الفصل 23 : وأخيرا أمر مثير


لقد مر شهر بالفعل ولم يحدث أمر مثير, كل الأيام كانت دراسة, ومسكن باهر كان باهر يحاول التقاتل مع الغشاء الأحمر الذي يحيط ببلورة روحه في نطاق روحه, فحتى بعد مرور شهر لم يحدث أي تغير, إلى ربما أن الغشاء أصبح لونه داكنا قليلا؟

خرج باهر من مسكنه بينما يحاول الابتسام والابتهاج لكنه لم يستطع, فهو غاضب بشأن الغشاء وفوق ذلك المكان الذي سوف يذهب إليه ليس مكان سيجعله سعيدا, فهو مجرد مكان ممل.

عدما خرج باهر من مسكنه غطى وجهه بيده لكي لا تصله أشعة الشمس الحارقة وتوجه على الفور نحو المعهد, وكان كل التلاميذ تقريبا حاضرين إلى بسام.

جلس باهر على مقعده وسأل أحمد: " أين هو بسام؟ " ففي الآونة الأخيرة كان بسام دائم التأخر لذا سأل باهر أحمد عن مكان بسام.

تنهد أحمد قبل أن يقول بنبرة سبه غاضبة: "إنه يتدرب, ويتدرب فيتدرب ثم يتدرب حتى يتدرب إلى أن يتدرب كي يتدرب! " كم مرة قال أحمد "يتدرب"؟ يبدو أنه غاضب لسبب ما, حتى جميع التلاميذ نظروا نحوه بتعجب.

عندما كان باهر على وشك الكلام قال أحمد: "قبل أن نذهب إلى المعهد فهو يتدرب, وبعدما نرجع يكلمني قليلا ويتدرب, فيتدرب بعد أكله, يأخذ غفوة ثم يتدرب..." صمت قليلا, ثم أكمل بغضب: "و—" قاطعه باهر بينما يقول: "فلتسترخي يا أحمد, إن الغضب أمر سيء, صحيح يا بدر؟ " تفاجئ بدر عندما ناداه باهر, كان وكأن باهر قد أقحمه فموضوع لا يهتم له لكنه قال في النهاية: "نـ-نعم "

بعد ذلك بدأ غضب أحمد يختفي وفي نفس الوقت كان باهر متأسف ونادم على سؤال أحمد.

تنهد أحمد بينما يقول: "أعتقد أنه يحاول الاختراق للمستوى الخامس لكي يهزم بدر " ابتسم بدر وقال بثقة عمياء: "لن يستطيع! وإن استطاع فسوف اخترق أنا للمستوى السادس!! " ثقة بدر كانت لا مثيل لها, وهذا ما جعل باهر ينبهر ببدر.

بعد فترة, دخل رجل ذو بنية جسدية ضخمة يرتدي قميص يظهر صدره عاريا, والذي كان مليء بالندبات وكانت عضلاته بارزة وكأنها منحوتة في حديد, وكان تحت عينه اليسرة ندبة على شكل 'x' وكان لديه لحية سوداء كثيفة لكنها قصيرة, كان ذلك هو المعلم جعفر!

قال جعفر بصرامة: "أعلم أن هذا الشهر كان ممل بالنسبة لكم! لكن أظن أن اليوم سيكون هناك شيء قد يثير اهتمامكم ولو قليلا!! " تفاجئ الجميع وأعاروا سمعهم لجعفر, فما الشيء الذي قد يثير اهتمامهم بعد كل هذه المدة؟

ابتسم جعفر وأردف: "سنقوم بعمل اختبار!!! " انصدم الجميع لقد كانوا متحمسين للغاية لكن في النهاية كان الأمر هو اختبار, جميع وجوه التلاميذ كانت مصابة بخيبة أمل, حتى قال أحدهم بلا مبالاة وهو مغمض عينيه: "أيها المعلم, هل تظن أن هذا الأمر سيثيرنا؟ " عندما صمت كان الفصل جميعه صامت ففتح عينه ليجد الجميع ينظرون نحوه وهم مصدومين, حدق التلميذ بهم قليلا ثم فتح عينه من الصدمة وكان وجهه يتعرق من الخوف, قليلا فقليلا بدأ بإدارة رأسه نحو جعفر الذي كان صامتا, لقد نسي التلميذ شيئا مهما, ألا وهو أنه كان يتحدث مع المعلم جعفر!!!!!

