رفعت الهاتف لأذنها وقبل ان تتكلم خطف الهاتف بسرعة، صرخت لوسي في وجهه:

_" أيها المختل أعد إلي الهاتف سأتكلم دقيقة واحدة فقط أعطني!!"

رمى الهاتف من الشباك كما ترمى كرات البيسبول ونفض يديه ببرودة...ثم تنهد بإرتياح لايصدق، إستدار ليجد لوسي واقفة تحدق فيه كالمجنونة، وقد أرعبه ذلك بعض الشيء...أحس بأنه قد إرتكب خطأ، بدا الأمر وكأنه الهدوء ماقبل العاصفة....

_______________________________

_في المخبأ....

(لقد تأخرت لوسي، إتفقنا على أن تتصل في الموعد المحدد...ما الذي أخرها هكذا؟؟)

إنتظر سام مكالمة لوسي بفارغ الصبر، لكن أفراد العصابة لم يدم صبرهم طويلاً وقد أرادوا توضيحاً....

أخبر سام أفراد العصابة بأن هناك سبب وجيه لصعوده منصة لوسي لكي يهدئهم قليلاً، ثم شرح لهم كيف أن لوسي قد أوصت بأن يكون هو الزعيم في غيابها الذي قد يدوم للأبد، أي أنها قد لاتعود مجدداً، صمت الجميع في دهشة مما قال، ليضحك آلبرت وسط جو الصمت والحيرة ذاك، ثم نظر لسام بإستصغار وقال:

_" أتحاول أن تقول لي بأن لوسي قد أعطتك المنصب وإختفت هكذا؟؟ ومن تكون أنت لتعطيك المنصب؟ أنت أسوء واحد فينا!"

نظر إليه آرثر بدهشة ليردف" آلبرت ماذا تقول؟!!"

دفعه آلبرت وأخبره أن لايتدخل، ظل سام ينظر لآلبرت دون أن يتفوه بكلمة يدافع بها عن نفسه، ليتبع آلبرت:

_" هل لديك دليل هنا؟ أم أنك تظن بأننا حمقى ليتم خداعنا هكذا؟!"

هز سام رأسه بخيبة أمل وقال بهدوء" آلبرت توقف"

_" ماذا؟ ألست محقاً في كلامي؟" قالها آلبرت بينما ينظر للجميع يسألهم..

صرخ سام بغضب" توقف عن هذا! ماكنت سأكذب بإسم لوسي أبداً!!"

ظل آلبرت ينظر إليهم متجاهلاً سام وبدأ بتحريضهم:

_" الست محقاً يارفاق؟ ثم أين هي لوسي؟ يستحيل أن يحصل شيء كهذا اليس كذلك؟؟"

نظر الجميع لبعضهم في حيرة، ليصرخ أحد أتباع آلبرت:

_" أجل إن لم تملك دليلاً فلسنا أغبياء لتصديقك!!"

صرخ فرد آخر:

_" لايمكن للوسي أن تضع ضعيف مثلك زعيم فوق رؤوسنا أيها القصير اللعين!!"

_" أجل لو أنها عينت آلبرت كان ذلك سيكون معقولاً!! فهو قوي ويعتمد عليه ليس مثل جبان لايقوم سوى بالتجسس! لم أرك يوماً تقاتل كالرجال ياذو ملامح الفتيات!"

وقف الجميع في صف آلبرت كل واحد يقول كلمة تخترق قلب سام كالرصاصة...، أحكم سام قبضته، لم يخبرهم بأنه ينتظر مكالمة من لوسي، بل أراد أن يصفي الأمور بنفسه...نظر لآلبرت وقال:

_" لنصفي الأمر بنزال، نزال سيحدد من منا يصلح ليكون زعيم، حتى وإن لم تحدده لوسي(يضيق عينيه)"

إبتسم آلبرت بحقارة ووافق، نظر سام للجميع وقال رافعاً صوته:

_" جميعكم شاهدون على هذا! قد وافق على النزال، من ينتصر يصبح زعيمكم، هل توافقون؟!!"
أبدى الجميع موافقتهم وآلبرت ينظر بثقة شديدة فلم يهزمه أحد قط عدى لوسي...

حدق سام في آلبرت والغضب باد على وجهه، أخذ نفسا عميقاً، سحبا سكينيهما وبدآ...

_سام_

كان آلبرت آخر شخص توقعته أن يقوم بمثل هذا لي....الم يكن كالأخ الأكبر؟ ما الذي حدث له إذاً؟!

أكره قول هذا لكن بت حقاً أشك بأنه الخائن بيننا...بدأت أحس بأنني عدوه ولست رفيقه!!

