الجزء الثاني الفصل السابع: ابتلاع (7)
"زيواي!"
الأرقام الموجودة في أسمائهم كانت تصنيفهم في المنظمة. حقيقة ان ثاني اقوى شخص في المنظمة زيواي قد تم قتله هكذا....!
"فيير!"
"نيون! مالذي يحصل بحق الجحيم..."
" ابقوا بعيدين يا حمقى! سوف تتسببون بمقتل...."
كان بعض النشالين مصدومين للغاية من مشهد تساقط رؤوس رفاقهم. آين حاول تحذير بقية النشالين لكن الامر كان بالفعل متأخرا.
*سويش*
شفرة سقطت فجأة من السماء بجوار آين. وعندها، هو وجد زهين وهو يمسك بإحكام عنقه.
*قرقرة*
لكن بعدها هو انهار على الأرض وفمه يزبد. وفي المكان الذي كان يقف فيه زهين كان يون وو يقف الآن مع ابتسامة باردة خلف قناعه الأبيض.
*سبلاش*
"كوك!"
"اللعنة!"
لوح يون وو بيده ونشر عدة خناجر بشكل مروحي ناحية بقية النشالين.
اخترقت الخناجر اعناق النشالين. لقد قاموا بمحاولة تغطية الجروح بشكل فاشل بهدف إيقاف النزيف، لكنهم انهاروا بعدها بوقت قصير ودمائهم انتشرت على الأرض. بقية النشالين الذين كانوا أخيرا قادرين على العودة لأحساساهم تقدموا لقتل يون وو.
رغم ذلك
جان ودويل الذين كانوا في انتظار فرصة اندفعوا فورا.
في موقف حيث قد تم كسر تشكيلتهم، وشخصان قويان قد تدخلا في الأمر أيضا، فإن النشالين قد تم اكتساحهم حرفيا.
"أوقفوا هؤلاء الثلاثة! افعلوا كل ما تستطيعون لإيقافهم!"
أثناء هلعه، صرخ آين بكل قوته. لكن منذ اللحظة التي تحول حصارهم لمعركة طاحنة، فقد كانت لديهم فرصة ضئيلة لربح المعركة. كان يون وو مندفعا نحو النشالين مثل ذئب يقتل قطيعا من الخرفان. السيوف كانت تلوح في كل الاتجاهات، لكن ولا واحد منهم هرب من مجال إحساس يون وو.
تجنب يون وو مهاراتهم ببراعة كما لو ان لديه عيونا في كل مكان، هو حمل خنجره بطريقة عكسية أثناء طعن عضلات وأربطة خصومه، ورمى عدة خناجر التي اصابت اعناقهم.
جان ودويل كانوا متوحشين بقدر يون وو أيضا. انزلق دويل بسرعة للجانب أثناء استدعائه قطيعا من حشرات النار. عندها هو صنع انفجارا في وسط مجموعة من النشالين، ناشرا الفوضى في ساحة القتال. ومن الناحية الأخرى جان كان يقاتل الأعداء في خط. عاصفة من الدماء انشترت في كل مكان لوح به بسيفه، كما لو انه يظهر لما تم تسميته بالسيف الدموي.
المشهد الذي صنعوه كان مثل مدينة غارقة من قبل موجة تسونامي هائلة. الآن انعكست الأدوار مع النشالين. من المفترسين للفريسة.
"انتم يا أبناء العاهرات....!"
قاوم آين بأقصى قدر استطاعته بهدف قلب الموقف. لكن قبل ان يعلم كان جان بالفعل امامه. هو اسرع بالتلويح بسيفه من الصدمة.
بدون إضاعة الفرصة لوح جان بسيفه هادفا لرقبة آين.
*شلوك*
وسقط رأسه على الأرض
*******
انهار النشالون بسرعة بصدمة مثل الصدمة التي قاموا بعملها في البداية مع باقي اللاعبين. الدعم الذي انتظروه قد ظهروا ولكن امواتا وقائدهم واجه أيضا موتا مفاجئا. روحهم المعنوية هبطت للحضيض.
بمرور الوقت اسقط النشالون أسلحتهم واحدا تلو الأخر وبدأوا في الاستسلام، مدركين ان لا فرصة لديهم في الفوز.
"أ، انا استسلم! رجاءا لا تقتلني!"
" لقد تم اجبارنا على فعل ما طلبه آين منا . صدقنا!"
