدث فيها شيء كهذا . " تشامو قالت ثم تقيأت مجددا .


لسوء الحظ لم يكن هناك شيء تستطيع مورا فعله لها , معالجة جروح الجيوما شيء لا يمكن لاحد غير تشامو ان يفعله .


" حتى اقوى قديسة حالياً كانت غير جديرة بالثقه اكثر مما اعتقدت " فريمي قالت من خلف مورا .


" .... ماذا ؟! " تشامو قالت و هي تمسح دموعها .


" انها الحقيقة , اليس كذلك ؟ , حتى تعرفي ماذا ستفعلي بشأن ذلك المسحوق الفضي انتِ لن تصمدي امام تجنيو."


" جييه " و هي تبكي تشامو ضربت الصخره التي كانت تجلس عليها , " اخرسي ! اخرسي ! تشامو هي الاقوى ! عندما تُعالج جروح حيوانات تشامو الاليفه لن يستطيع ان يفعل ذلك الكيوما اي شيء ! تشامو ستسحقه في معركة عنيفة ثم ستمزقه و تأكله , بعد ذلك تشامو ستتركه يعيش داخل معدتها بدون اي اذرع او ارجل "


هذا مرعب , اعتقدت مورا , قوة تشامو كانت هائلة مع ذلك معاكساً تماماً لمقدار قوتها كان عقلها الطفولي , لقد كانت انانية و متكبره و غير متعاونه , عندما كانت في منصب عالي كانت غير مباليه و عندما كانت في منصب اقل كانت متضايقه .


كانت مسؤولية مورا ان تعلم تشامو تفكير المحارب الناضج , كان خطأ مورا انها لم تستطع فعل هذا , لكن لن ينفع الندم الان .


" لو استطعتي ان تتعاملي مع ذلك المسحوق الفضي "


" اييييه ! "


" فريمي ! انت قاسيه قليلا "


جولدف كان يقف بعيداً قليلا عنهم , كان ظهره في اتجاه تشامو و كان يقف هناك فقط يحدق بعينين فارغتين , يبدو انه لم يتخطى بعد ما حدث مع ناشيتانيا .


لفترة طويلة مورا كانت تعتقد ان جولدوف هو السابع , حتى انها كانت تظن تعبيراته المصدومه كانت مجرد تمثيل.


مع ذلك , اثناء قتالهم مع تجنيو جولدوف لم يفعل شيئاً , لقد كان يمنع تعزيزات الكيوما مع هانز و تشامو , و عندما كانوا يهربون اسرع للكهف و احضر امتعتهم .


مورا لم تكن متأكده الان من ان جولدوف هو السابع .


" جولدوف , كيف حال ادليت ؟ " فريمي سألت .


جولدوف اشار للكهف بصمت , بعدها مورا و فريمي وقفتا و اتجهتا للمدخل .


" فريمي , انتِ لا تشكين بجولدوف صحيح ؟ " مورا سألت بهدوء .


" بالتأكيد اشك به , و بكِ و برولونيا و تشامو و هانز ايضاً "


"هانز و تشامو ....."


" انا لا اثق بأي احد غير ادليت " قالت بهدوء لكن بحزم .


" هل ادليت بخير ؟ " مورا قالت في الكهف .


ادليت كان على الارض و بجانبه هانز و رولونيا , قطعة قماش مبلله كانت موضوعه على جبهة ادليت و رولونيا كانت تستخدم قوة الدماء خاصتها لتعالج جروحه .



كان يوجد صخرة متوسطة الطول في الكهف , و فوقه كانت تتفتح زهرة صغيره , هذا كان مركز الحاجز , الزهرة الابدية .


لحسن الحظ كان يوجد ينبوع مياه يتدفق في الكهف , لذا لم يبدو ان المياه ستكون مشكلة بالنسبة لهم .


" انتم احياء ؟ لقد كنت اخطط ان اعود و التقي بكما انتما الاثنين " هانز قال .


" نحن بخير الان , كيف حال ادليت "


" انه بخير , مع ذلك لقد تضررت جمجمته , انه لا يستيقظ و لا استطيع ان اشفيه بقواي " قالت رولونيا , لقد كانت تستخدم قوة الدماء و لهذا كانت تستطيع ان تعالج الجروح و النزيف الداخلي لكن قوتها لم تصل للعظام .


