رفرفت عيون أيوب مفتوحة، وأصبحت رؤيته غير واضحة عندما وجد نفسه في منطقة خضراء هادئة مليئة بالأشجار وأزيز الطبيعة اللطيف. كان المشهد الهادئ يتناقض بشكل صارخ مع المشهد الكابوسي الذي شهده للتو.

أدار أيوب رأسه فرأى خلفه بيتاً صغيراً. لم يكن هناك قبل لحظات، وكان على يقين من ذلك تقريبا. هل ذكر الغراب شيئًا عن هذا المنزل عندما تحدث إليهم سابقًا؟

شعر أيوب بإحساس مفاجئ بالإلحاح عندما تذكر كلمات الغراب الأسود، "كن حذرًا أيها الشاب. هذه اللعبة ليست لعبة، إنها معركة من أجل البقاء. أولئك الذين لا يملكون الشجاعة والقوة للقتال يجب أن يستعدوا له". يهلك."

وجد أيوب نفسه عند الباب الأمامي للمنزل الصغير، مرتبكًا وغير متأكد مما يمكن توقعه. وكأنما ظهرت أمامه شاشة ثلاثية الأبعاد تعرض شرحًا تفصيليًا لقواعد اللعبة وأهدافها

تم شرح قواعد اللعبة بطريقة بسيطة ومباشرة: كان الهدف هو البقاء على قيد الحياة وأن تكون آخر لاعب صامد، وللقيام بذلك، كانوا بحاجة إلى استخدام مواردهم بحكمة. كان على اللاعبين بناء منازلهم والدفاع عنها، وجمع الموارد، وتشكيل تحالفات مع لاعبين آخرين، ومهاجمة الخصوم إذا لزم الأمر.

ثم تابعت الشاشة لتوضح أن اللاعبين لديهم العديد من القدرات والقوى التي يمكنهم استخدامها لصالحهم، مثل نصب الأفخاخ وبناء الجدران لحماية منازلهم. يمكن للاعبين أيضًا بناء المزارع والمحلات التجارية لكسب الموارد، ولكن عليهم توخي الحذر والحكمة في قراراتهم. تطلب الشاشة ثلاثية الأبعاد من اللاعبين اختيار مساراتهم بعناية، حيث أن كل قرار وإجراء يمكن أن يؤثر على بقائهم في اللعبة.

عندما اختفت الشاشة، استغرق أيوب لحظة لمعالجة قواعد اللعبة والقدرات المتاحة له. أخذ نفسًا عميقًا واتجه نحو المنزل الصغير، وقد ملأه شعور بالعزم والتصميم وهو يقترب من الباب الأمامي.

عندما دخل أيوب المنزل الصغير، وجد نفسه في مكان غريب ومؤثث بشكل متواضع. لم يستطع إلا أن يقدر الجو المريح الذي كان ينعم به المنزل. بدا الأمر وكأنه ملاذ آمن وسط اللعبة غير المؤكدة والتي يحتمل أن تكون خطيرة والتي تم إلقاؤه فيها عن غير قصد.

استغرق أيوب لحظة لتفحص المناطق المحيطة به، مستمتعًا بالسحر الريفي للمنزل الصغير. عن يساره رأى مطبخًا صغيرًا به طاولة وكراسي، وعن يمينه رأى منطقة معيشة مريحة المظهر بها أريكة ومدفأة صغيرة. بالقرب من الباب الأمامي، كان هناك درج صغير يؤدي إلى الطابق العلوي.

صعد أيوب الدرجات إلى الطابق العلوي ووجد مدخلاً صغيرًا به بابان على كلا الجانبين. اقترب من الباب الأول وفتحه، فكشف عن غرفة نوم متواضعة بها سرير ونافذة صغيرة تطل على المنطقة المشجرة بالخارج. ويؤدي الباب الثاني إلى حمام مجهز بالضروريات الأساسية.

فتح أيوب شاشة نظام اللعبة التي كانت تذكرنا بشاشة نظام من طراز آر بي جي. على الجانب الأيسر، كانت هناك قائمة بالقدرات والقوى المتاحة، وكان لكل منها وصف تفصيلي لوظائفها. على الجانب الأيمن، كانت هناك عدة علامات تبويب، بما في ذلك "المخزون" و"شجرة المهارات" و"المهام" و"الإحصائيات".

تعرض شاشة حالة أيوب مستواه ومهاراته ومخزونه ومهامه وإحصائياته.

