توقف دماغها عن العمل..لم تستوعب بعد ما الذي تنظر إليه حقاً..هل هو وهم؟ أم هو حقيقة؟ مشت بهدوء وكأن الرياح تجذبها نحو ذلك الشخص...

وقفت خلفه، ليستدير وينظر إليها بدهشة، أخذت تنظر إليه بطريقة مريبة..تتمعن في تفاصيل وجهه، محاولة التأكد ما إن كان هو حقاً أم لا...

_" عذراً..هل هناك شيء على وجهي؟" أردف الرجل بإبتسامة تعجب، لتردف هي بصدمة:

_" ميشيل!!"

____________________

إستدار ميشيل واضعاً يده على خاصرة إمرأة، ليعقد هو حاجبيه ويسأل" من ميشيل؟"

فاقت من شرودها تنظر للمرأة تارة وله تارة أخرى...

_" هل هذه مزحة أم ماذا؟" سألته مبتسمة بدهشة تصاحبها سخرية، هز رأسه بالنفي وأتبع بإحترام" عذراً..أعتقد أنكِ قد أخطأتِ الشخص.."

قال ومشى مع خطيبته وقد مرا بجانبها بخفة، بينما لم تبعد خطيبته عيناها عن لوسي..تنظر إليها بتوتر ممزوج بالغضب...

بقيت لوسي متصلبة مكانها، مخفضة رأسها للأرض تنظر في فراغ...

(لحظة لحظة! ما الذي يحدث هنا؟ كيف هو حي..وكيف أتى إلى هنا..وكيف له أن يكون مع إمرأة!!؟ سأجن..أنا سأفقد عقلي، إهدئي لوسي..)

أخذت نفساً عميقاً وأغمضت عيناها تفكر...

(ما الذي حدث ذلك اليوم بالتحديد..، ضُرب ميشيل، وقمت أنا بتفحص نبضه..تذكري لوسي تذكري..وضعت رأسي في صدره محاولة سماع نبضات قلبه ولم أسمعها..هل كانت طريقة خاطئة لفحص النبض؟ كما أنه لم يتسنى لماري أن تفحص نبضه وتشخص حالته..، حسناً..كيف أتى إلى الحفلة بحق؟ ولما يبدوا متغيراً!؟ شخصيته..شكله تصرفاته،هل يحاول إستفزازي أو جعلي أغار أو ماشابه! لما يدعي عدم معرفتي أساساً!؟)

أخذت الأسئلة تجول برأس لوسي كالأسماك التي تسبح وسط البحر، لتشعر بيد قد وضعت فوق كتبها الأيمن، إستدارت بإنفعال...

_" ماخطبكِ؟ أين هو عقلك..أناديكِ منذ ساعات!!" أردف سام معقداً لحاجبيه، ليلاحظ تعابير وجهها المصدومة، سألها:

_" لما إتجهتِ نحو ذلك الرجل؟ أرجوكِ لوسي لاتورطينا..ولاتتكلمي مع الرجال بحرية تعلمين أن دايمن سيقلتنا جميعاً دون تردد!!"

أومئت لوسي رأسها إيجاباً دون أن تركز مع أي كلمة قالها، ليمشيا معاً عائدين إلى طاولة جايكوب وآندريه...

جلست لوسي على الكرسي بشرود...

بنفس اللحظة وعلى الجانب الآخر من الحفلة شعر ميشيل بوخزة في قلبه، أمسك صدره بيده ولم يفارق تفكيره وجه تلك الفتاة التي نادته ميشيل...

ليستأذن من خطيبته ويقف عن الطاولة متجهاً نحو طاولة لوسي، وقف بجانب كرسيها وأردف بإحترام" مساء الخير..هل لي برقصة يا آنسة؟ (يبتسم) "

حين سمعت لوسي صوته إتسعت عيناها، أدارت وجهها تنظر إليه..ثم أزالت تعبير وجهها المصدوم وإبتسمت بتزييف" يشرفني ذلك.."

مد يده، لتحييه لوسي حاملة فستانها بِكلتا يديها..ثم أخذت بيده وبدآ الرقص وسط الحفلة..وقد بدأت الحرب بالنسبة للوسي...

نظر سام لآندريه وأردف بقلق" أرجوك آندريه فالتشغل دايمن..أمهلني دقيقة فقط لأعيد لوسي إلى هنا.."

عقد آندريه حاجبيه وأردف ببرود" لستُ مضطراً لفعل ذلك.."

_" رجاءً آندريه لو ذهبت أنا إليه الآن لن يعيرني إهتماماً.."

وضع آندريه يده على الطاولة وقرب وجهه من سام وهمس" إسمعني سام، علاقتي بدايمن تشبه الـ*** وإن ذهبت إليه الآن وكلمته...فسينتهي الأمر بقتلي له.."

