تمهيد
روبن هود يصبح خارجا عن القانون
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﺑﻌﻴﺪة ، ﻋﺎش ﰲ إنجلترا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن يعتلي ﻋﺮﺷﻬﺎ الملك اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﻨﺮي اﻟﺜﺎﻧﻲ رﺟﻞٌ ذاﺋﻊ اﻟﺼﻴﺖ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ، وﻛﺎن ﻳﻘﻄﻦ ﻏﺎﺑﺔ شريوود ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮﺗﻴﻨﺠﻬﺎم ، اﺳﻤﻪ روبن ﻫﻮد ؛ اﻟﺸﺎب اﻟﻘﻮي اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﺳﺘﺔ أذرع ذو العينني اﻟﺰرﻗﺎوﻳﻦ اللامعتين ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﻗﻰ إﱃ ﻣﺴﺘﻮاه في رﺷﻖ اﻟﺴﻬﺎم . وﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ أﺻﺪﻗﺎء ﻣﺜﻞ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻮﺑﻮن اﻟﻐﺎﺑﺔ مع روبن ، ﻳﻠﻌﺒﻮن أﻟﻌﺎب اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ وﻳﺼﻄﺎدون اﻟﻐﺰﻻن . وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﰲ المدينة ﻳﺤﺒﻮن أن ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮا اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻛﻴﻒ أﺻﺒﺢ روبن ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن . وﻗﺪ ﺣﺪث اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ يلي :
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن روبن في اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ عشرة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ، ﻋﺮض شريف ﻧﻮﺗﻴﻨﺠﻬﺎم ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻷﻣﻬﺮ راﻣﻲ ﺳﻬﺎم ﰲ اﻷرض ، وﻛﺎن روبن ﻋﲆ يقين ﻣﻦ أﻧﻪ ﺳﻴﻔﻮز وﻋﻠﻴﻪ أﺧﺬ أﻓﻀﻞ أﻗﻮاﺳﻪ وأﻓﻀﻞ أﺳﻬﻤﻪ وﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ عبر ﻏﺎﺑﺔ شريوود ، وكان الجو ربيعا ، واﻟﻄﻴﻮر ﺗﻐﺮد ﻋﲆ اﻷﺷﺠﺎر ﻣﻤﺎ أدﺧﻞ اﻟﺒﻬﺠﺔ إﱃ ﻗﻠﺐ روبن ، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻔﺮ وﻳﺪﻧﺪن أﺛﻨﺎء رﻛﻀﻪ ﰲ اﻟﻐﺎﺑﺔ وفي ذﻟﻚ الحين ﻣﺮّ روبن ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮة ﺑﻠﻮط ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﺤﻴﺎه رﺟﻞ ﺿﺨﻢ ﻳﻌﺼﺐ إﺣﺪى ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ : « مرحبا أيها الصبي الصغير ، إلى أين تنوي الذهاب بلعبتك الصغير هذه »
اﺳﺘﺎء روبن عند ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻫﺬا وﻗﺎل : »ﻗﻮسي و ﺳﻬﺎﻣﻲ ﺟﻴﺪة و بجودة ﻗﻮﺳﻚ وﺳﻬﺎﻣﻚ ، وأﻧﺎ في ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮﺗﻴﻨﺠﻬﺎم ﺣﻴﺚ ﺳﺄﺗﺒﺎرى ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺮﺟﺎل الصالحين ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻔﻮز ﺑﺠﺎﺋﺰة راﺋﻌﺔ ، ﻗﺎل رﺟﻞ آﺧﺮ : « اﻧﻈﺮ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل اﻟﺼﺒﻲ ! ﻳﺎ وﻟﺪ ، أﻧﺖ صغير ولم تنبت لك لحية حتى ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻊ رﺟﺎل أﻗﻮﻳﺎء ﺻﺎلحين ! أﻧﺖ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ أن ﺗﺸﺪ وﺗﺮ اﻟﻘﻮس !!