جلس تشين مو على دراجة نارية تحوم وينظر إلى أكاديمية تشينغشوي.
لم يتعرف على هذه الكلمات.
ولكنه كان يعلم أنه كان في الحرم الجامعي الداخلي لأكاديمية تشينغشوي. كان الحرم الجامعي الخارجي مكانًا لتنقل الطلاب بينما كان الحرم الجامعي الداخلي هو المكان الذي تُدرّس فيه أكاديمية تشينغشوي وتعمل فيه.
أكاديمية خارج الأرض.
شعر تشين مو أن هذا أمر غير حقيقي.
كان الكوكب الذي كان تحت سيطرة الحضارة قد طوّر نظامًا اجتماعيًا كاملاً. وكان مستوى التطور التكنولوجي هنا أعلى بكثير من مستوى التطور التكنولوجي على الأرض. إذا لم يكن الأمر يتعلق بالكائنات الفضائية ذات المظاهر المختلفة التي تأتي وتخرج، لكان تشين مو قد ظن أن هذه هي الأرض بعد بضعة عقود من الزمن.
ماذا ينتظره أمام عينيه؟
ربما كان ذلك بسبب المجهول والمخاطر التي لا تعد ولا تحصى! أخبره عقله الصافي أن هذا عالم تحت سيطرة حضارة ما، وأن هذه الأكاديمية ليست أكثر من طبق بتري.
في نظر تشين مو، كانت بوابة المدرسة المهيبة والضخمة عبارة عن غابة مليئة بالأشواك. ولكي يحصل على حريته هنا، كان عليه أن يخطط لهروبه. أمامه، كان سيواجه عددًا لا يحصى من المحاربين في دروع المعركة والكائنات الفضائية ذات العيون الثلاثة الذين كانوا يختبئون في أماكن مجهولة ويراقبونه سراً.
استيقظ تشين مو فجأة من أفكاره وأصبحت عيناه أكثر وضوحًا.
إذا لم يتمكن من الهرب، فلن يكون مختلفًا عن القرد الأسير في المختبر. إذا فشل في الهرب، فسوف يموت دون جثة كاملة أو حتى عواقب أكثر بؤسًا. لكن البقاء في الأسر مدى الحياة، كانت الحقيقة مرعبة.
في أعماق الكون البعيد، كان شياو يو وعائلته ينتظرون عودته.
بعد أن هدأ نفسه وضبط مشاعره، استعاد تشين مو هدوءه المعتاد. استخدم جهاز المعصم الخاص ببطاقة هويته لتمريرها على الجهاز وضغط على مقبض مسرع الدراجة النارية الطائرة لدخول بوابة المدرسة.
"مرحباً، أنا تشين مو. أنا هنا لأبلغك."
توجهت دراجة تشين مو النارية إلى مبنى المكاتب واصطدمت به. لقد بحث لفترة طويلة قبل أن يكتشف أن هذا هو مكتب التقارير. لقد تعلم للتو جملة من اللغة المشتركة للتحالف العالمي من جهاز الترجمة.
كان ينبغي للرجل ذو العيون الثلاثة الذي رتب لدخوله أن يرتب وضعه الطلابي. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، كانت حالة الطالب هنا مجرد مسألة بسيطة. لم يكن الأمر أكثر بساطة من ذلك.
لم يفهم تشين مو سبب ترتيب الرجل ذو العيون الثلاثة له هنا.
نظر المعلم في المكتب إلى تشين مو، ثم التقط كاميرا ووجهها نحوه، ثم نظر إليه وأخرج بطاقة مطبوعة عليها صورة، وسلّمها إلى تشين مو.
"هذه صفك. اذهب وسجل نفسك."
كانت كلمات المعلمة مليئة بالازدراء. في مدرسة تشينغشوي، كان عدد الطلاب المحولين قليلًا جدًا. كانوا جميعًا يدخلون من الباب الخلفي. لم يكن المعلمون ينظرون إليهم بازدراء فحسب، بل كان الطلاب هنا أيضًا ينظرون إليهم بازدراء.
تجاهل تشين مو المعلم وألقى نظرة عابرة على بطاقة الطالب. مازال غير قادر على فهم الكلمات، لذلك كان بإمكانه فقط معرفة الفصل الذي كان فيه بناءً على الكلمات. كان بإمكان جهاز الترجمة أن يترجم، لكنه لم يكن يعرف نطق هذه الكلمات.
