(من منظور آرثر ليوين) :

إيلايجا التفت إليّ بعد ملاحظة اننا انعطفنا الى طريق مختلف اثناء عودتنا الى منزل عائلة هيلستيا قائلا "مهلا آرثر ظننت أننا سنتجه الى منزلك إلى أين نحن ذاهبون ؟ "

ردت عليه وقد اسرعت فى خطوتي مع سيلفي التي جلست فوق رأسي " هناك مكان أريد التوقف عنده أولا. لا تقلق سيكون انعطافا سريعا "


"انتظرني!" صرخ إيلايجا الذي بدأ بالاسراع فى خطواته خلفي


عندما وصلنا الى المكان المقصود لم استطع الا اطلاق تنهيده وقد تدلى ذاراعاي بخيبة أمل


"كما ظننت " تمتمت الى نفسي


قال إيلايجا : "أكاسير زيروس ؟ هل أردت شراء شئ من هنا ؟ إنها حوالى منتصف الليل،بالتأكيد المحل مغلق."

وقام إيلايجا بتركيز عينه خلال الباب الأمامي الزجاجي أملا ان يرصد أحدا بالداخل.


" لا شئ،هيا نعد للمنزل " ردت عليه وبينما كنت على وشك ان ابتعد عن المبني شد انتباهي شئ لامع علق فى شق موجود بداخل الزقاق القديم المؤدي الى محل أكاسير زيروس


وبينما كنت أنحني لألتقط ذلك الشئ اللامع،ضاقت عيناي.لقد كان جرم مشابه لذلك اللى استخدمته على تيس ! ما عدا أنه بدلا من تلك البقع التي كانت بألوان قوس قزح داخل الجرم الأول فبداخل هذا الجرم كان هناك قطع رفيعه ذهبية تطفو وكان هناك ملحوظه مكتوبة بطريقة بدائية "بدائية لأنها مكتوبة على جلد حيوان" ملصقة بذلك الجرم الذي كان بحجم الكرة الزجاجية الصغيره


"من المحتمل أن أميرتك الصغيرة ستحتاج هذا "


قال إيلايجا " ما الذي تحدق اليه بهذه الشده ؟ " وقد انحني فوق كتفى ليرى

قمت بكرمشه قطعه الجلد وبسرعه دفعت الجرم بداخل خاتمي الفراغي


ثم قلت لإيلايجا "هيا بنا نعود للمنزل أولا فأنا يجب ان أخبر عائلتي أنه قد يتوجب عليّ ان أفوت بضعة أيام أخرى من المدرسة.عد أنت للأكاديمية غدا و أخبر الجميع أني بخير "وقمت بالتربيت على كتف صديقي العزيز وأعطيته ابتسامه مطمئنه ردا على تعبيراته القلقة.


وأضفت قائلا : " لا تقلق سأخبرك عن كل شئ فيما بعد " فهز إيلايجا رأسه موافقا.

­__________________________________________________________

(منظور كاثلين جلايدور)

بعد أن عرفت ما حدث فى السرداب من أخي كنت مصدومه وأردت تقريبا أن ألومه و ألوم الأستاذه غلورى ، أردت لوم أى شخص ولكني كنت أعرف انه لم يكن خطأ أى أحد

آرثر سيكون بخير،صحيح ؟ فهو فقط هذا النوع من الأشخاص.لا يهم ما هو الموقف الذي يحدث ، فهو دائما ما يعود مع تلك الابتسامه الكسولة على وجهه والتي لسبب ما دائما ما تجعلني اشعر بالراحه.

"أنت تتصرفين بحماقة يا كاثلين " وبخت نفسي بينما أقطع الطريق الرخامي المؤدي الى غرفة لجنه التأديب.كانت أفكارى عالقة مع آرثر وكانت مخيلتي بدأت ترسم صورة لآرثر وعلى وجهه تعبيرات بالامتنان بعدما قمت بإنقاذه...آه لو كنت هناك

بدأت بهز رأسي محاولة أن أتخلص من أوهامي وتمتمت " لا لا فهذه ليست وظيفتي أن أقوم بالاعتناء به.بالإضافة أنه بالفعل لديه رئيسة مجلس الطلاب "

وعندها سمعت صوت ضحكات خافته من الطلاب المارين بجوارى جعلت الدم يندفع الى خدي وقمت بتغيير اتجاهي بسرعة

أنا واثقة أنه سيكون بخير! أقنعت نفسي بذلك، أنا متأكده ...


