الفصل 14 : تصادم مشاعر

انزعج بسام بشدة, فهو قد استخدم فن قتالي رغم أنه وعد باهر بعدم استخدامه لأي فن قتالي, لكنه استخدم الفن القتالي لا إراديا بفضل غرائزه الحيوانية, لو كان بوعيه لقرر عدم استخدام الفن القتالي وصد ضربة باهر حتى لو كانت قوية, فهو قطعا سيتحملها, لكنه الان أخلف من وعده وهذا ما أزعجه لحد الجنون. غير أن صياح الجمهور بسبب فوزه ما جعله ينزعج أكثر فأكثر, فهو لا يعتبر نفسه فائزا, لكن الجمهور يجعله فائز, وهذا جعله يغضب بدلا من أن ينزعج!

خرج من الحلبة بهدوء, فقابل أحمد, فقال بهدوء: "أحمد..." قال أحمد على الفور: "هذا مذهل—" حتى أحمد! تجاهله وذهب بعيدا.

قال أحمد بداخله: "الزعيم...؟ "

استيقظ باهر بعد مرور يوم كامل فهو كان حتى قبل تلقيه لـ[القبضة المتفجرة] مرهقا لحد الموت, وهذا ما جعله مغمى عليه ليوم كامل.

غرفته كانت ليست رائعة لتلك الدرجة, لكنها قطعا أفضل من غرفته في منزله, السرير ذو الفردين يكفي, فما بالك ببقية الأشياء.

ارتدى ملابسه بعد أن استحم, ثم خرج ليجد أمامه أحمد.

قال متفاجئا: "أحمد؟! " نظر أحمد ناحيته ثم قال: "أوه, لقد استيقظت! "

قال باهر: "نعم, لكن لماذا أنت هنا؟؟؟ "

"أتيت لشكرك! لم أرى الزعيم بهذه السعادة منذ مدة! "

"تشكرني؟! أنا كنت أقاتل حتى الموت وأنت تشكرني؟! " قالها باهر منزعجا!

رد أحمد على الفور بكل احترام: "لا, لا, لم اقصد ذلك..." قاطعه سماع ضحكات باهر الخافتة.

"أمزح معك! لا يجب عليك أخذ الأمر بجدية " أكمل بعد ذلك ضحكه بينما نفخ أحمد خده بشكل طفولي.

بعد هدوء باهر, قال أحمد: "لكن بعد القتال كان منزعجا للغاية..." حتى هذا الأمر قد أقلل أحمد, لم يرى بسام بمثل هذه السعادة لكنه بعد القتال انزعج فجأة! هل كان يريد من القتال أن يطول أم ماذا؟!

تنهد باهر وقال: "إذا أنزعج! " نبرة صوت باهر تقول وكأن باهر كان يعلم بأن بسام سينزعج وهذا ما جعل أحمد يحدق به, مما جعل باهر يضحك مجددا من ردة فعله. قال أحمد بغضب: "ما بك تضحك منذ فترة؟! "أنه غاضب, فهو الان وكأنه محط سخرية من قبل باهر.

"مهلا, هل يمكنني مناداتك لـ أحمد؟ " قالها باهر بجدية, على الرغم من أن السؤال يبدو أن المغزى منه السخرية وقبل قليل كان باهر يضحك, لذا لابد من أن باهر يريد السخرية منه, لكن علامات الجدية البادية على وجه باهر جعلت أحمد يتنهد ويقول: "حسنا! لكن إذا اخبرتني بسبب ضحكك"

"شكرا لك يا أحمد " تجاهل باهر أحمد وناداه بـ أحمد.

"أوي! أولا—"

"أعلم, أعلم " تنهد باهر ثم قال: "ردة فعلك حقا كانت مضحكة! " ما إن تذكر باهر ردة فعل أحمد وإذ به بضحك من جديد. قال أحمد بغضب: "لم يكن لدي خيار آخر, بدى لي وكأنك تعلم بشأن انزعاج الزعيم.." ومن ثم حدق به, مما جعل لباهر التنهد ثم قول: "في الحقيقة نظرا لشخصية بسام الذي سمعتها من قصتك والتي رأيتها في قتاله ضد فيصل وقتاله ضدي, توقعت شيئا من هذا القبيل "

قال أحمد على الفور: "إذا يا باهر أنت تعلم سبب انزعاج الزعيم؟! "

أومأ باهر ثم قال: "نوعا ما, ويمكنك مناداتي بـ باهر " ابتسم أحمد وقال باحترام شديد: "حسنا أيها الأخ باهر! "

"هاهاها, أنت تحرج تواضعي, في هذا الوقت أنت أقوى مني فلماذا هذا الاحترام؟ " قالها باهر بكل تعجب.

ضحك أحمد قليلا ثم قال: "إذا وضعنا الفنون القتالية جانبا, فأنا لن أكون حتى ندا لك! " باهر شخص تقاتل بتكافؤ ضد بسام, لكن فارق قوة التحمل بينهما كبير جدا, وهذا أكبر سبب جعل لي يستخدم فن قتالي. إذا كيف سيستطيع أحمد هزيمة شخص مثله؟!

"هاهاها, كل شخص قوي بمجاله, لكن ككل أنت الأقوى, لذلك لا داعي للتواضع! "

"إذا أراد الأخ باهر ذلك..."

