الفصل السابع والأربعون: قلبان (5)
الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون: قلبان (5)
*دينغ**دينغ*
صوت جرس الطوارئ تردد صداه في انحاء قاعدة ارانجدون كإشارة لتواجد دخيل قد سقط من السماء.
*كواكوا*
أمواج من المانا انتشرت خلال السطح تاركة فقط الدمار خلفها. أنشأت الانفجارات سلسلة من الرياح الثاقبة التي قامت برمي اللاعبين اعلى واعلى بالسماء. نار من مصدر مجهول انتشرت في كامل انحاء القاعدة ونمت بشكل عنيف وسريع. الركام الأسود والدخان الأبيض ارتفع من كل مكان لمسته النيران. في تلك اللحظة تحولت قاعدة ارانجدون لفوضى عارمة.
"ا، اوقفوه!"
"اللعنة! من أين قدم بحق الجحيم؟"
اللاعبون من ارانجدون حاولوا بد إيقاف الدخيل. هم وقفوا في تشكيلة، لدعم انفسهم بقوة العدد، واحاطوا بالعدو بهدف كبحه.
لكن الدخيل كان قويا للغاية. مع كل تلويحة من خنجره، هو انتج انفجارا من المانا، وبكل خطوة خطاها، الأرض انفجرت وتفرقت تشكيلتهم.
لقد كان ذئبا، او بشكل أكثر تحديدا، كان أسدا يذبح قطيعا من الخرفان.
"مت!"
سيف هدف لعنقه.
’قدم العفريت’
مع الدخيل أو يون وو كانت جوهرة الوحوش ذات الخمسة ألوان تلمع باللون الأحمر. في ذات الوقت، قدم يون وو أعطت وميضا أحمر وأصبحت اكثر خفة.
هو بخفة رفع جسده بمهارة وتجنب الهجمة. أمسك يون وو عندها ساعد العدو والتف للأمام، مضيقا الفجوة بينهم.
’يد الغول’
هذه المرة، الجوهرة لمعت بضوء أزرق. كل جسده كان يفيض بالقوة.
*كراك*
يد العدو انحنت بزاوية غريبة.
*باك*
ثم هو قام برمي خنجر كارشينا وطعن رأسه وقلبه ومعدته بالترتيب.
"*غرغرة*"
مزيج من الرغوة والدماء خرج من فمه أثناء سقوطه على الأرض.
وجد يون وو الأمر مزعجا قليلا حيث عليه التغيير وظيفة جوهرة الوحش ذات الخمسة ألوان يدويا كلما أراد تحسين جزء معين من جسده خلال القتال.
تركيز انتباه الشخص على الأشياء الصغيرة خلال القتال حيث كل شيء يحدث بسرعة ولا أحد يعلم ما نوع الاحداث الغير متوقعة التي قد تحدث؟ للأخرين سيبدو الامر كما لو أنهم يتخلون عن حياتهم. لكن يون وو كان لديه مهارة مميزة تدعى عزيمة القتال.
مع عملية تسريع التفكير، هو بسرعة يستطيع اتخاذ القرار الصحيح حول الوظيفة المناسبة لكل موقف كان به. وحالما اصبح ضليعا في هذه المهمة المرهقة، أسلوب قتاله تغير لشيء مختلف تماما.
هو قام بتفعيل يد الغول أثناء ضرب العدو، وبسرعة تحول عائدا لأقدام العفريت لتجنب هجمة العدو الجانبية. ليس فقط هذا، هو أيضا مزج أذان الكوبولد، وأنف المستذئب، وعين الرجل السحلية في أسلوب قتاله. وبفضل هذا، هجماته كانت اكثر مهارة ودقة.
على رأس الأدوات الأثرية العديدة التي يمتلكها، لا شيء كان مقنعا أكثر من جوهرة للقتالات المباشرة مثل هذا.
رغم ذلك، منافع الأدوات لم تقتصر على هذا.
(عين ملك العفاريت قد لاحظت خطرا حولك)
معلقة بالسلسلة في عنقه، عين كارنوم فجأة تدحرجت في الانحاء ولاحظت حضور ثلاثة يهدفون له من منطقته العمياء.
حالما تفقد الرسالة، فعل يون وو بسرعة قدم العفريت وقفز من تلك المنطقة.
بالضبط في المكان الذي كان يقف فيه، ثلاثة سيوف كانت تطعن المنطقة الفارغة.
بالتفكير بأن هذه ستكون نهاية الدخيل، اللاعبون الثلاثة وقفوا في حيرة.