"ن، نعم هو محق! نحن لم يكن لنا خيار سوى الاشتراك لأجل النجاة! ل، لكن انا لم اقتل ابدا أي لاعب ، لذا رجاءا ، ارحمني....!"
لقد أرادوا الرهان على تعاطف جان ودويل. لقد رأوا كيف حاول جان ودويل أخذ المسؤولية بحماية الخدم رغم انه لم تكن لهم علاقة بهم. بناءا على هذا هم ظنوا انه ربما جان ودويل قد يعتقون رقابهم اذا وضعوا أسلحتهم وسلموا أنفسهم.
رغم ذلك،
" ما الإختلاف بينكم وبين هارجان؟"
حدق جان باللاعبين الراكعين وسأل ببرود.
ما، ماذا؟"
"انا أسأل مالفرق بينكم وبين هارجان الذي تناول بني جنسه، أيها الحثالة!"
"ماذا.....كوك!"
طعن جان السيف في عنوقهم بلا تردد.
ادرك النشالون ماهية الأشخاص الذين عبثوا معهم. لقد ظنوا انه ما زال هناك امل. لكن اللاعب الذي يتعاملون معه هو السيف الدموي. سيد سيف قد ولد كابن أحد المصنفين في البرج لكن صنع اسمه بنفسه بدون الاعتماد على شهرة والده.
كان عليهم ان يعلموا ان شخصا كهذا لا يمكن تنحيته بعاطفة بسيطة.
" على الأقل هارجان قد بكي عندما رأى زوجته وأطفاله مقتولين . لكن ماذا عنكم؟ لابد انكم كنتم تضحكون طوال الوقت الذي قمتهم فيه ببيع اللاعبين للوحوش! وحتى انكم قد قتلتم بقية اللاعبين المسجونين!"
في النهاية، برؤية انه كان من الخطر البقاء اكثر من هذا، بدأ النشالون في الهرب بعيدا واحدا تلو الآخر. لقد كانت هناك مخاطرة كبيرة بأن يصبحوا فرائس للرجال السحالي اذا هربوا للمستنقعات هكذا غير مسلحين. لكنهم لم يستطيعوا تحمل التفكير في ما سيحدث لاحقا في الوقت الحالي.
رغم ذلك الهرب لم يكن ليكون سهلا للغاية.
فقط مثلما قام يون وو بتطهير قواتهم، هو كان الآن يصطادهم من الظلال. بمرور الوقت ولفترة طويلة، كان يمكن سماع صدى الصرخات المريعة في أنحاء الغابة. بحلول وقت انجراف رائحة الدم الثقيلة مع الهواء. قد اختفى جميع النشالين بالفعل.
*تاك*
عاد يون وو بعد التخلص من جميع النشالين المتبقيين، وعندها هو رأى جان ودويل يجلسان في ضيق شديد.
لقد ظنوا أنهم قاموا بإنقاذ الأشخاص الذين تم احتجازهم من قبل الرجال السحالي. لكن العبيد كانوا بالفعل في الواقع جميعا أمواتا ، المتبقين فقط كانوا النشالين الذين حاولوا قتلهم. يجب ان تكون صدمة هائلة لهم.
لم يقل يون وو أي شيء. على عكس طبيعته التي اختبرت هذا النوع من الأشياء مرات عديدة في أفريقيا، يجب ان تكون هذه هي المرة الأولى بالنسبة لهم.
سيكون هناك شك وتخوف دائم من البشر، وسيكون هناك غضب اتجاه الأشخاص الذين فعلوا هذا، مع كل هذه الأنواع من المشاعر التي تغزو عقلهم، لا استنتاج يمكن ان يساعدهم. الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله كان انتظارهم لترتيب أفكارهم ويقفوا بأنفسهم على قدميهم مجددا.
’بعد هذا ينقسم الناس لنوعين من التصرف. اما ان يصبحوا مجانين حول الأمر او يتركوه يمضي’
في ذات الوقت، مسح يون وو الدم من على خنجر كارشينا بقطعة قماش وأعاد وضعه في خصره.
حدق جان في يون وو بطريقة حذرة.
"كيف يمكنك ان تكون هادئا جدا بعد هذا؟"
"لقد اعتدت على الأمر"
" لم يكن لدي أي فكرة... ما نوع االحياة التي قد عشتها. ماذا عن الأشخاص الاخرين في عالمك هل هم مثل هؤلاء؟"
هز يون وو كتفه بلا اهتمام.
