نتقابل علي الرغم من العداء


سانشنيج , الخلود علي ضفاف نهر النسيان .


6: الموقر ,زونجهوا.







لم أتخيل يوماً أن تمر عليّ خمسين عاماً بمثل هذه الصعوبة .

بعدما انتظارى لأنتهاء العقاب قمت بتوديع يانوانج و من ثم دخلت إلي ينبوع التناسخ .

إن لم أذهب للبحث عن موشي في هذه الحياة , فماذا إن ختمني بخمسين عاماً أخري حين عودته إلي العالم السفلي ؟ و لهذا السبب فعلت كما طلب . أنا لم أذهب لأغوائه إلا عندما صار كهلاً واهناً . لقد سمعت أنه من السهل العبث بالرجال في مثل هذه العمر .لديهم حياتهم الخاصة و عائلاتهم و يكونون قد تمتعوا بكل ما يحتاجونه من الحياة , لهذا تصير حياتهم سقيمة ينقصها شئ ما دائماً , ينقصها شئ من الإثارة .

و لهذا إن نال هذه الإثارة في حياته الأن , فسيكون أمر الأغواء هذا سهل جداً.

لقد بدا الأمر سهلاً و أنا أفكر فيه , لكن الحياة تخبئ لنا الكثير في جعبتها .

لقد أمضيت مائة عام انتظر في العالم السفلي .* لهذا لم يكن الظلام بداخلي أقل وطأة من المرة الاولي التي جئت فيها إلي عالم البشر .و لم يمض علي تركي للعالم السفلي الكثير من الوقت لهذا كان عفن واضحاً فيني , و لهذا السبب تراني قد جذبت إليّ سرباً من الكهنة الصغار كما تجذب الجيفة الذباب .

(* أمضت خمسين عاماً بعد موتها إلي أن مات موشي و خمسين بسبب ختمه .)

لقد كان هذا العصر متعصب لفكرة قتل الشياطين و قد كانت فيه الشعوذة متقدمة جداً .لقد كان الرهاب أصغر مني بسنون حتى و إن جُمعت أعمارهم و ضربت في عشر و مع ذلك تراهم هادئين علي الرغم من ضعفهم .

لم أكن معتادة علي التعامل مع مثل هؤلاء الفتية الجادون و لهذا استخدمت طريقة يانوانج المعهودة و قلت لهم " انقشعوا , و إلا ألقيتكم في يخنة و أكلتكم ."

" أيها الشيطان المتعجرف الثرثار ." صرخ قائدهم شاهراً سيفه نحوي " لسوف أُبيدك اليوم ."

ارتفع حاجباي مندهشة , يا له من متوحش بالنسبة لفتي صغير , لكن الأمر ليس بيده بل في يد معلمه الذي جعله هكذا , يبدو أن هذا الفتي يحتاج لترويض و لكن عليّ أن أهرب . في ذلك الوقت جاء صوت امرأة من بعيد " شانجوو , فلتعد حالاً ."لقد كانت تحلق نحونا بينما ترفرف أشرطة ثوبها كما لو كانت جنية .

لقد شاهدته في حيرة لوجود مثل هذا الشخص الأثيري في مثل هذا العالم الفاني . و بينما كنت أتأملها قامت بالتلويح بيدها لتأتي نحوي أشطة سرعان ما ألتفت حولي .

بعد قليل من المقاومة اكتشفت أن هذا الشئ مصنوع من مادة غريبة .

حينها خر الأطفال للمرأة منادينها بـ "المعلمة الكبري "

المعلمة الكبري......

برفق اومأت لهم و من ثم تقدمت إلي الأمام و أشارت أن يقفوا و أخذت بعضها تتأملني لتقول " إذاً , شيطانة جميلة ."

ضحكت قائلة " و أنت أيضاً راهبة جميلة ."

سراً بدأت احاول التخلص من عقدتها الحريرية الغريبة لأكتشف أنني لا أقدر علي فعل شئ .

" أحضروها إلي ليبو حتي يتمكن عظمته الموقر من رؤيتها ."و بهذا ودعت الأطفال " علي الرغم من أنني قد قمت بإمساكها إلا أنني ا ادري مدي قواها لذا كونوا علي حذر , فلن أتمكن من مرافقتكم لوجود شئ مهم يجب أن أقضيه ."

و في تناغم أنحنوا لها .

لم يمض الكثير من الوقت مُنذ أ، جئت إلي هذا العالم و لهذل لا أعرف من أين ابدأ البحث عن موشي , لهذا سمحت لنفسي بالذهاب معهم فعلي الأقل مضايقات المتدينين أقل و سأتمكن من التماس أخبار عن موشي .

