قبل أن يغادر مهيب، رمى له الملك بادر الرسالة قائلا "فلتقرأها في نفسك"
بعد أن قرأها عرف مهيب أن الأمر لم يكن مجرد خدعة أو استغلالا بل هو أكبر من ذلك
بعدها اختفت تلك الرسالة من بين يديه وظهرت في يدي الملك بادر
غادر مهيب ساحة العرش واستعد للذهاب إلى بلدة الأقحوان
في المساء أعد ركب مهيب لمهيب
كان يتقدمه تنين صغير أزرق اللون عديم الجناحان هو أشبه لديناصور صغير من تنين
أسرج التنين بسرج خاص يحمل جرابي أسلحة، عن يمين توضع السيوف وعن يسار توضع الأقواس والأسهم
كان مع مهيب 4 جنود روحيين أفراد في الكتيبة الحمراء، وضعوا لخدمته ولحمايته طول الطريق حتى لا يضطر لاستعمال طاقته قبل أن يصل لأرض المعركة
ركب مهيب التنين وانطلق محاطا بالجنود الأربعة
في الأصل المسيرة بين المدينة الذهبية و بلدة الأقحوان تأخذ 4 أيام، لكن مع سرعة التنين الصغير الكبيرة لن يأخذ الأمر إلا نصف يوم
سار مهيب وأعوانه كل الليل دون راحة حتى وصلا مشارف بلدة الأقحوان
كانت البلدة محطمة كأن عاصفة هوجاء مرت عليها، مبانيها المتواضعة دكت أرضا، وأدخنة ما زالت تتصاعد للآن بعد أيام من سقوطها
يسمع المقترب منها هدير الوحوش باستمرار، ويرى كائنات غريبة تتجول هناك بين الحطام وحوله
في الأساس كانت هناك 3 أصناف من تلك الكائنات الغريبة
- وحوش على شكل تمساح بقدمين: تدعى تلك الوحوش بـ "عديمي التفكير" لأن مستوى ذكائها صفر، لكن قوتها لا يستهان بها إطلاقا لأن أجسامها كوحوش تكون قاسية في المجمل سوى بضعة نقاط ضعف صعبة الوصول إليها
- وحوش برؤوس ثعابين و أجسام تماسيح: تدعى الوحوش بـ "الغادرة" لأنها في العادة لا تقاتل مباشرة ولكن تستغل خاصية الاختفاء التي تتميز بها لهجوم متسلل صامت وقاتل
-وحوش على أشكال أسود بقدمين: تلك الوحوش تعتبر قوة خاصة وتدعى بالوحوش "المدمرة" ذكاءها في ذكاء الإنسان العادي، وبقوتها تستطيع تحطيم قلعة عادية بلكمة واحدة وتحطيم الأسهم العادية بجسدها لوحده، كما أنها تتميز بزئير يصم الآذان ويفجر الأدمغة
كان هناك ما يقارب من ألف من النوع الأول، و500 من النوع الثاني وحوالي العشرة من النوع الثالث، كلهم تفرقوا داخل وخارج بلدة الأقحوان
طبعا مهيب ليس غبيا حتى يدخل مباشرة فبعد كل شيء هؤلاء الأعداء، لذا كمن قريبا رفقة الجنود الأربعة يراقبون الوضع بحذر
سأل مهيب أحد الجنود "ألم يقل الجنرال جاسر أنه سيبيدهم؟ أنا لا أراه في الأرجاء ولا أحدا من الكتيبة الحمراء غيركم، ماذا يحدث؟"
رد أحد الجنود "لا نملك المعلومات، نحن ننفذ وفقط"
حل مساء ذلك اليوم، اجتمع مهيب والجنود الأربعة في مخيم صغير أنشأ داخل الغابات القريبة من بلدة الأقحوان
كانوا قد اصطادوا بعض الأرانب ليأكلوهم
