الرياح تعصف ، و الأشجار تتراقص و تتمايل كأنها ثملة ، الأمطار تتهاطل بكثرة ، في غابة شيروود هناك ذلك الطفل الجالس تحت شجرة من الأشجار و المتكمش على نفسه من البرد ، إنه روبين هود .

بعد سنوات من العيش من العيش داخل غابة شيروود ، حيث يتم اصطياد الغزلان لتناولها ، و مياه الآبار لشربها ، إنها حياة عسيرة على روبين هود الراجل الهارب من القانون .

على مدار هذه السنوات إستطاع روبين هود تكوين مجموعة من الرجال الذين يعيشون نفس أزمة روبين ، حيث أنهم خالفوا القانون و فروا إلى الغابة هربا من القصاص أو السجن ، أصحبت فرقة روبين هود تشتهر بلباسها الأخضر ، و سمعتها الجيدة بين الطبقة الفقيرة ، أما أغنياء و نبلاء إنجلترا يرون أن هؤلاء ليسوا سوى شرذمة من المجرمين و قطاع الطرق .

في أحد أيام الشتاء الباردة ، قرر روبين هود مغادرة جحره فأخبر رجاله أنه ذاهب لأداء دورة استطلاعية في الغابة ، فأخذ معه بوق و أخبر رفاقه بأنه إذا كان في حاجتهم فسينفخ في البوق ثلاث مرات ليلبوا ندائه .

انطلق روبين تحت هطول الأمطار و أصوات رقص الأشجار بفعل الرياح حتى وصل إلى جسر فوق جدول من المياه ، و هذا الجسر معروف أنه ضيق ، إذ أنه لا يستطيع مروره شخصان في نفس الوقت .

قرر روبين أن يمر من الجسر ، و ما إن وصل لمبدأ الجسر حتى أبصر رجلا ضخم البنية في الجهة المقابلة ، كان رجلا طويلا و مفتول العضلات ، صعد روبين الجسر و في نفس الوقت صعد الرجل من هنالك ، فبدآ يخطوان خطوة خطوة باتجاه بعضهما البعض حتى وصلا إلى منتصف الجسر معا

-فقال الرجال بلهجة ترفع و تكبر : « ارجع أدراجك يا هذا و دعني أمر »

-فرد روبين باشمئزاز : « و لماذا لا تبتعد أنت من طريقي يا كتلة اللحم !؟ »

-فنظر الغريب نظرة غضب وقال : « معذرة !!؟ »

-ابتسم روبين و قال : « كتلة لحم __»

و لم يكمل روبين حديثه حتى هلم الغريب باتجاهه قاصدا للقتال ، فانطلق روبين بدوره نحو الغريب و بدأ العراك على أصوات الرعد و الأمطار ، كان الغريب يتفوق على روبين من الناحية الجسمية و بكن روبين كان أذكى و أمهر ، أمسك الغريب بإحدى رجلي روبين بعدما لكمه لكمة قوية ، ولكن روبين إستطاع ضرب الغريب ضربة قوية على وجهه بواسطة رجله الأخرى و ثبت نفسه بيديه بشده لحبال الجسر ، و بعد قتال دامي تعب الطرفين من اللكم و الأذى ، فباغت روبين الغريب بلكمة قوية في أنفه ليتشتت الغريب بذلك فيندفع روبين بكل قوته دافعا إياه فيسقط الغريب في الجدول المائي و يتبلل .

خرج الغريب من الجدول سابحا

-و قال و هو في حالة مزرية : « من أنت ؟ »

ابتسم روبين ابتسامة علياء ثم أخرج بوقه و نفخ فيه ثلاث نفخات قوية ، فسمع الغريب الخشخات من كل حدب و صوب و فجأ و بلمح البصر رأى الغريب منظرا مرعبا للغاية ، رجال كالجراد في كل مكان ، فوق الأشجار ، و خلف الجذوع ، فنظر إلى روبين نظرة دهشة و خوف ، فماذا سيحدث ، و ماهو مصير الغريب ؟

2022/12/13 · 55 مشاهدة · 502 كلمة
Lamine
نادي الروايات - 2025