صرخت " ااه!" قبل أن أغطي فمي بسرعه وكنت متفاجأة أنه قد يخرج مني مثل هذا الصوت الهمجي.فقمت بالتحقق من أنني كنت لوحدي في ذلك الزقاق بين المبنيين -وقد كان هذا طريقا مختصرا يؤدي الى غرفة لجنه التأديب قمت بإكتشافه- وعندما تأكدت من أني كنت لوحدي تنفست الصعداء.

ربما كان ذلك بسبب الضغط الذي كان عليّ هذه الأيام لكوني عضوة بلجنة التأديب.كنت قبل ذلك أفترض ان الامور ستبقى هادئة بعد تشكيل اللجنه – تقريبا الى النقطة التي تساءلت فيها عن إن ما كان أحد سيكون بحاجتنا – ولكن مؤخرا بعض الأوضاع الغير متوقعه قد شدت انتباهنا


كلير بلاديهيرت-قائدتنا- انفردت بكل منا على حدى منذ عدة أيام وبينما كانت تشرح سبب ما يحدث أشارت ان آرثر كان العامل الأساسي الذي أدي إلى هذا الوضع

أردت ان أستنكر عليها هذا ولكن قررت أن أستمع لها أولا. كلير كانت تقوم بجمع المعلومات بسرية مع كاي والذي كان متخصصا فى التسلل . ومما شرحته يبدو أنه كان هناك جماعه متطرفة غير راضيه عن الاتجاه الذي كانت تسلكه الاكاديمة مؤخرا.

هذه الجماعه كانت تتكون من البشر فقط ومن بضعة الوجوه التي كان كاى قادرا على التعرف عليها كانوا جميعا من العائلت النبيلة العليا

واحد من أولئك النبلاء الذين تم التعرف عليهم كان اسمه تشارلس رافينبور.كان والده على علاقة وطيده مع والدي ولكن كان ذلك فقط مقتصرا بالعمل فكان والدي دائما ما يشكو باستياء بعد أن يقوم باجتماع مع السيد رافينبور بسبب سوء أخلاقه وأنانيته.

وبينما كنت غيورة من ثقة كلير الثابته أن آرثر كان لا يزال حيا،فقد كانت مرتاحة ان آرثر لم يكن هنا هذه اللحظة لأنه من المفترض أنه كان أحد الأسباب الرئيسية في ظهور هذه الجماعه المتطرفة فقد كان جزء كبير من هذه الجماعه يعتقد أن آرثر لم يكن ينتمي الى هذه الاكاديمية بسبب خلفيته المتواضعه . وحقيقة أنه كان أحد الأساتذه بالاضافة الى حصوله على تصريح بدخول الفصول المتقدمه قد شحنت الكراهية التي كانت مسبقا موجودة عند بعض هؤلاء الطلاب الملكيين.

لم يكن مسموحا لنا بمواجهتهم بعد بسبب نقص الأدلة وحقيقة أنهم لم يقوموا بعد بأى شئ سئ ولكن بالنظر الى ذلك فقد كان هناك حتى بعض الاساتذه فى الاكاديمية يدعمونهم مما جعل قيامنا بأى خطورة بتسرع أكثر صعوبة.

ولكن لم يكن لغاية قبل بضعة أيام حتى بدأت الجماعه المتطرفة بالتحرك وواحد من زملائي بالصف الذي شارك معي فى نفس الفترة فى حصة ارث..الأستاذ ليوين كان الضحية.كان فى الحقيقة أحد الطلبة الذين عارضوا بشده تدريس الاستاذ ليوين لفصل مهم جدا فى بناء الأساسيات ولكن كان قد بدأ يتماشى معه بل وأصبح معجبا به الآن.


قمت بالركوب فوق صناديق تخزين لأقفز فوق السور دون أن ألمسه وبينما كنت فى الهواء نظرت الى اسفل على المبني المعزول للجنة التأديب ثم نظرت للخلف فتمكنت من رؤيه قمة التمثال حيث وجد دينتون منذ ثلاثة أيام مجروحا وعاريا ومعلقا بشكل مقلوب لكي يراه كل الطلاب وكان هناك ملحوظه تغطي اعضاءه التناسلية ترشده فيها ان يترك صف ذلك الشخص ذو المكانه المتدنيه اذا لم يكن يريد أن يحدث له ذلك مرة أخرى.

لقد اتضح أنه قد تم أخذه الى واحد من الأزقه الضيقة بين المباني الخلفية وتم ضربه من قبل تلك الجماعه المتطرفة.ومما أخبرتني به كلير أنهم أرادوا فى البداية أن يعلموه كيف يستخدم المانا الخاصة به بشكل مناسب لأنهم لم يعتقدوا أن ارثر كان جيد كفاية لكي يعتني بالامكانيات التي لديه ولكن عندما قاومهم دينتون اصبح دمية هدف لمختلف التعاويذ.