" سأتولى الامر من هنا , سأستخدام قوة الشفاء الخاصة بالجبال . "


مورا جلست بجانب ادليت , بعد امتصاص روح الجبال ارسلتها لجمجمة ادليت , لقد حفزت قدرة الشفاء لدى جسمه و الكسر الذي كان في جمجمته بدأ يُشفى .


" تستطيعين علاجه ؟ "


" نعم , لا يوجد مشكله "


فريمي كانت تقف خلف مورا تراقبها في صمت , من المحتمل انها كانت تظن ان مورا تتظاهر فقط بأنها تعالج ادليت و كانت في الحقيقة تحاول قتله , لقد كانت تنوي ان تحرك يديها اسرع مما تستطيع العين ان تراه و تطلق ببندقيتها على مورا اذا فعلت مورا اي تصرف مشكوك به .


" لقد كان مصاب بشدة " قالت مورا , كلماتها جعلتهم يتوترون , لقد هُزموا عندما حاولوا ان يهجموا على تجنيو , و الاسوء من ذلك ان خصمهم لم يكن يستخدم جيشه كامل , تحت هذه الظروف , هل لديهم اي فرصة للفوز ؟


" .... لو كنا ستة اشخاص فقط , ربما كنا استطعنا الفوز " هانز قال , بعدها مورا نظرت اليه و هو استمر في الكلام "لقد كنا نقاتل و نحن حذرين من بعضنا البعض دائما , لم نكن نعرف متى سيخوننا احدهم , او اي نوع من الهجمات سيأتي الينا من الخلف , من المستحيل علينا ان نقاتل بقوتنا الكامله في هذه الظروف , اعتقد انه في هذه الحاله نحن لم نستطع ان نقاتل بأكثر من 60% من قوتنا الحقيقه , نيا "


" ... بالتأكيد , انت محق في هذا " قالت فريمي .


مورا كانت تريد ان تقول ان جزء من سبب هزيمتهم كان بسبب فريمي , لكن هانز ضحك فجأة .


"نياهاها , نحن في مشكلة كبيرة , و هذا ممتع نيا , لقد اتيت الى هنا لكي احظى بهذه المتعه فقط "


مورا اصبحت غاضبه , " ما الممتع لهذه الدرجة , هانز ؟ " سألت بصوت حاد .


" نيا ؟ , انتِ لا تستمتعين ؟ اليست هذه ورطة رائعه اوقعنا انفسنا بها ؟ اذا كنتِ لا تستمتعين فهذه مشكلتك ."


مورا ارادت ان تمسك رأسها , لم تكن قادرة على فهمه .


" على اي حال , ما الذي كنت تحاول ان تفعله مع ادليت ؟ بالتفكير في ما حدث , هجومك الذي كان يبدو متهوراً صنع الكثير من الثغرات في دفاع تجنيو و بعدها انت استطعت ضربه , ما كان الهدف من هذا ؟ "


" نعم ..... كان يبدو ان اد-كن متأكد من نصره " قالت رولونيا .


" لكن تجنيو بقي على قيد الحياه بعد هجوم ادليت " قالت مورا و هي تميل رأسها للجانب .


ثم بدأ هانز في التفسير " لقد كان يبدو ان ادليت يهدف لشيء كبير , لذا ساعدته و قيدت تجنيو , لكنني بالتأكيد لم اتوقع ان تصبح الامور هكذا , نيا "


" على اي حال عندما يستيقظ ادليت سنعرف منه القصه كاملة "


" متى سيستيقظ ؟ " فريمي سألت مورا .


بأستخدام روح الجبال مورا تحققت من حالة ادليت .


" يبدو ان سيستيقظ بعد بضع ساعات , صلابته غير مشكوك بها "


".... انه ممل " قالت فريمي فجأة , لكن الاخرين لم يفهموا ماذا تقصد و نظروا اليها فقط .


" هذه هي المره الثالثة التي يكون فيها على وشك الموت , انا اتسائل كم مره يجب ان يرانا نقلق عليه حتى يتوقف" فريمي قالت ثم زفرت .


" ان لم تقولي له هذا , نيا , اذا لن يعرف انكِ تقلقين عليه نيا "


" شخص غبي مثله لن يفهم حتى و ان قلت له , بالاضافه الى انني لا اريد ان اتحدث حاليا "


و مورا تعالج ادليت , تذكرت كيف انها في الامس فقط كانت على وشك ان تقتله .


