بينما كانت وحوش النسر الثلاثة تقترب من فريقه بسرعة هائلة، ظل ليونارد ثابتا وعيناه لا تفارق النسور

سبعين مترا.. خمسون... أربعون... ثلاثون... عشرون...

عند عشرين مترا فقط، أطلق ليونارد سهمه، طار السهم بسرعة البرق، موجها مباشرة نحو عين النسر الذي كان يستهدفه

"كوووو! "

بسبب قربه الشديد لم يتمكن النسر من تفادي السهم السريع، الذي اخترق عينه و اختفى في رأسه، مما جعله يطلق صرخة ألم، و في اللحظة الأخيرة، ألقى ليونارد بجسده جانبا، متجنبا الاصطدام بالجثة الهائلة.

سقطت جثة النسر العملاق على الثلج مثل قذيفة مدفعية، تناثر الثلج مثل الغبار، وترك وراءه أثر من الدمار والريش المتناثر..

بنفس الوقت يواجه كل من سليمان و جاد معركتهم حيث استهدف نسر عملاق آخر جاد واتى سليمان لدعمه

بينما كان جاد يتنفس بصعوبة، شد قبضته على سيفه و تجذرت قدميه في الأرض، وردد كلمات تهدئة لروحه المضطربة "إثبت... إثبت..."

ولم يتحرك حتى ملأ مخلب النسر الحاد بصره، تحرك جاد بسرعة، انخفض إلى الأرض مثل القطة، و مر المخلب ولم يقطع سوى بضع خصلات من شعره الطويل دون أن يمس باقي جسده

في لمح البصر، استقام جاد ورفع سيفه، و اخترق نصل السيف بطن النسر الناعمة، مع حركة الوحش العالية خلال ثانية كان جاد قد شق كامل بطن المخلوق

تدفق الدم و الأحشاء من الوحش فوق رأس جاد مثل شلال، لكنه لم يرمش حتى

"آه!"

سقطت جثة النسر العملاقة التي تنزف بغزارة خلفه و أنزل جاد سيفه ورفع يده واطلق صرخة قوية إلى السماء معلن انتصاره، أصداء صرخته تترددت عبر ساحة المعركة

نظر سليمان غير البعيد اليه وهو يحمل رمحه ولم يقاطع فرحة انتصار جاد وفرحة تغلبه على عقبته العقلية، بالأصل كانت نيته مساعدة جاد للتغلب على وحش النسر فهو اقوى من ان يتحمله جاد لوحده، ولكن في وقت سابق عندما نظر الى أعين جاد لم يجد سوا العزم و النية القاتلة لذا خاطر سليمان بتركه يهتم بأمر وحش النسر وحده لأن هذا مفيد لتطوره، ولم يخيب جاد ظنه..

اما الوحش الثالث فقد اعتى به فلاديمير بسهولة، عندما وصلت مخالب الوحش لجسده لم تقطع سوا ظلال صورته اللاحقة وكانت خناجر فلاديمير قد التحمت بعنق النسر و فصلت رأس وحش النسر عن باقي جسده ورش الدم مثل النافورة من العنق المقطوع

في خضم المعركة الضارية، في الفريق الثاني في هذا الوقت أطلقت أنارا شعلتها السوداء على وجه وحش النسر، و انتشر اللهب الأسود بسرعة، والتهم رأس الوحش بالكامل

علا صراخ وحش النسر الحزين في الهواء وهو يسقط على الأرض، ودفن وجهه في الثلج بشكل غريزي، لكن النار السوداء لم تنطفئ، و استمرت في الاشتعال ملتهمة رأس الوحش حتى لم يتبق منه سوى عظام محترقة

و لوحت أنارا بيدها بلطف، فتلاشى اللهب الأسود. لم تكن تريد تشويه الجثة، فهي تعلم أنها مهمة لسيدها

اما النسر المتبقي تعاون عليه آرت ومستخدم القوس الطويل الآخر من العالم السفلي و انهوه بعد هجومين فقط مكون من سهم تحت الجناح و مطرقة شوهت رأس الوحش منهية صراعه..

انتهت المعركة كلمح البصر، دون أن يصاب أحد من الفريق، يعود الفضل في هذا إلى فعاليتهم القتالية المتميزة، بالإضافة إلى افتقار وحوش النسر لأي مواهب عرقية متميزة او مهارات سحرية فعالة،صحيح انها كانت عملاقة وضخمة لكنها لم تكن سوى وحوش زائفة بمستوى القوة الذي تملكه، هذا لا يعني أنها لم تكن قوية، ولكنها ببساطة تفتقر إلى المهارات التي تمتلكها الوحوش الأخرى من نفس الرتبة، وهذا بالطبع بسبب تحورها بالشيء الموجود في الشمال..