في تلك اللحظة، فعل يون وو مجددا يد الغول ولوح بخنجر كارشينا.
(عدد الأرواح المربوطة: 115)
في ذات الوقت عدد الأرواح المربوطة بالسوار الأسود قد نقصت.
*وووووووش*
شفرة سوداء اندمجت مع خنجر كارشينا مطلقة طاقتها مع انفجار عند الاتصال.
"كواك!"
"كوك!"
اثنان حلقت رؤوسهم في الهواء، والأخر تدحرج على الأرض متمسكا بحرص بعنقه.
المهارة التي تشحذها الأسورة السوداء يمكنها ببساطة القطع خلال معظم الدروع. وأولئك الذين تم اصابتهم بالهجمة تم اصابتهم بلعنة تأكل دمهم.
اللاعب الذي انهار على الأرض أثناء امساك رقبته حاول شفاء جرحه بالعديد من المهارات، لكنه لم يكن قادرا على إيقاف النزيف. وخلال لحظات قصيرة سقط ميتا.
كل هذا حصل في غمضة عين.
اللاعبون الواقفون في الخلف بدأوا بالتراجع بوجوه شاحبة. لكن يون وو لم يعرهم أي اهتمام. بدلا من ذلك تركيزه كان فقط على الأرواح المحلقة من الأشخاص الموتى.
عندما وصل للأرواح، هم تلاشوا مثل قطرة من الدهان تتلاشى في الماء وفورا تم امتصاصهم بداخل السوار الأسود.
(عدد الأرواح المربوطة: 118)
هو تأكد من تجديد الأرواح التي تم استهلاكها من قبل السوار الأسود. لقد كان قرارا اتخذه لمنع استنزاف الأرواح المربوطة بالسوار.
بالطبع سرعة التجديد لم تكن بسرعة الاستهلاك. رغم ذلك، لقد كانت كافية لجعل السوار يستمر، بفضل ذلك، الأعداء كانوا خائفين للغاية من التأثير وكان عليهم التفكير لمرتين قبل محاولة الهجوم عليه.
هم رأوا رفاقهم يفقدون رؤوسهم بنوع ما من السيوف السوداء امام اعينهم، لا احد أراد الموت بتلك الطريقة.
*تاك*
"هو، هو ليس ببشري!"
"اللعنة!"
فرقع يون وو بخفة أصابعه اتجاه اللاعبين الهاربين.
*كوانج*
ثم حصل انفجار امام جبينهم بالضبط مفجرا رؤوسهم.
لقد كان مزيج المهارات التي جربه في المرة الأولى التي استعمل بها السوار الأسود. شفرة سوداء مع ضخ النار.
عداد الأرواح انخفض بمقدار اثنان، لكنه قام بقتل خمسة لاعبين بهذا الهجوم. لقد كانت مقايضة جيدة.
"....!"
لاعبوا ارانجدون شعروا بأنهم كانوا نملا سقط في مصيدة مميتة للنملة الأسد (1). هم لم يكن بإمكانهم فعل أي شيء سوى الارتجاف في خوف.
من الناحية الأخرى يون وو دخل في حالة هيجان. كل مرة لوح فيها بخنجره، عدة لاعبين سقطوا موتى واحدا تلو الآخر.
لقد كان هناك بعض الأشخاص الذين اندفعوا ناحيته بوجوه مليئة بالدموع، وبعضهم شكل مجموعات مع الأخرين لهزيمته بالعدد. ولكن رغم جهودهم كلهم قد تم قتلهم من قبله.
"انا لن أترك أي احد منكم حيا’
لقد كان شيئا عزمه مع نفسه عندما قرر مقاتلة ارانجدون. ليس فقط بسبب أنه أراد محو كل الأثار خلفه والتي يمكن ان تستخدم لربطه مع هذه القضية، لكن أيضا بسبب انهم كانوا ينتمون لعشيرة لها علاقة قريبة بموت أخيه.
*كواكوا*
لذا في كل مكان هربوا اليه، اسرع يون وو بإمساكهم. بالاعتماد على غرائزه، هو اندفع ناحية الأماكن التي شعر فيها بحضورهم وحمل خنجره.
من الأجزاء الخارجية للاجزاء الداخلية، كان يون وو قادرا على المرور بدون أية صعوبات. كل مكان مر من خلاله لم يتبقى به سوى مباني متهدمة وأثار حريق وجثث اللاعبين المتروكة و الغارقة بالدماء.
اللاعبون لم يستطيعوا عمل شيء سوى الانسحاب بما انهم لا يستطيعون إيقافه.
