إتسعت عينا ميشيل، أعتقد أنه صدق كلامي..هذا جيد، حين يصدقه هو سيصدقه الآخرون كذلك...

لكنه فاجأني بإبتسامة جانبية..لايمكنه التحكم جيداً بأطرافه لكنه يبتسم...

(هو يعلم بأنني لن أفعلها! اللعنة!!)

نظرت لجوناثان بطرف عيناي، إنه ينظر إلي بشك..وقد زالت الإبتسامة من على وجهه...

_____________________

قربت السكين من ميشيل وقمت بجرحه على ذراعه، ثم إستدرت خلفه وقمت بشق رقبت من خلف تاركة الدم لينزف بكثرة...

(اللعنة إنه ينزف بشدة! لابأس..تنفسي لوسي، هو يستطيع التحمل...)

تصنعت تعابير باردة، بينما أقوم بشق أماكن مختلفة من جسده..وكأنني أرسم على لوحة...

(كيف تمكن إدوارد من فعل كل ذلك لي بكل سعادة وحماس!!؟)

كرهت نفسي في تلك اللحظة..لكنها كانت الطريقة الوحيدة للنجاة...

(ماذا لو مات حقاً؟ ماذا سأكون بعدها!)

أخذت الأفكار تشوشني وعادت إبتسامة جوناثان، كانت تلك علامة جيدة...

_" إضغطي أكثر على السكين..ذلك سيجعل من الجرح أكبر وسيؤلمه أكثر..." قال جوناثان لأجيبه دون أن أنظر إليه:

_" أنا أفعل.."

حاولت تصفية ذهني، بينما أراقب كل واحد منهم..لنسمع صوت شيء سقط في غرفة أخرى...إستيقظت من شرودي فجأة، خرج سائق اليخت ليتفقد المكان، وهناك حان دوري...

رميت السكين بأقصى قوة للخلف وببراعة أصابت عين جوناثان اليسرى، أخذ يصرخ وقد سقط أرضاً ممسكاً عينه بيده، بينما إنقضت علي المرأة وهالة القتل تحيط بها...

أول شيء فعلته كان الدفاع..وجهت هي سكيناً نحوي بينما أخذ العجوز يسحب مسدسه ويا لحظه لم يكن مشحوناً...

دافعت بيدي وقد إخترقها السكين، إصطكيت على أسناني ولكمتها في وجهها بأقصى قوة وقد أحسست بأنه تهشم...

سقطت أرضاً بينما وقف العجوز منذهلاً ينظر لزوجته، وقبل أن يرفع رأسه ليصوب نحوي كنت قد لكمته ببطنه وخطفت المسدس من يده، سقط أرضاً، لألتفت بسرعة بإتجاه الباب وقد أتى السائق حاملاً مسدس..سبقته وأطلقت على كتفه مما أدى لسقوط مسدسه...

إتكئ على الحائط وإنزلق ليقع، قمت بركله ليغمى عليه، ونظرت لجوناثان وقد أغمي عليه من الألم...

أسرعت لرؤية ميشيل لأجده وقد أغمي عليه هو الآخر...

بت أرتجف، فككت قيوده بذعر وأسرعت بحمله..وكل جزء من جسده ينزف بشدة..بالغت بجرحه، على هذه الوتيرة سيموت!

جعلته يستلقي على الأرض ووضعت تحت رأسه وسادة بينما أتمتم" حـ..حسناً..ماكانت الخطوة الأولى لإيقاف النزيف هيا هيا هيا..أوه أجل..كـ-كانت أن تضغط على الجروح..ااااخ الجروح في كل مكان على أي جزء يجب أن أضغط!!؟"

أخذت أدور في مكاني دون فعل أي شيء، لأسمع بعدها صوتاً من غرفة أخرى...يشبه الصوت الذي سمعناه قبلاً...

أمسكت مسدساً وشحنته، خرجت من الغرفة ببطئ بينما أمشي ناحية الصوت...