كان الجنود يأكل اثنان منهما ويبقى الآخران يحرسان، ثم يتبادلان الأدوار
بعدما انتهوا وقفوا أربعتهم في مكان ليس ببعيد يحرسون مهيب، فقد أمروا أن لا يجعلوا مهيب يضيع أي جزء من طاقته ولو كان صغيرا، فبعد كل شيء أمامه معركة ضد خصم أقوى منه من ناحية الطاقة
بدون سابق إنذار أربع ابر سامة ضربت مباشرة أعناق الجنود الأربعة ليسقطوا فورا ميتين ورغوة بيضاء تخرج من فمهم، نهض مهيب وشعر بحركة غريبة تجري بين الأشجار
وضع يده على سيفه وصرخ "من أنتم فلتخرجوا حالا؟"
4 نينجا ركعوا أمام مهيب، قال أحدهم "سيدي الزعيم، لقد أمنا طريقا لهربك وستغادر المملكة الذهبية في غضون يوم واحد نحو مملكة الجبال المتحركة، لقد رتبنا كل الأمور لم يبقى إلا جلبك"
تفاجأ مهيب جدا، فيبدو أن طاقة هؤلاء هي نفسها طاقة الذين كانوا مع أخيه بهتان، لكن لماذا كانت مختلفة قبل برهة؟ فقط ما الذي يفكر به بهتان بفعله لهذا؟
لو عرف الملك بادر أو الجنرال جاسر هذا، فحتما سيقطعون رأسه ويبيدون كل من له صلة به، بهتان يخاطر حقا بحياته وحياة من حوله بفعله لهذا
أبى مهيب ذلك العرض قائلا "لو غادرت وهربت من المعركة، فالبلاد ستقع في فوضى وحرب دموية وستسفك دماء أشخاص كثر، لا لن أفعلها سأواجه سيلتيك في صباح الغد"
قبل أن يقول أحد النينجا شيئا ما، صوت بدا من بين الأشجار "أنت تماما كما عهدتك أيها الغر، يسعدني أن أقاتلك مرة ثانية وتموت بين يدي"
من بين الأشجار بدت سحليات صغيرة قفزت على الأرض ثم تجمعت معا بشكل غريب
إنه قائد القوات المغيرة الزعيم الروحي سيلتيك
كان سيلتيك سحلية عملاقة بذيل عظيم، كان من الوراء أخضرا ومن الأمام وردي، وكان رأسه يشبه لحد كبير رأس التمساح لكن مع شرخ في عينه اليسرى سببه له مهيب، وأسنان كالمنشار
بمجرد مشاهدتهم لهذا، أحاط النينجا بمهيب ليحموه، واستل مهيب سيفه وأطلق هالته
قال أحد النينجا "موعد المعركة لم يحن بعد، أرجو أن تتراجع الآن"
صرخ سيلتيك "أتراجع؟ ومن تظن نفسك؟ فقط فلتحاول وتجبرني" ثم ضحك بجنون
بعدها أكمل "كيف أتراجع وأنا أعلم أن السمكة على وشك الهروب؟، يجب أن أقتل السمكة قبل أن تهرب من شباكي"
أطلق سيلتيك طاقة برتقالية جنونية، ودخل في وضع الهجوم
عرف أولئك النينجا أنهم مضطرون لقتله، فاستدار أحدهم لمهيب قائلا "اتبع الطريق الغربي و بعد كيلومترين ستجد طريقا فرعيا على يمينك سر فيه لكيلومتر واحد هناك عربة في انتظارك، هيا خذ تنينك واهرب ونحن سنحاول كسب بعض الوقت"
ليس هناك أدنى فرصة لهم في هزيمته، لكن مع أساليبهم الفريدة قد يتمكنون من كسب بعض الوقت
لكن للأسف كان سيليتك أسرع وأقوى منهم
