35 - واحد..إثنان ثلاثة!!

_" أنا لم أُربِك على هذا أبداً، أن تنصاع لمشاعرك..إعتقدت أنني دفنتها منذ زمن بعيد..."

أجابه ميشيل بثقة بينما ينظر للوسي" أجل..وبفضل هذه الفتاة إستعدتها مجدداً..."

نظرت له لوسي بتعجب وهي لم تستوعب ماقاله، ظلت صامته تفكر كالبلهاء...

(لحظة..ما الذي كان يقصده بذلك؟؟)

________________

شعر جورج بالغضب من كلام إبنه الغير منطقي بالنسبة له، ليردف بإنزعاج" لقد شبهت والدتك اللعينة...كان إحدى الأسباب التي جعلتني أقتلها هي أنها عصت أوامري..وحاولت الهرب وقامت بخيانتي...أنت تفعل نفس الشيء الآن، أتعلم ما الذي ينتظرك؟؟"

إبتسم ميشيل بسخرية قائلاً" حاول أن تقتلني إذاً أيها الجشع.."

تنفس جورج الصعداء وأردف ببرود" لقد قررت، سيكون مارك وريثي..سأقوم بتبنيه، أنت لاتستحق أي شيء"

قهقه ميشيل بإستهزاء قائلاً" وكأنني سأقبل بإمتلاك قذاراتك اللعينة التي تعبت وأنت تبنيها..أنا لم أطلب منك شيئاً"

تغيرت ملامح وجه ميشيل للغضب وأتبع" عليك اللعنة، أنا لم أطلب شيئاً سوى أن تعاملني كأي أب يعامل إبنه..."

علق المسدس في حزامه وأسرع بحمل لوسي مغادراً المكان...

دخل أحد الرجال على جورج يقول" سيدي مروحيتك جاهزة"

أجابه جورج بكل برودة" جيد، أبلغ الرجال أن لايسمحوا لميشيل والفتاة التي معه بالهرب..فالتقتلوهما..وأجلبوا لي جثتيهما"

أومئ الرجل رأسه وغادر مبلغ رفاقه عبر اللاسلكي..

نظرت لوسي لميشيل بنوعٍ من الأسى وأردفت" هل هو مؤلم..أن يتم التبري منك؟"

صمت ولم يجب، لتردف هي محاولة تلطيف الجو قائلة" ليس بالأمر الجلل فقد تخلى عني والدي أيضاً، أنا أيضاً إمتلكت أباً سيئاً ذات يوم..."

إبتسم قائلاً" أنت لاتساعدين هكذا أيتها الغبية.."

إبتسمت وواصلا المشي، حين إقتربا من الوصول وجد مارك أمامه، أسرع إليه قائلاً" أوه مارك..توقيت جيد، هل القارب الصغير مايزال في السطح؟؟"

نظر مارك للوسي وإلتقت عيناهما بينما ترمقه لوسي بنظرات غضب وحقد، نظر لميشيل وأردف ببراءة" ما الذي تفعله ميشيل؟؟؟ أتعلم ما الذي سيفعله والدك بك إن رآك!!"

أجاب ميشيل بعدم مبالاة" هو يعلم..لقد قام بالتبري مني وسيقوم بتبنيك وستكون أنت الوريث بدلاً عني..علي أن أكون شاكراً لك على هذا، والآن فالتجبني هل القارب مايزال في السطح؟"

إرتسمت على وجه مارك ملامح سعادة، وجه شيطاني يحمل تعابير سعادة...

ليجيب بهدوء" أجل مايزال هناك قارب..."

نظرت له لوسي بشك، ليردف ميشيل" أشكرك ياصاح، لربما لن نلتقي قط بعد هذا.."

وأسرع متجهاً نحو السلم ليناديه مارك ولم تفارقه تلك الإبتسامة الشيطانية" شكراً لك...أتمنى أن تموت ميتة مؤلمة بحق"

نظر له ميشيل بإستغراب وظن أنه يمازحه، لم يهتم وإنطلق نحو السطح...

لكن لوسي نظرت للأمر بمنظور مختلف كلياً، ربما لأنه صديقه ويثق فيه هو لم يعلم أن مابداخله كان أسوداً! لكن لوسي علمت أنه ان يقصد ذلك من أعماق قلبه...

أغلقت لوسي أذنيها بسبب الضوضاء التي تصدر عن طلقات النار، ركض ميشيل على جانب السطح متجنباً رؤيتهم له...

وصل إلى مكان القارب أخيرا..لكنه غير موجود! بحث جيداً بالأرجاء، لكن لاوجود له! إختفى!!

علمت لوسي فوراً أن مارك تعمد الكذب عليه، لتتمتم بصوت مسموع" اللعنة عليه سأجعله يدفع الثمن!!"

سألها ميشيل معقداً حاجبيه" من تقصدين؟؟"

قبل أن تجيبه ركض رجلين متجهين ناحيتهما بينما يصرخان:

_" عثرنا عليهما! أسرعوا إنهم هنا!!"

إصطك ميشيل على أسنانه وقد علم أن والده قد فعل فعلته...

_" هي أنتِ! إسحبي المسدس من حزامي وتولي أمرهم..سأركض أنا لأبحث عن قارب من هناك.."

سحبت المسدس وقبل أن تشحنه أنزلها ميشيل من على ظهره، لتنظر إليه بتعجب..ثم عاد يحملها لكن بالمقلوب، وكأنه يعانقها وليس يحملها، لكنها مرتفعة للأعلى بوضعية تناسب القنص تماماً بينما هو يركض بعيداً...

ضربته لوسي على رأسه وقد إحمر وجهها، صرخت قائلة" ما الذي تفعله أيها الأخرق اللعين!!"

