مر الأسبوع بسرعة وحان وقت الاختبار أخيرا!
تجمع الجميع أمام ذلك المبنى الغريب, فقال باهر بداخله: "كما توقعت! هذا المكان له علاقة بالاختبار " بعد فترة ظهرت امرأة جميلة ذو شعر أزرق طويل ترتدي نظارات تقبع خلفها عينيها الملتهبة, ترتدي رداء عشيرة الطائر شين, الذي كان ضيقا عليها, مظهرا بذلك محاسنها.
قالت الامرأة بصوت عذب: "أنا هي ميساء! المشرفة على المرحلة الأولى من الاختبار!! "
"المشرفة على الاختبار هي ميساء! امرأة من عشيرة شين! " تناقش التلاميذ فيما بينهم, بشأن المشرفة.
قالت المشرفة ميساء فيما بعد: "كل ما عليكم هو الدخول لهذا المبنى والتقسم لمجموعات ثم..., تختبرون اختبار تحريري! " عم المكان الصمت, أم يجب علينا القول, أصبح الصمت سيد المكان!
اختبار تحريري؟! الجميع كانوا يطوقون للاختبارات العملية والقتالات لكن الآن هي للتو قالت اختبار تحريري؟!
بعدما رأت ميساء ردة فعل الجميع, تنهدت وقالت: "ليس كل شيء في الأكاديمية عملي! هناك أيضا المعرفة, ولكي نختبر مدى معرفة الفرد نحتاج للاختبارات التحريرية! " كلماتها أصمت الجموع.
في الحقيقة, كلامها أصاب كبد الحقيقة, ليس كل شيء بالقوة, هناك أيضا جانب الذكاء الذي ينمو بالمعرفة لا بالتدريب!
قالت ميساء مرة اخرى: "لا تقلقوا! أنا قلت المرحلة الأولى من الاختبار, أي أن هناك مرحلة اخرى وهي عملية! " ارتفعت معنويات الجميع عندما سمعوا ذلك. الجميع يفخر بقوته وليس بمعرفته, لذا أرادوا في الاختبار أن يبرزوا قوتهم لا معرفتهم, لكن عندما علموا بشأن الاختبار التحريري فزعوا, لكنهم فرحوا عندما علموا بأن هناك اختبار عملي بعده.
قالت ميساء: "بعد أن نقسمكم, سنعطيكم ساعة واحدة لتراجعوا! في المبنى عدة مكتبات! "
تم تقسيم الجميع لمئات الفصول, عندما عاد باهر لفصله قرر أول شيء يجب عليه فعله هو الذهاب للمكتبة, على الرغم من أنه يقرأ الكتب بكثرة, لكن في النهاية معرفة الأكاديمية طبعا اعلى من معرفة عشيرته.
الأغلب فعلوا مثله, البعض بقي في الفصل, على الأرجح أنهم أذكياء للغاية أو أنهم من عشيرة النمر الوردي أو عشيرة الطائر شين, بما أن العشيرتين هذه مكانتها أعلى من الأكاديمية فمعرفتها قد تكون أيضا أعلى.
كان المتبقيين في الفصل هم ثلاثة أشخاص فحسب! الأول كانت فتاة تغير تسريحة شعرها بينما تنظر للمرآة, لكنها على الأرجح ستذهب للمكتبة فيما بعد.
الثاني كان شخصا جانحا نائم على الطاولة.
الأخير كان شخص ذو شعر أبيض يميل للفضي, بعينين زرقاء سماوية مثل التوباز. كان يقرأ كتابا ما.
حاول باهر معرفة أسم الكتاب, فقال بصعوبة: "رواية...رحلة...شاهين! " تلك من أفضل الروايات التي قرأها باهر.
تتمحور قصة الرواية, عن شاهين الذي كان أبن عائلة نبيلة, وتم إثقاله بالتوقعات العالية, فأباه يريده أن يصبح أفضل منه حتى ولم يرد, وأمه تشعر بالمثل. فيما بعد, لم يستطع شاهين تحمل الثقل الذي كان يحمله من والديه, لهذا قرر الهروب من منزله!
