أسرع إليه الحارس وهو يقول" مرحباً بعودتك سيدي الشاب"

_" وها أنا ذا عدت لهذا المكان القذر.." تمتم آرثر بصوت مسموع، ثم إستدار ناحية الحارس وسأله" هل الجميع هنا؟"

_" أجل سيدي، عمك آلفريد، وزوجته وإبنهما ستيف، وعمتك دارين، وأيضاً..الجنازة ستكون غداً.."

___________________

قال آرثر بوجه جامد" ستكون حرباً طاحنة بالتأكيد..، ماذا عن الخالة جودي؟ الم تأتِ؟"

_"أجل سيدي لقد أتت..لكنها ليست في القصر، إستعارت سيارة الفيراري الخاصة بعمك دون إذن قائلة أنها ستقوم بجولة في شوارع أمريكا.."

إبتسم آرثر" بجدية الم تتغير؟ أعتقد أنها الشخص الوحيد الذي إشتقت إليه فعلاً..." قال ثم دخل القصر، ليرحب به الخدم ترحيباً حاراً وقد إشتاقوا إليه حقاً...

_آرثر_

مشيت قليلاً في أنحاء القصر ليأتي إلي إبن عمي ستيف الذي هو بنفس سني تقريباً...وهو أكره فتى على وجه الأرض..

_" أرى أنك قد عدت آرثر.." قال ستيف وعلى وجه إبتسامة مقرفة...

_" أجل، لقد عدت، لكن لسبب وبالتأكيد لن يكون من أجل رؤيتك.." قلت مبتسماً إبتسامة مزيفة بينما نقصف بعضنا بالكلمات فقط..كالحرب الباردة تماماً...

(أااااخ كم أود ضربه...سمين لعين!)

_" الم تنحف آرثر؟ يبدو أن عيشك في الشوارع قد أثر عليك فعلاً.."

ضحكت، ثم أردفت بتلاعب مستفزاً" أرى أنك تتمنى القليل من نحافتي.."

عقد حاجبيه وقد إختفت إبتسامته، ليستدير ويرحل...

_" جيد، ناقص واحد...من بقي؟ أه عمي وعمتي.."

_" أهلااا أهلااا وسهلاً بالبطل" أردف عمي من خلفي، يحاول أن يكون ممن يملكون حس الدعابة..لكنه يبدوا مثيراً للإشمئزاز بالنسبة لي!

_" أهلاً عمي، كيف حالك؟"

_" بخير يابني..سعيدون لعودتك بيننا مجدداً"

قال مبتسماً، ثم نظر لزوجته كاميليا مشيراً إليها أن تسلم علي...

_" مرحباً بك آرثر" أردفت بصعوبة..

لأجيبها أنا " شكراً، أعتذر عما بدر مني سابقاً، أتمنى أن تتطور علاقتنا للأفضل"

قلت بهدوء محاولاً أن أكون ذو أخلاق وتفكير عالي، أي رجلاً نبيلاً...

علاقتي بزوجة عمي سيئة نوعاً ما، فلطالما كنا نتعارض في الأراء وكانت تتدخل في شؤوني وتستفزني حين تشتم خالتي جودي أمامي، هي تملك وجه طويل وعينان صغيرتان، كما أنها أطول من عمي...

أما عمي فعلاقتنا مجرد نفاق، هو يدللني ويكون كالكلب المطيع لي منذ الأزل لمصلحته فقط، كما أنه وحين هربت ظللت على تواصل معه ولا أحد غيره علم بمكاني، بل وكان يسلمني المبلغ الذي أحتاجه من النقود التي صرفتها من أجل عصابتنا، سمين ويملك شارباً كبيراً، يضع على رأسه شعراً مستعاراً لأنه أصلع لكنه يخفي ذلك السرً...

وأما إبنهما ستيف، فهو يغار مني لدرجة لاتتصور، ودوماً كان يكيد لي المكائد ويلصق بي التهم منذ أن كنا صغاراً، علاقتنا ليست جيدة بتاتاً، سمين كوالده لكنه يملك بشرة بيضاء ناصعة كوالدته النحيلة...

أتى إلي خادمي المخلص بينجامين، رحب بي أشد ترحيب وأرشدني لغرفتي الجديدة لأسأله وأنا أقف على بابها" ماذا عن غرفتي؟"

_" أعتذر ياسيدي الشاب لكن السيدة كاميليا أمرت أن نحولها لغرفة ستيف.."

رفعت حاجباي وأردفت بتململ" الم تعجبهم كل غرف القصر ليحتلوا غرفتي؟ حسناً..لايهم إنها مجرد غرفة على أية حال..."

دخلت فيها وأغلقت الباب، أزلت معطفي وخرجت إلى الشرفة متكئً على سياجها أتمتم" جسدي هنا، لكن ذهني مع العصابة فقط..."

(سأنهي كل هذا وأعود بالتأكيد!)

ثم ضحكت وقلت" هه وكالعاة لم تأكِ العمة دارين، تنتظر مني أن أذهب وأسلم عليها..وكأنني سأفعل!"