المستوى: المستوى 1

المهارات: لا يوجد

المخزون: معدات البداية الأساسية

أسئلة: لا شيء

إحصائيات:

- الصحة: 7

- القدرة على التحمل: 9

- الجوع: 10

- العطش: 12

تم تغيير شاشة حالة أيوب لتشمل قسمين جديدين:

متجر النظام: متجر يستطيع أيوب من خلاله شراء وبيع العناصر وتعلم مهارات جديدة بعدد محدود من العملات المعدنية.

منطقة التداول: منطقة يمكن لأيوب من خلالها التفاعل مع اللاعبين الآخرين وتبادل العناصر والموارد والمهارات. سيكون نظام التداول مهمًا للعبة.

أغلق أيوب شاشة النظام وتوقف لحظة للتفكير في المعلومات الجديدة التي تعلمها. إن المعرفة بـ "متجر النظام" و"منطقة التداول" أعطته إمكانيات جديدة ليأخذها في الاعتبار. لقد فكر فيما إذا كان عليه أن ينظر حول المنزل الصغير أولاً، أو أن يتوجه إلى الخارج لاستكشاف عالم اللعبة الغريب الذي كان عالقًا فيه.

نظر أيوب حول المنزل الصغير للمرة الأخيرة، مستمتعًا بالمحيط البسيط والمريح. وبينما كان من المغري البقاء ضمن أمان المنزل، عرف أيوب أنه لن يتمكن من الهروب من اللعبة بمجرد البقاء في الداخل. وبنفس عميق، اقترب من الباب الأمامي وفتحه، مهيئًا نفسه لأي مجهول ومخاطر تنتظره في الخارج.

عندما خرج أيوب من المنزل الصغير، وجد نفسه في منطقة غابات كبيرة. كان الهواء منعشًا ومنعشًا، وشكلت الأشجار مظلة كثيفة فوقه، وتلقي بظلالها على الأرض.

عندما بدأ أيوب بالتحرك عبر الغابة، سمع فجأة هديرًا منخفضًا يأتي من خلف شجيرة قريبة. لقد توتر، وعلى الفور في حالة تأهب قصوى. هل كان هذا وحشًا؟

استعد أيوب واقترب ببطء وبحذر من الأدغال التي جاء منها الهدير. يمكن أن يشعر بقلبه ينبض في صدره بينما يرتفع الأدرينالين لديه. فجأة، ظهر مخلوق ضخم مخيف من بين الشجيرات، وكشفت أنيابه وعيناه مملوءتان بالحقد.

عرف أيوب أنه كان في قتال. وسرعان ما أخرج السيف الذي وجده في المنزل واتخذ موقفا دفاعيا. أطلق الوحش هديرًا مهددًا آخر واندفع نحوه، وكانت مخالبه وأسنانه حادة وجاهزة لتمزيقه.

وتفادى أيوب رشاقة ملحوظة، متجنبًا هجوم الوحش. ثم انتقم بسرعة، فضرب سيفه على جسد الوحش. عوى المخلوق من الألم، وأذهل للحظات من الضربة.

مستغلًا ذهول الوحش اللحظي، واصل أيوب هجومه، وضرب مرارًا وتكرارًا بضربات مائلة سريعة ومحسوبة. حاول المخلوق يائسًا الرد، لكن خفة حركة أيوب ومهارته في استخدام السيف أعطته ميزة.

وبعد لحظات قليلة أخرى من القتال العنيف، وجه أيوب ضربة قوية أخيرة. ترنح الوحش إلى الوراء، وكانت جراحه أكبر من أن يتحملها. مع أنين حلقي أخير، انهار على الأرض، مهزومًا.

كان أيوب يتنفس بصعوبة، وهو يتفحص الوحش الساقط. لقد شعر بمزيج من الارتياح والرضا عندما رأى المخلوق مستلقيًا بلا حراك. ولكن بعد ذلك، لاحظ شيئًا متوهجًا بين جسد المخلوق - جوهرة صغيرة متوهجة.

جثم أيوب بالقرب من جثة الوحش، وعيناه مثبتتان على الجوهرة المتوهجة. عندما التقط الجوهرة، حدث شيء غير متوقع. وظهرت أمامه رسالة:

"تهانينا! لقد هزمت وحشك الأول في هذه اللعبة، وأنت أول لاعب يفعل ذلك. وكمكافأة، حصلت على إنجاز "القاتل الأول" الخاص وعنصر إضافي نادر."

