الفصل الرابع و الثلاثين : إستيقاظ الوحش
في الواقع العجوز لم يكن على خطأ فتيان فاي منذ أن وجد نفسه في جسد هذا الطفل كان سلبيا في معظم الأوقات الا ببضع اللحظات داخل الكهف و لكن هذا كل شيء
ولا أحد يعلم ذلك أكثر منه فلو نفسه السابقه كانت هنا لكان قد حاول تحقيق الكثير و لكان لديه طموح معين ليحققه و لكن ما يجعل تيان فاي مترددا هو ما اذا كان عليه قبول هذه الحياه الجديده التي أتت من اللامكان أم لا
مثل هذه الأسأله التي حاول تيان فاي تجاهلها طوال الوقت بدأت بالظهور الواحده تلو الأخرى
و لكن في نفس الوقت كان هنالك مشاعر و ظلال غريبه تنشأ داخل تيان فاي
لم يكن تيان فاي غريبا عنه فهو يعلم بأن الوحش الذي كان يحاول كبحه طوال الوقت بدأ بالهيجان
و في نفس اللحظه تيان فاي نفسه أراد أن يعود تلك الشخصيه القديمه الخاصه به و لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن يريده هو تكرار نفس أخطاء الماضي
فكميه الأخطاء و الندم الذي لديه من حياته السابقه كبير و كبير جدا
عندها استرجع تيان فاي بعض الكلمات التي قالها له معلمه " نحن وحوش , مهما حاولنا أن نخبئ هذه الحقيقه لا يمكننا , حتى لو خافنا و احترمنا الناس لكنهم لن يحاولوا الإقتراب منا بإرادتهم , إن كنا في مجموعه أصدقاء سنكون من ينسون إخباره بالخروج معهم , هذه هي حقيقتنا و قوتنا و لكن أيضا ضعفنا , لذلك أطلقه و لا تشكك بالصوت داخلك يوما "
كان معلمه أحد أنجح الأطباء الجراحين في العالم في ذلك الوقت و قد قابله تيان فاي خلال شبابه و عمله كطبيب , و بسبب شخصياتهم المتشابهه قام بقبوله تحت جناحه
بعد الكثير من الأحداث في حياته و خسارته رخصته الطبيه كان قد نسي كلمات معلمه في ذلك الوقت
و لكن لسبب ما تذكرها الأن و في هذه اللحظه
ابتسم تيان فاي و ظهرت ابتسامه دافئه على وجهه لأول مره من إستيقاظه في جسده هذا و تمتم
" حتى بعد أن تغير العالم ما زلت تعتني بي يا معلم "
بعدها اختفت الإبتسامه و نظر للعجوز أمامه و قال " قلت انك لا تريد تضيع وقتك معي ؟ و لكن الأن سأخبرك هذه هي فرصتك الأولى و الأخيره لتكون على جانبي الجيد , هل لدينا صفقه أم لا فهذا خيارك و ليس خياري "
تفاجأ العجوز من التغير الذي حدث في نبره و تعابير تيان فاي
فتيان فاي الحالي حتى مع خبرته لم يستطع قرائته أو معرفه أفكاره , عندها بدء قديس الشطرنج بالتشكيك لأول مره منذ وقت طويل
على ما يبدو أنه أخطأ الحكم على هذا الطفل أمامه
لم تكن نبره تيان فاي متعجرفه أو طاغيه عندما دخلت أذن قديس الشطرنج كان الأمر أشبه بالمسلمات بالنسبه له كما لو أنه يصدق كلماته فعلا
بالنسبه لشخص خارجي يعرف خلفيه الإثنين سيعتبرها ضرطه لا حتى نكته , طفل دخل للتو عالم الزراعه يتكلم مع أحد الإخوه ال9 الذين سيطروا على مجموعتين مجريتيين كاملتين ليثبتوا هيمنتهم بهذه الطريقه الأمر أشبه بالمزحه
و لكن قالها تيان فاي بطريقه تبدو كأن هذا هو الترتيب الطبيعي للأحداث بينما شعر قديس الشطرنج بإستخدام غريزته التي شحذها على مر السنين إما أن يوافق الأن أو يجب عليه قتل هذا الطفل الأن
و من دون أن يشعر هربت نيه قتل منه موجهه نحو تيان فاي
لم يقصد قديس الشطرنج اطلاق نيه قتل و لكنها غريزته و إحساسه بالخطر الذي جعله يطلق نيه القتل الطفيفه