ثم دخلت بسرعة موجهة مسدسي، لأجد صندوقاً أبيض طويل، وقد كان يهتز ببطئ...

(ما مشكلتهم مع الصناديق البيضاء!)

إقتربت بهدوء وأنا أفكر (لربما كانت خدعة...لكنه يبدو كالتابوت فعلاً، ماذا لو أن شخصاً ما محتجزاً هنا؟)

أخذت أفك الأقفال وفتحته دفعة واحدة، لأرى فتاةً أمامي مرتدية فستان عادي أبيض قصير، وقد جفت دموعها من كثرة البكاء...

أسرعت بإخراجها بينما أقول" هل أنتِ بخير؟"

نظرت إلي وإلى المسدس بإرتعاب، لأتبع بمواساة" لاداعي للقلق لن أؤذيك، لقد قمت بالتخلص من أصحاب اليخت أيضاً"

لم تتفوه بحرف، لأسمع بعدها شخصاً يسعل..إنه ميشيل!

تركتها وأسرعت إليه مهرولة.." ميشيل..ميشيل إبق معي، تنفس..رجاءً لاتمت أقسم أنني لم أتعمد فعلها.." جلست على ركبتاي أحركه كي لايفقد وعيه...

_ماري_

سمعت ضجيجاً وكأنه كان عراك، ظننت أن شخصاً غيرهم دخل اليخت وكان ذلك أمل ضئيل بالنسبة لي..

أخذت أجر التابوت شيئاً فشيئاً محاولة طلب النجدة، ثم سمعت آثار أقدام قادمة بهدوء...

خفت أن يكون هم لذا صمت، بت أرتجف..سيقتلونني!

لتفتح لي التابوت فتاة في غاية الجمال، شكلها صبياني لكنها بدت الملاك المنقذ بالنسبة لي...

_" هل أنتِ بخير؟" سألتني، لكنني لمحت المسدس على يدها وقد أرعبني ذلك، تجمدت مكاني ولم أتمكن من التحدث، نظرت إلى المسدس وأخبرتني أنها لن تقوم بإيذائي...ثم هرولت نحو غرفة أخرى لسبب ما وقد بدت قلقة...

وقفت محركة أضلاعي بصعوبة، يا إلهي كم مر من الوقت وأنا محبوسة داخل هذا الشيء؟؟

مشيت بالإتجاه الذي سلكته الفتاة بينما أتفقد المكان، ثم وقفت أمام الغرفة...وقد فوجئت بالمنظر أمامي..

أصحاب اليخت كلهم مغمى عليهم، وهناك رجل آخر تجلس هي بجانبه..هل يعقل أنها قامت بالقضاء عليهم لوحدها!!

إستدارت تنظر إلي، ثم تجاهلتني وأمسكت قطعة قماش وأخذت تلفها حول رقبته..إنه ينزف بشدة...

أسرعت إليها قائلة" ليس هكذا!" إندهشت من تصرفي، أبعدتها بينما أقوم أنا بالضغط على الجرح وأنا أقول:

_" إن فعلت هذا فلن يغير شيئاً..نحتاج إلى بعض المواد"

نظرت إلي بدهشة، ثم سألتني" هل أنتِ طبيبة؟"

أجبت وأنا مركزة في عملي" لست كذلك، لكنني أدرس الطب وأعتقد أنني أعلم أشياء في هذا المجال أكثر منكِ.."

إنفعلت تقول" أرجوكِ..أنقذيه! إن مات فلن أسامح نفسي أبداً!!"

نظرت إليها بطرف عيني وقد أشفقت عليها، تبدو كأسد يائس...

_" حسناً، أريد منكِ أن تساعديني بإيجاد معدات الطبيب..فالتبحثي عنها رجاءً" أومأت رأسها وأسرعت بالوقوف تبحث في الغرفة بعجل، ثم خرجت تبحث في الأماكن الأخرى بينما أنا أقوم بالإسعافات الأولية له...

_______________

_في مكان آخر...