......

[ لقد قتلت قواتك 'ليونارد' وحش نسر جبال الجليد من المستوى الأزرق المبتدئ ]

[ لقد قتلت قواتك 'جاد' وحش نسر جبال الجليد من المستوى الأزرق المبتدئ ]

[ لقد قتلت قواتك 'فلاديمير' وحش نسر جبال الجليد من المستوى الأزرق المبتدئ ]

[ لقد قتلت قواتك 'آنارا' وحش نسر جبال الجليد من المستوى الأزرق المتوسط ]

.

.

.

.

[ ارتفع مستوى قواتك 'جاد' بمقدار رتبتين وتجاوز العالم السابق والآن هو بمستوى الاخضر المبتدئ]

[ لقد ارتفع مستوى قواتك 'فلاديمير' واصبح في مستوى الأخضر الذروة ]

ألقى جولان نظرة على التنبيهات التي قدمت فجأة، مذهولا من عدد الوحوش المقتولة، بعد إحصائها وجد أن الشباب قد قضوا على ستة وحوش طائرة

لكن ما فاجأه حقا هو أن جاد قد تمكن من قتل وحش عبر الرتب، لا يزال جولان يتذكر عندما واجه فريق الحملة وحش القرد العملاق في المعركة السابقة، لم يشارك جاد حتى في تلك المعركة، لذا كان مندهشا جدا بهذا التطور الأخير

"هذا يستحق المكافأة،" تمتم جولان لنفسه

ومنذ أنه كان فارغا حاليا ويمتلك الموارد اللازمة، بدأ جولان في موجة بناء أخرى، وبنى عشرة أكواخ ريفية على الفور، خمسة على كل جانب

ولم يكلفه البناء الكثير، حيث استخدم 500 خشب و 500 حجر و 20 معدن و 10 جواهر فوضى

ما زال يمتلك جولان كمية من الموارد ولكن لم يبني المزيد من الأكواخ لانه يخطط لجمع موارد كافية لترقية قاعة اللورد لاحقا

و الآن نظر الى اقليمه و وجد انه بدأ يبدو قرية صغيرة حيوية مما اسعده

....

بعد ساعتين من المعركة الشرسة، عاد فريق الحملة إلى الإقليم، وسحبوا معهم جثث ستة من وحوش النسر العملاقة

و بعد عشرين دقيقة، خرج أربعة جنود العالم السفلي جدد من قبر الاستدعاء، وضع جولان الجثة المتبقية في قبر التنقية القديم، وترك جثة حتى يفرق قبر التنقية والذي لم يُستعمل منذ فترة، ثم منح فريق الحملة راحة قصيرة لتجديد الإمدادات، مثل الماء المغلي و لحم الوحش المتشنج

استدعى جولان المقاتلين السبعة المتواجدين، وأمرهم بتشكيل فريق استكشافي جديد، ثم أصدر لهم الأمر بالتوجه الى الجنوب الذي لم يستكشفه من قبل

بعد ان ذهب فريق الحملة المكون الجديد، جمع مسروقات اربعة من الوحوش و كسب اجمالي:

320× وحدة من لحم وحش نسر جبال الجليد

180× حزمة من ريش النسور

62× جوهرة الفوضى

1× كيس من بذور البطاطا الحلوة (الأبيض المتوسط)

×1 مخطط المطعم الريفي (الأخضر المبتدئ)

×1 قسيمة تحسين التربة ( الأبيض الذروة)

نظر جولان الى القسيمة فضية اللون، وكانت تبدو مثل كرت رجل أعمال ناجح في حياته السابقة، قلبها على الجانبين و رأى انه لا توجد سوا بعض النقوش التي لا يفهمها مرسومة عليها، لذا فتح واجهة المعلومات الخاصة بها

[اسم: قسيمة تحسين التربة]

[ الدرجة: الأبيض الذروة]

[الوظيفة: داخل مساحة 100 م × 100م سيتم زيادة خصوبة التربة من الدرجة الادنى حتى درجة الأبيض الذروة وزيادة سرعة الحصاد بنسبة 20% ]

[طريقة العمل: ضع القسيمة على الأرض و من خلال كونك المركز ستعمل وفق المساحة الموجودة في القسيمة، ملاحظة لن تعمل القسيمة على التربة من درجة الأبيض الذروة وما فوق ]

" رائع!"