في هذا الوقت لقد كانت تعتقد ان ادليت هو السابع بالتأكيد , و الان اصبحت هذه الفكرة مشكوك بها مع ذلك في هذا الوقت هي لم تستطع ان تفكر بأي شيء اخر غير انه هو العدو .


كل هذا بسبب ان ادليت عندما هرب اخذ فريمي معه كرهينة.


استخدام رهينة كدرع كان شيء لا يمكن لمورا ان تغفره , لم يكن من الخطأ ان تفعل اي شيء لكي تفوز , لكن مورا كانت تؤمن بأنه يوجد اشياء لا يجب ان تفعلها , وعندما وضع سيفه على حنجرة فريمي , بدا لها ان صورته تحولت الى تجنيو .


مع ذلك , الامور كانت مختلفه الان , مورا كانت تعتقد ان ادليت موثوق به اكثر من اي شخص اخر .


" دعونا ننتظر ادليت حتى يستيقظ , انا متأكده ان هذا الرجل سوف يفكر بالتأكيد بخطه لكي تخلصنا من هذا المأزق "


وافقت رولونيا على هذه الكلمات و هانز ابتسم , لكن مورا لم تستطع ان تعرف ما الذي تفكر به فريمي , لقد كانت تحدق بأدليت فقط .


==============================

لماذا ؟ في اعماق وعي ادليت النائم , هذا كان الشيء الوحيد الذي يستطيع ان يفكر به .


في مكان لم يكن متصل بالاحلام او الواقع , ادليت كان يقاتل تجنيو .


لقد القى قنابل غاز لكي يصنع ثغرة لكن تجنيو لم يهتم , ثم رمى اسهم سامة لكن تجنيو لم يتأثر , بعد ذلك رمى قنابل على وجهه لكن حتى هذا لم يكن مؤثرا , ثم بعدها ادليت قفز عالياً في الهواء و اخرج سيفه و ضربه به بكل قوته مع ذلك تجنيو ضرب جسده بعيداً في الهواء , في النهاية ادليت هاجم عليه بمسمار القديسات , لكن حتى ورقة ادليت الرابحه لم تكن مؤثره .


لماذا ؟ فكر ادليت , لا يوجد كيوما يستطيع تحمل مسمار القديسات , من المفترض انه لا يوجد , و اذا كان المسمار بدون فائدة , اذاً ادليت لم يكن لديه اي طريقة ليتغلب على تجنيو .



" هاي ادليت " قال تجنيو , و كان يتحدث معه و كأنهم اصدقاء , هل تحاول حقاً ان تقتلني ؟


و هو يصرخ ادليت نهض .


لقد كان في كهف و بجانبه زهرة تتوهج , لم يأخذ كثيرا من الوقت حتى يدرك انها الزهرة الابدية , و جسده كان مغطى بالضمادات .


من هذه المعلومات ادليت استطاع ان يخمن انه في جبل الزهرة الابدية و ان رفاقه قد اخذوه الى هناك و هم يهربون من المعركة .


"اد-كن , هل استيقظت ؟ "


رولونيا كانت في الكهف , تحمل قطعة قماش مبللة .


" هل الجميع بخير ؟"


" نحن بخير , السبعة جميعاً هنا "


بعد سماع هذا ادليت اخذ سيفه من على الارض و وقف , لم يكن يعرف من احضره لكن الصندوق الحديدي الذي كان به اسلحته السريه كان في الكهف ايضاً , ثم اخذ ادوات من الصندوق و وضعها في الاكياس الموجوده حول جسده .


"ما المشكلة ؟ "


" سوف اقاتل تجنيو مجددا "


" انتظر ! انت مصاب "


"الستُ هكذا دائما ؟ "


الحلم الذي حلمه ادليت منذ قليل كان مشتعل في رأسه , اذا لم استطع القتال لن استطيع الفوز , هذه الفكرة كانت تشعل جسده كله , و تمنعه حتى من الجلوس في الكهف , لذا ادليت مشي للمخرج , لكن قبل ان يستطيع فريمي وقفت في طريقه .


" الى اين انت ذاهب ادليت ؟ " فريمي نظرت لادليت بنظرة هادئه , النظر لعينيها جعله يعود لوعيه اخيرا .


