انتهى الاختبار في الساعة 12 ظهرا, لكن تم تسليم الأوراق في سكن الطلاب في الساعة 4 عصرا!
بعدما رأى باهر نتيجته غادر من سكنه, وفيما بعد قابل أحمد وبسام, فقال: "أوي, أحمد, بسام! " نظرا الاثنين ناحيته, فقال أحمد: "أوه, مرحبا بالأخ باهر! "
قال باهر: "أخبرتك بأن لا تنادني بالأخ! " فمن المفترض أن باهر هو من يحترم أحمد بما أن أحمد أقوى, لكن أحمد مازال يحترم باهر.
حدق بسام قليلا ثم قال: "أوي لباهر! بما أنك تنادي أحمد بـ أحمد, فيمكنك مناداتي بأي شيء غير اسمي الكامل, فهذا مزعج " فعل غريب من بسام بأنه هو من يتودد أولا! لكن أحمد لم يصدم, لقد صدم بما فيه الكفاية سابقا في قتاله ضد باهر.
"حسنا ما رأيك بالأخ الأكبر؟ " حتى باهر تفاجئ من فعلة بسام.
أومأ بسام برأسه وقال: "لا بأس بذلك! "
قال باهر: "بالمناسبة يا أحمد! ما هي نتيجتك؟ " أحمد يبدو أنه من النوع المجتهد والذكي على الرغم من أنه يرافق شخص مثل بسام, لكن باهر يتوقع بأن أحمد حثل نتيجة أعلى من 60.
تنهد أحمد ثم قال بخيبة أمل: "77, لو لم أراجع في تلك الساعة لربما حصلت على أقل من 50! " تلك نتيجة أعلى مما توقعها باهر لذا قال: "هذا مذهل! لم أتوقع ذلك حقا! " أحمد قد فاق توقعاته!
نظر باهر نحو بسام ثم قال: "ماذا عنك أيها الأخ الأكبر؟ " صمت بسام قليلا وهذا ما جعل باهر يتوقع بأن بسام لم يفلح في الاختبار, حتى قال بسام: "53 أو54 اعتقد! "
قال باهر وهو مصدوم : "هذا قريب جدا! " لو لم يجب على 5 أسئلة بشكل صحيح لكان الآن قد فشل! لكن من ناحية آخرى لم يتوقع باهر أن بسام بهذا الذكاء.
لاحظ أحمد ذلك فقال: "على الرغم من أن الزعيم تبدو عليه علامات البلاهة وهو أيضا جانح, لكن والدته صارمة, ودائما ما تعلمه! " هذا كان أمر مفاجئ لباهر.
قال أحمد بعد فترة: "ماذا عنك أيها الأخ باهر؟ " أنه حقا لن يتوقف عن قول "أخ" قبل أسم "باهر" وهذا ما أزعج باهر.
لكن الآن, ذلك كان السؤال المنتظر!
ابتسم باهر ونظر في أعينهم التي تنتظر الإجابة على أحر من الجمر, فقال: "على الأقل لست أسوء منكم يا رفاق! " ليس أسوء منهم؟! هذا يعني أن نتيجته أعلى من 77 التي حصل عليها أحمد.
قال باهر بعد صمت طويل: "79! هذه هي نتجيتي! " نبرة صوته كانت تبدو أنها نبرة فخر, لكنها في الحقيقة نبرة صوت تدل على خيبة أمل, لكنه على الأقل حصل على نتيجة جيدة.
قال باهر: "هذه النتيجة حصلت عليها طبعا بعد مراجعتي في تلك الساعة " كانا الاثنين مصدومين, حتى قال أحمد: "أيها الأخ! هذا مذهل! تبا كان بقي لديك درجة واحدة وتصبح 80! " لقد كان أحمد فرحا للغاية وكأنه هو من حصل هذه النتيجة, بينما كان بسام يفكر.