ركض ولم يجبها، ليبدأ إطلاق النار خلفهم وقد تكاثر عدد ملاحقيهم...

شحنت المسدس وأخذت تصوب وتطلق، وقد أصابت أغلبهم...

وصل ميشيل لطريق مسدود، ليقف مكانه يفكر بينما تضربه لوسي على رأسه بتوتر، ليردف كلاهما معاً:

_"اللعنة طريق مسدود!"+"اللعنة نفذت الذخيرة!"

إستدارت تنظر إليه لتردف" لحظة؟؟ ما الذي سنفعله الآن!!"

_" هلا صمتِ قليلاً! أحاول إيجاد حل ما هنا!!"

شتمته لوسي وأتبعت بإستهزاء" بجدية ما الذي يمكن أن تجده بعقلك الصغير يا رأس الديك!!!"

لم يرد عليها، وإستدار بإتجاه الرجال خلفه محدقاً فيهم بينما يقتربون، سحب حلقة طوق النجاة البرتقالية وأنزل لوسي لتقف هي بصعوبة بينما تتكئ على ذراعه، نظرت للحلقة، لتوجه نظرها نحوه وعلى وجهها ملامح صدمة، لتردف بهدوء

_" لاتخبرني أنك تود فعلها؟!"

أجاب ميشيل بجدية" أجل، لايوجد حل آخر سوى القفز.."

إنفعلت لوسي في وجهه" إنتظر لحظة..أنا لا أجيد السباحة!!!"

صرخ هو الآخر" هل أنتِ طفلة أم ماذا؟! يالك من فتاة ضعيفة جبانة!" تعمد إستفزازها ونجح في ذلك، لتردف هي بحدة:

_" سأريك من هي الجبانة الضعيفة..أعطني الحلقة سأقفز أولاً!!"

إبتسم ميشيل وناولها إياها، سحبتها بعنف لتقف بعدها على حافة السفينة، أخذت نفساً عميقاً مغمضة عينيها تفكر...

(اللعنة أي موقفٍ هذا الذي وضعت نفسي فيه؟ أكثر ما أخشاه هو عمق البحر..ولا أجيد السباحة أيضاً، ماذا إن خرج أخطبوط عملاق وسحبني إلى الأعماق وأكلني! لربما من الأفضل لي التفكير بطريقة أصل بها إلى دايمن..لكن ماذا عن الحراس؟ سيقتلونني فوراً...لحظة..هل أنا طفلة كما قال ميشيل؟؟ اللعنة سأقفز سأقفز!!...)

فتحت عينيها وإستدارت يساراً تنظر لميشيل، لتلمح خلفه من بعيد رجل يقف....إنه دايمن!

حدقا ببعضهما لوهلة..ولم يبعد دايمن عيناه عنها أبداً بينما يفكر...

(لحظة..هل هي تفكر بالقفز؟ مع ميشيل إبن رئيس العصابة!! ما الذي يحدث هنا...)

عقدت لوسي حاجبيها بإنزعاج وأزاحت نظرها عنه، لايوجد وقت سيصل الرجال إليهم بعد ثوانٍ، وهي لاتزال مترددة..هل تنتظر من دايمن أن ينقذها بالرغم من أن فرصة النجاة معه ضئيلة؟ أم أنها تنهي الأمر بقفزها مع ميشيل وسط البحر الذي تخافه؟؟...

رمقها ميشيل بنظرات غاضبة" تقفزين أم أدفعك!! أين تنظرين بحق؟!" قال وإستدار ينظر خلفه، لتلتقي عيناه بدايمن...عقد حاجبيه يفكر...

(إنه نفس الرجل من السابق..هل يعرفان بعضهما؟؟)

أغمضت لوسي عيناها ورمت خطوة في الهواء ليمسك ميشيل يدها مبتسماً بتزييف، وأردف بحماس" تغيير في الخطة..سنقفز معاً!!"

نظرت له لوسي بتعجب، ليوجه هو نظره لدايمن بينما يبتسم بإستفزاز...

_"واحد..إثنان ثلاثة!!"

ثم قفز من السفينة وقد سحب معه ذراع لوسي لتقفز هي الأخرى...

صرخ دايمن منادي عليها" لوســــــــــــي!!"

سقطا وسط البحر، ألبس ميشيل الحلقة للوسي بينما أخذ هو يمسكها من الجانب ويدفعها، ولوسي تجدف بيديها لكنهما يسبحان ببطئ شديد...

وصل الرجال، إقتربوا من الحافة موجهين أسلحتهم نحوهما عازمين على الإطلاق وقتلهم...

نظر ميشيل لهم ببرود، ثم عاد ينظر للوسي بينما يبتسم بيأس:

_" يبدوا أننا سنموت على أيديهم عاجلاً أم آجلاً.."

إبتسمت هي الأخرى وأردفت" لكن الموت في البحر أفضل من لاشيء صحيح؟"

هز رأسه وأخذا يسبحان بالرغم من أن نهايتهما قد حانت..ليبدأ إطلاق النار...

يتبع...

كلمات من الكاتبة: بقدم شكر خاااص للقراء الحلويييين😍❤️

بفضل مشاهداتكم ولو بصمت وبدون تعليقات او ملاحظات قدرت واصل الكتابة بكل روح رياضية🚴‍♂️🥊😆

شكرا كتيير إلكم وبوعدكم بالأفضل...بس لاتحرموني من تعليقاتكم المشجعة❤️...

أشوفكم بالفصل الجاااااي👋

شكراً على القراءة..أنرتم 🌹💡

2019/10/09 · 435 مشاهدة · 1031 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024