"اذا كانوا هكذا، فسيكون العالم كله قد وصل لحافة الجنون"
مع ارهاق جان فرك عينيه برفق بإبهامه وسبابته. وعندها هو مسح وجهه بيده وحدق في يون وو بطريقة جادة.
"هل يمكنني ان أكون صريحا؟"
أومأ يون وو بهدوء. هو ظن ان لديه فكرة عما يريد ان يقوله له.
"هؤلاء الأشخاص الذين حاولوا ان يكونوا ضحايا قد باغتونا ولكن... لقول الحقيقة نحن الإثنان خائفان قليلا منك أيضا"
"...."
"أنا لا يمكنني أن أفهم كيف بإمكانك البقاء هادئا في موقف كهذا. لا يمكنني المساعدة سوى التفكير في أنك كنت تشتبه بهم منذ البداية"
غرقت تعابير جان بشكل أكثر عمقا.
"انت لم تثق بأي أحد منذ البداية أليس كذلك؟"
’وهذا يتضمننا أيضا’
أبقى جان كلماته الأخيرة في ذهنه، لكن يون وو علم ما كان جان يريد قوله.
’اعتقد انه وقت الرحيل’
فكر يون وو أنه قد حان وقت الافتراق.
لم يثق يون وو ابدا بأي احد من عالمه، أراد جان ودويل أنشاء فريقهم مبنيا على علاقة الثقة المتبادلة. علاقتهم كان محتوما عليها الكسر بسبب هذا. خصوصا جان ودويل الذين أرادوا فتح قلوبهم وعقولهم ليون وو، سيجرحون عندما يعلمون ان يون وو يعتبرهم فقط شركاء عمل عاديين.
شعر يون وو بالمرارة قليلا. حتى بكونه ما هو عليه، هو لم يفكر بهم كغرباء بالكامل.
المتفائل جان وصاحب القلب الطيب دويل. لقد كانوا جميعا بهجة كبيرة له. رغم ذلك لقد كان لديهم مبادئهم ويون وو لديه خاصته. اذا لم تتصل الأشياء فإنه محتوم عليهم الافتراق.
"اذا سأمضي في طريقي"
ومع تحية صغيرة غادر يون وو بنفسه.
تقدم دويل للأمام كما لو انه على وشك قول امر ما، لكن جان أمسكه ومنعه من ذلك.
وفقط مثل هذا ، هم افترقوا.
******
"هيونغ ! مالذي قمت بفعله!"
بنظرة حزينة! شاهد دويل يون وو يختفي من امام ناظره وعندها هو حدق مجددا بجان وصرخ عليه.
لم يظهر دويل عادة مشاعره كثيرا، لكن الآن هو كان يظهر غضبا شديدا. خلف ظهر يون وو كان بإمكان جان ودويل رؤية امر لا يمكن وصفه.
رغم ذلك،
"اجلس"
"اخبرني! لما فعلت هذا؟ حتى اذا كان علينا الافتراق، انت تعلم كم قام كاين..."
"لقد اخبرتك ان تجلس"
تحدث جان بصوت خفيض ولكن جاد.
عاد دويل لوعيه. هو لاحظ امرا غريبا في صوت جان. في عمق عيناه كانت تظهر جدية هائلة.
"انه للأفضل"
"ماذا...!"
"ألم ترى هذا؟"
أشار جان على احد السيوف التي سقطت من النشال الميت. لقد كان سيفا عاديا يمكن بسهولة شراءه من البائع الغامض بنقطتي قوة.
عندما كان دويل على وشك سؤاله عما كان يتحدث عنه، هو لاحظ سلسلة خرز معلقة في غمد السيف. سلسلة بيضاء وخضراء كانت مربوطة بطريقة فريدة.
ارتجف صوت دويل.
"لحظة، هل هذا...؟"
"نعم، انها علامة ارانجدون"
".....!"
تصنم وجه دويل.
"في الوقع، اعتقدت ان الأمر كان غريبا قليلا. لما كانت ارانجدون او تشونغهوادوا تخرج من طرقها وتحاول الحفاظ على البرنامج التعليمي منظما؟"
"....."