تفاجأ أيوب ولكنه كان متحمسًا أيضًا لحصوله على إنجاز "القاتل الأول". ثم وجه انتباهه إلى العنصر النادر الذي تلقاه. لقد كان تعويذة صغيرة ولكنها قوية المظهر، متوهجة بضوء فضي مكثف.

تفحص أيوب التعويذة الصغيرة اللامعة. كان سطحه ناعمًا وباردًا عند اللمس، ويبدو أن التوهج الفضي المنبعث منه ينبض بطاقة من عالم آخر. كان أيوب على وشك محاولة توجيه قوته عندما ظهرت أمامه رسالة أخرى:

"تهانينا! لقد حصلت على وسام "سحر القاتل الأول". يمنح هذا السحر مرتديه دفعة قوية في القتال، مما يزيد من قوته الهجومية وقدراته الدفاعية لفترة محدودة."

خفق قلب أيوب بالإثارة. بدا سحر القاتل الأول مفيدًا بشكل لا يصدق. أمسك السحر بإحكام في يده وركز على توجيه قوته. وبينما كان يفعل ذلك، انتشر إحساس دافئ ووخز عبر جسده. لقد شعر بموجة من القوة والقوة، كما لو كان السحر يملأه بطاقته الخاصة.

ابتسم أيوب لأنه شعر بالقوة تتدفق من خلاله. كان لديه شعور بأن هذا السحر سيكون مفيدًا جدًا في المستقبل. بثقة وإصرار متجددين، واصل أيوب رحلته عبر عالم اللعبة، مستعدًا لمواجهة أي تحديات أو مكافآت قد يواجهها بعد ذلك.

بعد أن شعر أيوب بالقوة والشجاعة بفضل سحر القاتل الأول، تقدم للأمام عبر الغابة. يلقي ضوء الشمس المتسلل عبر الأشجار ظلالاً مرقطة على الأرض، مما يخلق نمطًا متغيرًا ومتغيرًا باستمرار من حوله. وبينما واصل المشي، واجه المزيد من الأشجار والشجيرات، وكان الطائر أو السنجاب يمر من أمامه من حين لآخر.

أبقى أيوب عينيه مفتوحتين بحثًا عن أي علامات خطر أثناء سيره، لكن بدا كل شيء هادئًا بشكل مدهش. كانت الأصوات الوحيدة هي حفيف أوراق الشجر وزقزقة الطيور بين الحين والآخر. وفجأة، توقف أيوب في مكانه عندما لاحظ شيئًا غريبًا أمامه.

أغمض أيوب عينيه للحصول على نظرة أفضل، وخفق قلبه عندما أدرك ما كان ينظر إليه. هناك، في مساحة صغيرة أمامنا، كان هناك صندوق كبير، غطاؤه مفتوح قليلاً، ويكشف عن لمحة عما بدا وكأنه نهب متلألئ بالداخل.

ولم يصدق أيوب حظه. صندوق الكنز، في انتظار أن يتم فتحه! ولكن عندما اقترب من الصندوق، فكر في خطر وجود فخ أو عدو مخفي قريب. لقد جهز نفسه نفسيا، ليكون جاهزا للاعتداء في أي لحظة.

وصل أيوب إلى صدره ونظر حوله بعناية، مستمعًا لأي أصوات حركة أو علامات خطر. كان كل شيء ساكنًا وهادئًا، ولم تكن هناك علامات على وجود أي أعداء أو فخاخ قريبة. أخذ نفسًا عميقًا لتثبيت أعصابه، ورفع أيوب غطاء الصدر ببطء، وكشف عن مجموعة من العناصر المتلألئة بداخله.

وبينما ينفتح غطاء الصدر ببطء، اتسعت عيون أيوب في دهشة. كان الصندوق ممتلئًا حتى أسنانه بمجموعة متنوعة من الكنوز. كانت هناك مجموعة متنوعة من العملات المعدنية اللامعة والملونة، بالإضافة إلى العديد من الأحجار الكريمة التي تتألق في ضوء الشمس. تم أيضًا تنظيم الأسلحة والدروع والجرعات واللفائف بشكل أنيق في الصندوق، في انتظار اكتشافها والمطالبة بها.