رمقني بنظرات إستصغار حين طلبت نزالاً، أردت أن أشتم هؤلاء الملاعين عن الذي يقولونه لكنني مسكت نفسي، لايجب أن أشوه صورتي أمامهم وخصوصاً إن كنت سأصبح زعيمهم، لايمكنني خذلان لوسي أيضاً...إن عادت فيجب أن تجد الأمور في نصابها، ولتحقيق ذلك يجب أن لا أحتك مع آلبرت...فليقل مايشاء لن يهمني، ظهر الوغد على حقيقته أخيراً...

كان سام يحاول بجد تهدئة نفسه، كانت قرابته مع آلبرت أكثر من قرابة الدم، فبالتأكيد صدم من تغيره في يوم واحد، تقدم سام نحو آلبرت وهو مصمم على هزيمته لربما يعود لرشده...

_آلبرت_

سأريكم جميعاً....

لوسي أيتها اللعينة، تعطين الزعامة لشخص لم يثبت جدارته قط! بالرغم من أنه يبلغ الـ22 عاما! أنا أكبر منه 10 سنوات!! أنا أحق منه بمنصب الزعامة!! الا تثقين بي إذاً؟ ترحلين وتتركين الوضع هكذا ورائك، الا تهتمين حتى لمصير العصابة أيتها الحقيرة!! لم يكن علي الثقة بك..فعلاً جميع الناس خونه، في النهاية...لا أحد يستحق الثقة بالمرة...

سحب آلبرت سكينه عازماً على الفوز، وهو يكيد الويل للوسي وسام...

حدق كلاهما ببعض وبعد صمت دام للحظات...إنطلقا متجهين لبعضيهما بسرعة خارقة، وإشتبكا بالسكاكين...

ألهى سام آلبرت بشيء قد رماه عالياً في السماء...ليضرب كتفه في منطقة حساسة بكل خفة! إرتخت عضلات آلبرت وسط صدمة...

حاول نقل سكينه ليده اليمنى لكن قام سام بشل حركتها هي الأخرى، وقف آلبرت ويديه نازلتان للأرض كالمشلول، ركل سام سكين آلبرت، ثم ركل ركبتيه من الخلف ليركع ثم وجه سكينه نحو عنقه...وكانت تلك النهاية...

لم يستغرق الأمر أكثر من أربعين ثانية وقد كان إنتصار ساحق، ذهل الجميع من ذلك النزال الذي أصابهم بقشعريرة، إستخدم نفس تقنيات لوسي، بدا وكأنها هي من تتبارز وليس هو...

ولم يعلم أحد قط أن سام قوي ويمتلك مثل هذه المهارة الخارقة، ولكن على عكس لوسي...لا تصفيق ولافرحة لإنتصاره...

لم يبالي ونظر إليهم بكل برودة ليردف:

_" إذاً تقرر الأمر" قالها بنبرة أخافتهم...

قال آرثر وهو يبتسم"مرحباَ بك أيها الزعيم الجديد" وصفق بحرارة....

صفق بضعة أشخاص لسام، يعدون على الأصابع...
إستدار سام لآلبرت ومد يده مبتسما:

_" إنهض ياصاح، خذ بيدي، أعتقد أن شلل ذراعيك المؤقت قد ذهب الآن"

جن جنون آلبرت، أهانه، والآن يتصرف وكأن شيئاً لم يكن، أحس آلبرت بأنه يستهزء به...لكن سام لم يكن يحاول سوى تصليح الأمور آملاً أن تعود إلى نصابها....

دفع آلبرت يد سام بخشونة ووقف، حدق في سام بنظرة يملؤها الحقد والكراهية...تكلم بهدوء شديد بينما ينفظ قميصه:

_" مبارك سام، أنت الفائز ولايمكن فعل شيء حيال ذلك"

أجابه سام وهو عاقد لحاجبيه_" أشكرك"

_"لكن هناك أمر ام أفهمه بعد، وأريد الإستفسار عنه أيها الزعيم الجديد...

إبتسم إبتسامه جانبية وأتبع:

_" لِم لم تخبرهم أن لوسي تركتنا لأجل المال؟ أتعلم أنني ظننتها مميزة وقد وثقت بها، لكن يبدو بأنني كنت ساذجة لأثق في ***** مثلها"

إحمر وجه سام بعد أن شتم لوسي أمامه ولم يخطر بباله سوى الذهاب وقتله! حتى أوقفه آرثر ونظر لآلبرت وصرخ:

_" أغلق فمك أيها القذر اللعين!!"