كانت المديرة جودسكاي لا تزال غائبة لذلك مساعدتها تريسيا والأستاذة غلورى انتهي بهم الأمر بإنزاله والتأكد منه أنه كان بخير

ومنذ ذلك الوقت –لم يكن لديها خيار غير التصرف نيابة عن المديرة جودسكاي- كانت تريسيا تحاول أن تنهي الغضب من مختلف الآباء الإلف والأقزام الذين ظنوا أن للذي حدث علاقة بالتفرقة العنصرية لأن الضحية كان إلف.

وبدون داعي للذكر أخذ دينتون أجازة من المدرسة للوقت الحالى

لماذا كان ذلك يحدث ؟ وما الهدف من فعل ذلك ؟ ما المصلحة التي كان يجلبها تقسيم التلاميذ بهذا الشكل ؟ هل كان اولئك الطلاب عندهم ذلك النقص الشديد فى الثقة بالنفس للدرجة التي تجعلهم يريدون أن يسقطوا أى أحد ظنوا أنه كان أفضل منهم ليشعروا بالرضا عن أنفسهم ؟ لماذا كلما زادت القوة والنفوذ التي يمتلكها الشخص أصبح أكثر طمعا ؟

هل كنت ساذجة عندما تمنيت فقط أن يعمل الجميع معا من أجل قارتنا ؟


وفوق ذلك كله غيم على غرفة لجنة التأديب جو قاتم ومظلم منذ حادثة آرثر. كلير وأخي لم يتكلموا فى البداية فكلاهما كان يلوم نفسه. بينما ظل الجميع محبط بسبب أن أفعالنا كانت محدوده للغاية. الآن الجميع أصبح على درجة كبيرة من الحذر فجميع اعضاء لجنة التأديب الذين كانوا فى الفصول المتقدمة خرجوا للمراقبة فى النهار والظهر بينما فيرث وأنا تولينا المراقبة فى المساء ويساعدنا واحد من طلبة الفصول المتقدمة بدلا من ذهابه للفصل.

حاول كاى معرفة أماكن تجمعهم ولكن بمجرد ما يصبح لديه دليل هذه الأماكن يتم تغييرها. لقد بدا وكأنهم دائما يسبقوننا بخطوة دائما ما ينتقلون الى مكان ما جديد.


الأساتذه كانوا عديمي الفائدة. معظمهم كان يتكلم أمام آباء الإلف والأقزام المستائين قائلين أنهم سيبذلوا أقصي ما فى وسعهم ليجدوا الجاني ولكن لم يتمكنوا من أخذ أى خطوة لأن آباء البشر كانوا أيضا مستائين من كون أبنائهم متهمين بالتفرفة العنصرية


فى النهاية الأساتذه كانوا مقيدين فى لعبة شد الحبل الصغيرة خاصتهم أكثر من كونهم ذوي فائدة. فكلما حاولوا بجد أن يكونوا بكلا الجانبين انتهى بهم الأمر ليكونوا على جانب دون الآخر.


هذه كانت مشكلة مدرسة تمول بشكل كثيف من قبل آباء الطلاب.الشخص الوحيد الذي كان قادرا على معارضة الآباء بشكل مباشر ومفتوح كانت المديرة جودسكاى ولقد كانت الآن غائبة من الوسط.

لقد بدا وكأن اختفائها سمح لهذه الجماعه المتطرفة ان تخلق اضطراب بشكل مفتوح فقط لأنها لم تكن هنا لتوقفهم.

وأخيرا وصلت الى غرفة لجنة التأديب وصعدت السلالم وكان صدى صوت كلير يعلو كلما اقتربت.

أعلنت كلير بينما كانت تتكئ بذراعها على الطاولة " الأمور تتصاعد أسرع مما ظننا. عندي إحساس أن القضية كالآتي –الجماعه تحاول ان تخلق أكبر قدر من الضجة قبل عودة المديرة جودسكاي ثم يقوموا بالاختفاء بعدها مؤقتا".


فهمت من الهالات السوداء تحت عيون كلير أنها لم ترتاح منذ عودتها من السرداب.