كان يرغب بشدة في تعلم لغة هذا العالم، وإلا لكان من المستحيل عليه الهروب من سيطرة حضارة العيون الثلاثة.
بعد بحث طويل، وجد أخيرًا فصله الدراسي. كان الفصل التاسع لمادة الفيزياء في قسم البحث والتطوير.
أدخله المعلم إلى الفصل الدراسي.
كان اسم المعلم كيري، وهو اسم مكتوب بحروف كبيرة. قاد المعلم تشين مو إلى الفصل، وطلب منه أن يجد مقعدًا، ثم واصل شرح المعرفة التي اكتسبها في الفصل. نظر الطلاب في الفصل بفضول إلى الطالب المنقول الجديد وبدأوا بالهمس لبعضهم البعض.
كان كل هؤلاء الطلاب يبدون مميزين للغاية. على أية حال، لم يكن أي منهم يبدو مثل سكان الأرض، وكان أسلوبهم في ارتداء الملابس مختلفًا. كان بإمكانه أن يشم رائحة خاصة، لم تكن كريهة الرائحة ولا عطرة. كانت هناك رائحة عطرية في الهواء.
لم يكن تشين مو يعلم ما إذا كانوا يستخدمون العطر للتغطية على رائحة الطالب.
"من أين جاءت هذه الحياة؟ لم أرى مثل هذا الشخص من قبل."
"من يعلم؟ ربما هو جديد. لماذا تهتمين به؟"
"يبدو جميلاً للغاية للعين. يجب أن يكون ذكرًا. ربما يكون حياة جديدة على هذا الكوكب. هوان، هل تريد أن تذهب وتتذوق؟"
"هو؟ لن أكون مغطى بالمخاط؟"
؟؟ …
ارتعش فم تشين مو.
[المترجم:MATRIX007]
كان يجلس في زاوية الفصل الدراسي، وكان سمعه حادًا للغاية، لكنه لم يستطع فهم ما كانوا يقولونه. لكن جهاز الترجمة المعلق على أذنه ترجم كل همسات الطالبتين اللتين كانتا بجواره، لم يكن يعرف هل يضحك أم يبكي.
عندما نظر حوله، شعر تشين مو بأنه لا ينتمي إلى البيئة المحيطة به. لم يكن يعلم ما إذا كان ذلك بسبب عدم قدرته على التكيف مع رفض البيئة، أو لأن هذا المكان كان تحت سيطرة حضارة.
كان الكتاب عبارة عن جهاز يشبه الجهاز اللوحي. لم يستطع تشين مو فهم الكلمات الموجودة عليه.
كان المعلم كيري يلقي محاضراته، وكان يتحدث بسرعة كبيرة، وقام جهاز الترجمة بترجمة محتوى محاضرته إلى تشين مو. لكن تشين مو لم يكن قادرًا على فهم الكثير من المصطلحات المهنية، لذا كانت المعلومات التي حصل عليها متقطعة.
كان تشين مو يعرف المحتوى العام. كان الأمر يتعلق بتكنولوجيا الارتفاع، الممزوجة أحيانًا ببعض تكنولوجيا الدروع.
واستمع الآخرون بعناية وأخذوا الملاحظات بسرعة.
بعد ساعتين، أعلن كيري انتهاء الحصة الدراسية. ولن تكون هناك حصص دراسية في اليومين التاليين. وفجأة، انفجرت صيحات الفرح في الفصل بأكمله.
لم ينتبه أحد إلى تشين مو. في أقل من دقيقة، غادر الجميع.
لم يبق في الفصل سوى تشين مو، إلى جانب المعلم الذي كان يجمع أغراضه على المنصة.
"معلم، أين يمكنني أن أتعلم اللغة العالمية؟" تحدث تشين مو بصعوبة، فقد تعلم ذلك من جهاز الترجمة، ولم يكن على دراية به وكان الأمر محرجًا بعض الشيء.
"هاه؟"
لقد أصيب كيري بالذهول ولم يتمكن من التوقف عن النظر إليه.
"إنه في المكتبة. الطابق العاشر، منطقة اللغات. لغة عالمية من المبتدئ إلى الخبير."
