_" يبدوا أننا سنموت على أيديهم عاجلاً أم آجلاً.."

إبتسمت هي الأخرى وأردفت" لكن الموت في البحر أفضل من لاشيء صحيح؟"

هز رأسه وأخذا يسبحان بالرغم من أن نهايتهما قد حانت..ليبدأ إطلاق النار...

____________________

لكن ليس من فوهات بنادق الأعداء..بل من بندقية دايمن الرشاشة...

أخذ يمشي بإتجاه الرجال وهو يطلق دون توقف، وكلما إنتهت ذخيرته يعيد شحنها ببراعة ويباشر بالإطلاق من جديد، إلى أن أنهى عليهم جميعاً...

وقف على الحافة متكئً على السياج، وهو يصوب ناحية ميشيل الذي يجر الحلقة بينما يسبح ببطئ...

نظرت لوسي لدايمن بدهشة..لقد قام بإنقاذ حياتها بالرغم من أنها تجاهلته وقفزت رفقة ميشيل، أسرعت لوسي بالإلتفاف وتغطية ميشيل بجسدها، رافعة يديها للأعلى بينما تصرخ:

_" دايـــمن لاتفعـــــل!!"

إبتعد دايمن عن السياج وأخذ يلوح لها بالإبتعاد عن ميشيل بوجه بارد، لتهز رأسها بعدم إيجاب وبكل عناد صرخت" لن أبتعد!"

عقد دايمن حاجبيه بغضب، ثم عاد يصوب نحو لوسي بالبندقية بينما يفكر...

(تعصين أوامري! ولاتثقين بي!! سترين إذاً، لن أدعكما تذهبان بسلام هكذا...)

إتسعت عينا لوسي بينما تنظر إليه بصدمة، لم تتوقع منه ذلك..هو لن يتردد في قتلها مطلقاً!

أغمضت عينيها بينما ينظر ميشيل إليهما بتعجب وهو يفكر...

(لنر إذا..هل سيقوم بقتلها حقاً؟ لاأعتقد أنه سيقوم بذلك..أستطيع رؤية ذلك في عيناه)

مرت عدة ثوانٍ، ولوسي ماتزال مغمضةً لعينيها خوفاً من أي يطلق عليها...لكنه لم يفعل...

فتحتهما ببطئ لتجده قد غادر متجهاً نحو مروحيته، بينما يقوم بإشعال عود سجائر دون أن يلتفت إلى الوراء...

تنفست لوسي الصعداء وميشيل كذلك، وواصلا سباحتهما التي شعرا بأنها لن تنتهي أبداً...

_______________

غداً صباحاً_في مكان آخر...

دق آلبرت باب غرفة سام، ثم فتح الباب ودخل رفقة آرثر حاملاً بعض من زهور الأقحوان:

آلبرت_" كيف تشعر؟"

أجابه سام" لقد مررت بأيامٍ أفضل.." قال محاولاً رفع جسده لأعلى قليلاً لكنه يتحرك بصعوبة، وعلى أنفه أنبوب تغذية...

أسرع إليه آرثر ليساعده على تغيير وضعيته، بينما يضع آلبرت الزهور في إناء زجاجي بالقرب من السرير، إبتسم سام وأردف:

_" الم تجد أفضل من زهور الأقحوان؟ أخبرني بصراحة آلبرت..هل إلتقطتهم من الشارع؟؟"

ضحك آرثر وأجاب" بجدية! نعلم أنه لايحب صرف نقوده وأنه يملك نسبة من البخل..لكن ليس لهذه الدرجة!!"

إكتفى آلبرت بالإبتسام بينما يجلس على سرير سام بجانب قدميه، بينما جلس آرثر بكرسي على يساره...

كان يوماً حاراً، لكن الرياح لم تتوقف...وستائر الغرفة الشفافة تطفو في الهواء كل مادخلت الرياح من النافذة...

_" كيف حالك؟ أتشعر بأي تحسن؟" وجه آرثر سؤالاً لسام بينما ينظر إليه بجدية، ليومئ سام رأسه ويجيب" أشعر بأني أفضل حالاً، أشعر بالألم حين أتحرك فقط.."

_" إذاً فالتأخذ إستراحة ولتبق في المشفى مدة أطول.." أردف آلبرت ليسمع طرقاً على الباب...

" أدخل" قال آرثر معقداً لحاجبيه..ليفتح الباب ويدخل مايكل حاملاً بعض الورود بيده...

إبتسم سام وأردف بصوت خافت" اوووو أنظروا من جاء..إنه بطلنا المنقذ"

إبتسم مايكل وأغلق الباب، ثم وقف بجانب السرير، سأل سام بينما يرفع نظارته الطبية" كيف حالك؟"

إبتسم سام وأجاب" بخير..وأنت؟"

_" أنا بخير" أجاب مايك بينما يضع الزهور بجانب زهور آلبرت أي بنفس الإناء، وكانت الأزهار التي جلبها مايكل هي زهور القرنفل...ليعقد حاجبيه ويسأل" من أحضر زهور الأقحوان؟"

أشار آرثر لآلبرت وعلى وجهه ملامح خيبة أمل، ليردف آلبرت ببرودة:

_" حسناً، أنا لا أجيد الإعتناء بالزهور كما يفعل مايكل ولا أدري أنواعها وأفضلها أيضاً.."

رفع مايكل حاجبيه وسأل بسذاجة" هل إلتقطتهم من الشارع؟"

إنفجر كل من آرثر وسام ضحكاً، ليسعل بعدها سام وقد تكمش وجهه آلماً، أردف آرثر"لاتتحرك ياصاح!"