قال جعفر بينما كان يحاول قمع غضبه: "و-وليد..." أجاب وليد على الفور وهو خائف: "نعم! " قال جعفر: "قف! " وقف وليد على الفور, تقدم جعفر نحوه وأمسك بكتف وليد بينما يقول وهو يحاول الابتسام: "كنت أريد أن أخبركم بخبر رائع لكن أنت..." بدأ بإمساك كتف وليد بقوة وأكمل: "...لكن أنت تجرأت وقاطعتني..."

كان وليد خائف للغاية لدرجة أن دموعه على وشك الخروج من عينيه, قال وليد وهو هلع للغاية: "آ-آ-آسف للغاية, أرجو أن تسامح عجلة هذا التلميذ الجاهل الأحمق الـ..." أكمل وليد في ذم نفسه إلى أن تركه جعفر مما جعل وليد يتفاجأ فهذه أول مرة يتركه على الفور. فجأة ومضت في بال وليد فكرة مرعبة ألا وهي أن جعفر ينوي معاقبته بشيء أكثر قسوة, لذا كانت ساقيه ترتعش من الخوف.

تنهد جعفر وقال: "حسنا, سوف أسامحك هذه المرة من أجل الخبر المثير لليوم " تفاجئ الجميع ولم يصدق أحد ما قاله جعفر, فقطع جعفر تفاجئهم وقال للوليد: "أجلس! " جلس وليد بينما يقول وهو ممتن: "شكرا جزيلا للمعلم العظيم! " مازال الجميع مصدوم, فقال أحمد بصوت منخفض: "أنت تمزح صحيح؟ المعلم جعفر يسامح أحدهم!! هذا لم يحدث مطلقا! " أكمل باهر وقال: "يجب أن يكون وليد سعيدا للغاية "

صرخ جعفر: "صمتا! " صمت الجميع دون استثناء فأردف جعفر: "اختبار اليوم ليس اختبار تحريري! " الجميع بدأ بالابتسام عندما قال جعفر ذلك وعاد حماسهم, فأكمل جعفر: "اختبار اليوم هو اختبار لـ--" قاطع كلام جعفر صوت أحدهم يركل الباب لينفتح ثم يقول: "مرحبا! " دخل من عبر الباب شخص ذو شعر أحمر مجعد, نعم, لقد كان بسام.

حدق جعفر به بغضب, وحدق بقية التلاميذ بغضب كونه دخل وقت خاطئ! حملق بسام في الجميع, ثم أمسك مقبض الباب وخرج وأغلق الباب معه, فقد شعر بأنه دخل في وقت خاطئ بالفعل من الجو.

عم المكان الصمت, لكن الجميع سمعوا بعد انغلاق الباب صوت خطوات.

غضب جعفر وما إن فتح الباب صرخ قائلا: "بساااااااااااااااااام!!!! عد!!!! " ومن ثم خرج هو الآخر. بعد فترة عاد الاثنين وكان جعفر يحمل بسام من عنقه والذي كانت هناك ورمة حمراء في رأسه, ثم رماه في الأرض بينما يعاتبه: "برأيك كم مرة تأخرت؟! " صمت بسام بينما ذهب وجلس في مقعده, جعفر كان أسوء شخص تعرف عليه بسام.

أكمل جعفر قائلا: "الاختبار سيكون—" قاطعه بسام مجددا بينما يقول بلا مبالاة: "إيه؟ سيكون هناك اختبار؟ " غضب جعفر ولكم رأس بسام الذي أصبح لديه ورمتين حمراء أعلى رأسه. أكمل جعفر للمرة الأخيرة: "الاختبار سيكون لقياس قوتكم!!! " فرح الجميع وصاحوا.

