86 - المجلد الثاني : أسرار من الماضي

المجلد الثاني : أسرار من الماضي

في هذا الوقت كان هنالك فتى و فتاه في منتصف الغابه كان كلاهما غائبا عن الوعي

تحركت جفون الفتاه و فتحت لتكشف عن لون أسود جميل للغايه يبدو كالسماء المرصعه بالنجوم

نظرت الفتاه حولها و نظرت للفتى الوسيم ذو الشعر الأسود الطويل الراقد أمامها ... تعرفت الفتاه عليه مباشره و لكن بنفس الوقت عند النظر حولها و للفتى أمامها لم تستطع إستيعاب الوضع جيدا

ذلك لأن أخر شيء كانت تتذكره قبل ظهورها بهذا المكان كان القتال العنيف و الحابس للأنفاس و الذي كان بطله هو هذا الفتى أمامها

كانت بينها و بين هذا الفتى علاقه خاصه لإنها كانت خادمته في أخر الأيام

و لكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها بشكل كبير و ذلك لأنها إكتشفت أمرا كبيرا و هو أنها خارج الكهف !!!

إذا كان هذا الحدث فقط فلن يشكل مشكله و لكن وجود هذا الفتى أمامها و غائب عن الوعي خارج الكهف !

إنه أشبه بفرصه تقدم لها على طبق من ذهب ... أدركت الفتاه أنها خارج الكهف لأن قسم القلب الذي أقسمته في وقت سابق لم يعد يعمل !!

كان هذا الفتى الغائب عن الوعي قد جعلها تقسم بقسم القلب مقابل الموارد و الرعايه و بسبب هذه الموارد بالتحديد صنعت لنفسها قصه و إسما عظيما داخل الكهف

و لكن بسبب هذا القسم أيضا فقدت حريتها ... رغم أن الفتى أمامها لم يجبرها يومات على القيام بما لا تريد إلا أن شعور حياتك و موتك و حريتك بيد شخص أخر ليس إحساسا مريحا على الإطلاق

نظرت الفتاه لجسمها و وجدت سكينها معلقه خلف ظهرها كالعاده ... و عندها سقطت الفتاه بتفكير عميق للغايه ...

كانت أفكارها بحاله من الفوضى فلديها في هذه اللحظه الفرصه لقتل هذا الفتى أمامها

هي تعلم بالفعل بخطوره هذا الفتى فهي لا تعلم ما إذا إستيقظ و علم بأن قسم القلب لم يعد يعمل ما هو التصرف الذي سيقوم به .. و ما إذا فكرت بشخصيته الحاسمه فسيكون قتلها هو الحل الوحيد

و لكن بعد تفكير طويل و نضال أطول قررت الفتاه عدم قتله

لم تكن يوما شخصا ناكرا للجميل .. دون مساعده هذا الطفل أمامها كانت ستموت منذ وقت طويل داخل الكهف

رغم أنه جردها من حريتها إلا أنه بالتفكير من ناحيته هل سيسلم أي أحد كما كبيرا من الموارد لشخص أخر دون ضمان ؟

أعادت الفتاه نظرها للفتى الملقى أمامها

كانت لا تزال هنالك 4 شفرات مغروسه بجسده و إصابات عميقه بكل مكان

بعد النظر لهذه الإصابات أدركت الفتاه بأنه إذا لم تقم بعلاج إصاباته فستكون حياته بخطر

و لذلك بسرعه كبيره أخرجت الكثير من الأدويه الأعشاب الطبيه من خاتم تخزينها و بدأت بإخراج الشفرات من جسم تيان فاي

بمجرد أن خرجت الشفره خرجت كميه كبيره من الدماء

و لكن لحسن الحظ فقد تعلمت الكثير عن الكيمياء في الكهف و كان بإمكانها التعامل مع مثل هذه الإصابات بمهاره

