الفصل 32: تَجَمُّع الظلال
---
في أعماق وادٍ مظلم، حيث الهواء يملأه البرد والصمت الثقيل، تجمع عدد من الشخصيات المغطاة بعباءات سوداء. كل منهم كان يحيط بدائرة مرسومة على الأرض، تتوهج باللون الأحمر الدموي.
"لقد واجهته... إنه أقوى مما توقعت." تحدث الرجل ذو القناع، صوته مليء بالغضب والإحباط.
"أقوى؟" رد صوت آخر من الظلام، هذه المرة أكثر عمقًا. "أنت من قللت من شأنه. لي يون تشي ليس شخصًا يمكن التعامل معه بسهولة."
---
الرجل ذو القناع قبض يديه بغضب. "ولكنه مجرد طفل في المستوى الثاني! كيف يمكن أن يمتلك هذه القوة؟"
صوت ضحكة باردة تردد في المكان. "هذا لأنه ليس مثلنا. إنه يحمل سرًا أكبر مما تستطيع فهمه."
---
"وماذا نفعل الآن؟" سأل أحد الواقفين، صوته مليء بالتوتر.
"نستمر بالخطة. ولكن علينا أن نتوخى الحذر. إن أراد أن يقف في طريقنا، فسنعيد تشكيله... أو ندمره بالكامل."
---
على الجانب الآخر من العالم، كان لي يون تشي قد وصل إلى منطقة جديدة.
كان المكان مختلفًا تمامًا عما رآه من قبل. سلسلة من الجبال العظيمة تحيط بسهل واسع، والسماء هنا كانت صافية لكنها تحمل شعورًا غريبًا وكأنها تراقب كل خطوة.
---
"هذا المكان..." تمتم لي يون تشي، وهو يشعر بتذبذب طاقي غريب.
تقدم نحو مركز السهل، حيث لاحظ وجود تشكيل كبير محفور على الأرض. كان التشكيل معقدًا للغاية، ممتلئًا بالرموز القديمة التي لم يرها من قبل.
"يبدو أنه مصمم لامتصاص الطاقة... ولكن من الذي صنعه؟"
---
بينما كان يتفحص التشكيل، ظهر ظل من بعيد. كان رجلاً عجوزًا، يرتدي عباءة بيضاء ويعتمد على عصا خشبية مزخرفة.
"أيها الشاب، ما الذي تفعله هنا؟" سأل العجوز بصوت هادئ.
"كنت أمر فقط. ولكن هذا المكان... يبدو غير طبيعي." رد لي يون تشي، عيناه تراقبان العجوز بحذر.
---
العجوز ضحك بخفة. "غير طبيعي؟ هذا أقل ما يمكن أن يُقال. هذا التشكيل يحمل أسرارًا قديمة، وقد يكون سببًا في هلاك من يعبث به."
"إذن... هل يمكنك أن تخبرني أكثر؟"
ابتسم العجوز بنظرة غامضة. "ربما. ولكن أولاً، هل لديك القوة لتحمل المعرفة التي تبحث عنها؟"
---
قبل أن يرد، شعر لي يون تشي بهزة قوية في الأرض. الفراغ نفسه اهتز وكأن العالم بأكمله على وشك الانهيار.
"يبدو أننا سنتحدث لاحقًا، أيها العجوز."
---
استدار لي يون تشي بسرعة، وسيفه الأسود ظهر بين يديه. من بعيد، اقتربت مجموعة من الظلال بسرعة، كل واحدة منها تحمل هالة قاتلة لا يُستهان بها.
"هذه الهالات... إنها تشبه تلك التي واجهتها سابقًا."
ابتسم ببرود، وقبض على سيفه بقوة. "حسنًا، لنرَ ما لديكم."
---
إلى الفصل التالي...