قام الشيخ الشبحي بربط قطع حجر كبيرة بأصابع منير العشرة ثم أمره أن يتخذ وضعية الجلوس على الكرسي الهوائي ويبقى هكذا مدى 3 ساعات ، و يجب على الصخور العشرة أن تبقى مرفوعة و لا تلمس الأرض و إلا سيعيد الثلاث ساعات مرة أخرى بعد ضرب مبرح
قاوم منير بشدة ، شعر أن عضلاته تكاد تنفجر بعد ساعتين من الوضعية ، عروقه تمددت و أعصابه اشتدت ، رجليه ارتعدتا بشدة بينما يقطر عرقا
كانت هناك ساعة ضخمة مؤقتة على عد تنازلي بدأ بـ 3 ساعات ، هذه الساعة أنشأها الشيخ الشبحي من العدم ، هذا الأمر لوحده أذهل منير
بصعوبة بالغة و بإجهاد كبير أنهى منير الثلاث ساعات و طرح أرضا و هو يتنفس بجنون و القطر ينهال من كل شبر من جسده ، فورا سمع صوت الشيخ الشبحي " سترتاح لربع ساعة بعدها نعيد التدريب لـ 3 ساعات أخرى ، ستفعل هذا 20 مرة و قد أنهيت واحدة بالفعل "
الصدمة كانت بادية على وجه منير ، لكنه استذكر هدفه و قال في نفسه " هذا لا شيء ، إذا أردت أن أغدو قويا يجب أن أبذل جهدا مضاعفا "
أكمل منير تدريبه بهذه الطريقة لفترة طويلة من الوقت ، في هذا الوقت كانت بطنه تصدر أصوات زمجرة و كأنها تخوض رحى معركة هوجاء ، شعر منير بجوع لا يصدق جراء كل هذا التعب ، لكنه صبر و حاول تناسي جوعه حتى أكمل التدريب
بعدها سمح له الشيخ الشبحي بالاستراحة لفترة أطول ، استراح منير و استرجع كل طاقته لكن الجوع كاد أن يقتله ، و قبل حتى أن يتكلم
قال له الشيخ الشبحي " الآن ستقاتل الديك الأسود مرة أخرى "
للحظة لم يصدق منير ما سمعه ، كيف سيقاتل و الجوع قد أشعل أصوات معركة هوجاء داخل بطنه ، علامات الاعتراض كانت بادية على وجه منير لكنه لم يقل أي كلمة بل نهض و استعد للقتال
فتحت بوابة و خرج منها الديك الأسود
قام منير بالاندفاع فورا نحوه ، الديك الأسود وقف كالعادة و كأنه متأكد أن ذلك الجرذ من المرة السابقة لن يستطيع فعل شيء
تفاجأ الديك الأسود بفقاعة ماء غطت كامل رأسه و منعته من التنفس ، صب كل جهده للتخلص من تلك الفقاعة ، في تلك الأثناء كان منير قد تسلق ظهر الديك الأسود و وصل إلى رأسه ، و بكل قوته وجه طعنه لرقبته
بحسب منطق منير فإن رقبة الديك الأسود كانت أكثر منطقة ضعيفة في جسمه ، فالريش كان قليلا جدا هناك ، لكن حتى مع ضربة منير القوية لم يستطع ترك أثر على رقبة الديك
انتفض الديك و قام برمي منير على الأرض ، في هذا الوقت كان قد تخلص من الفقاعة بسبب قوة الرياح الخاصة التي ينتجها
نظر اتجاه منير ثم رفع جناحية ، إعصاران من الهواء صدرا من تحت جناحي الديك الأسود ، جعلا منير محاصرا و دائم التفكير في تفاديهما و عدم الدخول لأحد الإعصارين و إلا فستنتهي المعركة
و هو كذلك ، إذ ريشة من الديك الأسود اخترقت ذراعه ، نظر منير اتجاه الديك الأسود
مطر من ريش حادة للديك الأسود اتجه صوبه ، فورا قام منير بتخيل موجات حادة من الماء ، فقام بإنشائها و وجهها نحو الريش المتطايرة
تمكنت الموجات الحادة من قطع كل ريشة اتجهت إلى منير لنصفين ، ما أثار دهشة الديك الأسود و منير على حد سواء
فكر منير " إذا تخيل الماء كسيف حاد ، يمكن في الحقيقة أن يؤتي أكله "
جرح منير شفي بسرعة الضوء ، أنشأ منير 4 عواميد ماء و جعلها تحيط بالديك الأسود
برؤيته لهذا قام الديك الأسود بالقفز عاليا ليتفادى حصاره من قبلها ، لكنه سقط في فخ منير
تجمعت العواميد الأربعة في الأعلى على شكل قبة و انهال منها نوازل مائية حادة كالسيف على جسد الديك الأسود ، ولمنعه من الهرب أكثر ، كانت أشواك حادة من الماء ظهرت على كل العواميد الأربعة مقيدة أي حركة للديك الأسود
ووووش ووووش ووووش
النوازل المائية اخترقت جسد الديك الأسود وصولا للأرض و جعلت الدماء تسيل من كل متر من جسده ، صرخ الديك الأسود من الألم " كووووووااااااك "
مع هذا ، الديك الأسود لم يسقط و بقي واقفا مغمضا عينيه
اقترب منير بهدوء و حذر نحو الديك الأسود ، و أبدى إعجابه فعلى الأقل مات هذا الديك واقفا
