109 - إخضاع ملكة جنيات الأحلام

كان منير عازما على إنقاذ قبيلة السراب من براثن قبيلة الجلمود بأي ثمن


كان يعتزم استخدام الوحوش الوحشية والروحية في خطته، لكن بما أن منطقة ملكة الجنيات أمامه قرر تغيير خططه


المشكلة كيف سيتسلل إلى منطقة ملكة الجنيات


بعد التفكير لبرهة، قرر استخدام ميزة أحد الوحوش الروحية وهي الاختفاء


دخل الوحش الروحي بسلاسة في الضباب، أغلق منير عينيه وحول وعيه نحوه ليرى ما تبدو عليه المنطقة


داخل الضباب كانت هناك المئات من جنيات الأحلام التعيسة تحرس المكان ويمشطون المنطقة، من حسن تدبير منير، أنه اعتزم السيطرة على ذلك الوحش الروحي والحد من حركاته وتوقيتها مع دوريات جنيات الأحلام التعيسة حتى لا يكتشف


بعد فترة، خرج من الضباب، وما استقبله جعله يصدم


كانت جنة فوق الأرض، المناطق الخضراء على امتداد البصر، وهناك بعض الجبال التي تزينها شلالات تسقط في بحيرات وأنهار صغيرة، كانت هناك ورود بيضاء تطبق عبيرا مرئيا للعين وكأنه ذرات غبار بيضاء، كانت هناك مباني حجرية زرقاء في كل مكان، وتماثيل للجنيات


الأكثر إدهاشا، عاليا في وسط جبل ما، بني قصر أزرق فخم، تنزل منه 3 شلالات، كان المنظر بديعا في كل مكان


رغم أن منير سحر بهذا المنظر، إلا أنه سرعان ما تمالك نفسه، ليس الآن وقت إبداء الإعجاب، بل وقت جمع المعلومات


حلق الوحش الروحي مختفيا نحو القصر الفخم، لاحظ أنه كل ما ارتفع نحو القصر، ازداد الضغط عليه، في الأخير لم يستطع الوصول إلى القصر


قرر منير استكشاف المنطقة عله يجد ثغرة ما تمكنه من الدخول


حلق الوحش الروحي في كل مكان، كانت المنطقة صغيرة نسبيا لكنها محاطة بحزام من الضباب مليء بجنيات الأحلام التعيسة


كان وراء كل شلال كهف صغير، لكن كل الكهوف كانت مختومة ولم يستطع الوحش الروحي الدخول إليها


بدون سابق إنذار، شعر بخطر شديد، سرعان ما سحب وعيه لجسده الأصلي وفتح عينيه بسرعة


شاهد أمامه جنية صغيرة ترتدي الأحمر، على رأسها تاج كما أنها تحمل مظلة صغيرة


دهش منير عندما شاهدها تحلق أمام وجهه مبتسمة، كان قد أمر كل تلك الوحوش أن تحميه، فما الذي حدث؟


سرعان ما أدرك أنه في محيط غريب، بدا وكأنه عالم أسود لم يعد في جرف الموت


تمالك نفسه وسأل "من أنت؟"


ضحكت الجنية "جي جي جي، أنا ملكة ذلك المكان الذي كنت تستكشفه قبل قليل؟"


صعق منير "أ... أنت... ملكة الجنيات؟ !!! "


أجابت "بينغو ! لقد وجدتها، أظننت حقا أنه يمكنك اختراق منطقة نفوذي دون أن أدرك وجودك، أتستهين بي؟"


لم يجد منير ما يقوله وبقي مدهوشا


في هذا الوقت تكلمت الملكة "بما أنني سأقتلك على أية حال، فلتخبرني لماذا كنت تتجسس على منطقتي؟"


أجاب "كنت فضوليا فقط حول المملكة الجميلة التي تحكمينها، ثم لبعض الظروف أردت أن أطلب طلبا منك"


ردت الملكة محتارة "طلب؟"


أجاب "أريد عقد تحالف معك"


ضحكت ملكة الجنيات بجنون "تحالف ! أنا ملكة الجنيات أتحالف مع حثالة من البشر ! " تحو تعبيرها إلى جدي وأطلقت نية قتل مرعبة "أنت تهينني ! "


عمل عقل منير بسرعة حتى يتفادى مقتله "إذا كنت توافقين على عقد تحالف معي، فسأطلعك على سر يجعلك لا تخافين النهر المقدس"


تغيرت تعبيرات ملكة الجنيات "أتأخذني كحمقاء ! أيها البشري الأناني أأنت مستعد حقا لخيانة جنسك وإطلاعي على سر كهذا حتى أبيد كل البشر في غابة الضباب؟ ! "


ابتسم منير "القرار قرارك، لن تخسري شيئا إذا آمنت بي، فأنت أقوى مني بكثير، يمكنك قتلي في أي وقت، لكن أشك في أنك ستضيعين فرصة توسيع مملكتك المزدهرة أكثر"


غرقت ملكة الجنيات في التفكير، بعد لحظة "جي جي جي، يمكنني البحث في ذكرياتك ببساطة وأعرف كل ما فكرت وتفكر فيه"


بصراحة، دهش منير، لم يعلم أنه يمكن لملكة الجنيات أن تفعل هذا، حقا المعرفة قوة، لو كان يعرف معلومات أكثر عن ملكة الجنيات لكان استطاع إيجاد خطة ملائمة