تحتوي الرواية على ثلاثة مجلدات, باهر قرأ مجلدين فحسب, المجلد الثالث والأخير لم يكن في مكتبة عشيرته.
قرر باهر لا إراديا أن يتحدث معه, لكن تذكر أن عليه الذهاب للمكتبة, فلذلك ذهب مسرعا.
* * *
المكتبة كانت ضخمة وبها العديد من التلاميذ, وبها شتى الرفوف والكتب!
تناول باهر كتابا ما, كان لونه برتقالي في غلافه كانت هناك شعلة. أسم الكتاب كان مزخرف بلون الناري, وكان أسمه {وحوش النار النادرة في المملكة الحمراء}.
المدينة القرمزية تقبع هي الاخرى في المملكة الحمراء.
تصفح باهر الكتاب بسرعة, واكتشف أن الكتاب الذي كان في قريته لم يتحدث سوى عن 5 فصول من أصل 12 فصل من هذا الكتاب!
بحث باهر يمينا ويسارا واكتشف عدة كتب لم يرى مثلها إطلاقا! حقا الفرق بين معرفتي عشيرته وهذه الأكاديمية لهو شاسع وواسع.
مضت الساعة بسرعة, فعاد باهر لفصله, فوجد أن ذلك الفتى مازال في الفصل لكنه هذه المرة لم يكن يقرأ ذلك الكتاب, بل هو يتأمل في النافذة التي بجانبه.
تقدم باهر نحوه وقال: "مرحبا " نظر الفتى في باهر وقال بهدوء: "مرحبا " يبدو بأنه لي من النوع المزعج.
قال باهر بحماس: "هل من الممكن أن الكتاب الذي كنت تقرأه مسبقا هو رواية {رحلة شاهين}؟! " باهر من عشاق هذه الرواية لذا كان متحمسا عندما رأى شخص يقرأ كتابه المفضل!
حملق الفتى قليلا به, ثم قال: "نعم, هل تعرفها؟ " كلامه كالعادة كان هادئا ووجه كان هادئا خاليا من المشاعر.
قال باهر بحماس: "نعم! أنها من أفضل الروايات التي قرأتها! "هدأ باهر قليلا ثم قال: "لقد قرأت في الواقع مجلدين وأنا انتظر المجلد الثالث على أحر من الجمر! "
"بالمناسبة الكتاب الذي كنت تقرأه هو المجلد كم؟ " لم يعطي باهر الفتى فرصة للتحدث وقال كل ما في جعبته, حتى سأله هذا السؤال.
تنهد الفتى وقال: "المجلد الثالث! " ماذا؟! المجلد الثالث, المجلد الذي كان يطوق إليه باهر منذ زمن. في هذه الحالة يجب أن يكون هذا الفتى لديه معرفة بالرواية أكثر من باهر المتفاخر والمتحمس.
قال باهر وهو منصدم: "ماذا؟! أنا كنت انتظره منذ زمن, لكن أن تملكه!!! لقد بحثت في كامل القرية لكن لم أجده! من أين حصلت عليه؟! " لا أحد يعلم غيره, المدة التي استغرقها والجهد الذي بذله للبحث عن المجلد الثالث, لكن مكانته ليست عالية بما أنه (القمامة المبجل ) لذا لم يستطع البحث خارج قريته.
ابتسم الفتى لأثر ردة فعل باهر فقال: "يمكنك أخذه! " بما أنه قرر إعطائه لباهر يبدو أنه لا يريد الكتاب أو أنه قد أنهاه سابقا, لذا الان لا يقرأه.