أوقفت النزيف و طبقت الأدويه على جسم تيان فاي

كان تيان فاي في هذه اللحظه عاريا في جزء جسمه العلوي

و بعد تطبيق جميع الأدويه و مداواه جراحه ضمضت الفتاه جروحه بسبب الشفرات

و لكنها نظرت ليده اليمنى بعجز

كانت اليد اليمنى لتيان فاي بحاله سيئه للغايه ستحتاج لوقت طويل جدا لتتعافا

على الأقل سيأخذ الأمر منه سنه لإسترجاعها كما كانت

و لكن في الوقت الحالي قررت الفتاه تطبيق علاج بسيط لها بإزاله شظايا العظام المفتته

و تصحيح الأربطه و لكن عندما أمسك بيده علمت أن حالتها أسوء بكثير مما كانت تتوقع فلا نتحدث عن عظام مكسوره بل مطحونه تماما

كانت عظامه أشبه بالمسحوق و فقط عندما إحتارت من الذي يجب عليها فعله إستشعرت طاقه ضوء خفيفه تحيط بالجزء المصاب

كانت هذه الطاقه نقيه للغايه بينما تقوم شيئا فشيء بالإعتناء بيده

عندها عملت الفتاه أنه لا حاجه لمساعدتها بذراعه اليمنى

بعد الإنتهاء من كل هذه العمليه بدأت الفتاه بالنظر حولها و فحص محيطها

حولها وجدت أشجارا كبيره للغايه مع بعض الحشائش هنا و هناك ... مع إستشعار الهالات من حولها وجدت أن هنالك العديد من الوحوش ذات الهالات القويه من حولها

رغم أن أقواهم ليس إلا في الأرض العميقه لذلك لم تقلق على الإطلاق منها

و بدأت بالمشي في الغابه و هي تحمل تيان فاي على ظهرها

إستمرت الفتاه بالمشي بنفس الإتجاه لوقت طويل بعض الشيء حيث إستمرت بالمشي لمده 3 أيام

كانت الفتاه متعبه بعض الشيء بالأخص أنها تحمل تيان فاي معها

رغم جسمه الصغير كان تيان فاي ثقيلا للغايه حيث يزن طن واحد تقريبا

توقفت الفتاه عن المشي في اليوم الثالث ... ذلك لأنها قابلت بشرا

كان هذا أول مجموعه من البشر تقابلها طيله ال3 أيام .. كان كل ما قابلته وحوشا و حيوانات قويه

كانت الفتاه متحمسه بعض الشيء لمقابله البشر بعد كل هذه المده

و لذلك و هي تحمل تيان فاي على ظهرها ... ظهرت أمام البشر أمامها

كانت هذه المجموعه من الاشخاص تتكون من مجموعه حمايه يحيطون عربه واحده بدا من الوهله الأولى أن من في العربه كانوا أشخاصا مهمين

عندما ظهرت سيرا أمام المجموعه دون أي تحذير لم يتساهل أي من الحراس و أخذوا وضعيه المعركه

" لم أتي لأذيه أحد .. أردت أن اسأل عن الإتجاهات ما هي أقرب مدينه من هنا " قالت الفتاه للرجل الذي بدا كما لو أنه قائد الحراس أمامها و أقوى شخص في القافله

" أخفضوا أسلحتكم .. " قال القائد بصوت عميق

كان القائد رجلا في الثلاثينات من عمره يركب فرسا بنيه اللون ذات فراء جميله للغايه

مع وجه وسيم و لحيه قصيره و منظر رجولي كان له مظهر موثوق للغايه

" إذا كنتي تسألين عن الإتجاهات فأقرب مدينه تبعد أسبوعا عن هنا بإستخدام الأحصنه "

" و ما إتجاهها ؟ "

تفاجأ القائد من هدوء الفتاه رغم أنه أخبرها بأن أقرب مدينه تبعد أسبوعا بإستخدام الأحصنه