*كوانج**كوانج*
"*غرغرة*"
"فرانك! لا!"
"ه، هذا الوحش...!"
"لما لم يأتي احد الى هنا؟ على هذه الحال سوف نموت!"
بالوقوف امام قاعدتهم المدمرة، لاعبوا ارانجدون تجمدوا من الخوف. الأشخاص الذين هربوا انتهى بهم الأمر موتى.
بالنظر الى أولئك اللاعبين، ضحك يون وو بلا مبالاة.
’أنا مليء بالطاقة’
بعيدا كل البعد عن الإرهاق شعر يون وو بأن جسده ينمو اقوى. ابتسامة كبيرة ارتسمت على شفاهه. هو ظن انه كان يتخيل الأمر. كلما قاتل كلما اصبح أكثر نشاطا.
جسده، بدعم هيئة الألماس، لم يشعر بشيء كالإرهاق. على العكس كما لو انه يخبره ان هناك المزيد من الأشياء التي لم يجربها بعد، جسده كان يتفاخر بقدراته الجديدة باستمرار.
نفس الشيء بالنسبة لتدوير المانا. الامداد المتواصل للمانا وتحويلها للطاقة التي تدفع جسده بالإضافة لهيئة الألماس. وعند الحاجة، هو يمكنه حسر وتقليل استهلاك المانا كذلك، مع امر كهذه هو لم يكن بحاجة للقلق حول تخطي الحدود او التحميل الزائد. شعر يون وو انه يمكنه الاستمرار بالقتال طوال اليوم بلا استراحات.
وبمساعدة أداة مثل السوار الأسود، وجوهرة الوحوش ذات الخمسة ألوان، وعين ملك العفاريت كأدوات مساعدة.
*صفير*
تفجرت الرياح حول يون وو. تموج الهواء بحرارة مهولة.
كان يون وو واعيا انه اصبح أقوى. لكن الأمر قد فاق توقعاته.
’مع هذه القوة’
مع مهارات قوية كمهاراته.
’يمكنني فعل أي شيء’
*كونج*
أخذ يون وو خطوة أخرى للأمام.
بفضل مهاراته، هو يمكنه جمع خطته معا.
’لا حاجة للاستمرار باستراتيجية الضرب والهرب. يمكنني فقط الاستمرار ومواجهتهم جميعا. وعندها، يمكنني التهامهم جميعا’
ضوء مجنون انطلق من عينيه.
تراجع بقية اللاعبين بضعة خطوات فزعين من نظراته. في أعينهم، هو لم يكن مختلفا عن أعين مفترس ينظر الى فرائسه.
"اررررج...!"
"كيف مازال لم يتعب حتى الآن؟"
لم يكن لدى أي احد منهم الشجاعة لمهاجمة يون وو.
عندما سمعوا للمرة الأولى انه كان هناك دخيل واحد، هم اعتبروا الأمر شيئا تافها. لكل حوالي اكثر من 80 لاعبا كانوا ميتين بالفعل، والكثير منهم مات بدون ترك جثة حتى.
هم لاحظا أخيرا انهم مشوا الى عمق الجحيم بأرجلهم.
أخذ يون وو خطوة أخرى اقرب.
"اذا لم تأتوا الي"
غير قادرين على صد هالة يون وو، تراجع اللاعبون للخلف.
"اذا سأتي اليكم"
ابتسم يون وو ببرود وحنى ركبته للاستعداد للاندفاع للأمام..
وجه اللاعبين اصبح اكثر شحوبا في رعب.
ركلت قدم يون وو الأرض واندفع بطريقه ناحية حشد اللاعبين.
*سويش*
وفقط عندها.
"توقف!"
عندما فجأة، صدى صوت مثل الرعد في السماء.
توقف يون وو في منتصف طريقه ورفع رأسه.
مجموعة من عشر لاعبين هبطوا من المبنى المقابل ليون وو.
*تاك*
كل واحد منهم بدا أقوى من الذين قاتلهم حتى الآن. خاصة الأول في المقدمة، هو أعطى هالة خطيرة قوية للغاية بشكل غير مقارن بهالة جميع اللاعبين السابقين مجمعة. السيفان المعلقان بظهره أعطا أيضا انطباعا قويا.
لقد كان بيلد.
واللاعبون التسعة خلفه كانوا لاعبين من البرج مرسلين من قبل تشونغهوادو.
"اه، أخيرا قد وصل!"
"لقد تم انقاذنا!"
الأمل ظهر في أعينهم للمرة الأولى.
عينا بيلد رغم ذلك كانتا مليئتان فقط بالغضب.