لأسمع صوت سيارة تجري مسرعة نحو القصر..لنر، إنها خالتي المجنونة جودي..لقد عادت...

نزلت من السيارة حاملة أكياس مشترياتها وبجانبها خادمتين يحملان معها الأكياس ويالكثرة الأغراض، دخلت تمشي بكعبها العالي تترنح يميناً وشمالاً، ثم أزالت نظارتها الشمسية بكل ثقة، رفعت رأسها تنظر إلي بينما أنزل من الدرج لأسلم عليها..

_" كيف حالكِ خالة جو؟"أمسكتني من أذني لتجرني إليها، أردفت رافعة حاجبيها بينما تنظر لي بحدة:

_" الآن تريد الإطمئنان علي؟ أوتعلم كم بحثت عنك بعد مغادرتك لأكتشف بأنك أخبرت عمك بموقعك ولم تخبرني!!"

أجبت متألماً" ااااييي آسف آسف أرجوكِ أتركيني سأفسر-هذا يؤلم!"تركت أذني وأخذت تنظر إلي منتظرة الإجابة، لأنظر إليها وأردف بتلاعب" تبدين جميلة بالجينز، تذكرينني بشخص اعرفه.."

إتسعت عيناها وإنفعلت بوجهي" أهي فتاااة؟؟؟ اووهوو لقد كبر صغيري وأصبح رجلاً، ما إسمها؟ هل هي جميلة؟ من أي عائلة هي؟؟روتشايلد؟؟"

ضحكت وأجبت" أنتِ مخطئة هي ليست كذلك، إنها زعيمتي"

_" زعيمة؟؟" أرخت عضلات وجهها تنظر إلي بإستغراب، لأستدير أنا وأجد الجميع بحدقون بنا يستمعون، سحبتها من يدها وأتبعت:

_" تعالي لنتحدث في الغرفة، لدي الكثييير لأرويه لكِ"

مشت معي إلى غرفتي الجديدة، جلسنا نتناول الشاي بينما أحكي لها مامر بي خلال الفترة الطويلة التي غبت فيها عن المنزل...أخذت خالتي تتابع قصتي بحماس، وقد أعجبت بفكرتي للهرب من المنزل وشجعتني عليها لولا انا عاتبتني لأني لم أخبرها عن ذلك قبل هربي، لكنني ظننت بأنها ستمنعني إن أخبرتها...

أخذت هي تقص علي ماحدث في غيابي أيضاً، والداي بحثا عني وظلا يبحثان عني إلى يوم وفاتهما، لم يحدث شيء جديد حقاً..فقط شجار عمتي الغير متزوجة مع زوجة عمي الدائم...

أما خالتي جودي فهي غادرت المنزل بعدي بايام، بل غادرت كل البلاد وسافرت بعيداً..هي كانت تعيش في قصرنا الكئيب فقط من أجلي، محاولة حمايتي من وكر الذئاب الذي كنت فيه...

أمي لم تهتم بي قط وكذلك أبي، ربتني لأكون الإبن المثالي لها الذي لن يحرجها أمام الناس..لكنني خيبت ظنها بي بعد أن هربت، كانت تدير شركتها ولا أراها سوى المساء، وقد تربيت على يد المربيات ولم أتعرف قط على أبي وأمي جيداً...

أبي كان يقضي معظم وقته في العمل، لا أراه سوى مرة في الشهر..وأحيانا في السنة، وهو الآخر كان واضعاً آمالاً كبيرة علي بما أنني ساكون وريثه...

لكن خالتي جودي..هي التي علمتني الصواب من الخطأ، علمتني الكثير من الأشياء وقد كانت بمثابة أمي، أختي، رفيقتي الوحيدة...تحميني وتقضي طول الوقت معي..لم تتركني ولو لمرة، لكنني كنت من تركها في نهاية المطاف...

_" إذاً أنت لم تعثر على شريكة حياتك بعد هاه؟" قالت جودي متكئة بيدها على خدها تنظر إلي بملل...

لأهز رأسي بالنفي وأتبع" ليس بعد..أخبريني جودي، والداي..كيف ماتا؟" صمتت جودي، تنفست الصعداء وأجابت:

_" أختي وزوجها ماتا في حادث سيارة..، آسفة ذلك"

_" ليس عليك أن تعتذري فأنت خسرت أختك أيضاً.." شعرت بغصة، لم أظن يوماً أنني سأحزن لموتهما..لم يكونا أي شيء في حياتي، فقط شخصان عابران لاغير...

نظرت إليها بجدية وقلت" الا تجدين الأمر غريباً بعض الشيء؟ وفاتهما فجأة هكذا..."

صمتت من جديد، وكانت عادتها أنها حين تود إخفاء شيء دوماً تصمت فقط..لأنها تعلم أنها إن تكلمت فسوف تبوح بكل شيء بما أنها تحب الثرثرة...

يتبع...

سؤال البارت: هل هناك فعلاً شخص وراء وفاة والدي آرثر؟ تابعوا معنا...

بعرف البارت ممل شوي بس لسا الحماس جاااااي😎أشوفكم في فصل تانييي✌

✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/10/24 · 432 مشاهدة · 999 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024