ليردف سام بإنزعاج" ألا يجب أن أضحك أيضاً؟!"

تنفس آرثر الصعداء ليرن هاتفه في جيبه..، سحبه ونظر إلى إسم المتصل (الثعلب) ، قلب عينيه وهو متردد هل يرد أم يفصل الخط فقط، ليسأله آلبرت" من المتصل؟" أجاب آرثر يتنفس الصعداء" إنه عمي..."

حرك سام يديه مشيراً" فالتجب عليه..."

هز آرثر رأسه إيجاباً ورفع السماعة" نعم.."

_" آرثر..بني، يجب عليك أن تعود للمنزل في الحال.."

رفع آرثر حاجبيه دون شعور" ماهذا التغيير المفاجئ؟"

_" حدث أمر طارئ.."

_" أتعلم؟ يمكنك أن تخبرني إياه عبر الهاتف!"

تنفس عمه الصعداء وأردف مدعياً الأسى" والداك..لقد ماتا في حادث مرور..."

وقف آرثر عن كرسيه وقد أسقطه أرضاً، وعلى وجهه ملامح دهشة وصدمة..وأول مافكر فيه كان...

(لما في مثل هذا الوقت..وكيف حدث ذلك بحق!!)

_" ما الذي حدث آرثر؟؟" أردف آلبرت بقلق، والآخرون ينتظرون منه الإجابة...

_" سآتي...سأعود في أقرب وقت"

_" لاتتأخر، الجنازة ستكون غداً"

أنهى آرثر الإتصال ورمى الهاتف على السرير، حمل الكرسي وجلس فيه بينما يمسح وجهه بكلتا يديه:

_" عذراً على إقلاقكم..والداي، لقد توفيا في حادث..."

إتسعت عينا مايكل وأردف بأسى" آسف عما حل بك.."

_" لاعليك ياصاح، المشكلة ليست هنا.."

عقد آلبرت حاجبيه وسأل" ما الذي حدث؟؟"

_" يجب أن أعود، فأنا سأكون الوريث وعلي أن أتكفل بالشركات وأموالهم اللعينة..."

أردف سام وكأنه يعلم مايحصل" اليس ذلك أفضل من أن تتركه لأقاربك الجشعين؟"

هز آرثر رأسه إيجاباً وأتبع" هذا هو السبب الوحيد الذي يدفعني للقيام بذلك, لكن لأصارحك..أفكر بالإنسحاب وترك كل شيء لهم، أريد أن أرتاح فقط.."

_" أيتوجب عليك الذهاب حقاً؟؟" سأله مايكل، ليوقفه آلبرت قائلاً:

_" دعه وشأنه..أمور عائلته وهو أدرى بها..لايمكننا إيقافه.."

هز مايكل رأسه بإيجاب قائلاً" أعتذر.."

أومئ آرثر رأسه إيجاباً وأردف" قد لا أراكم لسنوات..هل أنتم مستعدون؟؟"

إبتسم سام واردف" وكأنك تقدر على فراقنا لسنوات!"

إبتسم آرثر ليقف مودعاً" إعتنوا بأنفسكم،..سام، حين أتصل بك فالتجب لاتدعني أقلق عبثاً أيها اللعين!!"

عقد آلبرت حاجبيه وأردف بمزاح" فالتخرج من هنا هيا هيا لم نعد بحاجتك بعد الآن.."

قلب آرثر فمه وأردف مدعياً الإنزعاج" حسناً حسناً لاتدفعوني سأخرج.." قال وإبتسم بينما يفتح الباب، رفع يده مودعاً دون أن يستدير..ثم خرج وأغلق الباب وراءه...

______________

_في مكان آخر_على اليخت...

صعدت لوسي السلم لتصل لسطح اليخت الصغير، أخذ النسيم يدب في وجهها ويحرك شعرها عالياً، لمحت ميشيل جالس على الحافة، مشت نحوه وهي تقول" تبدو حزيناً يا رأس الديك"

نظر إليها رافعاً حاجبيه بينما تجلس هي بجانبه، ليجيب بعدم مبالاة" هل تهتمين؟"

_" ليس فعلاً..يبدو أنك إعتدت على ألقابك أيضاً" قالت لوسي مبتسمة بإستمتاع، ليردف هو" أنتِ لم تشكريني بعد على إنقاذك"

نظرت له وبإنزعاج أردفت" إنقاذي أم تحدي والدك؟!"

ضحك ميشيل من قلبه، تعجبه ردة فعلها حين تنزعج...

_" حسنا..شكراً لكنني لست مدينة لك!" قالت لوسي بينما ترمي شيئاً في البحر...

نظر لها ميشيل بإستغراب ليسأل" ماذا رميتِ؟"

حركت لوسي يديها بإستفزاز" أتود أن تعرف؟..إحزر ماهو، ليس من شأنك أيها اللعين!!!" قالت بنبرة غاضبة ووقفت تمشي عائدة للداخل...

نظر إليها ميشيل بدهشة، إنفجرت في وجهه دفعة واحدة..يبدو أن ذلك إستفزها أكثر من اللازم...

تمتم ميشيل" لحسن الحظ تمكنا من صعود هذا اليخت الصغير..، لو لم يحدث لكنا في عِداد الأموات..تباً الا يمكنها أن تكون شاكرة على هذا قليلاً!!"

وقف من مكانه هو الآخر ودخل...

يتبع...

سؤال البارت: كيف تمكن كلٌ من ميشيل ولوسي الصعود إلى اليخت؟ وكيف تمكنا من النجاة؟؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم 💡🕯🌹

2019/10/10 · 391 مشاهدة · 1055 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024