تساءل أحمد عن سبب تفكير وشرود زعيمه فقال: "ماذا بك أيها الزعيم؟ " نظر بسام نحو أحمد وقال: "منذ فترة ما الساعة التي تتحدثون عنها؟ " يبدو أنه يقصد ساعة المراجعة!
تنهد أحمد وقال: "أليس المشرفة قالت بأن لدينا ساعة للمراجعة في المكتبة قبل أن نختبر؟ " فكر بسام قليلا حتى قال: "آه! أتقصد تلك الساعة التي نمت بها! " في تلك اللحظة كان باهر يفكر هو الآخر. وبعد فترة توجه نحو بسام وقال له: "لقد فهمت! لو أنت ذهبت للمراجعة لحصلت على نفس نتيجتي أنا وأحمد, ولو أنا لم اذهب للمراجعة لحصلت على نفس نتيجتك! " لم يفهم بسام ذلك لذا تجاهل باهر, بينما قال باهر بانزعاج: "تبا! لم أتوقع أن معرفة الأكاديمية أفضل من معرفة عشيرتنا لهذه الدرجة! "
قال أحمد هو الآخر: "همم, كلامك على صواب, معرفة الأكاديمية لهي كبيرة, في الواقع أنا فرح بنتيجتي هذه! "
"ماذا؟! ألم يحصل أحدكم على 80 درجة حتى؟! " صدر هذا الكلام من فم فيصل الذي ظهر فجأة وكان يبتسم بسخرية.
"أوي! وما الذي أدراك بنتيجتنا؟! " قالها باهر بوجه غاضب, لكنه في الوقاع ليس بغاضب. فيصل كان يتجسس عليهم لذا علم بشأن نتائجهم.
ابتسم فيصل وقال مغيرا للموضوع: "حقا أنتم فشلة! وتسمون نفسكم من العشيرات الأربعة الرئيسية؟! " أنه حقا يعجبه ذلك!
قال أحمد بغضب: "وماذا عنك؟ ما هي نتيجتك؟ " بما أنه أتى إلى هنا وبدأ بالسخرية عليهم لابد وبأن نتيجته عالية, لكن أحمد وقع بالفخ وسئله, وما إن يجيب فيصل وإذ به سيزداد غرورا!
قال فيصل بغرور: "92! مذهل صحيح؟ " في ذلك الوقت تفاجئ كل من أحمد وبسام وكانت عينيه قد خرت من مكانها, لكن باهر بقي هادئا حتى قال: "لقد رأيتك وأنت تأخذ الأسئلة من ميساء قبل الاختبار! "
نظر فيصل في باهر وقال يهلع: "أنت متى--" في تلك اللحظة وضع يديه على فمه لكي يصمت, لكن فات الآوان!
ضحك باهر بشدة وقال: "لقد خدعتك, أنت حقا سهل الخداع, لكن مع أنك أخذت الأسئلة لكنك أخطأت ثمانية أخطاء!!! " بعدها أكمل باهر ضحكه, وكان فيصل يضغط على أسنانه من الغضب, لقد جعل صبي ضعيف مثل باهر بأن يسخر منه, بينما كان أحمد فرحا في داخله, بحيث أن باهر قد تمكن من السخرية منه بسهولة تامة.
قال فيصل بغضب: "لقد أخذت الأسئلة قبل الاختبار بساعة, وكان من الصعب البحث عن الأجوبة في ساعة واحدة! " لقد استطاع باهر إغضابه! فور ما استوعب فيصل ذلك, صمت وقام بلعن باهر بداخله.
هدأ فيصل أخيرا فقال: "كما أن هناك أسئلة صعبة وليست بالكتب مثل السؤال 17!--"
"--هذا صحيح! السؤال 17 كان حقا صعب, حتى على شخص مثلي! " ظهر فجأة شخص يرتدي نظارات بشعر أسود وعينين سوداء وبرداء رسمي أسود.