وقف أيوب فوق الصندوق، مندهشًا من كمية العناصر الموجودة بداخله وتنوعها. وصل إلى الصندوق، مع الحرص على عدم إزعاج محتوياته، وبدأ في فحص العناصر واحدًا تلو الآخر. التقط كيسًا صغيرًا وشعر بوزن العملات المعدنية بداخله. بعد ذلك، قام بفحص خنجر بمقبض معقد ونصل حاد مصقول. كما عثر أيضًا على لفافة من الرق عليها علامات غريبة على السطح.

وبينما كان أيوب يستكشف محتويات الصندوق أكثر، وجد قطعة صغيرة أخرى على شكل كرة صغيرة متوهجة. لقد توهج بضوء أبيض ناعم ويبدو أنه ينبعث من طاقة خفية ولكن من عالم آخر. التقط أيوب الكرة وتفحصها عن كثب. يبدو أنه عنصر سحري مجهول المصدر والغرض.

قلب أيوب الكرة بين يديه، منبهرًا بتوهجها الناعم. لم يتمكن من تحديد الغرض الذي يمكن استخدام الكرة من أجله، لكن القوة التي يمكن أن يشعر بها تنبعث منها جعلته يعتقد أنه شيء مهم. شعر أيوب بوخز خفيف في يديه وهو يمسك بالكرة، فقرر أن يضع الكرة بعناية داخل جيبه لحفظها.

كان قلب أيوب يتسارع وهو ينظر إلى الكنوز الموجودة في الصندوق. كانت جميع العناصر متنوعة ومثيرة للاهتمام، وكل منها يحمل القدرة على توفير قوة أو قدرة فريدة. لقد شعر بموجة من الإثارة والاحتمالية عندما أدرك القيمة المحتملة للعناصر التي اكتشفها. كان يعلم أنه أصبح أقوى وكان مستعدًا لمزيد من التحديات والمكافآت.

أغلق أيوب الصندوق ببطء، للتأكد من أن جميع الكنوز معبأة بشكل آمن بالداخل. لقد تراجع خطوة إلى الوراء ونظر إلى محيطه مرة أخرى، ويشعر الآن بتحسن كبير بشأن فرصه في هذه المباراة. كان "سحر القاتل الأول" لا يزال ممسكًا بإحكام في يده، وكانت الكرة الصغيرة مثبتة بقوة في جيبه. مع شعور متزايد بالطموح والتصميم، استعد أيوب للمغامرة أكثر في عالم اللعبة.

واصل أيوب طريقه، وأصبح ذهنه الآن يركز على إمكانية مقابلة لاعب آخر أو مواجهة مخاطر جديدة. وبينما كان يمشي، سمع فجأة صوتًا ناعمًا ولحنًا يناديه. نظر حوله مندهشًا، لكن لم يكن هناك أحد في الأفق. ثم ظهرت أمامه شخصية صغيرة متوهجة، ويبدو أنها تتجسد من فراغ.

حدق أيوب بمزيج من الصدمة والعجب، بينما وقفت الشخصية المتوهجة أمامه. لقد كان كائنًا صغيرًا ونحيفًا، وله أجنحة رقيقة ترفرف بلطف أثناء تحليقه في الهواء. كان له مظهر شاب وشبه طفولي تقريبًا، ولكن كان هناك جو من القوة حوله. نظر الكائن إلى أيوب بعيون فضولية وتحدث بصوت موسيقي ناعم.

"تحية طيبة أيها المسافر،" ذلك الكائن المتوهج يقول صوته الموسيقي كنسيم ناعم ولطيف. "أنا سعيد لأنني وجدتك." كان الكائن يحوم بالقرب من أيوب، وترفرف أجنحته بهدوء، ويلقي ضوءًا فضيًا شاحبًا على أرضية الغابة.

استجاب أيوب، الذي لا يزال مندهشًا ولكنه مفتونًا، للكائن المتوهج. "من أنت؟" سأل وهو يحاول إخفاء دهشته. ابتسم الكائن الصغير، وتلمع عيناه الفضيتان بلمحة من المرح. "أنا جنية،" قالت، صوتها خفيف مثل أغنية الطيور. لقد رفرف بجناحيه برشاقة كما لو كان للتأكيد على بيانه.

لم يصدق أيوب ذلك. كان يتحدث إلى جنية حقيقية، مخلوق أسطوري خرج مباشرة من القصص القصيرة. كانت صغيرة، لا يزيد حجمها عن كف يده، ومع ذلك، كانت تنضح بإحساس من الحكمة والقوة لا يمكن إنكاره. اقتربت الجنية من أيوب ونظرت إليه بعينيها الكبيرتين المضيئتين.