اقتربت يد ملكة الجنيات من رأس منير، لكن في تلك اللحظة توقفت فجأة "من هناك؟"


فجأة تحطم جزء من العالم الأسود ذاك، وظهر جناحان ذهبيان


نظرت ملكة الجنيات نحوهما، فكرت سرا "لماذا أشعر بالضغط والخوف الغريزي منهما؟"


تحول الجناحان لضوء ذهبي الذي اخترق ظهر منير


غلفت هالة ذهبية منير، وظهرت معلومات عديدة في رأسه


في هذه الأثناء، ركعت ملكة الجنيات لا شعوريا عند اندلاع الهالة الذهبية


مر بعض الوقت، قبل أن تختفي الهالة الذهبية، وبرز منير مغمض العينين، بعد أن فتح عينيه ظهر ضوء ذهبي غريب عبرهما للحظة قبل أن يختفي


كان هناك جناحان ذهبيان اندمجا طبيعيا مع جسده


نظرت ملكة الجنيات نحوه "من أنت حقا؟ ! " كان هناك تلميح من الخوف وهي تنظر إليه


ابتسم منير مسترجعا المعلومات التي ظهرت سابقا، مزج الحقيقة ببعض الأكاذيب "أنا ملك الجنيات، كنت فقدت جناحي في معركة سابقة والآن استرجعتهما، أهناك أي خطأ" ثم أرسل هالة ذهبية نحو ملكة الجنيات


"كاذب، أنت لست ملك الجنيات ! لا يوجد شيء اسمه ملك الجنيات، أصلا لا يوجد أي رائحة للجنيات تنبع منك"


ابتسم منير وقال "حقا ! أتعرفين أصول الجنيات؟ أتعرفين لما تتفرق الجنيات؟ أتعرفين نقطة ضعفك؟"


"هل أنت تعلمني تاريخ عرقي ! " رغم انزعاجها بشدة، إلا أنها لم تتهور وتهاجم، فالهالة الذهبية أعطتها شعور غريزي بالخوف والحذر


تجاهلها منير وقال "إن أصول الجنيات نتاج تزاوج بين الجن والأقزام هم عرق هجين لطالما كان منبوذا من قبل العالم، لذلك استوطنوا الأماكن النائية مثل غابة الضباب، أما تفرقهم فهم نتيجة طبيعة الجن، فميزة الجن أنهم يتحكمون في المشاعر، ولهم فنون سرية خاصة بهم عن ذلك، لذا نتج عن ذلك جنيات أحلام تعيسة وأخرى سعيدة، كما أن هناك جنيات غير جنيات الأحلام، ولكن يبدو أنك جاهلة حتى تدعين نفسك بـ 'ملكة الجنيات' كان بالأحرى أن تسمي 'ملكة جنيات الأحلام' لأن جنيات الأحلام صنف جبان بطبعه يفضلوا التسلل عوض المواجهة المباشرة، يفضلون استخدام ميزة أرضهم عوض القتال خارجها، أما نقطة ضعفك... هي هي هي لست بحاجة إلى ذكر أن ظلك هو نقطة ضعفك"


ارتعبت ملكة جنيات الأحلام بكلام منير "من أنت؟"


ابتسم منير "ألم أقل أني ملك الجنيات؟"


"هراء، أيها الإنسان لا أعرف كيف عرفت حولنا بهذه التفاصيل الدقيقة، لكن لن تخرج حيا الآن"


رغم خوفها الفطري من الهالة الذهبية، قررت أن تهاجم في النهاية، وجدت أن هذا الإنسان خطير جدا، لا يجب أن تسمح له بالعيش


تلوى الفضاء أمام منير، وظهرت مخالب حمراء تستهدف رأسه، ارتعب منير، لكن تلك الهالة الذهبية سرعان ما غلفته تماما


لما لمست المخالب الهالة صرخت ملكة جنيات الأحلام "آه، أيها الوغد، أتجرؤ على تسميمي ! "


لقد كانت تلك الهالة الذهبية قوية جدا بالنسبة لملكة جنيات الأحلام، لا تدري لماذا، لكن بمجرد أن لمست الهالة، شعرت أن شيئا غريبا بدأ يسري في كامل جسدها لذلك ظنت أنه سم


قال منير "أقسمي أن تصبحي تابعا لي، وسأنقذك، ليس هذا فحسب، بل سأجعلك تكملين خط دمك وتتحولين إما لجن أو قزم، حسب اختيارك"


طبعا منير لم يكن يعلم شيئا حول ملكة الجنيات بهذا التفصيل، لكن الجناحان الغريبان كانا قد ملآ رأسه بكل تلك المعلومات


دهشت ملكة جنيات الأحلام "أنا لا أصدقك، أنت كاذب، لطالما كان البشر منافقين"


"أنت حرة في تصديقي من عدمه، لكن هذه فرصة ذهبية أتيحت لك، استغليها أو موتي الآن"


بعد تردد كبير قالت "حسنا، سأصدقك فلا أستطيع قتلك بعد كل شيء، سأضع مستقبل عرقي كله بين يديك"


ابتسم منير وقال "لاحقا، ستعلمين أنك قمت بالخيار الصحيح"

2018/08/21 · 1,380 مشاهدة · 1119 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024