في هذه اللحظة شعر بالخطر ، أحد رجلي الديك الأسود كانت جمعت آخر طاقة له ، توجهت صوب رأس منير لتقطعه لـ 3 قطع بأظافر الديك الأسود الحادة
لكن في هذه اللحظة وقف منير هادئا ، قم بخفض رأسه ليتجنب الهجوم ، ثم قام بضرب تلك الرجل بيده فقطعت ، كانت هذه قوة تقنية " مخلب التنين "
ضربة واحدة من يد منير جعلت رجل الديك الأسود تقطع ، ليقفز منير في الهواء بارتفاع عال و يوجه ذات الضربة لرأس الديك الأسود ، تاركا حفرة هائلة في رأسه ، سقط الجزء الذي انتزع جراء ضربة "مخلب التنين " أرضا
و أخيرا سقطت جثة الديك الأسود العملاقة التي كانت واقفة على رجل واحدة
علامات السعادة بدت جلية على وجه منير ، رغم تعبه و إرهاقه و استخدامه لأغلب طاقته تمكن أخيرا من الفوز ضد خصم عملاق بهذا الحجم و بقوته الشخصية
ابتسم الشيخ الشبحي و هو يصفق" أحسنت ، استطعت الاستفادة من ما تعلمته في قتال حقيقي ، ليس سيئا يا فتى "
" الآن قم بسلخه باستخدام سحرك ، يجب أن تتقن سحرك و اعتبر هذا مجرد تدريب ، لكن إذا لمست لحمه خطأ و أنت تسلخ جلده فسأضربك "
قام منير بتشكيل سكين مائية على حافة يده ، ثم بدأ يسلخ
السكين المائية كانت حادة جدا ، لدرجة جعلت جلد الديك الأسود يبدو كالزبدة
تجهم الشيخ الشبحي " ماذا تفعل ؟ استخدم ذكاءك لسلخه ، لا تسلخه كأنك تسلخ جلد حيوان عادي "
فكر منير قليلا ثم قام بصنع ثقوب صغيرة على جلد الديك الأسود ، هذه الثقوب لم تخترق اللحم إنما توقفت عنده ، ثم قام منير بإدخال ماء من سحره إلى الثقوب
بعدما انتهى أغمض عينيه و ركز جيدا ، جعل ذلك الماء يتصل ببعضه بين جلد و لحم الديك الأسود ، فكان الماء يبدو كطبقة تفصل بين الجلد و اللحم
فتح منير عينيه بسرعة و ضرب الأرض بيديه المبسوطتين ، ليندفع الماء خارجا ، مخرجا معه كل جلد الديك الأسود دفعة واحدة
ابتسم الشيخ الشبحي " أحسنت ، جلد الديك الأسود مفيد لك ، ينبغي أن لا يتعرض جزؤه الداخلي للهواء لمدة طويلة و إلا سيفسد ، لذا ينبغي أن يستخرج دفعة واحدة ، تماما مثلما فعلت "
قام الشيخ الشبحي على الفور بلمس جلد الديك الأسود فاختفى
بعدها أشعل نارا على يده اليمنى و قذفها نحو لحم الديك الأسود ثم قال " فلتأكل "
أكل منير بنهم ، كان اللحم مطبوخا بمثالية ، و كان طعمه شبيها بطعم الدجاج العادي
شبع منير و طبعا لم يستطع حتى إكمال سدسه
لمس الشيخ الشبحي اللحم فاختفى
قال الشيخ الشبحي " لحم الديك الأسود فيه خصائص مميزة ، أنه يساهم في إرجاع طاقتك بسرعة و أنه يكثف من طاقتك ، فعندما تأكله تضاعف طاقتك لمدة 8 ساعات بعدها تعود لحالتها ، يعني يمكن أن تأكله ثم تقاتل خصما يملك ضعف طاقتك فتكون معه على حد سواء طالما أن المعركة لم تتجاوز 8 ساعات "
" أما جلده فتصنع منه " ريشة الظلام " ، هذه الريشة تندمج مع جسمك و تسمح لك بإنشاء حيز محدد في عقلك ، عندما تدمج مع جسدك تدخل وعيك الخاص ثم تقوم بالكتابة على عقلك و ترسم حدود حيز ما ، هذه الحدود تمكنك من تخزين أي شيء بمجرد لمسه و تخيله داخل ذلك الحيز ، على العموم ريشة الظلام هذه لأضعف وحش لذلك حيزها لا يتعدى مقدار غرفة بمساحة 100 متر مربع "
" طبعا هناك أدوات أخرى تمكنك من تكبير حيزك ، هناك حتى أداة تدعى " مخلب النسر " تمكن من إنشاء حيز لا نهائي"
تفاجأ منير مستذكرا أنه رأى مثل هذه الأداة في سرداب رشيد السري فورا قال للشيخ الشبحي " مخلب النسر ؟ أهي أداة عبارة عن مخلب ذهبي ب3 أظافر معقوفة ؟ و على جانبي كل ظفر خطين سوداوين ؟ "
قال الشيخ الشبحي " هي بالذات مممممم هل رأيت واحدة من قبل ؟ "
أومأ منير برأسه
قال الشيخ الشبحي " يا للخسارة لو كانت معك لتمكنت من امتلاك حيز لا نهائي ، و لكن فقط في المستوى الروحي ، الآن مستواك ضعيف و لن تتمكن من تحمل هذه السعة اللانهائية ، لنكتفي الآن بمساحة 100 متر مربع ، حتى هذه المساحة كبيرة بالنسبة لك "
قام الشيخ الشبحي بإخراج جلد الديك الأسود ثم قام بضغطه بقوة ، حتى برزت منه ريشة واحدة ، أخذها و دمجها في منير