"اذا كنت احمق لدرجة انك سوف تذهب لتقاتل الان , كان سيكون من الافضل لو مت ."


" هذا صحيح , لقد كانت فكرة سيئة , انا اسف " ادليت قال ثم غطى سيفه , رولونيا اخرجت نفساً في راحه .


ادليت ابتسم , لقد كان عليه ان يبتسم في الاوقات الصعبة .


" الجميع يستريح عن طريق الاكل او معالجة جروحهم او اصلاح اسلحتهم و دروعهم , سيكون من الافضل لك ان تفعل مثلهم . "


ثم و اكنها قد سئمت من الموقف فريمي زفرت " و عليك ايضاً ان تترك التفكير لوقت لاحق , انت لست في حالة جيدة , لذا لا يبدو انك قد تستطيع ان تفكر في افكار جيدة . "


" ....." ادليت وجد الرد صعباً .


" انت مزعج قليلاً , ايها الاقوى في العالم "


فريمي تحركت بعيداً عن ادليت و مشيت داخل الكهف , بعدها نزعت معطفها ثم نزعت الملابس الموجوده على الجزء العلوي من جسدها.


" فريمي , ماذا تفعلين ؟! "


" سوف استحم بالمياه , انا لم استحم منذ ايام " فريمي قالت ثم بيد واحده - كانت مازلت تمسك بندقيتها – نزعت باقي ملابسها .


في الحال ادليت اسرع و خرج من الكهف .


اول شيء رآه عندما خرج من الكهف كان هانز يأكل بجانب مدخل الكهف , خديه كانا ممتلئين بالطعام , كان يأكل لحم مدخن و بعض الخبز .


" اذا لقد استيقظت نيا , كيف تشعر ؟ "


" انا جيد , جيد كفاية للذهاب و قتل تجنيو الان "


" اوقف النكات الغبيه و كل شيئاً نيا "


هانز شارك اللحم مع ادليت , اللحم كان ناعم بغرابه , و كان يبدو انه دسم و ليس له رائحة قوية , الغطاء الذي كان عليه كانت عليه علامة تجاريه كان يشعر انه رآها من قبل .


" هانز , هذا ليس الطعام الذي كانت تحمله ناشيتانيا معها صحيح ؟ "


" نيا , تلك الفتاة ناشيتانيا تركت اغراضها عندما هربت , لقد كانت تأكل اشياء جيده نيا "


"... يجب عليك ان تقلق من اكل طعام العدو "


" لا يوجد اغبياء سيضعون سم في طعامهم " قال هانز و هو يأكل الطعام بشراهه .


ادليت كان يقف مرتبكاً و رولونيا خرجت من الكهف .


" لو يوجد سم لا داعي للقلق , لقد اتيت بكل انواع التريقات من تولو-سان .... اعني قديسة الطب , و ايضا يمكنني معالجة السموم قليلا "


" ... اسف لكني لا اريد هذا , اقوى رجل في العالم عليه ان يكون حذرا" بعد ان قال ذلك ادليت اخرج بعض الطعام من الاكياس التي كانت على حزامه , لقد كان مكعب صغير بجوانب طولها 4 سنتي متر .


" نيا , ما هذا ؟ اهو جيد ؟ "


" اسمي هذا طعام الاقوى في العالم . "


" كالعاده , ذوقك في الاشياء الجيده سخيف نيا "


" انه قمح مطحون و عصارة من امعاء بعض الحيوانات و مسحوق من 12 نبته طبيه , مخلوطين جميعاً مع بعضهم و متماسكين مع لحم بقري , لانني الاقوى في العالم اخذ واحده منهم كل يوم ."


" لكنني لا اعتقد ان كونك الاقوى في العالم له اي علاقة بالطعام" رولونيا قالت و امالت رأسها للجانب .


".... هل هو جيد ؟"


ادليت حدق في قطعة الطعام الصغيرة التي كانت على يده ثم اخذ انفاسا عميقه لكي يهديء قلبه .


" ما الذي تفعله ؟ "


" يوجد طريقة لاكل هذا , اولا يجب عليك ان تطرد جميع ذكرياتك عن الطعام اللذيذ الذي اكلته في حياتك من عقلك"


ثم وضع اصبعه علي جبهته و اكمل شرحه .


" ثم تخيل ان هذا هو الذ طعام في العالم , و اذا استطعت ان توهم نفسك بهذا الشعور الجيد ...."