نظر آلبرت لآرثر وبإستفزاز قال:

_" لقد كانت تستغلك طيلة الوقت، تصرف النقود كله من جيبك فقط هل أنا مخطئ؟"
لم يدافع أحد عن لوسي، فهم لم يفهموا الوضع جيداً ولم يعلموا من منهم على حق، ترك آرثر سام وإتجه نحو آلبرت ليلكمه في وجهه بقوة لدرجة جعلت فمه ينزف دماً، صرخ في وجهه:

_" كلمة أخرى وسأهشم عظامك، فالتلزم حدودك!!"

وفجأة رن هاتف سام، رفع السماعة وشغل الصوت ليسمع الجميع، كانت لوسي تلهث، ثم قالت:

_" مـ..مرحباً سام هف..هووه"

همس سام بإنزعاج:

_" ما هذا التأخير لوسي"

_" آاااسفة حقاً أعتذر لكنني حقاً لم أكن في موقف يسمح لي بإجراء إتصال...على كلِ، هل الجميع حاضرون؟؟"

_" آها"

_" جيد، شغل مكبر الصوت ليسمعوني"

_" إنهم يسمعونكِ بالفعل"

_" بجدية؟ أحم احمم، مرحباً رفاق كيف حالكم؟ آسفة لعدم حضوري ظهرت لي بعض الظروف الطارئة...قد يصدمكم هذا لكنني أوصي بأن يكون سام الزعيم الجديد أثناء غيابي، من الممكن أن أعود ومن الممكن أنني لن أعود أبداً، لاتنسوا، هناك سبب وجيه لكل مايحدث...أعذروني لقد إختصرت كل كلامي لكن حقاً ليس لدي وقت، شيء آخر، قد تكون هذه أنانية مني لكنني أود أن يقوم آلبرت برعاية جانيت، أخت عزيزنا الراحل كريس، هي مريضة وتحتاج لعناية شديدة، ولا أظن أن هناك أحد أفضل من آلبرت ليقوم بهذه المهمة...آلبرت أنا أثق بك، فالتطبخ لها من طعامك اللذيذ يارجل...عذراً سأقطع الإتصال وداعـ"

وقطع الإتصال، نظر سام للجميع وقال:
_" هل تصدقون الآن؟"

صفق الجميع لسام وقام بعض منهم بتهنئته، وقد علِموا أن آلبرت هو المخطئ، كذّبه وبارزه وخسر وقال كلاماً يتخطى الحدود، لكن بعض منهم لم يعجبه الوضع، وقد كان هؤلاء من جماعة آلبرت، أي أنهم كانوا تحت قيادة آلبرت قبل أن تهزمه لوسي، ومازالوا يكنون له ولاء مطلق...

إستدار آلبرت مغادراً المخبأ دون أن يتفوه بكلمة، كانت مشاعره في حرب بعد أن قالت لوسي ذلك الكلام له، حرب بين إن كانت لوسي صادقة أم مجرد خائنة كاذبة...

ناداه سام قائلاً" إلى أين؟"

أجاب مواصلاً خطواته:

_" فالتخبر لوسي أنني لم أعد فرداً من عصابتها منذ اليوم، أعذرني، أقصد عصابتك أيها الزعيم الجديد...أخبرها أيضاً أن تنسى أمر عنايتي بجانيت، فأنا لست حاضن للأطفال"

أحكم سام قبضته وهو يلوم نفسه(قلت بأنني سأتجاهل كلامه، قلت بأنني سأحاول الحفاظ على كل شيء في نصابه، لكنني خذلت لوسي في النهاية....تباً لي!!)

خرج آلبرت من المخبأ ومشى على الرصيف واضعاً يدي على جيوبه...

فنادى عليه تشارلي أحد أفراد العصابة:

_" إنتظرنا يازعيم"

ومشى خلفه مايقارب الـ12 فرداً وقد أعلنوا بأنهم لم يعودوا كأفراد من عصابة لوسي، إستدار آلبرت بدهشة وقال" هل أنتم متأكدون يارفاق؟ تعلمون أنني المخطئ هنا!"

إبتسم تشارلي ومن معه ليردف:

_" نحن ورائك دائماً زعيم"

إبتسم آلبرت وقد تجمعت بعض الدموع في عينيه، أدار رأسه للأمام بسرعة كي لا يراه أحد، ليردف:

_" أه..لقد نسيت ذلك تماماً...لنذهب"

يتبع...

سؤال البارت:

هل سيتمكن سام من كسب ثقة أفراد العصابة كونه أصبح زعيماً لهم؟؟ تابعوا معنا...

شكرا على القراءة...أنرتم🌹

2019/09/26 · 508 مشاهدة · 1369 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024