تجمد سام مكانه، متعجباً لأنه لم يسمع آندريه يشتم قط في حياته فلطالما بدى شاباً نبيلاً..وصُدم من تلك النظرة التي كانت على وجهه..نظرة سفاح بمعنى الكلمة...

بلع سام ريقه، ليتنفس آندريه الصعداء ويردف بإنزعاج بينما يقف من على كرسيه" ليكن..سأفعل لكن من أجل لوسي وحسب.."

مشى بإتجاه دايمن واضعاً يده في جيبه، وقف أمامه ينظر إليه بسخرية مبتسماً..ليردف" كيف الحال سيد (*****) "

أحكم دايمن قبضته على كأس النبيذ الذي كان يشربه، ثم أدار وجهه ناحية آندريه ببطئ ينظر إليه بحدة...

_" أياك...أن تناديني بذلك الإسم مجدداً هنا!" أردف دايمن بنبرة تهديد مصطكاً على أسنانه...

إبتسم آندريه بإستفزاز وأتبع رافعاً حاجبيه" وإلا ماذا؟ هل ستقوم بدفني حياً أو ماشابه.."

ضيق دايمن عينيه ووضع يده اليسرى داخل جيبه، ثم أردف بشك" ما الذي تسعى إليه آندريه؟"

تغير تعبير آندريه للجدية وبنبرة آمرة أتبع" إبق بعيداً عن لوسي..أنت لاتستحق فتاة مثلها.."

حدق دايمن في عينيه بغضب وأردف بإنفعال" هل تكنّ لها مشاعر أنت الآخر!!"

ضحك آندريه ولم يتمكن من إمساك ضحكته، أخذت أكتافه تهتز واضعاً يده على فمه..ثم أردف بسخرية:

_" عقلك يتحول إلى حجم النملة حين يتعلق الأمر بلوسي وغيرتك عليها، لاتقلق أعتبرها أخت صغيرة شقية فحسب..وأريد أن أحميها من شرك ليس إلا.."

رفع دايمن حاجبيه وأردف بإستصغار" أبتعد عنها وإلا ماذا؟"

حدق آندريه فيه بحدة وأجاب" وإلا فعلت شيئاً سيدمر طموحاتِك التي تملكها وإلى الأبد.."

_" مِثل ماذا؟" أخذ دايمن يتجاوب معه بنبرة إستفزازية، ليتنفس آندريه الصعداء ويتبع:

_" أملك سجلاتك دايمن..لاترغمني على فعل شيء يؤذيك ويجرح لوسي..."

إتسعت عينا دايمن وصمت، ليتبع آندريه" أمامك 24 ساعة لتفسخ خطوبتكما..." قال ومشى بعد أن إلتقط كأس نبيذ من النادل الواقف أمامه..أحكم دايمن قبضته على الكأس حتى إنفجر في يده...

هرع إليه الخدم أحدهم يضمد يده والآخر يجمع الزجاج المكسور وقد إنشغل دايمن بالتفكير في كلام آندريه فقط...

أما على الطرف الآخر من قاعة الحفل، فقد كانت لوسي ترقص رفقة ميشيل يتبادلان النظرات دون أن يبعدا عينيهما عن بعضهما البعض..لوسي واضعة يدها على كتفه وهو على خاصرتها...

_" أخبريني إذاً..هل أعرفك؟ ولِما نعتِني بميشيل..؟"

إبتسمت لوسي رافعة حاجبيها وأردفت" خدعة جيدة من قبل رجل عصابات كان معروفاً يوماً.."

عقد حاجبيه وأردف ظناً منه أنها تمزح" أنا رجلٌ نبيل.."

قهقهت..ثم أتبعت" إرحمني ميشيل، أنت حتى لاتجيد الرقص بشكل جيد..أنظر.."

قالت وأشارت لقدميه..وبالفعل، خرب حركات تلك الرقصة تماماً...

تعجب من قولها، كيف هي واثقة جداً من كلامها..هل هي جادة؟ أم تتعمد السخرية منه فقط...

_" هل لكِ أن توضحي رجاءً.." أردف وقد بدى منزعجاً، لتزول إبتسامتها وتتبع" الا يجب عليك أنت أن تفسر لي أولاً لما كنت برفقة تلك المرأة!!؟"

نظر إلى خطيبته من بعيد، ثم أجاب بعفوية" جوليا...إنها خطيبتي.."

إصطكت لوسي على أسنانها وأردفت" جيد وأصبحت تملك خطيبة أيضاً!"

_" أولاً..إسمي ليس ميشيل كما تدّعين، إسمي إيثان أندرسون..وثانياً، أنا فاقد لذاكرتي قبل أشهر.."

توقفت لوسي عن الرقص، وأخذت تنظر إليه بصدمة مما سمعت...

يتبع...

شكراً على القراءة..أنرتم🌹✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/15 · 411 مشاهدة · 898 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024