قال باهر: "ماذا؟! حقا؟! " لقد باهر في تلك اللحظة سعيدا للغاية, خصوصا عندما سمع إجابة الفتى "نعم " لقد كان سعيدا لدرجة لا توصف, لكنه تذكر الأدب الذي علماه والديه له, فقال: "ماذا عنك؟ ألم تنهيه أنت؟ "
صدرت من فم الفتى ضحكة خفيفة, فقال: "لا بأس! فهذه ثالث مرة أقرآه! "
قال باهر بداخله: "ثالث مرة!! يبدو أنه معجب بالرواية هذه أكثر مني! "
قال باهر: "إذا سأخذ الرواية منك بعد الاختبار! " رد الفتى: "حسنا! "
قال باهر: "أسمي باهر, تشرفت بمعرفتك " ومن ثم مد يده للمصافحة, فعل الفتى المثل وصافح باهر بينما يقول: "أسمي بدر, تشرفت أنا أيضا بمعرفتك "
قال باهر بعدما ترك يد بدر بداخله: "شياو..., شياو هي عشيرة النمر الوردي! النمر الوردي ذو مكانة أعلى من الأكاديمية كم أنه يبدو أنه مثقف, لذا لم يذهب ليراجع "
دخل فيما بعد رجل عجوز ووزع عدة أوراق على الجميع, فقال: "مرحبا بالجميع أنا سأكون مراقبكم! هناك بالمجمل 100 سؤال, لكل سؤال درجة واحدة, ومن يحل أكثر من خمسين سؤال سيجتاز الاختبار, علما أن من يغش سيقصى على الفور! "
بما أنه عجوز فبعضهم سيستهينون به, لكن باهر لن يفعل ذلك مطلقا!
هناك بعض الأسئلة السهلة في الاختبار مثل:
سـ12/ ما العنصر الأساسي لعشيرة النمر الوردي (شياو)؟
أ. الماء ب. الهواء ج. النار د. الرعد
قال باهر بداخله: "هذا سهل! الماء تخصص عشيرة الضفدع القرمزي, والهواء تخصص عشيرة الطائر شين, لذا الجواب سيكون (ج) [النار]! " وبالطبع الرعد تخصص عشيرته, عشيرة الرعد القرمزي.
هناك أسئلة صعبة مثل:
سـ56/ ما السم الذي يجعل النمر المزخرف يزداد قوة؟
أ. سم دودة الأرض الثنائية ب. سم بذور الشمس الخافتة ج. سم الجرذ أحادي القرن د. سم الشعلة الخضراء
قال باهر بداخله: "النمر المزخرف يمتاز بالنار, لذا أغلبه سيظنون أن السم الذي سيزيد قوته هو [سم الشعلة الخضراء] أو [سم بذور الشمس الخافتة] بما أن أسم السم له علاقة بالنار, لكن الإجابة الصحيحة هي الخيار (ج) [سم الجرذ أحادي القرن]! "
كانت مدة الاختبار 5 ساعات, ومن انتهى يمكنه المغادرة. مرت حتى الآن 3 ساعات.
أنهى باهر أغلب الأسئلة, لكن هناك أسئلة لم يستطع حلها, وأصعبها هو السؤال رقم 17!
كان السؤال هو:
سـ17/ ما النبتة أو البذرة أو العشبة أو الفاكهة, التي إذا استخدمتها جيدا ستستطيع صنع دواء, وإذا لم تستخدمها جيدا ستستطيع صنع سم؟
أ. بذرة ثنائي القرن ب. نبتة النهر السام ج. فاكهة الحوت الأصفر د. عشبة المرج الأحمر
قال باهر بداخله: "فاكهة الحوت الأصفر وبذرة ثنائي القرن إجابة خاطئة! لكن كل من نبتة النهر السام وعشبة المرج الأحمر تستطيع فيهم صنع دواء وسم! ما الجواب؟! "
وبعد ساعة اخرى, بقيت ساعة واحدة فقط. انتهى باهر أخيرا وسلم الأوراق وغادر الفصل.
تأليف : الإمبراطور