الفصل 50 - "مستويات"
تدفقت الطاقة مجددًا، تنتشر عبر القاعة مثل حريق بري، ملأت المكان بكثافة متسارعة. كانت القوة الخام تهتز في الهواء، وتنبعث أصواتها في الجدران القديمة للقاعة الملكية. شعر لوكاس بذلك قبل أن يراها أندريه، تابعه، كان يتحول إلى شيء أكبر. كان يتطور ليصبح شيئًا لا يمكن إيقافه.
إشعار النظام:
تهانينا: أندريه وصل إلى رتبة SS.
تهانينا: أول تابع يصل إلى رتبة SS.
ظهرت الكلمات أمام عيني لوكاس، لكن الواقع الذي كان يحدث ضربه بقوة أكبر من أي إشعار. أندريه، أصبح الآن قوة لا يستهان بها.
ثم حدث الشيء نفسه مرة أخرى. انفجار من القوة، أصغر من انفجار أندريه لكن بنفس الشدة، انبعث من جسد لوكاس.
إشعار النظام:
تهانينا: لقد امتصصت 10% من قوة أندريه.
تهانينا: لقد وصلت إلى رتبة A.
تم اكتمال نقل القوة.
عم الصمت القاعة، ما عدا همسات الطاقة التي لا تزال تتردد في الهواء.
تسعّرت عيون سيمان، وكان صوته يخرج مشوبًا بعدم التصديق. "ماذا؟! ما الذي يحدث؟!"
والد سيمان، الذي كان دائمًا هادئًا، راقب المشهد بنظرة محكمة، وكان تعبيره لا يوحي بشيء واضح. "يمكنه امتصاص القوة من أتباعه... يا له من نظام مذهل." كان صوته هادئًا، لكن كانت هناك نبرة من الاحترام في حديثه.
بلمحة من معصمه، رفع والد سيمان حاجزًا ثانيًا حول لوكاس، والحاجز الأسود يلمع بهالة غريبة. كان ينبض بالطاقة المظلمة نفسها التي أحاطت بأندريه سابقًا، ليشكل درعًا واقيًا حول لوكاس بينما استمر النقل.
مرت دقائق، بدا وكأنها ساعات. كان لوكاس يشعر بالقوة داخل جسده، حرارة حارقة تحترق عبر كل جزء منه. كان جسده يرتعش تحت الضغط، وكل عضلة ترتجف من تدفق القوة. كان العرق يتدفق من وجهه، يلسع عينيه، وشعره يلتصق بجبهته. كانت الطاقة تتدفق بداخله، تصطدم بحدود جسده.
داخل الحاجز، كان قلب لوكاس يخفق بقوة، أنفاسه ضحلة. كانت رؤيته ضبابية، لكنه رفض السقوط. لن ينكسر. لم يستطع.
ثم، تذبذب الحاجز وسقط، وانخفضت شدة التحول. تمايل لوكاس للأمام، عرقه يتساقط بغزارة، وشعره الأسود يلتصق بوجهه مثل الستار. كانت أنفاسه متقطعة، لكن ابتسامة مشوهة، مليئة بالرضا، انتشرت على شفتيه.
"هاه..." كان صوته خشنًا، لكن كانت هناك ثقة فيه لم تكن موجودة من قبل. "هذه هي القوة."
استقام، جسده لا يزال يرتجف، لكنه ثابت بما يكفي للوقوف. كانت عيناه متوهجتين بالطاقة الخام التي امتصها للتو.
أندريه، لا يزال يلمع بالطاقة، وقف جانبًا،.الآن متجذرًا بقوة في رتبة اس اس.
تدلى فك سيمان بينما كان يشاهد لوكاس، وعيونه تتنقل بينه وبين أندريه. "ماذا؟ مستحيل! هذا يعني... أنه لن يشارك في بطولة الكون؟!"
ابتسم لوكاس، وكان تعبيره يشبه المزاح رغم التعب في أطرافه. "يبدو أنه كذلك."
تعلقت الكلمات في الهواء.. البطولة، النظام... كلها أصبحت تافهة مقارنة بما حققه للتو.
ثم نظر إلى دارلين، واختفت ابتسامته لتحل محلها تعبيرات أكثر تركيزًا.
"دورك الآن," قال لوكاس، صوته هادئ لكنه حاسم.
نظر إلى والد سيمان، الذي ظل صامتًا طوال العملية بأكملها، وكان تعبيره لا يوحي بشيء. "من فضلك... أنشئ حاجزًا لها."
لم يرف له جفن، وكانت عيناه باردة وحاسمة كما كانت دائمًا. "حسنًا."
دون تردد، حول لوكاس انتباهه إلى دارلين. كان يشعر بثقل اللحظة، والتوتر الذي يملأ الجو. كان قد رأى بالفعل ما يمكن أن يفعله أندريه. لكن دارلين كانت مختلفة. كانت دائمًا المعالجة، الداعمة.
لكن بدلاً من فحص نافذة حالتها، اتخذ لوكاس قرارًا قرارًا متهورًا.
نظر إلى دارلين وقال، صوته منخفض لكن حازم. "سأضع كل النقاط في المانا. كل نقطة."
"1200 نقطة," تمتم لوكاس، وأصابعه تتأرجح فوق واجهة النظام. "كلها في المانا."
تم اتخاذ القرار، ومع حركة سريعة، أكد عليه.
استجاب النظام بصوت خافت، وبدأ التحول.
تألقت جسد دارلين بالطاقة، وبدأ تدفق القوة يحيط بها. اتسعت عيناها بدهشة، ورفعت يديها بشكل غريزي، كما لو كانت تحاول التحكم بالقوة التي تتدفق داخلها. أصبح الهواء في القاعة كثيفًا بالمانا.
رفع والد سيمان يده، وظهر حاجز حول دارلين تمامًا كما فعل مع أندريه ولوكاس.