حملق باهر به فقال: "ومن هو حضرتك؟ " لقد تساءل عن هوية ذلك الشخص, هل هو من العشائر الأربعة الرئيسة؟
قال الشخص: "أنا مجرد شخص عابر, قد أكون لست من العشائر الأربعة الرئيسة لكن لا تستهينوا بي! نتيجتي في الاختبار هي 98!!! " 98!!!!! في تلك اللحظة الجميع سقط فكهم من الصدمة حتى باهر سقط فكه, فذلك الصبي ليس من العشائر الأربعة لكن حصل على 98 أي أنه مثقف لدرحة لا توصف!
"همم, انتظر! إذا لم تجب على السؤال 17 فمن المفترض أن نتيجتك هي 99! " قالها باهر بعد تفكير, رد عليه الصبي: "هناك سؤال نسيت إجابته, وتذكرت الإجابة بعد الاختبار! هذا حقا أمر محبط! " قال آخر كلماته بإحباط شديد, بينما قال باهر بداخله: "هذا هو نموذج الشخص المجتهد, لقد أُحبط على عدم إجابته لسؤال واحد! "
قال الصبي: "لكن السؤال 17 لهو سؤال صعب فعلا! حتى صاحب المركز الأول لم يحله! " حملق باهر به ثم قال: "وما أدراك؟ " أجاب الصبي: "صاحب المركز الأول نتيجته كانت 99, وعلى الأرجح أن خطأه هو السؤال 17 "
نظر فيصل في الصبي وقال: "من هو؟ " رد الصبي: "بدر! "
صرخ فيصل: "ليس فقط قوي بل أيضا ذكي, إلى أي درجة ذلك الشخص اللعين متكامل؟! " فكر باهر قليلا حتى تذكر من هو بدر, فقال بداخله: "هذا صحيح! بدر غادر مبكرا " في الواقع كان باهر يتوقع أن بدر ذكي ومثقف, لكن ماذا يقصد فيصل عندما قال بأن بدر قوي؟!
قال باهر: "أوي فيصل! ما الذي قصدته عندما قلت بأن بدر قوي؟ " تنهد فيصل ثم قال: "على الرغم من أن عمره خمسة عشر لكنه في المستوى الخامس بالفعل! " المستوى الخامس؟! الشخص العادي في عمر الخامسة عشر يكون في المستوى الثالث وعلى الأقل المستوى الثاني, ومن هم بالمستوى الرابع مثل بسام وفيصل لهم موهوبين, لكن ماذا عن الذين وصلوا للمستوى الخامس, ماذا نقول عنهم؟ "عباقرة"؟
قال فيصل: "بالمناسبة, ماذا جاوبتم عن السؤال 17؟ "
قال بسام: "الخيار (ج).." ضحك الصبي قليلا ثم قال: "الخيار (ج) هو [فاكهة الحوت الأصفر] وهذا خاطئ! كل من الخيار (أ) و(ج) إجابة خاطئة, (ب) و(د) هم الإجابات الصحيحة! "
قال أحمد بينما يضحك: "أنا لم أجب! " قال الصبي بغضب: "لماذا؟! ربما لو أخترت خيار عشوائي لكان صحيحا! "
قال فيصل: "أنا اخترت الخيار (ب) [نبتة النهر السام], ماذا عنك؟ " قال الصبي: "حتى أنا "
نظر باهر لهم بتعجب, فقال: "ما الذي تقولونه؟! الأجابة الصحيحة هي (د)--"
"--[عشبة المرج الأحمر] " قالها هذا الشخص تزامنا مع باهر. عندما نظر الجميع للخلف اكتشفوا أن هذا الشخص هو بدر, فقال باهر: "أوه, بدر! " قال بدر بعدما أبتسم: "مرحبا باهر! "
اندهش أحمد فقال: "هل تعرفه أيها الأخ باهر؟ " قال باهر: "نعم! أنه كان في فصلي.."
قال الصبي بدهشة: "إذا أنت تقول بأنك أجبت على السؤال 17! " قال بدر: "نعم! لم يكن بتلك الصعوبة! " (لم يكن بتلك الصعوبة)؟ هذا السؤال الأغلب لم يجاوبوا عليه وهو يقول بأنه ليس بتلك الصعوبة!