ثم اغلق عينيه و وضع المكعب في فمه ثم مضغه بسرعه و ابتلعه .


" الجحيم سيكون بأنتظارك لو فقدت قوتك للحظة واحده حتى , انه بصراحه اكثر طعام كثافة في العالم ."


"... لا يوجد طريقة اخرى لاكله ؟ نيا " هانز كان مصدوم .


" بالمناسبة , هل اكل الجميع ؟ " ادليت سأل و غير موضوع المكعب لانه انتهى من الاكل , الوحيدان الذان قد اكلا هما هانز و ادليت , فريمي كانت تستحم , جولدف و مورا كانوا يراقبون المكان عند حافة الحاجز , و تشامو كانت نائمة على صخرة .


"جولدف اكل بعض الطعام مع نفسه , لكن الفتيات جميعا لم يأكلن , لا اعرف لماذا ."


" لم يأكلوا ؟ "


بعد ذلك رولونيا شرحت لهما " الطعام غير مهم بالنسبة لي يمكنني استخدام العناصر الغذائية الموجوده في دمي , مورا تستطيع ان تبادل طاقة الجبال بالغذاء لذا هي ايضا لا تحتاج للطعام ."


هذا مناسب , ادليت فكر .


" ماذا عن تشامو ؟ "


" تشامو-سان .... انه لا تحتاجه لسبب ما , اسفه انا لا اعلم السبب "


" هل تظن ان تشامو ستحتاج الطعام العادي ؟ " تشامو قالت من على الصخرة التي كانت تنام عليها .


" .... انا لا اعلم بالتأكيد ."


" تشامو تعتني بالحيواناتها الاليفة المصابه , تشامو لا تريد ان تتحدث " تشامو ردت ثم اغلقت عينيها .


من معدتها كان يستطيعون سماع صوت صراخ خفيف من الجيوما , ادليت عندها تذكر الجيوما و هم يتلون من الالم على الارض بعد ان نزل عليهم المسحوق الفضي , كما قالت ربما من الافضل ان لا يزعجوها الان .


" و فريمي ..... هذا صحيح فريمي نصف كيوما , صحيح ؟ "


ادليت قد تعلم طرق حياة الكيوما من اترو , الكيوما لا يحتاجوا ان يأكلوا كل يوم مثل البشر , سيكون من الكافي بالنسبة لهم ان يأكلوا مرة كل عشر ايام .


"....؟"


ادليت شعر بشيء غريب ثم لف رأسه لكي ينظر في الاتجاه الاخر .


" ما المشكلة ؟ "


الكيوما يأكلون مرة تقريبا كل عشرة ايام اذن لماذا تجنيو كان يحمل فاكهة تين ؟


لكن بدون ان توصله شكوكه لاي اجابة , الفكرة تلاشت من عقله .


===========================


مورا كانت تقف عند نهاية الحاجز , لقد شاهدت ادليت وهو يخرج من الكهف و يبدأ في الاكل , و قد ارتاحت لانه لم يعد هناك سبب لكي تقلق .


مورا كانت تراقب الجبل كله و تراقب تحركات الكيوما , طالما كانت موجودة على جبل كانت تستطيع ان تستخدم نوع من قدرات الرؤية البعيده , لقد سمح لها ذلك بأن ترى ماذا يحدث على سطح الجبل كله .


في هذه اللحظه كان يوجد حوالي 200 كيوما منتشرين في المنطقه التي حول الزهرة الابدية , الكيوما الذين كانوا يلاحقوهم قد اعادوا تنظيم انفسهم على شكل مجموعات من خمسة كيوما و كانوا منتشرين على الجبل , و كان يوجد بينهم العديد من الكيوما من الدرجة العاليه لديهم ذكاء .


نحن كالفئران المحاصرة في فخ , مورا فكرت . كان الامر يبدو كأن تجنيو يريد ان يحبس الابطال الستة على الجبل .



بعد ذلك مورا تحققت اذا كان يوجد فخاخ موضوعه لهم , الزهرة الابدية كانت بلا شك مكاناً سيزوره الابطال لذا احتمالات وجود فخاخ منتشره حوله كانت عاليه , بالاضافه لسطح الجبل مورا تحققت من الارض محاولة ان تجد اي شيء غريب , لكن الى الحد الذي كانت مورا تستطيع ان تراه لم يكن هناك اي فخاخ .