"اذا انت هو المقنع الأبيض؟ طوال هذا الوقت كنت تختبئ مثل فأر صغير جبان، والآن قررت أخيرا اظهار وجهك. لكن ليس لديك أي فكرة أين انت اليس كذلك؟"
رأى بيلد جثث اللاعبين الموتى وحطام المباني المتناثر في كل مكان حوله. القوة القليلة المتبقية من ارانجدون قد تم تدميرها. لقد كان هناك فقط 30 ناجيا من هذا الحادث.
لاعتبار انه كان هناك أكثر من مئة شخص قبل ان يغادر، اكثر من 80 لاعبا قد ماتوا في غيابه القصير.
هذا كله قد تم فعله بيد لاعب واحد.
من البداية حتى النهاية.
هذا كان المجرم الذي دمر كل شيء لارانجدون.
*ووووش*
اندفاع من هالة مكثفة انفجر حول بيلد. لقد كانت هالة حارة وجنونية مثل مشاعره الملتهبة.
في الناحية الأخرى.
حدق يون وو في بيلد بعبوس على وجهه.
’ماهو هذا الشعور المألوف الذي اشعر به؟’
من الواضح انه كان لاعبا ارسل للبرنامج التعليمي من قبل تشونغهوادو، لاعب يون وو لم يستطع اللقاء به من قبل البرنامج التعليمي. لأجل هذا هو كان يتعامل مع التوابع الصغار الآن بهدف استدراج السمكة الأكبر خارج مخبأه.
لكن حتى بعد تحقيقه لهدفه، لم يستطع يون وو حتى اخراج ابتسامة صغيرة. بسبب اختباره لشعور الديجافو في اللحظة التي رأى بها بيلد.
لقد كان لديه ذكرى عنه، لكن يون وو لم يستطع ان يتذكر من أين. عصر ذهنه محاولا البحث في ذكرياته. الطاقة التي يطلقها كانت مألوفة.
’لن انسى ابدا شخصا بهالة قوية كهذه، لكن هل رأيته حقا في مكان اخر من قبل؟’
في تلك اللحظة.
جملة في مذكرة اخاه ومضت في ذهنه.
<كان هناك خمسة مرات غرس السيف فيها بقلبي. ثلاثة ينتمون للوردات. واحد من حبيبتي السابقة.
والأخير من الشخص الذي ظننت انه كان صديقي>
لقد كان لأخوه شخص واحد ظن انه يمكنه الاعتماد عليه وقت الخطر.
وصديقه كان لديه بضعة لاعبين ينادونه ب’أخي’ والذين اتخذهم كتوابعه.
وعندها، تذكر يون وو أخيرا وجه أحد اخوته.
هو تذكر المشهد حيث ذلك الشخص يقف بجوار أخيه ويضحك معه عليه مع أخيه وانهار مع الخنجر مغروسا في قلبه ( أخيه الأولى اخ يون وو والثانية اخ الشخص الي كان اخوه يعتبره صديقه عشان اللخبطة)
وتذكر يون وو بسرعة اسمه.
’بيلد!’
لمعت عينا يون وو بغضب.
’كيف يمكنه ان يكون هنا؟’
نادرا ما عاد اللاعبون للبرنامج التعليمي حالما بدأوا بتسلق البرج.
لقد كان هناك 99 طابقا امامهم لتسلقه، لما سيعودون لكان كهذا حيث عليهم المعاناة لشهر كامل؟
على حد علم يون وو، بيلد كان احد اللاعبين المركزين على تسلق البرج.
’لما لاعب مثله متواجد في البرنامج التعليمي وأيضا في ارانجدون؟’
فقط عندها، كل الأسئلة التي كانت تتراكم بداخل رأسه أصبحت واضحة. ارانجدون، النشالون. وتشونغهوادو، المزرعة البشرية. الهدف الحقيقي حول اختبائهم هنا.
وأيضا هوية الشخص خلف بيلد.
لم يكن الأمر مثاليا، لكنه يمكنه رسم الخطوط الخارجية لخطتهم في ذهنه.
’هذا المكان لم يكن فقط مخبأ اخر لتشونغهوادو’
شرارات اشتعلت من عينا يون وو.
’ليونتى. هو صنع هذا المكان بهدف إخفاء شيء من تشونغهوادو...!’
...........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
(1): حشرة النملة الأسد: هي حشرة تشبه اليعسوب، مع يرقات مفترسة تبني حفرا مخروطية تسقط فيها الحشرات وخاصة النمل لذا قيل انها مصيدة نمل صنعت على يد النملة الأسد.