قال الصبي بغضب: "لكن السؤال ليس موجود بالكتب! " أجابه بدر بهدوء: "هذا صحيح, لكن كان السؤال واضح. (إذا استخدمتها جيدا ستستطيع صنع دواء, وإذا لم تستخدمها جيدا ستصنع سما!) أي أن خطأ واحد بسيط سيجعلك تصنع سما! "
أكمل باهر: "نبتة النهر السام أغلب استخداماتها في السموم, وقليلا في الأدوية, لذا..." قاطعه بدر وقال: "ما الذي تعلمانه عن [عشبة المرج الأحمر]؟ "
تردد فيصل قليلا فقال: "أعلم أنها في غابة الخريف الميت, وتستطيع صنع منها سم! "
قال الصبي: "وسمعت أن بمكنك أكلها مع دمجها مع بعض المواد "
قال باهر: "لا أدري عن إمكانية أكلها لكن أظن أنها معلومة خاطئة! هناك دواء ما, لكي تصنعه تحتاج إلى 1% من هذه العشبة, لكن إن زاد عن 1%..."
أكمل بدر: "فسوف تصنع سما! لذا إن ارتكبت خطأً واحدا ستصنع سما, وهذا معنى السؤال الحقيقي! " صمت الجميع وبدأوا بالتفكير بشأن استنتاج كل من باهر وبدر.
قال الصبي بعد فترة: "همم, إذا ما السؤال الذي أخطئت به؟ " قال بدر: "السؤال 16! "
قال الصبي: "ماذا! أنه سؤال (إذا أكل قط النمر البري حبة انتعاش الروح, إلى أي درجة ستزداد قوته؟) الإجابة كانت [20%]! " قال بدر: "ماذا؟! أنا اخترت [50%]! " قال باهر: "وأنا اخترت [30%]! " السؤال الذي لم يحله الجميع حلاه هذان الاثنين, لكنهما أخطئا في السؤال الذي حله الجميع! السؤال الذي منع باهر من الحصول على 80 درجة هو السؤال الذي منع بدر من الحصول على 100 درجة!
قال باهر: "إذا ما سبب قدومك يا بدر؟ " أخرج بدر كتابا ما وقال: "ألا تريد المجلد الثالث؟ " قال باهر بفرحة: "بالطبع أريده " ومن ثم أخذه.
نظر باهر في بدر فقال: "شكرا لك! إذا متى أعيده لك؟ " أجاب بدر: "يمكنك أخذه معك للأبد!--" قاطعه باهر وقال: "لا, لا يمكنني! " فقال بدر بهدوء كعادته: "لدي العديد منها " رد باهر: "حسنا "
قال بدر بعدما ألتفت: "أنا مغادر " ومن ثم غادر. تساءل أحمد عن الكتاب الذي أعطاه أحمد إلى باهر فقال: "ما هذا الكتاب؟ " أجابه باهر: "أنه المجلد الثالث من رواية {رحلة شاهين} المجلد الثالث لم يكن متوفرا في قريتي لذا اخذت المجلد الثالث من بدر! " قال أحمد: "أقلت رواية {رحلة شاهين}؟! أنها من أفضل الروايات لدي! حتى نحن ليس لدينا المجلد الثالث منها! " قال باهر بفرح: "حقا! سأعيرك الكتاب ما أن أنهيه! " لقد فرح عندما علم أن أحمد يحب هذه الرواية.
قال الصبي: "أنا علي المغادرة الآن " ثم غادر, بينما غادر فيصل للتدريب, وغادر بسام أيضا للتدريب, ولحقه أحمد. عاد باهر لسكنه وبدأ بقراءة الرواية, على الرغم من أنه في منتصف المستوى الأول, لو تدرب ومع الاختبار العملي أبضا, في نهاية الاختبار سيكون على مشارف الاختراق للمستوى الثاني, لكنه رفض تلك الفكرة, هو سيقوي نفسه عندما يدخل للأكاديمية.
تأليف : الإمبراطور