تجنيو لم يكن في الجوار و الكيوما الذي كانوا مختبئين على الجبل لم يبدو انهم يتلقون الاوامر منه , و الاهم من هذا هي لم تعرف بعد ما الذي كان يقصده تجنيو بأنه متبقي لها يومين فقط .


"...."


مورا كانت ضائعة , كانت تتسائل اذا كان الهرب هو الاختيار الصحيح , ام كان يجب عليهم ان يحاولوا قتل تجنيو بكل الطرق الممكنه , حتى اذا كان يجب عليها ان تخسر حياتها في فعل هذا .


لا , هذا خاطيء , مورا صححت لنفسها , الذهاب حول تجنيو و تفجير نفسها كان الحل الاخير , لانها اذا فشلت في هذا ستنتهي حياة شينيرا في نفس اللحظه .


" مورا , كيف الحال ؟" ادليت سأل بعد ان انتهى من الاكل .


" هذا المكان محاصر بالكامل , لكننا لسنا في خطر حاليا " بعد ذلك مورا توقفت عن المراقبة و شرحت لادليت قدرة الرؤية خاصتها .


" الن ترتاحي قليلا ؟ يبدو انكِ لم ترتاحي منذ فترة طويله , نيا " قال هانز .


" انت محق , سأستريح قليلا اذا و اريد ان استحم ايضا " مورا قالت ثم اتجهت للكهف , مع ذلك هي لم توقف قدرة الرؤية البعيده خاصتها و استمرت بمراقبة الجبل .


عندما دخلت للكهف كانت فريمي العاريه تزيل التراب الملتصق بشعرها , لكن عندما ادركت فريمي ان مورا قد دخلت قامت بالامساك ببندقيتها بسرعه التي كانت موجوده على الجانب .


" اهدئي انا لن افعل اي شيء " قالت مورا .


ثم بعد ذلك خلعت درعها و ملابسها و غمرت جسمها بمياه الينبوع البارده , التراب بدأ يطفو على المياه , لكنها لم تكن مشكله لانهم قد امنوا مياه شربهم , برودة المياه الرائعه اخترقت جسدها كله , و قبل ان تتجمد خرجت من المياه و بدأت بتنظيف نفسها بأظافرها و يديها .


" انا سعيده لانه يوجد الكثير من المياه , على الاقل لن نضطر ان نقلق بسبب مظهرنا ."


مورا اخرجت نفس طويلا , لا يهم ما الموقف الذي كانت فيه الوقت الذي كانت تقضيه في تنظيف جسدها كان ممتعاً مع ذلك حتى عندما حاولت ان ترتاح شينيرا لم تفارق عقلها .


".... همم , هل يوجد مشكله ان دخلت ؟ " رولونيا قالت و هي تدخل الكهف ثم بدأت بنزع درعها ببطيء .


" ... استحمام ثلاثتنا في نفس الوقت اهمال ماذا سنفعل لو حدث شيء ما ؟ " فريمي سألت .


" لا يوجد مشكلة , انتِ تستطيعين ان تقاتلي و انتِ عاريه صحيح ؟ ان يراكي احد عاريه ليست نهاية العالم ." مورا قالت و هي تأخذ بعض المياه بيدها و تغسل جسدها , "رولونيا لقد كانت صدمه ان تصبحي هكذا فجأة"


" نع .... نعم , انا لم اكن اعرف ماذا يجب ان افعل , حتى الان لا استطيع ان اصدق انه يوجد مزيف بيننا ."


" اشعر بنفس بنفس شعورك , عندما وصلتي اعتقدت ان قلبي سيتوقف . "مورا قالت ثم بدأت بالضحك .


" انا لا افهمك ايضا رولونيا " قالت فريمي فجأة .


رولونيا التي كانت لا تزال تخلع ملابسها قفزت للخلف في صدمه .


" اوه! ماذا تقصدين ؟ "


" بالرغم من انكِ في البداية كنتِ خائفة من غزال , عندما واجهتي العدو بدأتي بالصراخ و الهيجان , اذا اي واحده من هذه الشخصيات هو انتِ الحقيقه ؟ "


مورا اجابت بدلاً عن رولونيا " الخجوله و المتردده هي رولونيا الحقيقيه , الصراخ و هذه الاشياء كأنها طقوس لها ."