أخذ دايمن يمشي في مكتبه ذهاباً وإياباً، ورجاله واقفين منحنيين أمامه وقال أحدهم" نعتذر سيدي لكننا لم نستطع العثور عليها في البحر..نحن نبحث منذ أن قفزت من السفينة، لكن لا أثر..."

توقف دايمن مكانه ورمقه بنظرات ساخطة، ليردف بهدوء:

_" لكنني أمرتك أن تقوم بإيجادها..."

سال العرق على خد الرجل وهو لايزال منحنياً دون حراك، ليقترب منه دايمن ويجعله يقف بإعتدال بينما يربت على كتفه بحنو، ثم مشوا معاً ناحية النافذة، ليقف دايمن ويقول بعفوية" أوتعلم؟ لربما أنت محق...قد لانتمكن من إيجادها، يبدو وأنك متعب ولم تنم منذ البارحة..."

بدأ الرجل بالإرتجاف ولم يتمكن حتى من النظر في عينيه خوفاً من أن يحرقه بنظراته...

_" سأستمر بالبحث سيد دايمن..أرجوك فالتعف عني..."

رفع دايمن حاجبيه بينما ينظر إليه، ثم هز رأسه إيجاباً وقال:

_" لاتقلق، لن أقتلك فأنا رحيم جداً..."

إبتسم دايمن بحنو ليرميه من النافذة بكل برودة، ثم وقف أمام رجاله مجدداً وهو يقول بهدوء" نحن في الطابق الثالث، لن يموت...أريدكم أن تحضروا الإسعاف من أجله فهو رجل جيد..لكنه إستحق ذلك"

ثم مشى ناحية المكتب وأمسك زجاجة نبيذ وبينما يسكب قال:

_" أريدكم أن تجدوها، لديكم مهلة حتى الغد..إن لم تجدوها لا أضمن أنكم ستكونون على قيد الحياة، أما إن وجدتموها فستكافؤون بسخاء..مفهوم؟"

لم يجب عليه الرجال ليرمي الزجاجة أرضاً بعنف ويصرخ" قلت مفهووووم!!؟"

_" مفهوم" قال الرجال وأسرعو بالخروج...

ليحطم هو كل ماكان على المكتب وهو يصرخ بغضب جنوني، أسرع إلى الدرج وفتحه، سحب منه علبة دواء وقد كانت مهدئات، أسرع بتناول ست حبات، جرعة زائدة...

أزال ربطة عنقه بعنف وأخذ يمسح وجهه بيديه، ثم تنفس الصعداء وقد هدأ قليلاً...

_" هي لم تمت، هي لم تمت، هي لم تمت، هي لم تمت.."

أخذ دايمن يتمتم ويردد بينما هو جالس على الأرض متكئ بظهره على مكتبه، ينظر للسقف بوجه خالٍ من التعبير...

______________

_في مكانٍ آخر...

نزل السائق وأسرع بفتح الباب الخلفي لتلك السيارة السوداء الفخمة، لينزل منها آرثر مرتدياً بذلة أنيقة، أزال نظاراته الشمسية ومشى في حديقة ذاك القصر العملاق بكل ثقة...

أسرع إليه الحارس وهو يقول" مرحباً بعودتك سيدي الشاب"

_" وها أنا ذا عدت لهذا المكان القذر.." تمتم آرثر بصوت مسموع، ثم إستدار ناحية الحارس وسأله" هل الجميع هنا؟"

_" أجل سيدي، عمك آلفريد، وزوجته وإبنهما ستيف، وعمتك دارين، وأيضاً..الجنازة ستكون غداً.."

قال آرثر بوجه جامد" ستكون حرباً طاحنة بالتأكيد...

يتبع...

وين التفاعل؟ 😢

رأيكم بالأحداث؟ توقعاتكم؟ شو رح يصير بالبارت الجاي؟؟

لاتحرموني من تعليقاتكم ترا هي الي بتدفعني لواصل الكتابة...😊

✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/10/24 · 433 مشاهدة · 1130 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024