لقد اتخذت مقعدي بعد أن استقبلني الجميع بإماءه فقد كانوا محبطين جدا ليحيوني بالكلام.لم أكن استطيع الا ان ألاحظ ان المقعد الذي كان يجلس عليه آرثر عادة كان فارغا.ولكن لم يكن الوقت مناسبا لإطالة التفكير فى ذلك. وليت انتباهي للمجموعه حيث كان أخي قد بدأ الحديث


"لقد تحدثت مع عدة أساتذه حول الموقف كما طلبت مني ولكن يبدو أنك كنت محقة فلا أحد منهم ينوي أن يساعد حقا فى أيجاد جذور المشكلة. فهم يغضون الطرف عن كل ذلك بسبب نقص الأدلة" بلغ أخي ذلك وهو يعض على أسنانه ويمرر بأصابعه خلال شعره


قالت دورادريا بصوت أجش بينما تستند للخلف فى كرسيها " نحن نعلم بالفعل هوية واحد من الجماعه فلم فقط لا نقوم بإخراج ذلك الفأر ونقوم باستجوابه ؟ أنا أشك أن خصيتيه ستدوم أكثر من بضع دقائق قبل أن يفشي بعض الأسرار"


هز كاى رأسه موافقا لدورادريا وقال "لقد قمنا بتجربه ذلك بالفعل ولكن تشارلس رافينبور لا يكون بمفرده أبدا هذه الأيام فهو دائما محاط بخمسة تابعين . سيكون من المستحيل أن نقوم بإجراء سري مع وجودهم . بالإضافة أننا نحتاج أن نفكر بشان الأفعال التي نقوم بها من وجهة نظر الأكاديمية. فلا يهم كم عدد الأفعال التي يمكننا القيام بها ونهرب من العقاب ولكن لن يظهر ذلك بشكل جيد اذا أختطفنا شخص بدون سبب مناسب."

ضرب ثيودور بقبضته على المنضدة ، مما اسقط كوبًا من الماء وصرخ “ ما الهدف من وجود شيء مثل لجنة التأديب إذا لم نتمكن من فعل أي شيء في مثل هذه الحالات؟ ”

تنهدت كلير وقالت بينما تعتدل على كرسيها " ليس بيدنا شيء ، نحن نعرف القليل جدًا عما تخطط له هذه الجماعة ، والأهم من ذلك ، ما الذي يمكننا فعله؟ ، لدينا القليل من المعلومات عنهم ولا يبدو أن هناك المزيد منها "


فقلت بصوت خافت "نحن بحاجة إلى انتظار عودة المديرة جودسكاي"

فردت القائدة "بالطبع سيكون هذا أفضل شيء نفعله ، لكن ليس لدينا أي فكرة عن المكان الموجوده فيه ومتي ستعود "


لقد تمتمت بصوت عالي قليلا"فقط لو كان آرثر هنا "


لكني ندمت على الفور بسبب ما قلته ، كانت تعابير أخي قد تشوهت بالفعل ، إنه يحاول البقاء قويا . اخبرني أخي أنه بعد إعادة الطلاب إلى المستشفى ، بدأت البروفيسورة غلوري تخطط للعودة مع فريق إستكشافي للبحث عن آرثر ، لانها قالت أن هناك احتمالًا كبيرًا لكونه لا يزال على قيد الحياة إذا نجا من السقوط لأنه على الأرجح أن كل وحوش المانا الموجودة في الدانجون كانت قد اجتمعت بداخل الطابق الأول .


" كات أنا آسف ، لكن لا يمكننا اعتبار أن آرثر موجود " رد أخي بينما يبذل جهده فى تصنع الابتسام

" سيأتي قريبًا . "

لابد أنني قلت ذلك بصوت عالٍ عن طريق الخطأ لأن الجميع حتى ثيودور قد ألقوا علي نظرة مستغربة

" أمم ، معذرة؟ "

لقد أدار جميع أعضاء اللجنة رؤوسهم بسبب الصوت الذي ظهرمن الطابق الأول .

لقد كان صوت أفضل أصدقاء أرثر ، إيلايجا .

"آه ، أنت صديق آرثر المقرب ، أليس كذلك؟"

أشارت كلير ، التي خف تعابير وجهها على الفور وأشارت إليه أن يصعد .

" نعم ، أنا آسف للتطفل ، لقد وصلت إلى المدرسة في وقت متأخر قليلاً عما توقعت ولكن من الرائع أن تكونوا جميعًا هنا. أسمعوا ، أعلم أنكم قلقون بشأن أر – "

قبل أن يتمكن صديق أرثر من مواصلة حديثه ، تمت مقاطعته عبر صوت لسلسلة من الانفجرات المدوية التي هزت جدران غرفة اللجنة التأديبية المعززة

2020/08/21 · 4,875 مشاهدة · 1986 كلمة
3amilx
نادي الروايات - 2024