فريمي امالت رأسها للجانب لانها لم تفهم .


" اريد ان اسألك عن شيء واحد رولونيا , من الذي تشكين به ؟ "


رولونيا تلعثمت و هي تقول " انا لا اعرف , لا احد يبدو كأنه عدو "



فريمي حدقت برولونيا " لو كنت مكانك , كنت سأشك في نفسي اولا , انا ابنة كيوما و قاتلة الزهور الستة , انا التي قتلت صديقتك اسلي , و انا المحاربه التي رُبت بواسطة تجنيو , لذلك اتسائل لما رغم كل هذا لم تشكي بي ."


" حسنا , هممم ......"


" ما هي المكيدة التي تجهزيها , رولونيا ؟ "


"اوقفي هذا , فريمي " مورا تدخلت لانها لم تستطع ان تتحمل الاستجواب اكثر من هذا " رولونيا لا تجهز لاي شيء , و هي لم تكن جيده في الشك بالناس في المقام الاول ."


" اتسائل بشأن هذا . "


" الا يمكنك ان تصبحي الطف قليلا ؟ ام انكِ تريدي فقط ان تكوني وحيده ؟ " مورا سألت .


فريمي نظرت بعيدا و توقفت قليلا قبل ان تقول " هذه هي الطريقة الوحيده التي اعرفها لاتحدث مع الناس "


" فريمي-سان انا ... " رولونيا بدأت تتكلم " كان يوجد اوقات كنت اتسائل فيها اذا كنتِ انت السابعه , لكن بما ان مورا-سان و اد-كن يثقان بكِ , توقفت عن الشك بكِ "


" ... انا ارى "


" انتِ و اد-كن قريبان من بعضكمها صحيح ؟ "


بدون ان تجيب عن سؤال رولونيا فريمي بدأت بوضع ملابسها , جسدها النحيل قد غُطي بالجلد الاسود في ثواني .


" اد-كن , هاه ؟ بالتأكيد انت و هو قريبان قليلا " فريمي اجابت اخيرا قبل ان تمسك ببندقيتها و تخرج من الكهف


انها مثل القنفذ فكرت مورا , كانت حذره من اي شيء يقترب و كانت دائماً خائفة من شيء ما , اذا كان كل ما ستفعله هو تحويل شعورها بالضعف الى عداء لن تكون قادرة ابداً على التواصل مع الناس , ربما كانت هي الفتاه الخجوله و ليس رولونيا .


رولونيا زفرت في راحة , تاركة التوتر يغادر جسدها , بعد ذلك استمرت في نزع درعها .


" لابد ان الامر صعب عليكي انتِ ايضا رولونيا , يبدو انكِ مكروهه قليلاً "


" نعم , يبدو هذا " رولونيا ضحكت مع ذلك وجهها كان يبدو منزعج .


" لكنني مرتاحه ايضا , يبدو انها اكثر لطفاً مما توقعت . "


اتسائل كيف استطاعت ان تستنتج هذا من محادثتهما القصيرة .


" هذا يذكرني , لم اكن اعرف انكِ و ادليت تعرفان بعضكما , انه عالم صغير "


" نعم , لسبب ما لم تأتي لي الفرصه لكي اتحدث عن اد-كن "


" هممم , هل تحبيه ؟ "


يد رولونيا توقفت عن التحرك في الهواء و هي تنزع درعها " حسنا , اممم انا لا اعرف . "


ردها كان ظريفاً و بدون تفكير مورا ضحكت .


" انا لا اعتقد هذا , لا غالبا انا لا احبه , لا اعتقد انني احبه او شيء كهذا . "


" اعتقد ان هذا افضل , ادليت شخص جدير بالثقه لكنه احمق جدا , من المحتمل انه لن يوجد نهاية لخلافتكما اذا وقعتي في حبه . "


" اهذا صحيح ؟ لكن لا يبدو الامر هكذا بالنسبة لي .... "


الصغار مرتاحو البال , حتى في مواقف كهذه لديهم الحريه في القلق بشأن الحب , مورا فكرت بسعاده .


لكن حتى الان و مورا تثرثر مع رولونيا , ابنتها لم تفارق عقلها و لو حتى لثانية واحده .


2018/01/27 · 972 مشاهدة · 4448 كلمة
Mikoto
نادي الروايات - 2025