لقد ذكرني هؤلاء الصبية بموشي حينما كان صغيراً , و من ضمنهم كان هناك فتاً خجولاً يسمي في الطائفة بشانجئان.

لقد كان شبيهاً بموشي كثيراً .

لقد أحببت النظر إليه , و لكن في كل مرة كان يرتعد خوفاً . في حيرة من أكري أخذت انصت لهم و هم يتحدثون لأسمعهم حينها يخبرونه أنه إذ استمر يحدق فيني فسوف اتحرر من القيود و أقوم بأستغلال اليانج خاصته لتغذية الين لدي.*

و لهذا أمسكت نفسي عن التحديق فيه بهذه الأعين الشرهة .

في الطريق , سمعت الصبية يقولون أن الأمبراطور الحالي لرجل متدين جداً , و أن شؤون الطوائف الدينية قد علت . يُقال أن معظم الأسر ترسل ابناؤها للتعلم في المعابد و أن جبل ليبو هو أعرقهم .

ما سعوا إليه هو الألوهية .*

لقد كان الفخر يغزو الوجوه حينما جاءول علي ذكر الأمر . كأن كونك تلميذا لليبو هو شرف تحكي عنه مئات السنين . لكن إن أخذت اتأمل في الأمر مي البشر الذي سعوا إلي الألوهية فواحد او اثنين من يتمكنوا من ارتقاء السماء كل ألف عام .

لقد كان الصغار يسيرون بسرعة حتي بلغنا الجبل في أيام قلال .

لم أتمكن من الحصول علي أي أخبار عن موشي في الطريق و قد كنت مستاءة لهذا . لقد كنت أحاول التخلص من هذه العقدة الحريرية التي تقيدني إلي أن أخذنا نقترب من الجبل بدأ الختم علي معصمي بالتوهج.

لقد صرخت بسبب هذا الشعور الحارق فقط لتأتينا قوة من فوق رؤسنا مبعثرة شعري المهندم.

و بعدما أبعدت خصلات الشعر الطائرة من أمام وجهي وجدت مجموعة من الرهبان راكعة علي ساقيها هاتفتة " جلالتكم !"

أوه, إذاً هذا هو زعيم ليبو .

أخذت أحدق إلي أن بدأت أقفز فرحاً , هذا هو ما يسمي بـ " أن ترتدي حذاءً غير حذاءك " شئ ما أو " أن يخلع بلا مجهود " شئ ما .*

لما , أليس هذا موشي ؟

حينها بدا لي كما لو كان في العشرين أو الثلاثين من العمر , لم يبدو موشي علي الأطلاق كشخص عاش في ع=هذا العالم لخمسين عاماً , لطنني تذكرت أن موشي يتعلم سحر الخالدين فحتي إن لم يصير جاناً فعلي الأقل هو سهل عليه أن يُحافظ علي شبابه .

لقد مت ضحكاً حينها , موشي , موشي . لقد حاولت الأختباء مني لكن إرادة السماء قد خالفت إرادتك.

بينما كنت مشغولة بالضحك في سري جاء نحوي ثلاث سيوف بسرعة محيطة برقبتي .

مظرت في حيرة نحو موشي.

لم تكن تلك السيوف سيوفه بل هؤلاء الرهبان الثلاث من حلفه.

لقد كانوا كباراً في السن بلحى بيضاء شائبة .

قال موشي حينها " ما هذا الشئ الذي يفيض بالظلام ؟"

لقد حدقت فيه بغباء, تلك النظرة في عينيه .....تلك النظرة . هي نفس الطريقة التي ان يحدق بها في شي كيانكيان في حياته السابقة .

لسبب لا أعرفه شعرت بالخوف , لم أحب يوماً التماس الأعذار لكنني كنت مضطرة حينها " علي الرغم من كون الظلام كثيف في دالي , إلا أنني لست بشيطانة بل أنا روح حجر . اسمي هو سانشينج ."

نظر حينها الرهبان إلي بعضهم في حيرة و من ثم نظروا إلي موشي .

"إن لم تكوني منا فأنت مختلفة , و علينا التخلص منك ."

لقد كان حازماً في قراره مما جعلني حزينة و حانقة في آن واحد. لا أعرف لما ولد موشي أخرقاً هكذا . و قبل أن أدري إذ بالسيوف الثلاث تتحرك من حولي و العقدة الحريرية تحكم بقوة .

لقد كنت حانقة حقاً . خلال الألف عام التي عشتها لم يقم أحدهم بإذهانتي هكذا . قمت حينها بتكثيف قوتي الروحية التي جمعتها خلال ألف عام .