أظهر كيري لتشن مو مبنى المكتبة على شاشة جهازه الذي كان يرتديه في معصمه. كما سجل أسماء الكتب التي يحتاجها تشين مو ليتذكرها.
"شكرًا لك."
بعد أن انتهى تشين مو من حديثه، غادر كيري الفصل الدراسي.
ركب تشين مو الدراجة الهوائية ووجد المكتبة بسرعة.
كانت المكتبة كبيرة جدًا، بل كانت أكبر كثيرًا من مطار دولي على الأرض. ورغم وجود عناوين كتب، لم يتمكن تشين مو من العثور عليها إلا بعد 20 دقيقة.
كانت المكتبة أفضل مكان لفهم الحضارة.
كان على تشين مو أن يتعلم اللغة والكلمات هنا جيدًا. حينها فقط يمكنه البقاء على قيد الحياة هنا وإيجاد طريقة للهروب. ومع ذلك، لم يتمكن من إظهار أي علامات على الهرب، وإلا فسوف يلاحظه الرجل ذو العيون الثلاثة الذي أسره، وستذهب كل جهوده سدى.
بعد الحصول على الكتب وجهاز الترجمة، انغمس تشين مو فيهما.
…
"هل أرسلت حضارة لاجرستروميا إنديكا شخصًا إلى مدينة الأصل للتفتيش؟"
كاد توريل أن يصرخ بصوت عالٍ. كانت عيناه الثلاث مفتوحتين على اتساعهما، وأصبح لون وجهه الأزرق والأخضر أغمق.
كان ذلك بسبب الإثارة.
بالنسبة لمدينة أوريجين، لم يكن هناك خبر أكثر إثارة للانتباه من هذا.
حتى لو تم إرسال شخص عادي من حضارة لاجرستروميا إنديكا إلى هنا، فإن ذلك سيكون بمثابة مفاجأة سارة. باعتبارها واحدة من الحضارات السبع على مستوى الآلهة، والحضارة من الجيل الأول في الكون، وصانعة القواعد، كانت لها مكانة عليا في الكون الرئيسي.
إن الحضارة التي كانت على مستوى الآلهة والتي يحترمها ويعبدها عدد لا يحصى من البشر قامت بإنشاء وتطوير إطارات الحرب، مما جعل إطارات الحرب سلاح القتال الأكثر شيوعًا واستخدامًا في الكون.
بعد حصولها على اعتراف حضارة لاجرستروميا إنديكا، فإن مكانة مدينة الأصل ستصل إلى السماء في قفزة واحدة.
إذا استطاعت أي حضارة أن تتعاون مع حضارة لاجرستروميا إنديكا أو تقدم لها المساعدة، فإن الفوائد ستكون لا حصر لها.
ماذا قال الملك؟
"لقد أعد الملك بالفعل بطاقة هوية عليا. وعندما يحين الوقت، سيتم تسليمها لشعب حضارة لاجرستروميا إنديكا. ويمكنهم الدخول والخروج بحرية من أي مكان يريدونه."
"لماذا جاءوا فجأة إلى هنا للتفتيش؟" سأل توريل في ارتباك.
"لا أعلم. لهذا السبب أمر الملك الأشخاص ذوي العيون الثلاثة بعدم استفزاز مبعوثي حضارة لاجرستروميا إنديكا. لا تحققوا أو تسألوا عن مكان وجودهم وشؤونهم. وإلا فسيكون الأمر مزعجًا للغاية"، قال الرجل ذو العيون الثلاثة بجانبه.
"حسنًا." أومأ توريل برأسه بشدة.
كانت مدينة الأصل شاسعة. كانت كوكبًا طبيعيًا في الكون تم إنشاؤه بواسطة العلم والتكنولوجيا. عاشت الحضارات في مدينة الأصل الشاسعة. كانوا مثل العائلات الغنية في مدينة صغيرة. كانت حضارة العيون الثلاثة واحدة من أكبر العائلات في مدينة الأصل.
لقد كانت هذه فرصة، فرصة للصعود.
انتشرت بالفعل في مدينة أوريجين أخبار إرسال حضارة لاجرستروميا إنديكا مبعوثًا إلى المدينة الأصلية للتفتيش. وبدا أن جميع الحضارات كانت في حالة من النشاط والحيوية، على أمل اغتنام هذه الفرصة.