"ما الذي أتى بك إلى هنا أيها المسافر؟" سألت الجنية، صوتها يشبه الهمس المهدئ. بدا مهتمًا حقًا بحضور أيوب، وكانت نظرته تحمل لمحة خفية من الذكاء. ظل أيوب مندهشًا من الظهور المفاجئ للجنية، لكنه استجمع أفكاره وأجاب. "أنا... لقد أحضرتني لعبة ما إلى هنا. لا أعرف لماذا أو كيف..." واصل كلامه وهو لا يزال يحاول استيعاب كل ما حدث.

استمعت الجنية باهتمام شديد لكلمات أيوب، وكان رأسها الصغير يميل قليلاً إلى الجانب. "لعبة، تقول؟" قال، وصوته يأخذ نبرة أكثر جدية. "كم هي مثيرة للاهتمام. أخبرني المزيد عن هذه اللعبة." شعر أيوب بإحساس غريب وهو يتحدث مع الجنية، وكأن المخلوق مستثمر حقًا في قصته ووضعه.

أخذ أيوب نفساً عميقاً وبدأ يشرح للجنية تجربته مع اللعبة. ووصف الظروف الغريبة التي أتت به إلى هنا، والارتباك وعدم اليقين بشأن وضعه الحالي. وبينما كان يتحدث، استمعت الجنية باهتمام، ولم ترفع نظرتها الثابتة عن وجه أيوب. عندما انتهى من الشرح، ظلت الجنية هادئة للحظة، كما لو كانت تفكر في المعلومات.

استمعت الجنية لشرح أيوب وبعد لحظة من التفكير تحدثت. قالت الجنية بصوت حازم: "أعتقد أنني أستطيع مساعدتك أيها المسافر". "أنا على استعداد لتقديم مساعدتي إذا كنت على استعداد لقبولها." تفاجأ أيوب بالاقتراح ولكنه مفتون به. "ماذا تقترح؟" سأل وهو ينظر إلى المخلوق الصغير.

تحوم الجنية بالقرب من أيوب. وأوضح: "لدي القدرة على دمج جوهري مع شيء ما". "إذا سمحت لي، يمكنني أن أندمج معك وأصبح خاتمًا يمكنك ارتداؤه." تفاجأ أيوب بكلمات الجنية، لكنه فهم على الفور القيمة المحتملة لمثل هذا العرض. كان الخاتم السحري الذي يمكن أن يمنحه صلاحيات أمرًا جذابًا.

تابعت الجنية: "إذا ارتديتني كخاتم، فسأمنحك القدرة على التحكم في الريح. وستكون قادرًا على خلق عواصف، وتوجيه العواصف، والتحرك بسرعة الرياح نفسها." كان عقل أيوب يتسابق مع الاحتمالات. القدرة على التحكم في سحر الرياح يمكن أن تغير قواعد اللعبة، خاصة في هذا العالم غير المألوف.

أومأت الجنية برأسها، ووجهها الصغير يأخذ تعبيرًا قاتمًا بعض الشيء. قالت: "نعم، هذا هو السبب الحقيقي وراء حاجتي إلى مضيف". "لقد كنت ذات يوم كائنًا قويًا جدًا، قادرًا على التحكم في العناصر بمهارة كبيرة. لكن قوتي تضاءلت بمرور الوقت، ولاستعادتها، أحتاج إلى جوهر روحي قوي." تحدث بهدوء، كما لو كان يناقش مسألة بسيطة.

فكر أيوب للحظة، وكان عقله يتسارع وهو يفكر في كلمات الجنية. ثم تذكر الحجر الغامض الذي وجده في صندوق الكنز السابق. "انتظر" قال وهو يمد يده إلى جيبه. "لقد وجدت شيئًا في الصندوق قبل أن أقابلك." أخرج الحجر الصغير الغامض ورفعه حتى تراه الجنية.

اتسعت عيون الجنية عند رؤية الحجر. "آه، نعم،" قال، وصوته مليئ بالعجب. "هذا الحجر يحمل قوة فريدة. إذا جمعناه مع جوهري، فقد يكون المحفز المثالي للمساعدة في استعادة قوتي." شعر أيوب برعشة من الإثارة. كان لديه شعور بأن هذا الحجر والجنية معًا يمكن أن يكونا قويين بشكل لا يصدق.