إن كان اله الحرب لكنت انتظرت مماتي و لكنه الأن مجرد بشري ينتظر ارتقاءه , بأربعين عاماً من التأمل لهذا فهو من الحماقة أن يواجهني .

لم نتصارع لما يزيد عن النصف ساعة إلي أن أخذ وجهه في يزداد شحوباً , لقد كنت في حيرة من أمري أن استغل الألف عام التي عشتها لكي أتنمر علي حاكم في محنته , إلي أن بدأ في التقياً دماً أسوداً .

لقد أجفلني الأمر .

تعجب الرهبان الثلاثة حينها " أيها الموقر "و من ثم اسرعوا ليساندوه و يتفحصوا نبضه .

أخذ الصبيان يلتفون حوله و القلق بادي علي الوجوه لتكفهر بعدها و يشهرون أسلحتهم في وجهي ." أيتها الشيطانة ! لقد هاجمتي المعظم بينما كان مصاباً ! فلتموتي ."

دائماً ما كرهت التفاف الأطفال حولي من أجل الحلوى , و علي الرغم من أن هذا الموقف مختلف تماماً إلا أنهما بالنسبة لي سيان .

لقد استسلمت في الحال "حسناً حسناً , افعلوا بي ما شئتم ."

حينها نظر لي الصبيان في دهشة ليصرخ فيهم واحد من الشيوخ أن يسجنونيفي بحيرة الألف ختم .

أخذ الصبيان يقتادونني نحو مركز الجبل , هناك كان يوجد بحيرة صافية محصنة بالطلاسم تتجمع فيها طاقة السماء و الجحيم , لقد كان مكاناً مناسباً لتعزيز قوتي .

لقد تركت الصبيان يكبلون قدماي و يلقون بي فيها و أنا انظر إليهم و هم يصيحون أنني إن أقترب من سطح البحيرة فسأموت أشنع ميتة .

أخذت أتهاوي نحو باطن البحيرة و من ثم بدأت في استكشافها , بعد فترة وجدت مدخل كهف يضيئه بلور معلق في سقفه و لدهشتي بمن وجدته فيه .

يبدو أن الجدة مينج تحبني حقاً.

علي الرغم من أن عينيه تُشعان لوناً أخضرااً و بشرته بيضاء شاحبة فقد عرفته .

لقد كان معلقاً بالسلاسل في الهواء محاطاً بقفص مدعم بالطلاسم , سحقاً ! يا له من تأمين .

مهما نظرت إليه فما تراه هو وحش أصيل و قد كان خطراً حين وجدوه .

لقد كان الأمر غريباً أن هناك فتحة في مقدمة القفص , يبدو أن هؤلاء اللعناء كان يريدونه أن يموت من اليأس ؟!

"ابتعدي "

فجأة ظهرت فتحة في سقف الطهف و أخذت أشعة الشمس تتسرب إليه نحو الكائن .

لقد أشتعل جسده و بدأت بشرته تحترق و الألم واضح علي وجهه.

لقد كان منظراً شنيعاً .

حينها قمت بسد الفتحة بثوب منع أشعة الشمس من الدخول .

يبدو أنه كان يُحرق كل يوم .

" لا تتدخلي في ما لا يعنيكي !"

لقد كنت أشعر بالفضول حول حياته هذه , صياد شياطين في حياة و التالية الشيطان ذاته , يا لسخرية القدر !

" مُنذ متي و أنت هنا ؟"

"عشرة أو عشرون سنة , لا أدري ."

" من سجنك ؟ و لماذا ؟" ....." اتريد الخروج من هنا ؟"

" هيه؟ و من يهتم بما أريد ؟ ما هي إلا محض توهمات ."

" ما رأيك و إن اخبرتك أنني سأحررك ؟!"

حينها نظر نحوي بعينين بهما بريق من الأمل .

" حسناً , أنت لا تبدو كشخص سئ بالنسبة لي , علي الاقل لقد قمت بتحذيري من أشعة الشمس لهذا سأساعدك و لكن هناك خدمة أريدها منك ."

" و ما هي ؟"

"مؤخراً , كان هناك بعض الصبيان أفقدوني صوابي و لهذا أريدك عندما تتحرر من هنا أن تقوم بتوبيخهم قليلاً من أجلي كيلا يستطيعوا ترك فراشهم لشهر علي الاقل , و هناك واحد مميز أريدك أن تطرحه الفراش لثلاثة أهر , و الأن استمع ......"








2018/06/30 · 578 مشاهدة · 1685 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024