هتف جولان بسعادة، في الواقع كان قلق للغاية منذ ان زاد عدد سكانه كثيرا لن يكون من الواقعي الاستمرار بأكل اللحوم فقط، خلال فترة قصيرة سوف يسأم كل من جولان و السكان من اللحوم حتى لو كانت تقدم طاقة الترويج والشيء الثاني انه لن تكون هنالك لحوم كافية في مرحلة ما

بالنسبة لجولان مشكلة الطعام بنفس اهمية خطر الوحوش العملاقة في الشمال، لذا مع هذه القسيمة وبذور البطاطا الحلوة لديه امل كبير في اكل خضروات مصنوعة من ارضه

ثم نظر جولان الى مخطط المطعم

[اسم المبنى: المطعم الريفي ]

[الدرجة: الأخضر المبتدئ ]

[ الوظيفة: مكان يكفي لـ 40 شخص لتناول الطعام بنفس الوقت، مجهز بطاولات و كراسي و مطبخ و ادوات المائدة ومزين ببعض الزينة الريفية]

[ متطلبات البناء: 400× وحدة من الخشب، 400× وحدة من الحجر، 30× وحدة من المعدن، 20× جوهرة الفوضى ]

" جيد بهذا لم يعد من الضروري الطبخ والأكل في الهواء الطلق "

تمتم جولان برضى عن حصاد هذه النسور ونظر الى النسر الذي وضعه ورأة انه ما يزال هنالك 40 دقيقة من الساعة الاصلية عندما وضع الجثة لأكمال التنقية

لذا اخذ معه بذور البطاطا و قسيمة تحسين التربة و ذهب ليجد سارة و المزارعين الآخرين

....

عندما اقترب جولان من الجزء الجنوبي من الإقليم حيث بالوقت الحالي تعمل سارة وباقي المزارعين بجد على نزح الثلج في الأرض و لأول مرة منذ وصلوله تمكن جولان من رؤية ان هنالك مساحة لا بأس بها من الارض ليست بيضاء بسبب الثلج

"لقد رأيت اللورد! " 8×

قالت سارة وباقي العمال المجتهدين عندما رأوا ان اللورد قادم في طريقهم

" شكرا على عملكم الشاق، سارة هل زرعتم البذور بعد؟ "

بعد التشيد بعملهم سأل جولان على الفور

" لا سيدي اوشكنا على الانتهاء من نزح الثلج وبعدها سنبدأ بعملية حرث الحقول و زرع البذور"

اشارت سارة بيدها الى الثلج الذي لا يزال متبقي القليل منه على المساحة المعنية للزراعة مجيبة على سؤال جولان

" عمل جيد! تأكدوا من اخذ قسم كافي من الراحة، لدي في يدي شيء سيزيد من خصوبة الأرض لمساعدتكم لذا اريد منكم الابتعاد على مسافة 120 خطوة على الأقل حتى استطيع البدء "

" مفهوم سيدي! "

اجاب الجميع وابتعدوا وفق الأوامر ولا احد شك في امكانية تحقيق ما قاله اللورد بل اصبحوا سعيدين بأن عملهم سيصبح اسهل مع معجزة اللورد!

[تنبيه: تم اكمال متطلبات القسيمة للعمل، هل تريد تفعيل قسيمة تحسين التربة حاليا، نعم/لا؟]

امسك جولان القسيمة الفضية بيده و جلس القرفصاء و وضعها على الأرض بلطف ثم عندما رأى التنبيه و أكد تحولت القسيمة بين اصابعه للضوء الأبيض و تلاشت ثم غلف ضوء ابيض شبه شفاف مساحة 100 متر مربع، مع كون جولان في المركز

انغمس الضوء الأبيض في التربة من تحت اقدام جولان لبعض الوقت و بعد فترة قصيرة تلاشى وعاد كل شيء مثل كان، ولكن تحت موهبة جولان العرقية حاسة الشم الفائقة وجد رائحة الحيوية ورائحة الحياة قادمة من التربة من تحته..

_____نهاية الفصل.

ملاحظات المؤلف:

*اتمنى ان يكون سرد المعركة قد نال رضاكم

*لمن يريد التواصل معي ومعرفة المزيد عن الرواية يجدني على ديسكورد تركت رابط السيرفر الموجود فيه في خانة الدعم🥀

2024/02/27 · 206 مشاهدة · 1504 كلمة
TOGASHY
نادي الروايات - 2024