يجب أن تعلم بأن أسبوعا على الأحصنه يعني شهرا من المشي تقريبا

" إتجهي شرقا ستصلين إذا إستمررت شرقا "

" شكرا لك " قالت الفتاه و بدأت بأن تتجه شرقا

و لكن عندها سمعت القائد ينادي عليها مجددا

" يا فتاه إنتظري "

" ماذا ؟ " سألت الفتاه و بعدها أظهرت علامات فهم

" خذ هذه بضعه أحجار روحيه كشكر إعذر وقاحتي " و بعدها حاولت الفتاه إكمال طريقها

و لكن القائد أوقفها مجددا و هو الذي أزعج الفتاه بشده

و لكن عندها قال القائد " سيدي و سيدتي الشابين قالا بأنه بإمكانك القدوم معنا للمدينه فنحن ذاهبون لتلك المدينه بالفعل "

فكرت الفتاه قليلا قبل أن توافق و ذلك لعده أسباب أولها أنها لا تعلم حتى المعرفه العامه في هذا المكان و الثاني أنه أكثر راحه الذهاب مع مجموعه و السبب الأخير كان أن تيان فاي كان ثقيلا للغايه

و لذلك قالت للقائد أمامها " قد الطريق إذا "

بدأ القائد بالمشي و توجيهها نحو العربه في المنتصف

كانت العربه فخمه للغايه مع أناقه و تصميم مذهلين و الذي يدل على أهميه مستخدميها

فتح القائد العربه و كان بداخلها هنالك شاب يبدو في ال16 من عمره و فتاه بجانبه تبدو في ال13 أو 14

كان كلا الفردين جميلين للغايه و يرتديان أجود الملابس

كانت هنالك إبتسامه معلقه على وجههم و هم ينظرون للفتاه الغريبه أمامهم

رحب كلاهما بها و دعياها للجلوس داخل العربه

وضعت الفتاه تيان فاي على الأرض و جلست بعدها وضعت رأس تيان فاي على فخذها و نظرت للأخوين أمامها

عندما سألت الأخت الصغرى " مرحبا أنا و أخي من عائله جريينوود أنا إسمي كينديل و أخي كين ما إسمك "

" سيرا مورننغستار " أجابت سيرا بإيجاز

عند سماع إسمها تلونت بعض الصدمه بعين الأخ الأكبر قبل أن تختفي و يضع إبتسامه على وجهه كالمعتاد

و سأل " ما الذي حدث معكم هنا ؟ " و نظر لتيان فاي المصاب

و لكن قبل أن تجيب سيرا سمع ثلاثتهم صوتا يجيب هذا السؤال

" ذهب كلانا لهذه الغابه للتجربه إصطدمنا بوحش بقمه المعلم العميق و بأعجوبه إستطعنا الهرب "

هذا الصوت صدم الجميع تماما ذلك لأنه خرج من الشخص المصاب في العربه تيان فاي

كان أكثر من هو مرتبك في هذه اللحظه فهي سيرا

كان هنالك عرق بارد يغطي جسمها بالكامل في هذه اللحظه وهي تفكر

" منذ متى هو مستيقظ "

تعافى زوج الأخوه قبل سيرا و قالت الأخت الكبرى " في المعلم العميق ؟ الهروب من مثل هذا الوحش بعمرك يعني بالفعل نجاح تجربتك لابد أن تكون موهوبا للغايه سيد .. "

" تيان فاي " أجاب تيان فاي بهدوء شديد و لاحظ التغييرات بالثنائي أمامه

.........................

رغم أني قررت أن أقوم بأخذ يوم يومين من الراحه قبل البدأ بالمجلد الثاني و لكن قررت عدم ذلك لأن العيد قريب فمن الممكن أن أسحب وقتها

لا تنسوا تعليقاتكم و دعمك إستمتعوا

2023/04/17 · 352 مشاهدة · 1358 كلمة
Darkmonrach
نادي الروايات - 2024