26 - عذاب لا ينتمي لهذا العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل رقم 26 : عذاب لا ينتمي لهذا العالم (البعدية)

من المفترض أن يكون العنوان : عذاب لا ينتمي لهذه البعدية ، و لكن هذا الاسم ثقيل نوعا ما .

...............................

بينما كان وان سين يفكر في ما عليه فعله ظهر تغير في العالم من حوله فجأة عندما ظهر وان سين من جديد وجد نفسه في عالم غريب .

قبل أن يرى كيف كان شكل العالم بدأ وان سين يحس بالألم في جسده ، عقله و روحه . لم يكن هذا الألم بسيطا ابدا لقد وصل حتى عظام الشخص كما هدد بتمزيق الروح و تشتيتها و جعل الشخص يريد أن يمزق دماغه لإيقاف ألمه العقلي . وان سين باستعمال إرادته القوية و قلبه الهادئ مزال بطريقة أو بأخرى لم يصرخ من الالم و استغل وان سين كونه لايزال هادئا لمعرفة العالم حوله .

في نظر وان سين ظهرت رأى تحته ارضية صخرية سوداء لأقصى الحدود ذات هالة صلبة تجعله متمسكا جدا مثل الصخر المصقول لملايين السنين ظهرت شقوق عليه بلون الترابي البني الفاتح ممتلئة بوهج داكن ، بعيدا عن هذه الأرض بعشرات الآلاف من الكيلومترات يمكن ملاحظة مياه سوداء سائلة مثل الماء كانت ساكنة بدون تموج واحد على السطح كما ظهرت عليه شقوق زرقاء فاتحة اللون ذات وهج ازرق غامق . و عند النظر في السماء يمكن ملاحظة الرياح شديدة السواد التي تظهر عليها خطوط خضراء غامقة اللون ذات وهج اخضر فاتح شديد ، و كذلك يمكن ملاحظة البرق الاسود ذو طابع ارجواني مطلق وهج برتقالي عندما ظهر البرق لم يكن كما لو أنه أصدر ضجة شديدة بل العكس تماما لقد امتص كل صوت في المكان الذي لم يكن به صوت عند هذا بدى الأمر كما لو أن قوانين العالم اخترقت لتفقد صوتها الذي حكم العالم ، هذا البرق الذي نزل لم يكن يظهر أي ضوء معدى بعض الوهج البرتقالي و بغير هذا كان يمتص كل الالوان العالم التي لم تكن موجودة أساسا لان كل وهج كان انعكاس لإنكسار إمكانية وجود قانون جديد مستحيل . مع هذا ما كان أكثر غرابة هو السماء نعم السماء أو ما بدا خلفية هذا العالم لقد كانت مطلية باللون الابيض الذي أطلق وهج اسود لا يمكن وصفه ، من المفترض أن هذا مستحيل أن يكون موجودا و لكن لسبب ما ظهر هذا في هذا العالم .

وان سين الذي كان يلاحظ كل هذا كان في السماء لم يستطع حتى تحرك من وقعه كان بإمكانه القيام الى بحراكات في مجال محدد صغير قدره متر واحد .

هذا العالم الذي يبدو كالفوضى جعل وان سين يشعر بأنه حقا لا شيء بل جعله يشعر حتى يشعر بانه عار وجوده هنا و لكن هذا كان للحظة واحدة فقط فبعدها لم يشعر بهذا على الاطلاق كما شعر أن دمه كان يجري بسرعة اعلى من المعتاد في جسده ، عندما استيقظ من ذالك الشعور الوهمي هاجمه شعور شديد بالالم ، عندما قيدته سلاسل من اللهب الأسود ذات الطابع الأحمر الفاتح ذات وهج احمر داكن .

عند هذه اللحظة سمع وان سين صوت النظام في عقله :

" تحذير ! سقط المضيف في وهم من شظية فن تديبي على مستوى الخيال "

سمع وان سين هذا و لكنه لم يستطع التركيز لمحاولة فهم كل شيء من شدة الالم لقد شعر بأن اللهب الذي يلتهمه يحرق روحه و نفسه كما يحرق قدرته على التناسخ لقد شعر بأنه يمحي كل وجوده بل و يمحي كيانه حتى من ذاكرة الناس هذا الألم لم يكن شيء يمكن أن يتحمله أي مخلوق كان ألما شديدا لم يكن من المفترض حتى أن يوجد في هذه البُعدية . عند هذا لم يستطع سوى أن يصك أسنانه رافضا للصراخ ، ليس أنه لم يرد الصراخ و لكن كيانه أخبرته الا يصرخ ، حتى إذا كان الصرح سيزيل ألمه فلم يكن ليصرخ . لماذا ؟ لأن هذا سيعني أنه لم يكن لديه إرادة كافية للوصول لقمة كل شيء و لحماية كل من يريد .

وان سين لقد قرر أنه لكي يصل للقمة كان عليه أن يواجه الصعوبات بكل قوة و شجاعة أن يواجه المحن بدون بكاء أو صراخ ، أن يدمر كل من يريد من يمس عائلته و أصدقائه حتى إذا كان يعني أن يصبح في نظر الناس شيطان أو مجنون. في هذه الطريق كان امتلاك الإرادة و الطموح هو الأساس بهذا عاجلا ام اجلا كل القوة و المعرفة ستكون بين يديك .

البكاء و الصراخ ليس خطأ فهي ما تبني الرجال و لكن وان سين كان لا يريد أن يبكي و يصرخ و أن يتحمل الالم لصقل إرادته ليتقدم الى الامام.

في هذه الفترة كانت قد مرت ساعة بالفعل و الدماء كانت تدفق من ذراعي وان سين نتيجة أحكامه الشديد على قبضته و أسنانه كادت تتحطم من شدة صكها ، لقد امتلأ جسده بالحروق الغريبة الأبدية فهذه الحروق امتلكت قوة بعدية لا تزول مثل قوة الثقب الاسود. هذه النيران تبقي الجسد حيا و لكن في نفس الوقت تدمره و تعذبه و حتى أعصابه كانت تتعرض لهذا الالم مما جعل هذا الألم لا يطاق بكل بساطة هذا لا يمكن وصفه بمجرد لغة ، اذا لم تجرب الأمر لن تفهم حقا ما هو هذا العذاب .

وان سين كان بالفعل على حدود الحياة و الموت و قد مرت الان ساعة و خمس و أربعون دقيقة ، صحيح أن هذا وهم و لكن هذا الألم و هذا التعذيب لم يكن واهما بأي شكل من الأشكال.

..........................

في الخارج كان لوراو آيز يشاهد بعجز قطعة سوداء عليها رونيات رمادية تطفو في السماء .

..........................

يتبع في الفصل القادم

أسف على الأخطاء اذا كانت موجودة

ما رأيكم في الفصل؟

الاسم بين قوسين مجرد اسم رمزي

المؤلف : ahmedad06 ( احمد مودع )

2020/03/22 · 1,535 مشاهدة · 892 كلمة
Ahmedad06
نادي الروايات - 2024