الفصل 65 - الرقصة الأخيرة

ارتفع صوت المذيع في أرجاء الساحة، محملاً بثقل ذروة البطولة. ارتد صوته عبر الاستاد بأسره.

"ها نحن ذا! المعركة الأخيرة... كوكب تيان ضد كوكب فينوس!"

وقف الجمهور جميعًا، مزيجًا مجنونًا من الهتافات والتصفيق، وكانت الأعلام المرفوعة من مختلف الكواكب ترفرف عاليًا فوق رؤوسهم. كان الهواء مشحونًا بطاقة متوترة، مليئًا بالتوقعات. تحت أقدام المقاتلين، كان الأرض تهتز بنبض غريب، كأنها تحمل تنبؤًا بنهاية شيء عظيم على وشك الحدوث.

خطا لوكاس أول خطوة إلى الأمام، كانت عباءته السوداء تتراقص حوله، حيةً بوعدٍ من الدمار. كان كل جزء من وجوده يصيح بالقوة، قوة لا يمكن إيقافها. بجانبه، تتابع دارلين. كان نظرها لا يتزعزع، مشتعلة بالمانا اللامتناهية، بينما كان وشاحها القرمزي يلتف حول عنقها ككائن حي.

من جانب فينوس، ظهرت المقاتلة ذات الشعر الوردي. كانت تتحرك برشاقة، كل خطوة منها كانت وعدًا صامتًا بالموت. كان زيها المزين بنقوش زهرية معقدة يلمع تحت الأضواء، لكن الأزهار لم تكن مجرد زخارف. كل واحدة منها كانت وعاءً خفيًا للسم النقي والمصفى، جمال قاتل. بجانبها كانت المقاتلة بالملبس بالأسود، الذي كان يشبه ظل الموت،يلتوي الهواء من حولها..

ابتعد المذيع خطوة إلى الوراء، واخفض صوته ليصل إلى همسات، لكن صوته كان لا يزال يرن في كل ركن من الساحة.

"لقد بدأت المعركة النهائية..."

تبادل لوكاس ودارلين النظرات. فتحت دارلين شفتيها، وكان صوتها بالكاد أعلى من همسة، لكن ذلك كان كافيًا ليجعل قشعريرة تسري في جسد لوكاس.

"هذه ليست معركة," قالت، بينما انتشرت أصابعها، وانفرجت خيوط حمراء من المانا من أطراف أصابعها، معلقة في الهواء. "هذه رقصة النهايات."

كما لو كان ذلك إشارة، سقط الصمت فجأة. ثقل الهواء، وتوقف كل شيء، كان كل مشاهد، كل مقاتل، يحمل أنفاسه في انتظار الحركة الأولى.

ثم جاءت.

انفجرت دارلين للأمام بسرعة هائلة تركت الجمهور في حالة من الدهشة. أطلقت خيوطها القرمزية عبر الهواء، منسوجة في شبكة معقدة من الدقة القاتلة، كل خيط امتداد لإرادتها. كانت عيناها مشتعلة بالعزم، لكن هناك شيئًا آخر كان يلوح، شيء مظلم.

في الوقت نفسه، اختفى لوكاس.

لحظة كان فيها هناك، وفي اللحظة التالية، أصبح غائبًا.

فعل قدرته

مبدل اليدين- مستوي الانتقال

. في غمضة عين، تبادل أماكنه مع الهواء نفسه، ليصبح شبحًا في الرياح. تجسد وراء المقاتلة السوداء.

لكن المقاتلة لم تكن هناك.

سرت قشعريرة في جسد لوكاس عندما ظهر ظل المقاتلة السوداء على جانب وجهه. وفي اللحظة التالية، تمزق الهواء بضوء مظلم، موجهًا مباشرة نحوه.

رد لوكاس بشكل غريزي، متراجعًا بحركة سائلة كالمفترس. فعل الأجنحه السوداء

ليصعد في الهواء في قوس، دوارًا كالسهم في الطيران، متجنبًا الهجوم بصعوبة.

لكن المقاتلة بالرداء بالأسود كانت قد اختفت مرة أخرى.

أطلق لوكاس لعنة بين شفتيه، بينما بدأ الإحباط يزحف في داخله. كان هدفه مراوغًا، كالدخان، مستحيل الإمساك به.

وفي الجهة الأخرى من الساحة، بدأت المقاتلة ذات الشعر الوردي رقصتها القاتلة. كانت حركاتها الدقيقة، شبه الأثيرية، متقنة. همست همسة ناعمة، مستدعية "الخطوة الثالثة من رقصة السم". فجأة انفجرت أرض الساحة في ضباب وردي كثيف. كان يتدلى في الهواء كستار، يحجب الرؤية، ويختنق الأنفاس. كان العطر مسكرًا لكن قاتلًا.

لكن تعبير دارلين لم يتغير. لم تومئ حتى.

"تحليل التركيب," تمتمت بصوت منخفض.

تدفقت خيوطها القرمزية بالحياة بينما تمددت إلى الهواء، مترابطة مع الجسيمات المحيطة بها. بفكرة واحدة، أعدت توجيه الجسيمات السامة، الضباب السام، إلى مصدره. اتسعت عينا المقاتلة ذات الشعر الوردي بدهشة. لم تكن تتوقع ذلك. كان من المفترض أن يكون السم سلاحها، ميزة لها لكن دارلين قد حولته ضدها.

لكن مقاتلة فينوس لم تظهر عليها علامات الذعر. بدلاً من ذلك، ابتسمت ابتسامة جميلة، ثم ضربت يديها معًا، حركتها سائلة ودقيقة. انفجرت مجموعة من الكرات المتوهجة ذات الضوء السام، كل واحدة مملوءة بموجة وهمية من الطاقة. تلألأ الهواء، واهتز الجمهور بينما ظهرت عدة صور للمقاتلة في كل الاتجاهات. كانت خدعة بصرية مذهلة في اللعب.

لكن عيون دارلين كانت حادة. تحولت خيوطها، مكونة درعًا واقيًا حولها. تحركت كالماء سائلة، لا يمكن إيقافها، دائمة التغير..

في نفس الوقت، كان لوكاس يخوض معركة من غريزة بحتة، وسرعة، وتجنب ضد المقاتلة بالأسود. كان عقله يعمل بسرعة، يحسب، يتكيف. كل لفّة في الهواء، وكل وميض من الظل، كان قطعة أخرى من لغز يجب حله.

"وجود الطاغية!" زأر لوكاس، صوته مملوءًا بالغضب بينما انفجرت هالته إلى الخارج. اهتز الجو حوله من الضغط الناتج عن وجوده، وتشققت الأرض تحته كما لو أنها لا تستطيع احتواء القوة.

ترددت المقاتلة…تباطأت خطواتها، لكن فقط للحظة. التفتت لتواجه لوكاس، وعيناها تلمعان بهدوء غريب.

يد المقاتلة ذات الشعر الوردي تلمع، وأصابعها تتراقص في الهواء كقائد أوركسترا. كل إيماءة كانت

متعمدة، وكل خطوة كانت نغمة في سيمفونية لرقصتها القاتلة.

2025/04/21 · 3 مشاهدة · 709 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025