قال باهر بينما ينظر يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن أحد: "بالمناسبة أين هو بسام؟ "

أجابه أحمد: "الزعيم الآن على الأرجح يقوم بتدريباته اليومية.."

"همم, دلني على مكانه, علي التأكد من توقعاتي! " فرح أحمد, فباهر قد يستطيع إبعاد انزعاج بسام, لهذا قبل بدله على مكان بسام على الفور, دون أي تأخير, لكن كيف سيستطيع باهر إبعاد انزعاج زعيمه؟!

* * *

في أحد الغابات, كان بسام يقوم بتمارين ضغط بيد واحدة.

نظر باهر إليه من بعيد وبدأ بتذكر عندما كان يقوم بتلك التمارين من أجل تقنية [قبضة الشبل].

تقدم قليلا وإذ به يسمع لين تشاينغ يقول: "886, 887, 888..." هذا الرقم جعل فك باهر يسقط.

"ثـ-ثـ-ثـ-ثـ-ثـ-ثمانية مئة!!!!! " هو كان يقوم فقط يثلاثة مئة وخمسين, وأحباهرا أربعة مئة, لكن بسام هذا..., لقد علم للتو سبب قوة بسام الجسدية, لكن هذا لم يصدمه فحسب! حيث أن أحمد قال: "ماذا بك؟ أنه يقوم بألف تمرن ضغط لكلتا يديه! " ألف؟!؟!!؟!؟!! الفارق بين قوتهما كبير, لقد شعر باهر للتو بفخر شديد لكونه تقاتل لمدة طويلة ضده.

بعد فترة قال بسام: "900..." توقف فجأة وعلى غير المعتاد من التمرين ونظر ناحيتهما وقال: "أظهر نفسك! " خرج أحمد وباهر من بين الأشجار, مما جعل بسام يتفاجئ. حضور أحمد غير مفاجئ, لكن حضور باهر هو المفاجئ. لماذا أتى؟! هل من الممكن أنه يريد إعادة القتال؟! نفسيته الآن لا تسمح بذلك, في الحقيقة هو يشعر بأنه هو الخاسر الحقيقي بهذا القتال.

قال بسام: "أحمد و...,لباهر؟ "

عندما حاول باهر تصحيح خطأ بسام منع أحمد, فبسام ينسى كثيرا ويلقب الأشخاص بما يريده, لذا محاولة التصحيح بلا فائدة تقريبا.

قال بسام: "إذا لما أتيت؟ " كان قد قصد بهذا السؤال لـ باهر.

قال باهر: "بعدما قال أحمد لي—"

"أحمد؟! "

"نعم أحمد! " حدق بسام في أحمد, فهو لم يعترض على مناداة باهر له بهذا الأسم, منذ متى وأصبحا بهذا القرب؟!

قال بسام: "لماذا أتيت؟! "

"أخبرني أحمد بأنك كنت منزعج بعد قتالنا, لذا أتيت لأرى, هل توقعي صحيح أم لا "

"همم, وما هو توقعك؟ "

"أنت قلت بأنك لن تستخدم فن قتالي, لكنك في النهاية استخدمت فن قتالي وهذا ما أزعجك! " فتح بسام عينيه على مصاريعها, لقد كان توقعه صائبا.

"أنت.., كيف عرفت؟! "

"هل هذا صحيح؟ في الحقيقة لقد كان هذا سهلا! " التوقع كان سهلا؟!!!!

قال باهر بجدية: "والآن أنت تظن بأنك قد خسرت القتال, صحيح؟ " لقد توقع هذا أيضا. لكن اخرس دهشة بسام كلام باهر.

"لا تمزح معي؟! " قالها بغضب ممزوج بنية قتله, وهذا ما اخرس بسام.

قال بسام: "لكنني أخلفت وعدي! "

"لا أذكر بأنك قد قلت بأنك ستخسر لو استخدمت فن قتالي! " صمت بسام مرة اخرى.

في هذا الحديث كان المتفاجئ الأكثر هو أحمد, للتو تم اخراس زعيمه من قبل قمامة!

قال بسام: "هل أتيت فقط لهذا السبب؟! "

أجابه باهر: "نعم.."

صرخ بسام: "لا تمزح معي! ماذا سوف يحدث لو أتيت وقلت لي هذا الكلام؟! هل سوف أهدأ؟ أو أن انزعاجي سيذهب؟ وما دخلك أنت بهذه الأمور؟! "

ابتسم باهر بحنان وقال يهدوء: "أنت تذكرني بنفسي.."

"ها؟! ما الذي تقصده؟! " تفاجئ بسام من سبب باهر.

قال باهر: "لقد أخبرني أحمد بالقليل عنك. أنت بسبب ميولك للقوة لذا تم تجريدك من الرداء الرسمي للعشيرة, وأنا بسبب موهبتي من الضحلة تم تجريدي من العشيرة. باختصار نحن مكروهين من أفراد عشيرتنا. لكن الفارق الوحيد بيننا هو الموهبة! أنت موهوب.., بل عبقري, لكن أنا قمامة! "

"همف! اخرس.." قالها بسام ثم رحل.

في خضم هذه الأحداث كان أحمد متفاجئا! كان الكل يخاف من زعيمه, لكنه للتو اُخرس من قبل باهر!

تأليف : الإمبراطور

2017/06/06 · 887 مشاهدة · 1145 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024