" لقد قاموا بصنع اعذار قائلين انه لأجل تجنيد اللاعبين الجدد، لكن الأشخاص امثالنا يعلمون انه مجرد هراء"
الأشخاص الذين يدعمون ارانجدون، تشونغهوادو كانوا احد أكبر العشائر في البرج. عشيرتهم كانت تقدر الفروسية وتقدس فنون الشيف والشهامة. عادة كان لديهم عدد هائل من المتقدمين بدون الحاجة لبذل جهد في جذب انتباه القادمين الجدد، وقد كان بإمكانهم الحاق أي شخص ارادوه.
عندما قامت تشونغهوادو بإنشاء ارانجدون بهدف مراقبة البرنامج التعليمي، بدأت العشائر الأخرى والمصنفين بالشك في نواياهم. لكن بدون أي ادلة مادية هم لم يكن باستطاعتهم فعل شيء حول هذا الأمر.
ماذا اذا كان الأمر في الحقيقة مجرد غطاء للنشالين؟
" ان البرنامج التعليمي يجرى حسب نظام معقد مختلف عن الموجود في البرج. انا لا اعلم بالضبط ما يسعون اليه، لكن اذا هم كانوا يحاولوا الاستفادة من النظام...."
توقف جان وهو يصر على أسنانه. لقد كان يحاول كبت الغضب الحارق المتصاعد بداخله.
"اذا، اصبح لقصتهم معنى أخيرا صحيح؟"
أومأ دويل في صمت.
"بالتفكير في هذا.... تأسيس ارانجدون قد حصل فجأة بعد ان قامت ارثيا بمحو كل النشالين من البرنامج التعليمي"
"هم ربما احاجوا لنظام محكم اكثر"
صر دويل على أسنانه أيضا. هو أخيرا ادرك لما كان يحاول جان ارسال يون وو بعيدا بعذر غريب كهذا. هو لم يرد ان يسحب يون وو للخطر الذي كانوا على وشك ملاحقته عندما بدا ان لديه عملا مهم عليه حضوره. لم يرد جان ان يعيقه بكل تأكيد.
"هيونغ، اذا انت...."
أومأ جان بحزن.
" نعم. انا سوف أقوم بزيارة ذلك الأحمق بيلد قبل ان اكمل طريقي. عليك بالذهاب قبلي لحيث يوجد ’فيجيردار’"
فيجردار
لقد كان القطعة الخفية الأخرى التي احتاج جان ودويل للحصول على تاج هارجان لأجلها. لقد كانت هدفهم المطلق الذي يريدون تحقيقه من البرنامج التعليمي. لقد كانت الطريقة الوحيدة لجان ودويل للحاق بالأشقاء ايدورا وفانتا الذين استمروا في تجميع نقاط الكارما بسرعة مهولة.
"لا تكن سخيفا هيونغ"
كان لدويل ابتسامة كبيرة على وجهه.
"انت لست الوحيد المتحمس لرؤية وجوه أولئك الأوغاد. انا اموت شوقا لمعرفة ما الذي سيقولونه عن هذا الأمر"
قرر دويل أيضا التخلي عن فرصتهما.
هز جان رأسه كما لو انه يعرف ان هذه ستكون الإجابة.
"انت تعلم، اعتقد انك الاغبى هنا. اعني انت تتظاهر بأنك ذكي وكل شيء ولكن في النهاية ، انت تقوم باتخاذ اغبى القرارات"
"انظر من الذي يتحدث!"
فقط كالعادة، ثرثر جان ودويل حول الموضوع اثناء مزاحهم مع بعضهم البعض.
والآن هم قرروا لتقدم في الاتجاه المعاكس لخط سير يون وو. الاتجاه الذي يقود للمنطقة الغربية حيث تعرف بمحطة ارانجدون.
******
توقف يون وو لحظة وحول نظره ناحية الغرب.
’..... حمقى’
كان لدى يون وو مفهوم مبهم حول وجهة هذين الأثنين. وفكرتهم الغبية حول هذا الوداع المفاجئ. لكنه اتجه للشرق. لقد كان هناك امر احتاج لفعله. اذا لم يقم بالأمر الآن فلن يحصل على فرصة أخرى.
رغم ذلك،
اذا قاموا بسؤاله للقدوم معهم قبل ان يرحل، اذا فقط قاموا بطلب المساعدة منه. هل هو سيقدر على رفضهم؟
بدون ان يكون لدى يون وو إجابة مناسبة هو استمر بالتحرك نحو الشرق.
الى المكان الذي توجد به قطعة مخفية، لقد كانت ثعبان اكاشي.
........................................................................................................................................................................................................................................