و لكن في اللحظه التي سحب نيه القتل فيها كانت قد وصلت لتيان فاي
خاف قديس الشطرنج أن تكون روج تيان فاي قد تضررت بسبب نيه القتل التي صدرت منه
و لكن عندما نظر لتيان فاي لم يرى أي تغيير عليه و لكن لسبب ما شعر بأن هنالك بروده قارصه تزحف خارجه من تيان فاي
سرعان ما أدرك العجوز بأنه لم يجب تيان فاي بعد و قال " الان أنت أفضل قليلا حسنا لك الصفقه و لأظهر لك صدقي "
بعدها أكمل و لكن بصوت أعلى قليلا " شو دايزوا تعال "
سرعان ما ظهر مراهق بشعر قصير أزرق و نظاره واسعه على وجهه و لكن كانت هنالك تعابير قلقه على وجهه عندما يقف أمام العجوز و سأل " تفضل سيدي هل لديك أي أمر لي ؟ "
بدأ العجوز بتمسيد لحيته و ظهرت تعابير لطيفه على وجهه و سأل بهدوء " هل تريد الموت أو الحياه ؟ "
تغيرت تعابير شو دايزوا فجأه و لم يعلم سبب هذا السؤال و لكنه شعر بأنه سيموت في أي لحظه حتى من دون أن يطلق العجوز أي نيه قتل نحوه
" الحياه سيدي بالطبع الحياه "
" اذا ضع دمك هنا " و أخرج العجوز مخطوطه تبدو من جلد و مرسوم عليها شكل غريب
كان الجلد أسودا و الشكل أحمرا بإختصار من منظرها الخارجي كانت تبعث بشعور شرير
بينما لم يتعرف عليها تيان فاي تعرف عليها شو دايزوا
" سيدي لماذا ما الخطأ الذي فعلته لأوقع عقد العبيد ؟ " كان وجه شو دايزوا يقطر عرقا بينما الدموع متجمعه في مقلتيه
" اذا لم ترد توقيعها لن أجبرك " قال قديس الشطرنج العجوز
علم شو دايزوا بأنه على الرغم من أنه قال بأنه لن يجبره الا أنه يعني بأنه لا يمانع قتله
صر شو دايزوا على أسنانه و قال " سأوقع "
و بعدها خرجت بضع قطرات دماء من جبهته مباشره لتطير نحو الورقه
أضائت الورقه قليلا ثم خفت الضوء كان شو دايزوا شاحبا في هذه اللحظه بعد كلشيء لم يكن الدم المستخدم في عقد العبيد عاديا و إنما جوهر دمه الذي يحمل كميه كبيره من الحيويه
عندها نظر العجوز لتيان فاي و قال " هذه هديتي الأولى "
تفاجأ تيان فاي من مباشره و شجاعه هذا العجوز أمامه في اتخاذ القرارات و لكن هذا النوع من الأشخاص هم الأشخاص الذين إما يسقطون سقوطا مدويا أو ينجحون نجاحا مدويا
لم يكن تيان فاي شخصيا يهتم بالمثاليات و الأخلاق المقززه
كان شخصا له حد أدنى و لكن حده الأدنى لم يكن إستعباد الناس
بعد كلشيء كشخص عاش في النور و الظلام فهو يعلم أنه حتى على الأرض و العصر الحديث كان الإستعباد شائعا
على الرغم من أنه أمام الإعلام تم تحرير العبيد و قضيت على العبوديه و لكنها في الواقع أصبحت أعمق و أعمق حتى أنه وصلنا لعصر لا يعرف فيه العبد بأنه عبد
ظنا منه أنه يقوم بأفعاله على أساس الحريه الشخصيه الخاصه به و لكنه في الواقع كالدميه التي تربطها خيوط يتم تحريكها على المسرح كما يشاء سيد الدمى
و من دون إضاعه للوقت قام بوضع بضع قطرات من دمه العادي على الورقه
أضاءت الورقه بلون أحمر فاقع و بدأت بالطفو فالهواء لتنقسم لقسمين أحدهما دخل تيان فاي و الأخر شو دايزوا
حدث كلشيء الأن بسرعه حيث لم يستطع شو دايزوا إستيعاب ما حدث
كان يظن أنه سيصبح عبدا و لكن عبد أحد أقوى الأشخاص الموجودين
قديس الشطرنج شي شينغ و لكن تحول الأمر ليصبح عبدا لطفل ؟
. . . . . . . . . . . . .
و دخلنا التوب أخيرا حان وقت إحتلاله