ما مدى رعبك عندما تستيقظ لترى نفسك مقيداً باصفاد سوداء بشعة وزنها يتجاوز وزنك
محاصرٌ في مكان ضيق بالكاد تستطيع فيه تحريك اقدامك
رائحة الموت تملأ المكان مما جعلني أشعر بعدم ارتياح شديد.
تتجول بعينيك عبر المكان لتصطدم بجدران حمراء كالدم
تحوي رسومات و كلمات غريبة لا أعرف معناها و لكنها تعطي احساس قوي بالشر
مكان رهيب ! يبدو كأصل كل الشرور
من الصعب تخيل أن بضعة كلمات و رسومات ستولد الخوف في قلب شخص هاديء مثلي
انتظر !
لحظة!
هل كنت حقاً شخص هاديء ؟
من انا و لماذا لا أعرف شيء عن نفسي
هل انا ذكر ام امرأة
حاولت الحديث لاسمع بعدها صوت خشن إلى حد ما ليؤكد لي كوني ذكر
لا اعلم كيف علمت هذه المعلومات الأساسية بينما انسى كل شيء آخر و لا اعلم ايضا اي لغة تحدثت للتو و لكني اعلم ان الامر ليس بسيط كما يبدو
توقفت عن التفكير فعمَّ الصمت ....
من الغريب ان يشعر الشخص بالانتماء في مكان مثل هذا أليس كذلك ؟
اذا انتظرت قليلاً هل سأعرف الاجابة ؟ أشعر أنني نسيت شيء لا يجدر بي نسيانه
لمحت مرآة صغيرة في طرف الغرفة
نظرت لها
رأيت وجه غير مألوف و لكن الشعور كان مألوف ، يبدو أنه هناك صوت بداخلي يخبرني نعم هذا انا
شعر أسود ناعم مبعثر و عينان واسعة نحيلة سوداء كالهاوية
فقط أن هذه النظرة البريئة لا تلائم هذه الاعين ، يبدو أنها ستكون اكثر جاذبية اذا حملت هذه العيون نظرة اكثر شراً ؟
حسناً انه وسيم و لكن ليس هذا الأمر الاهم الآن
لاحظت للتو مربع احمر صغير في مقدمة جبهتي
مكتوب عليه ، نقاط الخطيئة : [ لا يمكن حسابها ]
نقاط الخطيئة ؟
هل قمت بأخطاء في حياتي ؟ هل انا شخص شرير ؟
لم يتموج قلبي كثيراً بغض النظر عن انا في الماضي فهو جزء مني شرير ام طيب شيطان او بطل فهذا كان انا
ضعت في التفكير قليلاً ، هل بعد فقدان الذاكرة سأسلك نفس مساري في الماضي ، ساكون شرير ؟
هل الطبيعة مرتبطة بالذاكرة و التجارب التي نمر بها ام هي مجرد شيء نولد به منذ البداية ؟
عبست قليلاً لأني لم أجد اجابة للسؤال ، حسنا لا بأس يبدو ان الايام ستجيب عنه و لن يكون هذا اليوم بعيداً
و لكن لماذا نقاط الخطيئة لا يمكن حسابها هل يمكن أنني قمت بشيء صغير جداً لذا لم يتمكنوا من حسابها ؟ هل سرقت مصاصة طفل ام رفضت مساعدة جدة عجوز في عبور الشارع
بالطبع تجاهلت تماماً فكرة أن تكون اعمالي الشريرة كبيرة جداً لدرجة أنهم لن يستطيعوا حسابها ، بعد كل شيء لن يحدث هذا الشيء الا لو دمرت العالم ..