قال باهر بفرح: "وأخيرا أمر مثير! " رد عليه أحمد "نعم! "

"صمتا! " صدر الصوت من فوه جعفر الذي أردف: "بما أن بسام قد أتى هيا لنذهب! " وقف الجميع وأرادوا الذهاب قبل جعفر حتى قال بعدما لكم عدة تلاميذ على رؤوسهم: "أين ستذهبون؟! لم أتذكر أنني أخبرتكم بالمكان! " توقف الجميع وانتظروا جعفر يمشي حتى يمشون خلفه.

* * *

وصل الجميع لساحة كبيرة بها عدة أشياء, وكان الجميع متلهف ومتحمس وفرح لأن وأخيرا سيكون هناك شيء جديد وممتع!

قال جعفر بصوت عالي ومهيب: "كما قلت, هذا الاختبار سيكون اختبار لقياس قوتكم, وهو مقسم لعدة مراحل, لقياس كل من قوتكم الجسدية وسرعتك وأخيرا طريقة قتالكم! " هذا الاختبار سيحدد مكانة التلاميذ في الفصل لذا عليهم أن يبذلوا جهدهم.

كان التلاميذ الأذكياء منزعجين قليلا, لأن سابقا كانت مكانتهم عالية بسبب ذكائهم وتفوقهم الدراسي لكن الآن سيتم تحديد المكانة بحسب القوة!

باهر كان يجد هذا الاختبار شيء جيد وسيء في نفس الوقت, فكان يجد ان الاختبار سيء لأن سابقا كانت مكانته مرتفعة كونه الشخص الذي حصل على المركز الثالث في اختبار الدخول وكونه صديق لشخصيتين بارزتني وهم بدر وبسام, فلو حصل نتيجة متدنية ستقل مكانته, صحيح أنه ستبقى مكانته عالية قليلا بما انه صديق بدر وبسام لكن إذا لم يبذل جهده ستنخفض مكانته للحضيض. بينما كان يرى أن الاختبار شيء جيد, لأنه سيكون فرصة جيدة لكي يظهر فيها قوته.

كان بسام متحمس للغاية لدرجة أنه بدأ بالتحمية, لأن هذا الاختبار سيجعله يبرز وسيجعله يتفوق على بدر, قال بسام بحماس: "سأتصدر القائمة! " ضحك شخص خلفه وكان أسمر البشرة ذو شعر أسود طويل وناعم وكان يرتدي ملابس نبيلة فقال: "هذا سيكون في أحلامك يا بسام, لأني سوف أتخطاك هذه المرة! " كان ذلك الشخص هو ابراهيم وهو فتى بعمر الرابعة عشر بالمستوى الثالث من النطاق البدني وكان هدفه هزيمة بسام لكن بسام دائما ما يتجاهله غير أنه أضعف من بسام لكون بسام في المستوى الرابع, لكن هذا الاختبار على حسب كلام المعلم جعفر فسوف يكون يركز على القوى الجسدية لا الروحية, لذا ابراهيم كان واثقا هذه المرة.

رد عليه بسام بلا مبالاة: "همم, لا تستطيع ذلك " قالها بسام وكأنه يعلم بما سيحدث حقا, وهذا ما أغضب ابراهيم, فبسام لم يضع ابراهيم قط في عينيه. هدف بسام الأول والأخير هو بدر وكان يتدرب يوميا لكي يحاول الاختراق للمستوى الخامس مثل بدر لكنه لم يستطع, لذا سيحاول قطعا هزيمة بدر في هذا الاختبار, ففي اختبار الدخول هزمه بدر لكونه كان بالمركز الأول.

في الواقع كان بدر هادئا للغاية فهو لا يهتم لمثل هذه الأمور, صحيح أنه يكره والده لكن هذا لا يغير أن والده ثبت بعقل بدر أنه [لا يهزم أبدا] [الأقوى والأول للأبد] , لذا هو لن يجعل أحد يحصل على المركز الأول سواه.

-------------------------------

انتهى الفصل.

تأليف : Z


وعدتكم ان انزل الفصل 23 في 2018/01/01

لكن المنحوس يبقى محوس, أمس كان في عطل في الموقع فلم أستطع أنزل الفصل.


عموما, هل تريدون أكمل تنزيل الفصول من الغد أو بعد الاختبارات؟

2018/01/02 · 847 مشاهدة · 1335 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024