الفصل الثلاثون: أصداء القدر العظيم
---
في تلك اللحظة التي نزل فيها لي يون تشي من الجبل، كانت الرياح تعصف بشدة، وكأن الطبيعة نفسها استشعرت قراره.
مع كل خطوة يخطوها، كان الفراغ حوله يبدو وكأنه ينهار ثم يعود للتشكل من جديد. كانت هالة جسده المدمجة بقوته تثير ارتعاش الأجواء.
"الأكوان قد تهتز، لكنني سأبقى ثابتًا."
تمتم، وعيونه الغامضة كانت تلمع بضوء النجوم.
---
بينما كان يسير، بدأت ذكرياته الضبابية تحاول الانبعاث مجددًا، لكنه لم يسمح لها بالسيطرة عليه.
"هذا الماضي... سأكتشفه لاحقًا. أما الآن، فالحاضر هو ما يهم."
قالها بصوت حازم، وبدأ يشعر بالطاقة السماوية تتدفق داخل جسده ببطء.
---
"تقنية جسد الفراغ الأبدي..."
همس، وبدأت خطوط من الطاقة السوداء تشع من جسده، متشابكة كأنها خيوط قدرية تسعى لربطه بشيء أكبر.
في تلك اللحظة، ظهر أمامه مشهد خيالي، أشبه بمرآة تعكس عالماً بعيداً.
كان مشهدًا يضم معارك لا تُحصى، سقوط ممالك، ونهوض أبطال وأباطرة.
---
"هذا... المستقبل؟"
سأل نفسه بصوت منخفض، لكنه أدرك أنه ليس مجرد رؤية.
كان هذا التحذير بمثابة دعوة للاستعداد.
---
بينما كان يتعمق في فهم تلك الرؤية، ظهر فجأة صوت خافت، مليء بالسخرية والقوة.
"أنت تتطلع كثيرًا، أيها الشاب."
ارتجت المنطقة من قوة الصوت، وظهرت هيئة طويلة أمامه، شخص مغلف بالضباب الأزرق، يحمل عصا خشبية تنبض بالطاقة البدائية.
---
لي يون تشي لم يتحرك، فقط رفع عينيه لينظر نحو القادم.
"ومن تكون؟"
سأل بصوت بارد كعادته، لكن نبرته حملت الثقة المطلقة.
---
"أنا رسول الأكوان المفقودة. أتيت لأرى إن كنت تستحق الألقاب التي تتحدث عنك."
قال الرجل، ثم رفع عصاه، لتنبعث منها عاصفة طاقة لا حدود لها.
---
لم يظهر أي خوف على وجه لي يون تشي. بدلاً من ذلك، ابتسم بخفة، وأمسك بسيفه الأسود، وأخرجه ببطء.
"إذن، اختبار آخر؟ يبدو أن الجميع يستمتعون بهذه اللعبة."
قال وهو يستعد.
---
بلمح البصر، انطلق الرجل نحو لي يون تشي، وهجمته كانت أشبه بصاعقة سماوية.
لكن لي يون تشي لم يتحرك من مكانه.
"سووش!"
تحطمت الهجمة قبل أن تصل إليه، وكأن الفراغ نفسه قد رفض المساس به.
---
"ما هذا؟"
قال الرجل بدهشة، لكنه لم يتوقف. استمر في شن الهجمات الواحدة تلو الأخرى، وكل هجمة كانت أقوى من سابقتها.
---
"إذا كنت تريد معرفة قوتي، فلن أخيب ظنك."
قال لي يون تشي، ثم رفع سيفه عالياً، وبدأت طاقة مظلمة تشع منه، وكأنها تهدد بابتلاع العالم نفسه.
"تقنية قطع الفضاء الأولية!"
هتف، واندفعت طاقة السيف نحو الرجل بسرعة لا يمكن تصورها.
---
"بفغت!"
اصطدمت الطاقة بعصا الرجل، وامتلأ المكان بصوت التحطم.
الضباب حول الرجل بدأ يتلاشى تدريجياً، وظهر وجهه الحقيقي، لكنه لم يكن بشريًا بالكامل.
---
"مثير للإعجاب... لكنك ما زلت بعيدًا عن مستوى الإمبراطور السماوي."
قال الرجل بابتسامة باردة، ثم تراجع ببطء، وكأن وجوده بدأ يتلاشى.
"سأعود عندما تصل إلى مستواي. لا تخيب أملي، يا لي يون تشي."
---
اختفى الرجل بالكامل، تاركًا وراءه ساحة مدمرة، وكلمات تردد صداها في أذني لي يون تشي.
---
"مستوى الإمبراطور السماوي؟ يبدو أن الطريق أطول مما توقعت."
قال، ثم جلس على الأرض المدمرة، وأغلق عينيه مرة أخرى للتأمل.
كان يعلم أن هذا اللقاء لم يكن عشوائيًا، وأنه مقدمة لشيء أكبر بكثير.
---
في مكان آخر...
اجتمع زعماء القبائل السماوية في قاعة ضخمة من الكريستال النقي.
"هذا الشاب... بدأ يزعجنا."
قال أحدهم، وكانت ملامحه تعبر عن الغضب.
---
"إذا لم نتصرف قريبًا، فقد يكون قد فات الأوان."
رد آخر، بينما كانت عيناه تتوهجان بضوء أخضر غريب.
"دعونا نرسل أحد الكبار هذه المرة. هذا ليس وقت الاختبارات الصبيانية."
قال زعيمهم، ثم أشار نحو بوابة ضخمة في نهاية القاعة.
"استدعوا حاكم الحروب السماوية."
---
نهاية الفصل الثلاثون