فحصت الجنية الحجر بعناية. "هنغ...نعم، الحجر يحمل إمكانات بالفعل، لكنه في المستوى الأول فقط"، قال صوته بنبرة محبطة بعض الشيء. "سيساعد ذلك في زيادة قوتي قليلاً، لكنني لن أكون قريبًا من قوتي الكاملة." نظرت الجنية إلى أيوب بعينيها المضيئتين.

"لو أن هناك طريقة فقط لزيادة مستوى الحجر،" واصلت الجنية صوتها المشوب بالشوق. "مع حجر ذو مستوى أعلى، يمكننا استعادة قوتي إلى قوتها الكاملة." نظر أيوب إلى المخلوق الصغير المتوهج، وأحس بالمسؤولية تجاهه. كان يعلم أن الحجر كان مجرد نقطة بداية، ولإطلاق العنان لقوة الجنية حقًا، كانوا بحاجة إلى إيجاد طريقة لترقية الحجر.

أومأت الجنية برأسها. "حسنًا جدًا"، قال صوته الخافت المليء بالإصرار. "سأرافقك في رحلتك. سوف تستخدم سحر الريح الذي أعطيه لك، وأي حجارة ذات مستوى أعلى نجدها على طول الطريق سيتم استخدامها لتقويتي أكثر." وبعد أن استقر ذلك، حلقت الجنية بالقرب من أيوب مرة أخرى، ورفرفت أجنحتها بلطف.

شاهد أيوب الجنية تتحول إلى حلقة متوهجة أمام عينيه. كان الخاتم مزخرفًا بشكل مدهش، مع نقوش دقيقة على سطحه وحجر كريم واحد متلألئ مثبت في المنتصف. بدأت الحلقة الجنية تتوهج بشكل أكثر سطوعًا، وضوءها الفضي ينبض بالطاقة السحرية.

شعر أيوب بإحساس غريب وهو يمسك الخاتم بيده. كان الجو دافئًا ووخزًا، كما لو كان جوهر الجنية يتسرب إلى جلده. بدأ الخاتم الجني يتكلم، صوته منخفض وساحر. قالت الجنية من داخل الحلبة: "الآن، ركزي واسمح لقوتي بالتدفق إليك".

أخذ أيوب نفسا عميقا وركز عقله. لقد شعر بإحساس غريب ولكنه مبهج عندما بدأت قوة الجنية تملأ كيانه. بدا الهواء من حوله وكأنه يتشقق بالطاقة، وشعر كما لو كان يشعر بالرياح نفسها. تحدث الخاتم الجني إليه مرة أخرى، وملأ صوته عقله. "هل تشعر بذلك؟ قوة الريح تسري فيك الآن."

أومأ أيوب برأسه، وكان جسده يطن بقوة الريح. يمكن أن يشعر بإحساس جديد وغريب بالسيطرة على الهواء من حوله. تحدثت الحلقة الجنية مرة أخرى، وكان صوتها مليئًا بالإثارة. "الآن، جرب تعويذة بسيطة. انطق الكلمات "احتضان الريح" وانظر ماذا سيحدث."

أخذ أيوب نفسًا عميقًا ونطق بعبارة "احتضان الريح" كما أمره الخاتم الجني. عندما قال هذه الكلمات، شعر بموجة من القوة بداخله. يبدو أن الهواء من حوله يتغير ويستجيب لأوامره. بدأ نسيم لطيف يهب عبر الغابة، ويحفف أوراق الأشجار ويرقص حول جسد أيوب. شعر كل جزء من كيانه بالحيوية والنشاط، ومليئًا بقوة الريح. تحدثت الحلقة الجنية مرة أخرى، وكان صوتها مليئًا بالرضا. "هل ترى؟ لديك إمكانية الوصول إلى طاقة الرياح الآن."

ابتسم أيوب وهو يشعر بموجة من البهجة. مع قوة خاتم الجنية التي تتدفق من خلاله، شعر بأنه أكثر قدرة ونشاطًا من أي وقت مضى. نظر حوله، وعيناه تنظران إلى مشهد الغابة بتقدير جديد. تكلم صوت الخاتم الجني مرة أخرى، وكانت لهجته متحمسة ومفيدة. "الآن، جرب تعويذة أكثر تقدمًا. قل 'Wind's Razor' ووجهها إلى فرع قريب."....

2024/10/17 · 6 مشاهدة · 2665 كلمة
Ayoub
نادي الروايات - 2024