ضرب الأرض بيديه، فظهرت يدين أسفل كل واحد من النينجا الأربعة، وقامت بجذبهم للأرض لتغرس أجسادهم تاركة الرأس فقط، وممسكة جسدهم بإحكام داخل الأرض
مشى سيلتيك بينهم وهو يقول "إذا ستكسبون بعض الوقت؟" ركل أحد رؤوس النينجا المغروسين فطارت رأسه بعيدا، وأكمل قائلا "أرى أنكم قد كسبت بعض الوقت حقا" ركلة أخرى لرأس آخر ونفس الشيء حلق بعيدا، "أنتم مجرد جرذان" ركلة ثالثة لرأس نينجا ثالث ونفس الأمر
وقف أمام رأس النينجا الأخير قائلا "تريدون أن تتحدوني ! ، إذا خذوا هذا" رفع رجله ليركل صاحب الرأس الأخير الذي فقد ألوانه، لكن ركلة أخرى استهدفت الرجل الثابتة في الأرض وليست التي في الهواء، ليسقط سيلتيك أرضا
وبيد واحدة أمسك رأس ذلك النينجا وأخرجه من الأرض كأنه جزرة، لقد كان هذا مهيب مفعلا البنية البيضاء
نظر النينجا الذي نجا بأعجوبة إلى مهيب وغرق بالعرق البارد فالطاقة المنبعثة منه كانت مخيفة للغاية، فورا اختفى ذلك النينجا بين الأشجار
نهض سيلتيك من الأرض وقال لمهيب "هههههه، على الأٌقل سأستمتع معك قبل أن أقتلك، لكن للأسف لن أسمح بهروب فريستي مني"
مد سيلتيك يده وخرجت منها سحلية صغيرة توجهت مباشرة نحو ظهر النينجا، فرغم سرعته الفائقة التي تظهر للأعين العادية أنه قد اختفى، لكن بالنسبة لأعين زعيم روحي تلك السرعة عادية ويمكن له متابعتها بعينه المجردة
فتحت تلك السحلية فمها واستعدت لقطع رأس النينجا هو الآخر، لكن سيف قطعها إلى نصفين، لقد كان مهيب مرة أخرى
قال مهيب "أنا هو خصمك هنا، اليوم لن أتركك تهرب مثل المرة السابقة"
ضحك سيلتيك ونشر هالة مرعبة ارتعدت منها الأشجار المحيطة قائلا "هلم إلي أيتها السمكة"
مهيب مفعلا البنية البيضاء وبهالة مرعبة انطلق صوب سيلتيك كالسهم، وجه ضربة سيفه إلى رأسه لكن سيليتك صدها بذراعه فقط قائلا "الأمر ليس وكأننا في الماضي حيث كنت أتجنب سيفك الآن جسدي أقوى ولا يمكن لسيف أن يخترقه" رد سيلتيك ضربة السيف ثم وجه لكمة نحو بطن مهيب، قال مهيب "أنسيت أن لكماتك لا تجدي نفعا أمام بنيتي" ابتسم سيلتيك نصف ابتسامة ثم أضاف طاقة لمرفقه فغاصت تلك اللكمة عميقا في بطن مهيب، وجعلته يحلق محطما عدة أشجار ويبصق الدماء من فمه
وقف سيلتيك بشموخ قائلا "أنا تخطيت الماضي بمراحل، أنت الذي ما زلت تقاتل فيه"
اندفع سيلتيك صوب مهيب، نهض مهيب مسرعا، تبادل الطرفان الضربات لفترة من الوقت في الأخير استدعى مهيب روحه "روح قيصر الظلام" وغطي جسده بحراشف تنين الظلام
قال مهيب "استدعي روحك يا سيلتيك"
هنا استدعى سيلتيك سيفين قائلا "لا حاجة لذلك، سأحطم تلك الروح المقيتة هذه المرة بسيفي فقط"
ثم اندفع الجانبان مرة أخرى في الهواء، كان صدامهما يبيد الأشجار في دائرة نصف قطرها 50 مترا